ندوة عرضي «أون آير» و«فتوات بولاق» بختامي نوادي المسرح بدورته الـ30

ندوة عرضي «أون آير» و«فتوات بولاق» بختامي نوادي المسرح بدورته الـ30

العدد 843 صدر بتاريخ 23أكتوبر2023

أقيم ضمن فعاليات اليوم الثاني عشر لمهرجان ختامي نوادي المسرح، ندوة لمناقشة عرض «أون آير» لفرقة نادي مسرح قصر ثقافة المنصورة، من تأليف شادي السعيد وإخراج حسين العراقي، وعرض «فتوات بولاق» لفرقة نادي مسرح قصر ثقافة كفر الشيخ، إعداد وإخراج أحمد عمارة. شارك في الندوة الناقد أحمد خميس الحكيم والناقد والكاتب محمود حامد، وأدار الندوة الكاتب شاذلي فرح.
افتتح شاذلي فرح الندوة قائلا: قُدم في فعاليات اليوم الثاني عشر لعروس مهرجان نوادي المسرح بدورته الثلاثين، عرض «أون آير» المستوحى من مسلسل أمريكي، وعرض «فتوات بولاق» المستوحى من عالم نجيب محفوظ، حيث يوجد لدينا وسيط تلفزيوني في عرض «أون آير»، ووسيط أدبي في عرض «فتوات بولاق».
وقد استهل الناقد والروائي محمود حامد قائلا: إن المسرح ما هو إلا صيغة حوار بكل دلالاته ومعانيه، فالحوار هو الذي أنتج المسرح وأنتج الحالة الديمقراطية؛ أي حوار يدور بين الممثلين، وحوار يدور بين العرض المسرحي والجمهور، وحوار العرض المنتج مع المجتمع، ولا بدّ من توافر هذه الحوارات الثلاثة في أي عرض مسرحي، فهل ينطق أنواع الحوارات هذه على عرضي اليوم الثاني عشر بالمهرجان.
وتابع: العرض الأول «أون آير» لفرقة المنصورة عرض يحاول تناول القضايا المعاصرة من ميديا حديثة وبرنامج التيك توك وحياة اليوم، فقد استغل المؤلف والمخرج هذا الإطار لعمل محاولة لفحص الذات من خلال الشخصية الرئيسية بالعرض، التي تريد الانتحار، فيقدم العرض أربع محطات رئيسية في حياة البطل وهم (الأب والأم والصديق والحبيبة).
وأضاف: أن عرض «أون آير» تتوفر به العديد من عناصر النجاح، منها البنية الدرامية حيث إن العرض يطرح هَما ذاتيا يعبر عن هموم الجيل الحالي بشكل أفقي، كما أن العرض يعد خطوة جيدة وبداية واعدة بالنسبة للمؤلف والمخرج والعناصر المسرحية الأخرى من ممثلين، وهذا ليس بجديد على المنصورة التي تحتوي على مخزون هائل من ممثلين ذوي جودة عالية. وقد ختم حديثه عن عرض «أون آير»: كان من الممكن الاستغناء عن البانوهات والاكتفاء بالكراسي بشكل مجرد، حتى يكون العرض أكثر حميمية وأكثر تواصلا.
أما عن العرض الثاني «فتوات بولاق» لفرقة كفر الشيخ، قال الناقد محمود حامد: عرض «فتوات بولاق» يوجد به جهد مبذول من قبل المخرج، وأيضًا جميع عناصر العرض من إضاءة وديكور وأيضا التحطيب.
 وتابع: يعتبر فيلم «فتوات بولاق» المصدر الأول للعرض، ولا يوجد به أي علاقة بنجيب محفوظ؛ حيث إن عالم نجيب محفوظ كان يتحدث عن الحارات والزقاق، إنما تحدث العرض عن الفتوات خلال عالمه السينمائي من خلال فيلم «فتوات الحسينية» من إخراج صلاح أبو سيف في فترة الخمسينيات. والعرض يطرح قدَرا مكتوبا الذي يتمثل في الوسوسة لمحروس بقتل حميدة، وهذا القدر ضد منهج نجيب محفوظ الذي هو ضد المفاهيم الكلاسيكية المتعارف عليها. وختم حديثه عن العرض: المخرج قدم بالعرض صورة بصرية ثرية، ويطغى على العرض حس سينمائي.
تحدث الناقد أحمد خميس الحكيم عن عرض «أون آير»، قائلًا: العرض خرج عن الإطار التقليدي للعرض المسرحي، لينتمي إلى تكنيك مختلف تمامًا وهو التحرك من خلال عقلية الشخص المؤثر في الحدث، وقد قدم المخرج والمؤلف معا ذوقا مغايرا في المشهد ورؤية واعية ومتطورة لتجسيد فكرة الانتقال من الحلم إلى المشهد التقليدي والعكس. وتابع: العرض يقدم ومضات من حياة الأم وومضات من حياة الأب، تظهر للمتلقي في شكل صور يعيد صياغتها، فالصورة جزء من التكوين والحكاية، كما يطرح العرض أفكارا قريبة من الدراما التعبيرية والنفسية.
أضاف الحكيم: بداية العرض كان يوجد بها بعض من التشوش، وكانت الفكرة غير ممسوكة بشكل كافٍ، إنما الجزء الأخير من العرض وضحت الأفكار، كما أن الأداء التمثيلي كان يوجد به قدر من الوعي الكافي، وكذلك الموسيقى المناسبة لطبيعة العرض، كما أن فكرة تحريك أجهزة الإضاءة من قبل الممثلين جاءت لتسليط الضوء على بعض المواقف المهمة والشخصيات، اعتمد العرض الصورة كجزء مهم من المشهد المسرحي.
وعن العرض الثاني «فتوات بولاق» قال أحمد خميس: عرض «فتوات بولاق» مأخوذ من عالم نجيب محفوظ، العرض معتمد على فيلم يحمل العنوان نفسه والحكاية نفسها من إعداد وحيد حامد. وتابع: أن هناك كثيرا من الأحداث الضخمة بالعرض التي تتحرك من خلال دماغ محروس مبيض النحاس، كما أن المخرج أحمد عمارة متأثر بالعناصر السينمائية؛ حيث يوجد تكوين سينمائي من مقاطع ومشاهد طوال الأحداث المسرحية. أما الأداء التمثيلي فقد جاء صادقا لجميع الأدوار داخل هذا الإطار الشكلي، كما كانت الموسيقى مناسبة لطبيعة تكوين العرض.
وقد أضاف: عرض «فتوات بولاق» يليق بفرقة قومية وليس نوادي مسرح، وذلك لأن نوادي المسرح يقدم عروضا ذات إنتاج بسيط يوظفه المخرج، جاء تفاعل الجمهور مع العرض من صدق المنظر المسرحي والتكوين الذي يدور أمامه وكأنه يشاهد فيلما سينمائيا، كما تميز العرض بالديكور والبانوهات المتغيرة وأيضا بتكوين الصورة.
 


آيه سيد