في ندوة «مسافر ليل» وأحفاد دافنشي الإشادة باختيار الممثلين والنصين

في ندوة «مسافر ليل» وأحفاد دافنشي  الإشادة باختيار الممثلين والنصين

العدد 844 صدر بتاريخ 30أكتوبر2023

أقيم، ضمن فعاليات الدورة الثلاثين لمهرجان الختامي لنوادي المسرح، ندوة نقدية عقب عرضي «مسافر ليل وأحفاد دافنشي» في الليلة الحادية عشر من المهرجان، وتحدث فيها الناقد أحمد خميس، والناقد محمود حامد، أدارها الشاعر والمؤلف سامح عثمان.
في البداية طرح « عثمان» عدة تساؤلات حول عرض «مسافر ليل، والتي من خلالها تمت القراءة النقدية ومناقشة العرضين ومنها: كيف استطاع أحمد علاء، فك شفرات صلاح عبدالصبور ومحاولته في التعامل مع ما وراء السطور؟ و ماهي فلسفة نص صلاح عبدالصبور وكيف قدمها المخرج أحمد علاء؟.

الجملة الشعرية
 وأضاف» عثمان»: لجأ أحمد علاء لجملة شعرية بالنص وهي «أنت قتلت الله وسرقت بطاقته الشخصية»، والسؤال هنا هل اختيار المخرج لهذه الجملة لتفسيرها خشيا من ماذا؟ هل خوفا من تلقي الجملة الشعرية الأيقونية في هذا النص أم من أجل تفسيرها للمتلقي البسيط؟ 
وتابع: تم أستخدام تقنية في بداية العرض كانت أن تقضي على الممثلين، وهي «مايكات الاف أم» التي استطاعت أن تحول أداء الممثلين من أداء جيد إلى أداء مبالغ فيه لولا السيطرة على الوضع. 
وفي كلمته قال محمود حامد: استطاع مخرجي الليلة، محمد بهجت وأحمد علاء، ترسيخ مفهوم الحصار لدى الشباب، حيث قدم أحمد علاء ذلك المفهوم في عرضه بشكل فانتازي متقن، بالإضافة إلى أنه تمكن من الخروج من الإطار التقليدي للمسرحية وقدمها برؤية مختلفة وواقعية تناسب الشباب، كما أنه تمكن من تكوين صورة بصرية جديدة ومميزة.

التصاعد الدرامي
   وأضاف»حامد»: لعبت الموسيقى دورا مهما في التصاعد الدرامي، حيث أنها كانت هادئة تسير مع أحداث المسرحية بشكل متقن، وفي بعض الأحيان كانت معبرة مثلما شاهدنا في مشهد عشّري السترة وهو يفصح عن نفسه، وتابع: سعيد جداً بمشاهدة هذا العرض الذي يستحق أن أعطيه أعلى درجة من ضمن العروض التي قُدمت في مهرجان نوادي المسرح على مدار 15 عامًا، ليس فقط من عروض الإسكندرية.
وقال الناقد أحمد خميس: استطاع المخرج أحمد علاء استيعاب صلاح عبدالصبور وفكرة اللعب الدرامي الذي بدأ عند «عبدالصبور» وانتهى عنده، وفي الحقيقة أود أن أشكر أحمد علاء على قدرته على استيعاب هذا النص الغير تقليدي بالرغم من أن الإطار العام للقصة تقليدية، مسافر في قطار ليلي يشغل وقته بالتفكير في أحلامه، ويبدأ الشكل غير تقليدي بالظهور، وهو تحول تلك الأحلام إلي أشخاص تحاور بعضها البعض، ومن خلال هذا اللعب الدرامي تمكن المخرج من السيطرة على هذه الأحداث وهي نقطة تحتسب للمخرج
 وأضاف «خميس»: فوجئت باهتمام المخرج بعنصر مهم من عناصر التكوين، وهو المنظر المسرحي المأخوذ من جملة شعرية في النص أشار إليها الناقد محمود حامد، ولكن كنت أتمنى من المخرج اهتمامه أكثر بأداء الممثلين بقدر أهتمامه بالنص والمنظر المسرحي، فمثلا شعرت أن شخصية عبده المواطن المقهور لعب الشخصية من الخارج فقط دون التعمق فيها.

شخصية الراوي
وتابع: لاحظت من المخرج تحويل شخصية الراوي إلي سائق القطار، أنا لست ضد التغيير، ولكن كنت أنتظر من شخصية سائق القطار أن يفسر الجوانب النفسية والاجتماعية والسياسية كما فعل الراوي، حيث أن الثلاث شخصيات، الراوي أو السلطة أو المواطن المقهور يكمله بعضهم بعضا، ولكن على كل حال أتمنى من المخرج إذا أتيحت له الفرصة بتقديم ذلك العرض مرة أخرى أن يهتم أكثر من التفاصيل التي تم ذكرها سابقا، وبالطبع لابد أن أشكر فريق عرض «مسافر ليل» على جرأتهم في الخروج عن الشكل التقليدي لهذه المسرحية.

لوحات دافنشي
ومن هنا انتقل سامح عثمان إلى الجزء الثاني، من الندوة وهو مناقشة عرض «أحفاد دافنشي» للمخرج محمد بهجت وقال: العرض يقدم مزج ما بين رواية شفرة دافنشي لدان بروان، وبين مسرحية الخادمتان لجان جينيه، ومن هذا المنظور قال عثمان «: دار سؤال في ذهني وأنا أشاهد «أحفاد دافنشي» وهو «أين جان جينيه ودان براون؟»، في الحقيقة لم أجد إجابة على هذا السؤال أبدًا ولم أستطع أن أربط عرض أحفاد دافنشي وبين هؤلاء الأشخاص، كنت أنتظر من المخرج أن يقرأ ويدرس النصين جيدا بشكل أكثر دقة.
 وأضاف»عثمان»: حاول المخرج أن يضع بعض لوحات دافنشي ولكن كان ينقصها شيء وهو ظهورها بشكل أوضح وأكبر، خاصةً اللوحة الأخيرة والأهم لدافنشي وهي لوحة «العشاء الأخير».
وفي مداخلة قال أحمد خميس: كنت مبهور جدا بأداء الممثلتين مريم مصطفى وجنى أبو زيد على تمكنهم وقدرتهم من إتقان ودراسة كاملة لدور الخادمتين وتقديمه بشكل رائع، وأقدم الشكر للمخرج محمد بهجت على اختياره الجيد لمريم وجنى.
 وتابع «خميس» لكنى أرى أن مهندسة الديكور، لم توفق في توظيف العرض في ملئ الفراغ المسرحي ليتماشى مع المسرحية، فالديكور له وظيفتين أولى جمالية والأخرى درامية وكان لابد من استغلال تلك الوظيفتين في العرض.

إيقاع العرض
وقال الناقد محمود حامد: أود أن أشكر المخرج لاهتمامه بالتطوير في العرض وقدرته على أن يقدم عرضًا جيدًا، كما أود أن أوجه له تحية على اختيار مريم مصطفى وجني أبو زيد، حيث أنهما استطاعا أن يسيرا بشكل موجي مع إيقاع العرض ووجّه «حامد» التحية للمخرج لحن اختياره للممثلتين، حيث أنهم استطاعا أن يسيرا بشكل موجي مع إيقاع العرض، ولكن كان يجب على المخرج قراءة دقيقة لمسرحية «الخادمتان» كما أشار الكاتب سامح عثمان.
 


نادين فتح الله