«الشخصية النسائية في نصوص المسرح المصري»

«الشخصية النسائية في نصوص المسرح المصري»

العدد 862 صدر بتاريخ 4مارس2024

تمت مناقشة رسالة الماجستير بعنوان «الشخصية النسائية في نصوص المسرح المصري- دراسة على نصوص مستوحاة من سيرة بني هلال» مقدمة من الباحث أسامة إدوارد توفيق، وتضم لجنة المناقشة الدكتور سيد علي إسماعيل، أستاذ الأدب المسرحي بقسم اللغة العربية في كلية الآداب بجامعة حلوان (مناقشًا خارجيًا ومقررًا)، والدكتورة عزة سعيد محمد، أستاذة الفنون المسرحية المساعد بقسم الإعلام التربوي في كلية التربية النوعية بجامعة عين شمس (مناقشًا داخليًا)، والدكتور أحمد نبيل أحمد، أستاذ الفنون المسرحية ورئيس قسم الإعلام التربوي بكلية التربية النوعية في جامعة عين شمس (عضوًا ومشرفًا). والتي منحت الباحث من بعد حوارات نقاشية انتظمت وفق شروط ومعايير أكاديمية درجة الماجستير وبتقدير (امتياز).
وجاءت رسالة الماجستير الخاصة بالباحث أسامة إدوارد توفيق انطلاقًا من أهمية دور المسرح في طرح القضايا، ومعالجتها من خلال النصوص المسرحية، والتي تتحول إلى عروض يراها العديد من الأشخاص -وأهمية التراث الشعبي في عرض القضايا المتأصلة في مجتمعنا المصري- من خلال ذلك التراث، ومنه السير الشعبية، حيث تتناول تلك الدراسة الشخصية النسائية في نصوص المسرح المصري المُستلهمة من السيرة الهلالية، وأهمية تلك الشخصيات سواء في تراثنا العربي القديم، أو في مجتمعنا الراهن، فقد تحددت المشكلة البحثية في دراسة الشخصية النسائية في نصوص المسرح المصري المُستلهمة من السيرة الهلالية.
وتهدف الدراسة إلى رصد وتحليل الشخصية النسائية، ودورها في الأحداث المسرحية، وقضاياها التي تُعبر عنها في نصوص المسرح المصري المُستلهمة من السيرة الهلالية، ويرجع الباحث إلى الاشتغال على نصوص المسرح المُستلهمة من السيرة الهلالية لكونها نوعًا من أنواع التراث الشعبي المؤثر في المُجتمع المصري نظرًا لشهرتها الواسعة من خلال الرواة الشعبيين، وتنتمي تلك الدراسة إلى الدراسات الوصفية، حيث استخدم الباحث فيها المنهج التحليلي.
وتمثلت عينة الدراسة في عينة عمدية من نصوص المسرح المصري المُستلهمة من السيرة الهلالية، قوامها (12) اثنتا عشرة مسرحية نُشرت وقُدمت بعضها على منصات المسرح في الفترة من 1999: 2023م، وقد قام الباحث بتحليل تلك النصوص عن طريق التحليل الكيفي، واستمارة تحليل المضمون.

وتمثلت أبرز نتائج الدراسة فيما يلي:
بيّنت النصوص المسرحية -عينة الدراسة- دور المرأة الهام في إبراز وإيضاح فكرة النص المسرحي المُقدم، فلم تكن المرأة مجرد شخصية تساهم في دفع الحدث الدرامي وإنما كانت رمزًا للوطن والأرض كشخصية سُعدى بنت الزناتي، كما كانت رمزًا للقومية والاتحاد بين العرب كشخصية الجازية الهلالية.
أكدت النصوص -عينة الدراسة- على أهمية دور المرأة في بناء حبكة المسرحية، ودورها الفعال في دفع الحدث الدرامي وتطوره، وتأثيرها في إنهاء الصراع القائم في النصوص المسرحية، واتضح أن المرأة التي ساهمت في تغيير مجرى الأحداث كانت مرتبطة ارتباطًا قويًا بالسلطة سواء كانت تمتلكها أم لا.
ركزت النصوص المسرحية على الصورة الإيجابية للمرأة، وتجنبت الصور السلبية، وعيًا من كُتاب النصوص بأن ما يتم طرحه في النصوص المسرحية يؤثر على المتلقي بصورة أو بأخرى، فتم طرح العديد من الصور الإيجابية، ومن أهمها صورة المرأة القوية التي تستطيع أن تكون فاعلة ومؤثرة في مُجتمعها، كما تم طرح صورة المرأة الحكيمة القادرة على معاونة مُجتمعها.
ناقشت النصوص المسرحية المستلهمة من السيرة الهلالية الأدوار المختلفة للمرأة في المجتمع، فهي الابنة التي تدعم أباها وتؤثر في قراراته، وهي الأم الخائفة على بنيها وتواجه الحزن بسبب فراقهم، وهي الحبيبة التي تدفع بالحبيب إلى المهالك، أو مساندته للوصول لأهدافه، وهي الزوجة التي تُشجع زوجها لاستكمال المسيرة وتعضده في خطواته، وهي الأخت التي تساند أخاها وتُفكر معه لمساعدته في مواجهة الصعاب حتى يتحقق النصر، فالكُتاب قد بينوا كل تلك الأدوار الهامة والمؤثرة للمرأة في المجتمع من خلال نصوصهم المسرحية.
طرحت النصوص -عينة الدراسة-سمة الحكمة في محل الصدارة للسمات الإيجابية للمرأة، فقد استطاعت الشخصيات النسائية أن تخرج من المآزق والصعوبات التي واجهتها بسبب حكمتها، وتدبير الأمور وتنفيذ الحيل، كما كانت عونًا لقومها كالجازية الهلالية، التي كانت تتحلى بثلث مشورة قبيلة بني هلال.
ناقشت النصوص المسرحية -عينة الدراسة- سمة الخيال الجامح ومدى خطورته، من خلال الشخصيات النسائية، ووضحت مدى سلبيات الانجراف وراء ذلك الخيال دون الاعتبار للواجب الوطني، وذلك كما اتضح في شخصية سُعدى بنت الزناتي أو السفيرة عزيزة.
طرحت النصوص -عينة الدراسة- قضية الدفاع عن الوطن في الترتيب الأول نسبة للقضايا السياسية التي تناقشها، وإيضاح السبب الأول لسقوط الدول في يد الاحتلال، وهو الخيانة من المُنتمين لذلك الوطن، كما ناقشت النصوص قضايا الصراع العرقي، وفساد السلطة، والحرية.
ناقشت النصوص المسرحية المُستلهمة من السيرة الهلالية العديد من القضايا الاجتماعية التي ما زالت مرتبطة بواقعنا الاجتماعي من خلال طرح قضية الشعور بالاغتراب الذي صورته العديد من الشخصيات النسائية بسبب عدم الوصول للأهداف المراد تحقيقها، والأخذ بالثأر الذي ما زال متأصلًا في بعض مناطق صعيد مصر، وقضية التحرش الجنسي والنظرة الدونية للمرأة، التي ما زالت تعاني منها حتى الآن، كما طرحت قضية الاعتقاد بالدجل والشعوذة التي ترتبط بتلك القبائل العربية القديمة، ومساوئ الانجراف وراء ضرب الرمل وقراءة الطالع بالرغم من اعتناقهم الإسلام الذي يُحرم تلك الأمور، إلا أن تلك العادات ما زالت مترسبة حتى الآن في مجتمعاتنا العربية، ومُحاولة بعض النصوص نقدها.
جاء اتجاه مُعالجة الموضوعات -في مُعظم النصوص المسرحية عينة الدراسة- باتجاه مُحايد دون التدخل والحكم عليها، حيث فضّل الكُتاب طرح تلك القضايا على الجمهور لاستيعابها وإعمال العقل، واتخاذ القرار نحوها.
 


ياسمين عباس