«فجوات العرض المسرحية والأثر الدلالي بين المخرج والمتلقي» رسالة دكتوراه للباحثة هدى عامر عزيز

«فجوات العرض المسرحية والأثر الدلالي بين المخرج والمتلقي» رسالة دكتوراه للباحثة هدى عامر عزيز

العدد 828 صدر بتاريخ 10يوليو2023

تم مناقشة رسالة الدكتوراه بعنوان «فجوات العرض المسرحية والأثر الدلالي بين المخرج والمتلقي» مقدمة من الباحثة هدى عامر عزيز علي، بكلية الفنون الجميلة جامعة بابل، وتضم لجنة المناقشة الدكتور محمد حسين محمد حبيب، أستاذ فنون مسرحية وإخراج بكلية الفنون الجميلة جامعة بابل (رئيسًا)، والدكتور علي رضا حسين، أستاذ فنون مسرحية وإخراج بكلية الفنون الجميلة جامعة بابل (عضوًا)، والدكتورة زينة كفاح علي، أستاذ فنون مسرحية وإخراج بكلية الفنون الجميلة جامعة بابل (عضوًا)، والدكتور محمد كاظم هاشم، أستاذ مساعد فنون مسرحية وإخراج بكلية الفنون الجميلة جامعة بابل (عضوًا)، والدكتور بشار عبد الغني محمد، أستاذ مساعد فنون مسرحية وإخراج بكلية الفنون الجميلة جامعة الموصل (عضوًا)، والدكتور علي محمد هادي، أستاذ فنون مسرحية وإخراج بكلية الفنون الجميلة جامعة بابل (مشرفًا). والتي منحت الباحثة من بعد حوارات نقاشية انتظمت وفق شروط ومعايير أكاديمية درجة الدكتوراه.
وجاءت رسالة الدكتوراه الخاصة بالباحثة هدى عامر عزيز: 
تناولت  معنى الفجوات في النصوص والعروض المسرحية وكيف تتم إعادة عن إعادة بناء صورة جديدة للعمل الأدبي، فالمتلقي قادر على أن يخلق صورة أخرى للعرض من خلال الرؤية الخاصة به وخلق جدل مستمرة بين العمل المسرحي وبين المتلقي في رسم صور جديدة ومتعددة لعرض الواحد.
تناول البحث في الفصل الأول مشكلة وهدف البحث وحدود البحث وتحديد المصطلحات، أما الفصل الثاني تناولت الباحثة في المبحث الأول الفجوات في الخطاب الفكري الفلسفي الغربي والعربي، في المبحث الثاني تم توضيح الفجوات في المشهد المسرحي تم توضيح كيفية إيجاد تلك الفجوات في النص المسرحي والطريقة التي يضعها المؤلف من خلال عدد من الخطوات في كتابة النص المسرحي وتم استشهاد عدد من النصوص عرض الحوار بين الشخصيات المسرحي.
بعد ذلك تناول  الباحثة في المبحث الثالث الفجوات في  جميع عناصر العرض المسرحي، الإضاءة، الموسيقى، السينوغرافيا، توضيح الفجوات في جميع هذه الاجزاء، أما المبحث الثالث تطرقت الباحثة إلى تجارب إخراجية عالمية وعربية، والصورة التي تم بها تحويل وقراءة النصوص الدرامية إلى نص العرض من قبل هؤلاء المخرجين. 
وفي الفصل الثالث تم اختيار مجتمع البحث لمهرجان بغداد الأول والثاني، حيث تم اختيار عدد من العينات وتحديد منهجية البحث وتحليل العينات، واعتمدت الباحثة على المنهج  الوصفي التحليلي كمنهجية لبحثه، كما اعتمدت على مؤشرات الإطار النظري ومشاهده العرض المسرحي  في تحليل عينية البحث. 
أما الفصل الرابع فأحتوى عرض النتائج  من خلال تحليل العروض المسرحية الخمسة التي تمثل عينة الدراسة كما توصلت الباحثة إلى استنتاجات عديدة.
وتأتي مشكلة البحث: منذ بدأ الحضارات القديمة أسهمت النظريات في جعل المتلقي عنصراً مهماً في الحياة الثقافية، العروض الدينية التي كانت تقام في تلك الحضارات خرجت من المعابد وأمكنة العبادة إلى الساحات المكشوفة لتوصيل الرسالة إلى المتلقي وجعل المتلقي مشاركاً من خلال التفاعل مع الأحداث، حيث أن الذات هي سبيل الوصول إلى المعرفة والعلم ومحاكاة العالم الخارجي، وعملية التطهير لدى أرسطو حيث أكد على دور المتلقي خلال عطفة على مصير البطل الإحساس بالشفقة والتعاطف والرحمة في تلك المأساة والماضي الغامض لتلك الشخصيات المسرحية التي رسمت من المبدعين في تلك الأزمنة.
وللمتلقي دور في تلك الأحداث التي تحدث والتفاعل والإدراك والمعرفة هي سبيل الوصول إلى نتيجة في تجسيد صور متعددة عبر الصراع والجدل المستمر مع الأحداث الدرامية فوق الخشبة أو أثناء قراءة الأعمال الأدبية، حيث أن الأحداث الجديدة التي طرأت على العالم بعد الحرب العالمية الثانية أسهمت في تغيرات كثيرة على المجتمع  بشكل عام على الآداب والفن  بشكل خاص كانت له حصة كبيرة في ضمن هذه التغيرات، وأصبح المتلقي جزءاً من العملية الابداعية في المسرح واستند إليها دور فعال في تفسير وتأويل المعارف وطرح وجهة نظره وأخذت وجهات النظر بعين الاعتبار. 
وفي المسرح الكلاسيكي المخرج يمثل قائد الأوركسترا  في تجسيد العمل المسرحي ويتم تنفيذ النص حرفياَ والاستناد على الحوار اللفظي واللغة المؤلف يلعب دور كبير في تنفيذ العمل وطرح الفكرة والموضوع  القراءة، ويبدأ المخرج بتنفيذ أفكاره مع تعاون بقية أفراد العمل، حيث ظهرت العديد من النظريات التي تدعوا إلى تفكيك النص وإعادة بناءه من قبل المتلقي، وأصبح المتلقي  جزء من العملية الإبداعية في إعادة وتشكيل الموضوع الجمالي حسب الصورة الذهنية والصراع المستمر بين الذات والعمل الأدبي التي جسدت في خيالية تجاه التيارات المسرحية بشكل فعال إلى مشاركة المتلقي في العروض.
واتجه المخرج (انتطون ارتو) إلى إدخال المتغيرات الكثيرة في العروض المسرحية مستنداً إلى الأحلام والرؤى والحالات النفسية، كذلك لعب مسرح العبث دور في إعادة تشكيل العرض المسرحي وتقديم رؤية خاصة بالمخرج وفق معطيات النص المكتوب بما يناسب متطلبات العرض وجعل المتلقي عنصراً فعالاً في تلك العروض، والسريالية والرمزية والتعبيرية جميع هذه التيارات منحت المتلقي فرصه للتعبير عن المعنى الداخلي والبحث وعن الغموض والرموز التي طغت على تلك العروض، وإرسال عدد من الشفرات والدوال من قبل الشخصيات المسرحية، كما أن  الممثل يعد الجزء الأكبر من العنصر في إرسال تلك الشفرات من خلال تفاعله مع عناصر العرض المسرحي وتصل الرسالة إلى المتلقي ويأتي دور المتلقي هنا مسؤولية  تفسير وتأويل الرسالة التي تصدر أثناء العمل الإبداعي، ورسم الموضوع الجمالي عبر رؤيته ومرجعاته الخاصة.
وظهرت تيارات عديدة تدعو إلى إلغاء حدود الخشبة وتقديم العروض في مناطق مختلفة من العالم وإلغاء فكرة الحوار والاعتماد على الحركات الجسدية، وجعل (بيتر بروك) المتلقي جزء من العرض المسرحي وألغى فكرة الحوار في أغلب عروضه المسرحية من خلال الورشات التي نفذت في مناطق مختلفة في العالم، وجمع ممثلين من مختلف الجنسيات يحملون ثقافات متعددة ولغات مختلفة في تشكيل صورة مسرحية جديدة مغايرة للتيارات المسرحية التي سبقت، وأيضاً (يوجين باربا) اٌعتمد على الجنسيات المختلفة واللغات وتم  تشكيل ورشات خاصة بتدريب الممثل وتشكيل صورة مسرحية تحمل ملامح خاصة تعبر عن رؤية وأفكار هؤلاء المشاركين  في خلق وإبداع صور متنوعة تحمل جمالية وشاعرية للتك الأمكنة التي جاءت منها. 
كذلك المسرح البيئي ومسرح الشمس وجُسِدت تلك العروض في أمكنة مختلفة بعيد عن الخشبة الإيطالية وسمحت لكل شخص المشاركة في تلك اللحظات الإبداعية، بالإضافة إلى النظريات  الجديدة في إعلان موت المؤلف، والمتلقي حل محل المؤلف الأول إذ أعطت دور كبير للمتلقي باعتبار المسرح يرسل عدد كبير من الرسائل والشفرات القابلة للتفسير والتأويل الموجهة إليه، كذلك برز دور المتلقي من خلال إكمال العناصر غير المحددة ومليء الفجوات وإعطاء أهمية للمتلقي في العمل الأدبي ودوره في إنتاج الموضوع الجمالي للعرض المسرحي.
 


ياسمين عباس