الفائزون في آفاق مسرحية: دورة ناجحة ميزها تضامنها مع غزة

الفائزون في آفاق مسرحية: دورة ناجحة ميزها تضامنها مع غزة

العدد 848 صدر بتاريخ 27نوفمبر2023

مهرجان آفاق مسرحية هو «مهرجان المهرجانات» ذلك لأنه أول مهرجان مسرحي يضم عدة مسابقات في أنواع مختلفة من العروض المسرحية، استطاع مؤسسه المخرج هشام السنباطي أن يضعه في موقع متميز على خارطة المهرجانات المسرحية، ومنذ تأسيسه وهو يعتمد على إستراتجية محددة، هي أن يقدم المخرجون الشباب إبداعاتهم ويطورون من أنفسهم بتوجيهات كبار المسرحيين الذين يشاركون في لجان التحكيم والمشاهدة في مراحل التسابق المختلفة حتى التصعيد للنهائيات، وقد استطاع المهرجان على مدار 8 دورات أن يثبت أنه مهرجان متفرد في جميع مسابقاته، وقد شارك في الدورة الثامنة من المهرجان عدة دول ومنها السعودية، المغرب، سلطنة عمان، سوريا، ليبيا، وكانت فلسطين هي الدولة ضيف شرف الدورة التاسعة للمهرجان التي حملت اسم الفنان القدير كرم مطاوع، وترأسها شرفياً الفنانة القديرة سهير المرشدي. خصصنا هذه المساحة للحديث مع  بعض الفائزين في الدورة التاسعة عن أبرز انطباعتهم وأهم ما يميز الدورة
ميز المهرجان منافسة عروض من شرائح مختلفة
قال المخرج مايكل مجدي مخرج عرض «ثلاثة مقاعد في القطار الأخير» الحاصل على جائزة أفضل عرض طويل وأفضل عرض متكامل: تعد أهمية الجائزة في كونها أول جائزة أحصل عليها في مهرجان جامعة القاهرة والمهرجان القومي للمسرح الذي كانت المنافسة به مع جميع الجهات، ما يقرب من 40% من العروض من مسرح الدولة ومؤسسات مختلفة، والمميز في مهرجان آفاق مسرحية أنه للفرق المستقلة، بنفس الإمكانيات، وما يميز المهرجان هو منافسة عروض من شرائح مختلفة، من ذوي الهمم ومسرح الطفل والمونودراما والديودراما وغيرها، وكذلك إقامة المهرجان بمسرح الهناجر للفنون وكان أبرز ما يميزه أن ضيف الشرف كان دولة  فلسطين.

الدورة مميزة لوجود فلسطين كضيف الشرف
بينما قال المخرج سيمون جورج مخرج عرض «سيب الباقي علينا» لفرقة رؤية الحاصل على جائزة أفضل عرض قصير بالمهرجان: الدورة مميزة للغاية لوجود دولة فلسطين كدولة ضيف الشرف، كما أن المهرجان يتميز بوجود أنواع مختلفة من المسابقات، وضمت لجنة التحكيم مجموعة من كبار القامات، وحملت الدورة اسم قامة فنية كبيرة وعريقة وهو الفنان القدير كرم مطاوع، وقد سعدنا بالجائزة كثيراً ولم تكن المنافسة هي الطموح الأول بالنسبة لنا كفريق، ولكننا أردنا أن يشاهدنا الجمهور، ويتعرفوا على قدراتنا كممثلين، خاصة أن فرقة رؤية تم تأسيسها منذ التسعينيات، وانفضت الفرقة عام 2010 ثم عادت مرة أخرى عام 2022م بعرض “سيب الباقي علينا”

منافسة مسرح الطفل كانت مختلفة 
فيما أوضحت إسراء مصطفى مخرجة عرض «عروض خشب في خشب» الحاصل على جائزة أفضل عرض للأطفال: سعدت كثيراً بالجائزة خاصة أن المنافسة كانت مختلفة، حيث تنافست خمسة عروض للأطفال في هذه الدورة وهذا يختلف عن الدورات السابقة التي كان يتنافس بها عرضان أو ثلاثة عروض للطفل، وهو ما مثل تحديا بالنسبة لنا، وقد قدمنا خلال العرض عدة جوانب مختلفة تثقيفية وتعليمية وترفيهية. تابعت: كانت دورة هذا العام مميزة للغاية حيث أتاحت فرصة للفرق أن تقدم عروضها بمركز الهناجر للفنون.

كرسي بجناحات أول عرض مونودراما لذوي الهمم 
بينما أعرب عادل أمين مخرج عرض المونودراما «كرسي بجناحات» عن سعادته بحصول العرض على جائزة أفضل عرض لذوي الهمم، مشيراً إلى أن العرض يعد بصمة في حياته، ويعتبره عملا فريدا من نوعه والمرة الأولى التي يقدم بها مونودراما لذوي الهمم، وهي التجربة الأولى من نوعها لذوي الهمم، وتناول العرض جوانب اجتماعية هامة، موضحاً استمتاعه بالتجربة وتابع قائلاً: سعدت بالتجربة كثيراً خاصة أن المهرجان ضم في عضويته نخبة من كبار الفنانين وقامات مسرحية متميزة بالمسرح العربي، وقد بذل المخرج هشام السنباطي رئيس المهرجان ومؤسسه والدكتورة سالي سليمان المدير التنفيذي قصارى جهدهم لخروج الدورة بهذا الشكل المشرف، من قبل القائمين على إدارة المهرجان، وقال: تميز الختام بروح مختلفة حيث دار حول فلسطين، فكان يوماً غير عادي، مختلفاً وصادقاً للغاية.

“تحديد مسار” خطوة هامة ومميزة 
بينما أشار عمر لطفي مخرج أفضل عرض ديودراما “تحديد مسار” أنه يشارك منذ عام 2014 بمهرجان آفاق مسرحية ممثلا، موضحاً أنه أراد المشاركة كمخرج بعرض صغير استعداداً للمشاركة بعروض كبيرة في الدورات المقبلة للمهرجان، وأعرب عن سعادته بتقديم تجربته  خاصة أنه يتنافس مع صديقه إسلام تمام الذي شارك أيضاً بعرض ديودراما، كما أوضح أن مستوى العروض جيد، ولكنه في الدورات الماضية كانت هناك عروض أكثر تميزاً.

الدورة التاسعة هي الأصعب 
فيما أوضح عزيز عادل مخرج أفضل عرض مونودراما «من 30 سنة» أن الدورة التاسعة تعد من أصعب الدورات، خاصة أن هناك تطورات خاصة بالأحداث السياسية، أضاف: كذلك كانت هناك مجموعة كبيرة من الفرق المتميزة والقوية على المستوى الفني، مما كان يصعب عملية التنافس، فلم يكن أحد يعلم أو يستطيع أن يخمن النتائج لقوة المنافسة، ولكننا كفرقة سعدنا كثيراً بالمشاركة وبحصولنا على جائزة، وكذلك تطويرنا من أنفسنا.

التقدير الحقيقي لأي كاتب 
وقال الكاتب مصطفى علي الحاصل على جائزة أفضل تأليف عن عرض «تحديد مسار»: الجائزة  كانت تشجيعا كبيرا لي في الكتابة، والتقدير الحقيقي لأي كاتب هو أن يجد إبداعه ينفذ وتصل رسالته واضحة. أضاف: الجائزة التي حصلت عليها أكبر تأكيد أن رأي الشباب وأفكارهم واجتهادهم له الفرصة أن يظهر.
تابع: المميز في هذه الدورة هو التفاعل الذي كان واضحا، والتضامن مع قضية غزة، فقد كان هناك تأثير واضح بسب القضية، كذلك التكريم المميز الذي تم في الختام لفنانين وقادة في المجال.

تعاون إدارة المهرجان 
وقال كيرلس ناجي مخرج عرض «غرفة مغلقة» الذي فاز بخمس جوائز في التمثيل والديكور والاستعراضات والإضاءة: سعدت كثيراً بحصول العرض على عدة جوائز، وكنت أرى أنه يستحق أن يحصل على جائزة أفضل عرض، وأفضل مخرج، ومشاركتي بعرض “غرفة مغلقة» تعد خطوة استعدادية للمشاركة بالمهرجان القومي للمسرح المصري. تابع قائلاً: أتمنى إعادة النظر في اختيار العروض بالمهرجان وكذلك أهدافه من إقامة المهرجان، أما أبرز الإيجابيات في هذه الدورة فتعاون القائمين على إدارة المهرجان في كل ما يخص الفرق، وهو أمر يحسب لهم، فقد بذلوا قصارى جهدهم. كذلك تقديم الفرق عروضها بمسرح الهناجر وهو شيء مميز للغاية.                                                                                                                      

على قدر كبير من الموهبة
فيما أعرب فادي وهبة الحاصل على جائزة أفضل ممثل عن عرض «غرفة مغلقة» عن سعادته خاصة أن المرشحين لهذه الجائزة كانوا على قدر كبير من الموهبة، وكانت هناك تنافسية عالية،  وقد أشار إلى أنها المرة الأولى التي يشارك بها في مهرجان آفاق مسرحية وأكد أهمية تسليط الضوء على هذه الفعالية التي تحتضن الشباب، كذلك أشاد بدور إدارة المهرجان، والمجهود الكبير الذي بذلوه لخروج الدورة بالشكل اللائق.

المهرجان يستوعب الطاقات الشبابية 
أشاد الفنان ريمون سليمان الحاصل على جائزة أفضل ديكور عن عرض «غرفة مغلقة» بدور المهرجان في استيعاب الطاقات الشبابية، معرباً عن فخره بهذه الجائزة المميزة بالنسبة له، وأوضح أنه لم يتابع كافة العروض المسرحية بالمهرجان وأنه كانت هناك مجموعة متميزة من العروض قدمت بجودة فنية عالية.

قامات مسرحية كبيرة بلجنة التحكيم
فيما أوضحت الفنانة مي شاهين الحاصلة على جائزة أفضل مكياج عن عرض «كلمات بلا معنى» أن المميز في هذه الدورة هو وجود مجموعة كبيرة من القامات المسرحية الكبيرة بلجنة التحكيم التي ضمت خمسة عشر عضواً، كذلك إتاحة المهرجان الفرصة للشباب أن يقدموا إبداعاتهم على مسرح الهناجر للفنون، وهو أمر في غاية الأهمية، وأعربت عن سعادتها بحصولها على جائزة أفضل مكياج خاصة أنها لم تكن تتوقع هذه الجائزة.

89 عرضا واختيار 50 
قال المخرج هشام السنباطي مؤسس وأمين عام المهرجان عن أبرز تحديات وصعوبات الدورة: نظراً لأننا واجهنا العديد من التحديات والصعوبات منذ تأسيس المهرجان فقد أصبح الأمر بالنسبة لنا عادياً ومألوفاً، فلم نواجه في هذه الدورة صعوبات، وكان هناك عديد من التسهيلات من لجنة المهرجانات وقطاع الإنتاج الثقافي ومركز الهناجر للفنون.
وعن اختيار العروض تابع: تقدم للمهرجان 89 عرضاً مسرحياً، ثم قامت لجنة المشاهدة باختيار 50 عرضاً للمشاركة في المرحلة الأولى. أضاف نعلم أنه من المنطقي تفاوت جودة العروض، فمهرجان آفاق مسرحية مشروع به عدة مراحل لتصعيد العروض، وكان هناك بعض العروض التي حصلت على مركز ثاني أو ثاني مكرر في إحدى مراحل المهرجان، ثم حصلت على أفضل العروض في النهائيات، وهو دليل على اجتهاد صناع هذه العروض وتطويرهم من أدواتهم وعناصرهم الفنية. وعن معايير اختيار العروض تابع: نعتمد على الجودة والتنوع كذلك، الالتزام بشروط كل مسابقة، وقد تميزت هذه الدورة بتميز وجودة مستوى العروض، فلم يكن أحد يعرف من سيحصل على المركز الأول، كذلك ظلت لجنة التحكيم على مدار يومين تناقش النتيجة النهائية، نظرا لقوة وجودة العروض والتنافسية العالية التي قدمتها الفرق، فعلى سبيل المثال: مسابقة العروض القصيرة ضمت مجموعة من العروض المتميزة بشكل كبير، وذلك مقارنة بالدورات الماضية، كذلك تميزت عروض مسابقة المنودراما والديودراما ومسرح الطفل، وعن معايير اختيار المكرمين أضاف: دائما نرتكز في اختياراتنا للمكرمين على من لهم تاريخ مشرف حتى يأخدهم الشباب قدوة، وأن يكونوا نماذج يحتذى بها.
 تشكلت لجنة تحكيم المرحلة الأولى للمهرجان من د. أحمد مجدي، د. جمال الفيشاوي، الفنان مجدي عبيد، الفنان ياسر أبو العينين، الفنان أيمن غالي، د. محمد عبد المنعم، الناقد محمد عبد الوراث، الفنان محمد لبيب، د. وليد الزرقاني، أما  أعضاء لجنة تحكيم النهائيات فقد تشكلت من النجمة خدوجة صبري، الكاتية د. بديعة راضي من المغرب، د. هاني ناظر من السعودية، د. علي الجنفدي من اليمن، النجمة حنان شوقي، د. سيد الأمام، د. أحمد الدلة، د. محمد عبد العزيز. وتشكل فريق الدورة من المدير التنفيذي د. سالي سليمان، مسئول العلاقات الخارجية النجمة خدوجة صبري، المسئول الإعلامي شيماء ربيع، مدير الدعاية والإعلان محمد الكومي، مسئول العلاقات العامة أندرو فوزي، مسئول لجنة التجهيزات الفنية للعروض أسامة حربي، مسئول لجنة التجهيزات الفنية والميكانست إبراهيم الأسمر، مسئول لجنة التنظيم أحمد عادل ومروان شومان، مسئول التصوير والتوثيق خالد حمادة.


رنا رأفت