بين رحى «الطاحونة الحمراء» لفرقة القاهرة الموسيقى والغناء في مواجهة الوقوع في الحب

بين رحى «الطاحونة الحمراء» لفرقة القاهرة  الموسيقى والغناء في مواجهة الوقوع في الحب

العدد 865 صدر بتاريخ 25مارس2024

تستعد فرقة «القاهرة» المسرحية بفرع ثقافة القاهرة بإقليم القاهرة الكبرى الصعيد الثقافي، لتقديم عرض «الطاحونة الحمراء» للمخرج حسام التوني بالموسم المسرحي 2023ــ 2024 بقصر ثقافة روض الفرج، وتجري الفرقة في هذه الأيام البروفات الأخيرة، والتقت مسرحنا بفريق العرض لتتعرف على ملامح وسمات تجربتهم الجديدة.

مغامرة كبيرة
وقال مخرج العرض حسام التوني: أقدّم «الطاحونة الحمراء» عن نص الكاتب أحمد حسن البنا، كتجربة جديدة بمسرح الثقافة الجماهيرية بعد جلسات ومناقشات عديدة مع المؤلف الموسيقي والمحلن المتميز زياد هجرس، ودراماتورج الشاعر والمؤلف أحمد زيدان، وبالبداية وأنا بصدد الإعداد والتجهيز اجتمعنا بجلسات عمل كثيرة للمناقشة معهما.
وتابع: أدرك وأعرف أنها مغامرة كبيرة، وخاصة أن القصة قدمها الفيلم الرومانسي الموسيقي العالمي «Moulin Rouge! »‏ إنتاج أسترالي/ أمريكي، 2001، ونجح نجاحًا كبيرًا، وحاز الفيلم على إشادات إيجابية من النقاد والفنانين بالعالم كله، حيث ترشح الفيلم للعديد من الجوائز منها 8 ترشيحات لجائزة الأوسكار وحصل على اثنتين منها.

صورة جمالية مغايرة
وتابع «التوني»: لكنا قررنا في تجربتنا المسرحية الجديدة أن نقدم تغييرًا في البناء الدرامي عن الفيلم تمامًا، بما يناسب التقاليد والعادات المصرية ولنقدم صورة جمالية ممتعة للجمهور، في نفس القالب الغنائي الاستعراضي، لكنا سنرتكز على الغناء والعزف الحي وهذا ما أعتبره تجربة صعبة ومغامرة تستحق العناء والعمل الشاق لأن المسرح يستحق، ونأمل أن يستمتع الجمهور العام والمتخصص بما سنقدمه.
وأكد «التوني»: وكان أكثر ما يشغل بالي أن تكون قضايا العرض ورسالته واضحة تمامًا للجمهور، ليخرج بعد المشاهدة من صالة العرض متشبعًا بها وتشغله حتى يذهب لبيته، ومحملا بالمتعة، كما أردت أن يستمتع جميع المشاركين بالعرض من الممثلين والفنانين خلف الستار بكل ما يقدموه، مؤمنين به ينقلونه بإخلاص وصدق إلى الجمهور.

بين رحى الطاحونة
وأوضح «التوني»: وعن الرؤية الدرامية للعرض والتي تنبع من بعض الأفكار بفلسفتي الخاصة، حيث ترتكز على أن الحياة هي الطاحونة التي ندور بين حجريها، وبينهما سنظل طوال الحياة، فنقدم في عرضنا المسرحي رؤية مغايرة تمامًا عن حبكة الفيلم، والتي تؤكد أن الحب والمشاعر لا مكان لهما، ولا اعتراف بهما داخل هذا العالم المزدحم بالقسوة من أجل الحصول على المال والتملك للآخرين، ونتناول مظاهر التهشم والتحطم بين رحى الطاحونة وقانونها الذي لا يرحم أحدًا ويدهس ويطبق على الجميع بلا هوادة.

«كريس» ومعايشة الثورة
ويقول محمود متولي: كنت أتمنى من قبل المشاركة في عرض غنائي استعراضي، وسعدت كثيرًا وقت اختياري للمشاركة بالعرض، من المخرج حسام التوني الذي يحمل رؤية وفلسفة خاصة، والملحن الشاب زياد هجرس المتميز كثيرًا وفريق العرض الذي يضم مجموعة مميزة من المسرحيين، ونأمل أن يحقق العرض نجاحًا كبيرا لأنه يستحق ذلك، بعد جهد كبير من جميع المشاركين فيه. 
وأوضح «محمود»: أقدم شخصية الشاعر والكاتب الإنجليزي الشاب كريستيان «كريس»، الذي يرغب في الذهاب إلى فرنسا وينتقل إلى باريس في مقتبل التسعينيات بالقرن الماضي من أجل معايشة الثورة، والمتغيرات التي تعقبتها، وخاصة بعد ما أصبحت فرنسا رمزًا للحرية، ويخلف «كريس» ورائه أهله وبلاده، ليجد عكس ما كان يعيش فيه، ويقع في حب «ساتين»، ويدفع إلى كتابة مؤلفه الجديد «الطاحونة الحمراء».
واختتم «محمود»: وسيشاهد جمهور مسرح الثقافة الجماهيرية، معنا عرضًا مسرحيًا غنائيًا استعراضيًا، لكنه مختلفًا تمامًا عن فيلم «الطاحونة الحمراء» وقصته وحبكته ورسالته، وخاصة في ترتيب وتصاعد الأحداث، وأتمنى أن يسعد جمهورنا بعرض مسرحي مختلف متميز ومتفرد.

شارل.. الغاية تبرر الوسيلة
وقال محمد أمين: أقدم شخصية «شارل» صاحب ومالك «الطاحونة الحمراء»، الملهى الليلي الذي تدور فيه الأحداث بعرضنا المسرحي، والذي يجمع فئاتٍ مختلفة وأنماطًا عديدة من البشر من العاملين وزبائن الملهى في مستويات اجتماعية مختلفة، ومتفاوتة في الثراء.
وتابع «أمين»: «شارل» كان يعمل بالطاحونة، في بداية حياته، وعانى فأصبح ناقمًا على حاله الرث الوضيع، ففكر أن يثأر لنفسه، بعد ذلك، وخاصة بعد أن امتلك الطاحونة فأصبح يرى البشر والحياة بشكل آخر فيصير شخص وصولي وقاس كثيرًا ولايبحث غير عن مصلحته ليصل إلى ما يريد من أهدافه رغمًا عن الجميع، وخاصة ممن يعملون تحت إمرته بالطاحونة، ويفعل كل ما يحلو له متخذًا مبدأ واحدًا له وهو «الغاية تبرر الوسيلة»، لا يرحم في ذلك أحدًا، ولا يلين لضعيف، والبشر عنده هم الوسائل للوصول إلى كل ما يتمناه. 
واختتم «أمين»: أتمنى أن نُقدم عرضًا ممتعًا مختلفًا يسعد جمهور مسرحنا بالثقافة الجماهيرية.

كارولين.. رمزًا للتوبة
وتقول هالة محمد: أقدم شخصية «كارولين» وهي الأكبر سنًا والأقدم بين جميع العاملين بملهى «الطاحونة الحمراء»، وهي أكثرهم قربًا من «شارل» مالك الملهى ومصدر قته الأول، غير أنها على العكس من «شارل» القاسي، فهي تملك قلبًا يحنو على الجميع وخاصة الفتايات اللاتي يعملن معها، وتهتم لشئونهن كأنها أم لهن.
وتوضح «هالة»: تعتاد شخصية «كارولين» على الذهاب إلى الدير من وقت للآخر لتستغفر وتتوب وتتقرب إلى الله رغم استمرارها في عملها بـ «الطاحونة الحمراء»، لكنها دومًا تسعى للتوبة وطلب الغفران من الله دائمًا، بالاعتراف بالدير، فتصبح بالعرض رمزًا للتوبة والغفران. 

«ساتين».. نجمة الملهى الأولى
وقالت رحاب حسن: أقدم شخصية «ساتين» نجمة الملهى الأولى، وأهم وأغلى بنت لصاحب الطاحونة «شارل» فهي أمنية كل الأغنياء الذين يتسابقون للفوز بها، ولو لليلة واحدة أو وقت قصير؛ للاستمتاع بجمالها وعذوبة صوتها ورقصها الخلاب، وهي سر النجاح الأكبر للطاحونة الحمراء، وببداية أحداث العرض «ساتين».. لا تحب أحدًا ولا تعترف بمشاعر الآخرين نحوها وهدفها فقط هو كسب المال وجلب الهدايا؛ فترافق من يدفع لها أكثر أو يقدم هدية أغلى، أومن سيحقق حلمها لتكون نجمة مسرح كبيرة، وليست راقصة في ملهى ليلي.
العقبة الرئيسية
وتابعت «رحاب» موضحة: لكن حال «ساتين» ينقلب بظهور «كريس» في حياتها، والذي يدفع بها إلى التغيير بعد أن أحبته فتتمنى أن تتحول من فتاة الملهى، إلى امرأة تحب وتنعم بذاك الحب فقط دون أي أموال أو هدايا، وفي الوقت ذاته، هناك شخصٌ آخر يريد «ساتين» لنفسه وهو الدوق «مونروث» الثري الغيور والذي يعتبر «ساتين» إحدى ممتلكاته الخاصة والتي لا يجب على أحد الاقتراب منها أبدا، وكان وعدها بأن يقوم بتمويل عرضها المسرحي لتصبح نجمة بالمسرح في مقابل أن يمتلكها، وهذا الأمر هو ما يشكل العقبة الرئيسية في طريق «كريس» و«ساتين» للبقاء معًا، ويدفع «شارل» صاحب الطاحونة بـ «ساتين» إلى ضرورة تلبية رغبات الدوق فيوسوس لها دومًا مرددًا أن شاغله هو مصلحتها، لكنه لا يفكر غير في مصلحته هو فقط، وجلب المال الكثير من ورائها ومنفعته فحسب.
واختتمت «رحاب»: وبتصاعد الاحداث، نكتشف أن «ساتين» مريضة بالسُل وتختار حبها وتضحي بحلمها وحبها، لتنقذ حبيبها «كريس» من الدوق وبطشه. 

صعوبات وتحديات كثيرة
فيما يقول الملحن زياد هجرس: «بعد محادثتي الأولى مع مخرج العرض واتفاقنا على تقديم تجربة جديدة بعد تجربتي الأولى معه العام الماضي شعرت أننا بصدد تجربة مهمة وقوية تحتاج لجهد كبير وتفكير كثيرًا حتى نقدم ما سيمتع الجمهور.
 وأوضح «هجرس»: «كانت الاستعدادات ضخمة على الأفكار والأشعار والحوار المغنى بدءًا من اختيار الممثلين مع المخرج واختبارات للمشاركين حتى نقدم عرضًا متكاملًا في جميع عناصره الفنية، خاصة عنصر الغناء والرقص فالممثل في هذا العرض يغني ويؤدي عرضًا غنائيًا كاملًا أمرًا ليس باليسير، وتقديمنا للعرض أمرًا شاقًا يتطلب جهدًا كبيرًا جدًا؛ بداية من إعداد النص والأشعار مع الكاتب والشاعر أحمد زيدان بالشكل المناسب للدراما الغنائية، ومن بعد ذلك خطوة اختيار الممثلين للأدوار في اتجاه وتقنية العرض الغنائي الاستعراضي، والجو العام الخاص بذلك، واختيار وتوظيف الآلات الحية التي ستعزف وتشارك في الأحداث كالشخصيات الدرامية، فنستخدم آلات عديدة وموظفة بشكل مختلف ومغاير، وكذلك استغرقت وقتًا في تأليف الألحان لتكون مناسبة للأحداث الدرامية بقصة النص.
 وأكد «زياد»: «إنها تجربة ليست سهلة وبها صعوبات وتحديات كثيرة جدًا جدًا؛ نتمنى أن تكتمل بنجاح كبير. 

جهدًا كبيرًا
وأضاف «زياد»: ومن الأمر المهم أن نشهد بمسرحنا المصري هذا اللون المهم، وقد تابعنا ذلك في السنوات الأخيرة، حيث شهدنا اتجاه العديد من المسرحيين الذين يقدمون على تجربة «المسرح الغنائي والموسيقي» في الحركة المسرحية المصرية لجهات إنتاجية مختلفة ورغم أهمية أن نقدم مسرح موسيقي وغنائي استعراضي؛ لكنه يحمل صعوبة كبيرة ومخاطر من العرض المعتاد عليه «المسرح الدرامي، ويحتاج جهدًا كبيرًا ذهنيًا وفكريًا وتنفيذيًا وجسمانيًا فهو الأصعب من جانب الموسيقى والغناء والاستعراضات وفنيًا، ومن الجانب الإبداعي فهو اتجاه ممتع لكل المشاركين فيه وللجمهور إذا قدم بشكل مناسب ومؤخرًا وجدنا أن هناك اتجاه بمسابقة خاصة للعروض الغنائية والاستعراضية منها مسابقة المسرح الاستعراضي بمسابقة «إبداع» للجامعات المصرية بوزارة الشباب والرياضة نتمنى أن يسود بجميع القطاعات المنتجة للمسرح في مصر.

فريق العرض
«الطاحونة الحمراء» من تمثيل وأداء: محمود متولي في دور «كريس»، رحاب حسن في دور «ساتين»، هالة محمد في دور «كارولين»، وبمشاركة الأبطال مريم جبريل، محمد أمين، أمنية النجار، محمد صفاء، عبدالرحمن بودا، ضياء الصادق، عمرو أمين، أحمد أبو الغيط، ميرنا موسى، تامر فؤاد، حازم الزغبي، نهى مندور، روجيه مايكل، محمد أبو علي، راماج، قطب محمد.

خلف الستار
«الطاحونة الحمراء» من ديكور وملابس نهاد السيد، موسيقى وألحان ورؤية موسيقية زياد هجرس، دراما حركية محمد بحيري إضاءة أحمد أمين، مساعد مخرج أبانوب سعيد، ومهند، مخرج منفذ أسامة جميل، قصة باز لورمان من تأليف أحمد حسن البنا أشعار ودراماتورج أحمد زيدان، وإخراج حسام التوني.
 


همت مصطفى