«في هذه الليلة».. أحلام الشباب في مواجهة سلطة الآباء وتوحش الرأسمالية لفرقة مسرح البدرشين

«في هذه الليلة»..  أحلام الشباب في مواجهة سلطة الآباء وتوحش الرأسمالية لفرقة مسرح البدرشين

العدد 868 صدر بتاريخ 15أبريل2024

قدمت فرقة قصر ثقافة البدرشين بفرع ثقافة الجيزة بإقليم القاهرة الكبرى الصعيد الثقافي مسرحية «في هذه الليلة» للمؤلف مؤمن عبده، والمخرج وليد شحاتة بمسرح قصر ثقافة البدرشين، ضمن فعاليات الموسم المسرحي 2023/ 2024، والتقت مسرحنا بفريق العرض لتتعرف على ملامح وسمات تجربتهم الجديدة.

فجوة كبيرة
قال المخرج وليد شحاتة: تتناول «في هذه الليلة» إحدى صور الصراع المحتدم والمباشر بين مجموعة من الشباب، يحلمون بمستقبل مغاير يعبر عنهم، وعن طموحاتهم وأحد رجال الطبقة الأرستقراطية من غير الأسوياء، ويخلق الصراع فجوة كبيرة بين الأجيال المتعاقبة، حيث يمثل هذا الرجل صورة للغرور والغطرسة للسلطة الأبوية يُظهر منها فقط سمات الناصح الأمين، ويوضح هذا الصِّدَام الدوافع الباطنية لسيطرة المال، ويعرفنا بالفوارق الكبيرة بين طبقات المجتمع في السمات والسلوكيات.

الخلق والإبداع
وأوضح «وليد»: ومسرحيتنا تمثل تجربة جديدة لطرح سلوكيات مجموعة من شباب المجتمع المصري، وهم في غمار الحياة اليومية، ومواجهتهم للمصاعب وحاولت من خلال الصور المطروحة بالدراما الربط بين الهدف الخفي من العرض المسرحي حيث الاستمتاع، والأهداف المعلنة، وحتى يجد المشاهدون حيزًا من الإسقاط النفسي عليهم كنوع من المعالجة الدرامية، واستخدمت بعضًا من الحيل والصور الفنية، كما حاولت أن أتجنب المباشرة قدر المستطاع في توصيل رسائل وأفكار العرض، حتى يشاركنا المشاهدون في البحث والتساؤل والتفكير والخلق والإبداع لأن العرض المسرحي في ذاته حالة متوهجة من الصدام بالواقع ومحاكاته، والشعور بالمتعة والبهجة أيضًا بين صناع ومبدعي العرض والجمهور.

السيطرة والتملك
وقال أحمد صلاح: أٌقدم دور «الباشا» والد «سلمى»، صاحب الثروة الكبيرة، والتي حصل عليها بطرق عديدة غير مشروعة، فهو وصولي وانتهازي، سارق وقاتل، ويعيش حياته كما يحلو له، ولم يُفكر غير في السيطرة والتملك، وأن يتذوق ما يشاء من ملذات الحياة، ومن طقوس«الباشا» المعتادة أن يقيم حفلًا كبيرًا في عيد ميلاده كل عام، غير أنه يعتقد في هذه المرة أن ليلة عيد ميلاده الأخيرة قد حانت، فيقرر أن يُحقق أحلام ضيوفه، محاولة منه للتكفير عن خطاياه وذنوبه، لكن ابنته وتحضر برفقة جميع أصدقائها للحفل فيكتشفون حقيقته.
وأضاف «صلاح»: سعدتُ كثيرًا برؤية المخرج المغايرة وفلسفته التي ارتكزت على تناول سبل التربية وإيضاح أهدافها على النشء وتأثيرها على سلوك الشباب، كما سعدتُ بآراء الجمهور وإعجابه بالعرض، وحديثه معنا عن إيجابياته وسلبياته. 

«شادي»المحب العاشق
وقال يوسف محسن: أشارك بدور «شادي» الذي يحب ابنة خالته «سلمى» وهو ضعيف لا يستطيع أن يتخذ موقفا لحمياتها في بداية الأحداث بالعرض، وكل ما ينشده بالحياة؛ هو أن تهواه «سلمى» ويسعد بها في حياته، وكان يحاول ويبذل جهدًا كبيرًا للقرب منها، لكنه يجد نفسه في مواجهة «بسام» عامل الـ( G.D) الذي يوقع «سلمى» في أسره وشباكه.

توحش الرأسمالية
فيما قال حامد الزناتي: أقدم شخصية «رزق رمضان النوري» الذي درس بكلية التجارة لكنه لا يجد مستقبلًا أو مهنة تناسبه لكسب قوته وليحيا حياة آمنة، فلا يجد غير أن يعمل« طبالًا» مع فرقة للفنون الشعبية، ومن خلالها يتعرف على الراقصة فيخشى سلوكها ويفر منها، ليعمل بعد ذلك في صالة «ديسكو» ليتعرف على هذا العالم وشخصياته، وتدور بينهم صراعات بين الطبقات الاجتماعية، حتى يأتي يوم الحفل فيذهب هو وفريق الـ«D G» ومنهم «بسام» الطامع في ثروة «الباشا»، وحينذاك يعرف «رزق» أن «الباشا» والد «سلمى» هو قاتل أبيه فيحاول أن يثأر لنفسه، غير أن «بسام» يمنعه عن ذلك، ليُكمل سلسال الدم فيقوم الأخير بقتل «رزق» ليصير ضحيةً جديدةً نتاج توحش الرأسمالية بالمجتمع.

حياة خاصة
وأوضحت شهد مهران قائلة: أقوم بدور«سلمى»، ابنة الباشا؛ التي تتمرد على حياة الثراء والترف، وترغب بحياة خاصة بعيدًا عن ثروة وسلطة أبيها لتعيش في هدوء وتعمل وتكد وتحقق أحلامها الخاصة، وتترك القصر لتعيش في بيت صغير، وتقرر أن تدرس بمعهد الموسيقى، بدلًا من الطب كرغبة والدها، ومع تصاعد الأحداث تحب زميلها بالمعهد، ويعمل معها في فرقة بـ«الديسكو» والذي يكمن بداخله أهدافه الخاصة فهو لا يريد غير ما سيجنيه من ثروة أبيها قدر ما يستطيع، فيحيك شباكه حولها بكلامه المعسول فتنخدع بقلبها الطيب وتحبه، وفي الوقت نفسه يحبها ابن خالتها الذي لا يمكنه حمايتها ولا تمنحه أي فرصة للقرب منها.

حقيقة غائبة
وتابعت «شهد»: وتعرف «سلمى» أن أبيها يبحث عن فرقة موسيقية لإحياء حفل عيد ميلاده فتقرر أن تذهب مع الفرقة التي تعمل بها، مدعين أنهم فرقة للتخت الشرقي، وتتفاجأ «سلمى» بالحقيقة الغائبة التي لا تعرفها عن أبيها وأنه كان يقوم بقتل الكثير من الأبرياء في كل ليلة من حفلات أعياد ميلاده السابقة، وبالنهاية، يتغير مصيرها عندما تتأكد من حب ابن خالتها ومساندته لها فتتزوجه بعد أن تتكشف لها الحقائق وتتأكد أنه كان دومًا بجانبها ودعمًا لها في كل وقت.

فريق العرض
مسرحية «في هذه الليلة» من تمثيل: أحمد صلاح، حامد الزناتي، روان لبنه، يوسف محسن، حمدي حبيب، شهد مهران، علي شعبان، علا محمد، نورا محسن، محمد الدالي، عبد الرؤوف، على شعبان، نورا محسن، محمد الدالي، مساعد إخراج شيماء أبو غزالة، خالد عمر، يحيى أبو النجا، ديكور شيماء عبد العزيز، مخرج منفذ محمد نوير، والعرض من أشعار أيمن حافظ، تأليف مؤمن عبده، إخراج وليد شحاتة. 
 


همت مصطفى