مسرحية «رضا».. للفرقة القومية بالإسماعيلية أول عروض الإدارة العامة للمسرح في 2023

مسرحية «رضا».. للفرقة القومية بالإسماعيلية أول عروض الإدارة العامة للمسرح في 2023

العدد 812 صدر بتاريخ 20مارس2023

في حدوتة مصرية من قلب صفحات تاريخ مدينة الإسماعيلية، بالقرن الماضي، وقصة ملهمة يدخلنا المخرج محمد جبر مع المؤلف أحمد الملّواني، عالم درامي جديد مختلف، مع الفرقة القومية بالإسماعيلية، ليقدم أول تجربة لمسرح الثقافة الجماهيرية، بعنوان «رضا» من عالم كرة القدم «الساحرة المستديرة»، لتسطر ملمحًا من ملامح وسمات هوية الشعب المصري، في بقعة من الوطن الكبير، وأراد «جبر» أن يقدم لجمهور المسرح بالإسماعيلية ما يعكس ثقافتهم وهويتهم، 
وبمسرحية «رضا» تُسجل الفرقة القومية، أول هدفًا في الموسم المسرحي الجديد، بالإدارة العامة للمسرح، من قلب مدينة الإسماعيلية، والتي ارتبطت بكرة القدم منذ ولادتها بمصر، وكجزء مهم من حياتهم اليومية، وتشجعيهم وارتباطهم الوثيق بفريقهم وناديهم الإسماعيلي، فالعرض يستلهم تاريخ أحد أبرز وأكبر الأندية في تاريخ الكرة المصرية والعربية، وأول نادي مصري يُتوج ببطولة قارية في التاريخ بعد فوزه بدوري أبطال إفريقيا في عام 1969 أي قبل الأهلي والزمالك.
والتقت مسرحنا بصناع العرض، لتحاول أن تتعرف على ملامح هذه التجربة المسرحية المستلهمة من قصة حياة ورحلة الساحر كابتن «رضا»
محمد جبر: الإسماعيلية دفعتني لأقدم عرضًا مسرحيًا عنها وعن هويتها وتاريخها ولنترك أثرًا لشعبها

أول مسرحية بالثقافة الجماهيرية
قال المخرج محمد جبر: عرض «رضا»، هو أول تجربة مسرحية لي بالهيئة العامة لقصور الثقافة، من إنتاج الإدارة العامة للمسرح، وكنت حريص من قبله، أن أقدم عرضا مسرحيا بالأقاليم، لإيماني وثقتي أن أقاليم مصر جميعها، تزخر بالمواهب الكثيرة المتميزة، والتي تستحق أن يعرفها الجميع، وكمخرج عملتُ كثيرًا بالعاصمة، ملأني الشغف أن أحاول أن أضيف، من خلال هذه التجربة المسرحية، وتضيف إلى رحلتي الفنية أيضًا، ولذا تشجعت، بعد التواصل، مع المهندس محمد جابر مدير الإدارة العامة للمسرح، والفنان المخرج هشام عطوة رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، وشجعوني أن أقدم  عرضًا جديدًا بمحافظة الإسماعيلية، و قررت أن تكون المسرحية،  تجربة فنية مهمة تترك أثرًا، وتُسعد جمهورها وخاصة أهالي محافظة الإسماعيلية ، ولا تصبح كعرض  مسرحي عابر، فحاولت أن أتناول وأقدم تجربة تخص المجتمع الإسماعيلي، من صفحات تاريخهم، وتعبر عن ثقافتهم وهويتهم، وتوصلت لتقديم قصة، لواحد من الرموز، والشخصيات العامة، التي علقت بذاكرة شعب الإسماعيلية، فجميعنا يعلم، أنهم يعشقون، برياضة كرة القدم، كثيرًا ومتعلقون بناديهم الأصيل والعريق، الإسماعيلي. 

«رضا».. شخصية درامية متفردة
وتابع «جبر»: واتفقنا أنا والمؤلف أحمد الملّواني على خوض التجربة، فاخترت من الشخصيات التي يرونها، أنها أسطورة من أساطير النادي الإسماعيلي، والذي يحبه كل من عاش ويعيش بالإسماعيلية، وقررنا أن نقدم قصته ورحلته في الحياة التي تغمرها، الأحداث الدرامية، ومليئة بالرسائل، والأفكار من بينها، وأبرزها الانتماء تأمين الحياة والمستقبل،  وهو شخصية درامية متفردة، وقمنا بالبحث التاريخي الذي يخص اللاعب «رضا»، واكتشفنا أنا بصدد تقديم تجربة مهمة ومختلفة، وأن «رضا»، ليس فقط شخصية رياضية مهمة، بينما شخصية إنسانية من عالمنا المصري الكبير، ملامحه ورحلته تشبه رحلة الكثير من الشخصيات، في المجالات الأخرى، مثل الفن والصحافة، والبنك، وفي الكثير من المؤسسات، التي تتعرض لنفس الأزمات، والأحداث، فهو نفس الشخصية التي تتشابه حياتها في الحياة اليومية، والأزمات، ومختلف مظاهر الحياة الاجتماعية وكانت المسرحية، فرصة فنية وتجربة مسرحية، عن كرة القدم لشعب يعشق هذه الساحرة المستديرة. 

إقبال جماهيري
واختتم «جبر»: وسعدت كثيرًا بهذه التجربة، والتي شارك بها أكثر من 35 ممثلا من مدينة الإسماعيلية، وأعمارهم متفاوتة تبدأ من 16 عامًا حتى 70 عامًا، وبالجمهور الكبير، الذي شاهد العرض في لياليه المسرحية كلها، ولاقى إقبالًا جماهيرًا وسعد بها كثيرًا، ونتمنى أن نقدم العرض، للكثير من المرات خارج الإسماعيلية.


«رضا» بين الكرة والحياة الآمنة
وقال المؤلف أحمد الملّواني: كانت البداية لتقديم «رضا»، من اقتراح المخرج محمد جبر والذي قرر أن نقدم مسرحية، مختلفة، ترتبط بهوية مدينتنا الإسماعيلية، وبخصوصيتها، وبعد حضور «جبر»، كان ملاحظًا من اجتماعاته المستمرة مع أعضاء الفرقة، أن فعاليات ومباريات كرة القدم تمثل حدثا مهما لشعب الإسماعيلية.. فتقدم بمقترحه أن نقدم المسرحية الجديدة للفرقة القومية، عمّا يخص أهالي الإسماعيلية، وعن هويتهم، ومن تاريخهم مع كرة القدم وفي نفس الوقت نناقش من خلالها فكرة مهمة.. مسرحية ليها خصوصية الإسماعلية، وفي الوقت نفسه، يسعد بها كل من سيشاهد المسرحية، تترك فيه أثرًا، ومن هنا وقع اختياري على «رضا»، لاعب نادي الإسماعيلي القديم، حتى أحكي ملمحًا من رحلته، وحكايته، وخاصة أننا قدمنا قصة حول تشتت، اللاعب محمد مرسي حسين، المعروف بـ «رضا»، وحصاره طول الوقت بين حبه للكرة، وللإسماعيلية وجمهورها.. وبين خوفه من غده، ورغبته، في تأمين مستقبله بوظيفة، ومهنة، لتضمن له معيشة وحياة آمنة يتقاضى منها مرتبا، بعد الاعتزال، ومن خلال هذه الحكاية، قررنا أن نطرح ونناقش فكرة، الشعور بالخوف من المستقبل، للاعب الكرة ومن مثله من المن الأخرى وعلاقة ذلك بالإبداع.
 وختم «الملّواني»، أن المسرحية تطرح العديد من التساؤلات منها هل الخوف من الغد هو أكبر عقبة تواجه المبدع؟ وخاصة أن ميلاد الإبداع، وتدفقه يكون مرتبط بسن الشباب.. والإنسان يندفع نحو أحلامه.. فهل خوفه وقلقه، من غده يقف حائلًا بين استكمال طريقه، في تقديم مواهبه، وهل التفكير في المستقبل، وتأمينه، يحاصر ويعمل على تعجيز المبدع، فيدفع به أن يضحي بإبداعه وموهبته؟ أم يقوده لأن يقدم تنازلات، حتى يصل بإبداعه للناس والعالم كله؟

ممثلو العرض
وقال زياد عباس: أقدم شخصية كابتن «العربي»، والذي لُقب بمكتسح الملعب. والذي يمثل رمزًا للصاحب، والصديق للكثير من اللاعبين في فريق نادي الإسماعيلي، وخاصة رفيقا رحلته منذ الطفولة، في النادي وفي رحلتهم مع كرة القدم «رضا وشحتة»، وهما أشهر دويتو في تاريخ الإسماعيلي
 وأوضح «زياد»: ومن سمات شخصية دور «العربي»، أنه كان الصاحب الذي يواجه صاحبه بالحقيقة، ولا يخشى، غضبه منه في ذلك بينما يفعل ذلك لصالحه وحتى يصبح أفضل وللأمام، وفي الوقت نفسه، الصاحب الذي يهاجم الجميع من أجل صاحبه، فيعاتبه بكل صراحة ووضوح، و«شحتة» هو الصاحب ذو القلب العطوف الطيب، والذي ينأى بنفسه عن المواجهة، فيما كان عربي صديقًا حقيقيًا، وواضحًا مع أصدقائه، وخاصة اللاعبين «رضا وشحتة»، وهما أصدقاء عمره، منذ طفولتهم، جمعتهم اللقاءات الطويلة على المقهى، منذ أن كانوا صغارًا يشجعون نادي الإسماعيلي، يجمع الثلاثة ، بجيرانهم من أهل الحارة بالإسماعيلية، ومنهم عم إسماعيل، حبيب وعم سعدة، مودة الجيرة  والتواصل القوي، ويدعموهم دائما ويشجعونهم بالنادي، ومن بين مظاهر ذلك، أن أهل الحارة كانوا يجمعون لهم الأموال، وقام المخرج باختيار الممثلين، تبعا لرؤيته وما يناسب الجميع والذي بذلوا جهدا كبيرا  ليقدموا لجمهورهم عرضًا متميزًا، وفي الختام أؤكد على سعادتي بالمشاركة مع فرقة الإسماعيلية القومية، وسعادة الجمهور الكبير بنا. 

المعادل الآخر
وقال معتز مدحت: أقدم دور «مراد»، وهو كاتب صحفي والذي يُمثل الانعكاس، أو المعادل الآخر، في الحياة، لشخصية «رضا» في عمل آخر، فهما يحملان الأحلام والطموحات، ذاتها، نحو تطوير موهبتهما والوصول للأفضل، ومراد يعمل بالصحافة، والفرق بينه وبين كابتن «رضا» أن مراد تنازل، عن آماله، فأصبح يمارس مهنته، من أجل، لقمة العيش، وتوفيرها لنفسه ومن يعوله، فكان يكتب، ويبيعها لآخر يأخذ وتنسب له، وتكتب باسمه، وفي الجانب الموازي فاللاعب «رضا» يلعب من أجل تأمين مستقبله، والذي يخاف عليه، وهذا أمر عصيب وشائك، في رحلة الحياة. 

مراد.. رجل الظل
وتابع «معتز»، وبالأحداث بالمسرحية نجد أن «مراد» يكتب المذكرات الخاصة بالأحداث، التي يعاصرها، ومن بعده يقرأها ابنه والذي يعمل كمخرج مسرحي ليقدم كل كتبه أباه في عرض، فنقدم نحن كفرقة مسرحية بالحدث الدرامي للعرض عملًا فنيًا معتمدًا على قصة حياة «رضا»، من سطور وقصة حياة رجل الظل «مراد»، والذي يمثل مدخلا لقصة كابتن «رضا» 

الأم الأصيلة
وقالت بسمة حسين: أقدم شخصية «أم حبيب»، وهي واحدة من سكان الحارة، التي تربي ونشأ فيها كابتن «رضا» اللاعب الإسماعيلي المشهور، وهي المرأة المصرية بنت مدينة الإسماعلية والتي تتسم بالشهامة، والأصالة، المحبة للجميع، ولكرة القدم، والتي يُشجعها أهالي وشعب الإسماعيلية، جميعهم.
 وأضافت «بسمة»: وتكون «أم حبيب»، أما للجميع من أبناء الحارة ومن بينهم «رضا» وتدعمه كثيرا، منذ طفولته في ممارسته للهواية التي يحبها، وتميز بها وهي رياضة كرة القدم، حتى يصبح نجمًا لنادي الإسماعيلي، كما أنها تربي ابنها على هذه الطباع، كما يصور العرض المشهد وملامح الشارع المصري في الإسماعلية في ذاك الزمن، و العلاقات المترابطة، بالحارة، كأن الجميع ببيت كبير فقط فالقهوجي، وبائعة الكشري، جميعهم سواء، وهم عائلة وأسرة واحدة كبيرة، تربطهم أوصر المحبة، يخاوفون و يحزنوا لحزن بعضهم بعضًا وكذلك، يفرحون للاعبهم، «رضا» ابن حارتهم، الذي يحبونه حبًا جمًا، رضا ويسعدون بنجاحه، وموهبته ويحزنون من أجله، وهي  كمثل أبناء الحارة، تتسم بالشهامة وتحب ابن بلدها وتدعمه من طفولته وشهدت «أم حبيب»، كأهل الحارة، رحلة اللاعبين  الثلاثة الأسطورة، والنجم التاريخي ، ومكتسح الملعب، «رضا وشحتة والعربي»، منذ طفولتهم ونشأوا في حياتها وكبرت أحلامهم نصب أعينها ، تجمعهم المودة وتساعدهم. 
واختتمت: وشاركت في برنامج «الدوم»، شاركت مع الفرقة القومية، مرتين من قبل، والتي تمثل وطن للمسرحيين جميعهم من أهالي الإسماعيلية، تعبر عن حالة شعب الإسماعلية وتعبر عن هويتهم، وحياتهم.
 
بطاقة العرض
مسرحية «رضا».. عن رحلة لاعب نادي الإسماعيلي الشهير، صاحب ألقاب «الساحر» و«الفنان» و«الأسطورة»، للفرقة القومية بالإسماعيلية، من بطولة وتمثيل: محمد إسماعيل، أحمد محمود، عبد الرحمن عثمان، نورهان علاء، محمود مدحت، عماد غراب، غريب محمد علي، محمد حسني، عبد الله الورداني، محمد الشبراوي، محمود بدر، أحمد عادل، بسمة حسين، آية أبو ضيف، أحمد صلاح، محمد الناغية، زياد عباس، عمر هشام أحمد سمير، عبد الرحمن مجدي، أحمد ياسر، عادل، آية خليفة، محمود نوح، محمد جمال، ميليسيا، ندى، أحمد كمال، أمين حسن، محمد إبراهيم، محمد إسماعيل.

خلف الستار
ديكور وملابس سماح نبيل، أشعار: طارق علي، موسيقى: رفيق يوسف، استعراضات: أسامة مهنى، مساعدا الإخراج: أحمد رابح، وأحمد قاسم، مخرجان منفذان: غريب محمود، محمد العتابي، تدريب مهارات: سانتوس، مكياج ماجا، دعاية: أحمد أنور، والعرض من تأليف: أحمد الملواني، إضاءة وإخراج محمد جبر.
 


همت مصطفى