محمد سعيد الظنحاني اعتز بتكريمي في بلدي الثاني مصر لأنها العاصمة العربية لكل أنواع الفنون

محمد سعيد الظنحاني اعتز بتكريمي في بلدي الثاني مصر لأنها العاصمة العربية لكل أنواع الفنون

العدد 842 صدر بتاريخ 16أكتوبر2023

كرم مهرجان أيام القاهرة الدولي للمونودراما في دورته السادسة برئاسة د. أسامة رؤوف  الشاعر والكاتب الإماراتي محمد سعيد الظنحاني، مدير عام الديوان الأميري لإمارة الفجيرة لما له من إسهامات بارزة في المجال الثقافي والمسرحي في الإمارات وخارجها، تقلد الظنحاني العديد من المناصب، رئيس مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما، ونائب رئيس هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام ، ساهم في تأسيس هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام، ووضع مع فريق عمله الفجيرة على الخارطة الدولية بالفعاليات الثقافية والفنية التي أسسها وحصلت على الاعتراف الدولي كمهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما، ومهرجان الربابة، وملتقى الفجيرة الإبداعي، وساهم في تأسيس مدينة الفجيرة للإبداع، وتأسيس تليفزيون الفجيرة، كان التمثيل حافزه الأول للكتابة فكتب العديد من المسرحيات وحصل على عدد من الجوائز، كما قدمت العديد من أعماله كدراما تليفزيونية.. ألتقت مسرحنا مع الشاعر والكاتب محمد سعيد الظنحاني وكان لنا معه هذا الحوار …

في البداية كيف ترى التكريم من مهرجان أيام القاهرة الدولي للمونودراما ؟ 
سعيد جدا بوجودي في مصر، بلدي الثاني، حيث تربطنا علاقات قوية على جميع المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، فهناك حب كبير يجمع مصر والإمارات ترعاه قيادة البلدين، أعتز بوجودي هذا اليوم وتكريمي كشخصية عربية في مهرجان أيام القاهرة الدولي للمونودراما لما يمثله من ثقل كبير بالنسبة لي، بالإضافة للثقل الفني والإبداعي في جمهورية مصر العربية والتي تعتبر العاصمة العربية لكل أنواع الفنون.
سعيد جدا بهذا التكريم وأتمنى أن يستمر التعاون بين الفجيرة للمونودراما وأيام القاهرة للمونودراما على اعتبار أن مهرجان الفجيرة الدولي أسس لكثير من المهرجانات العربية وأحد هذه النتائج هذا المهرجان، نحن مستمرين بالتعاون والتنسيق وتبادل الخبرات في مجال مسرح المونودراما.

حدثنا عن عرض«الليلة الأخيرة» المشارك ضمن فعاليات المهرجان؟
العرض إنتاج جمعية دبا للثقافة والفنون والمسرح، وتأليفي، وإخراج المخرج العراقي فيصل جواد،  وتمثيل الفنانة المصرية لمياء كرم، ويتناول معاناة امرأة لم تتزوج، وظلت تعاني وتسكنها الهواجس والأفكار والقلق والحزن الذي تسببه العنوسة لأي فتاة، والمشكلة بهذه القصة أن والد الفتاة هو السبب في بلوغها تلك المرحلة، لمنعه اقتراب أي أحد منها والزواج بها، وبالتالي اسقطنا على اعتبار أننا مسلمين ولدينا عادات وتقاليد وأن السبب أنها تذكره بوالدتها ويراها فيها، وبالتالي فهي في حيرة بين حبها للأم وقسوة الأب، عالجنا كثير من القضايا الاجتماعية التي تطرق إليها المجتمع سواء الخليجي أو العربي وما تعانيه المرأة بسبب الظلم الأبوي والقسوة الأسرية، ولاقى العرض استحسان المتفرجين والمثقفين خاصة، واعتبر هذا بالنسبة لي منجز طيب. 

تهتم في كتاباتك بالنفس البشرية والغوص فيها فما السبب؟ 
معظم كتاباتي سواء للدراما التليفزيونية أو المسرح، أذهب لأصل المشكلة من خلال النفس البشرية نفسها، فجذور المشكلة عند الشخصية ربما متجذرة من الولادة أو التربية أو العلاقات أو الأسرة، أعمل على الجانب النفسي والروحي لدى الشخصيات، وقد حاولت خلال العرض الغوص في شخصية المرأة من خلال مشاعرها على الرغم من كوني رجلا، فهنا حاجتها للرجل ليست مادية بل روحية ونفسية والمرأة والوطن ملهمين بالنسبة لي في الكتابة سواء الشعرية أو المسرحية. 

حدثنا عن انطلاقتك الأولى مع المسرح ؟ 
انطلقت من المسرح المدرسي مع مجموعة من الأصدقاء، ورسمنا سويا الخطوط الأولى للمسرح من خلال فرقة الكورال مروراً بتكوين فرقة المسرح بالمقهى الشعبي ثم تقديم المسرحيات في الهواء الطلق، حتى تمكنا من بناء خشبة مسرح وتكوين فرقة.
اشتغلت على نص «قطرة» بعد تخرجي مباشرة لأني درست علوم تخصص جيولوجيا وبالتالي تخصصي في المياه، ودفعني لكتابة النص الوضع المائي الذي كان موجودا في الوطن العربي والإمارات بشكل خاص ، و أسقطته على حقبة الأربعينيات في الإمارات (جفاف الآبار والأفلاج)، فكانت مسرحية خارج العلبة الخشبية حيث يقدم عمل لأول مرة على الرمال. وانطلقت بعد ذلك وكتبت العديد من النصوص منها «الغافة، القياضة، الحفار، وغيرها، والعديد من  الأعمال التي قدمت كدراما تليفزيونية، وما لا يعلمه البعض أنني أيضا كنت ممثلا.

مسرحية «يا ليل ما أطولك» درست في جامعة زايد فما المميز بها ؟
مسرحية باللغة العربية الفصحى، وتتناول الاضطرابات الأسرية وتأثيرها على العائلة والمجتمع والبلد، عمل اعتبره تجريبي بعض الشيء، وقد حصل على خمسة جوائز بالإمارات في أيام الشارقة المسرحية،  وحصل في قرطاج على ثلاثة جوائز. 

تعددت مواهبك فكتبت أيضا شعرا فماذا عن المسرح الشعري؟ 
أصدرت ثلاثة دواوين، وهناك ديوان رابع تحت الطبع، وإذا نظرنا للعرض المسرحي «الليلة الأخيرة» فيمكننا قراءته بلغة شعرية، هناك أيضا نص «فانوس» نص شعري ولا أخفيكي قرأت أربعة مجلدات لفاروق جويدة قبل كتابة النص حتى أحافظ على اللغة. 

لماذا يستهويك البحث في التراث؟ 
منذ بداياتي مع المسرح المدرسي مع مدرس الرياضيات المصري محمد دسوقي وهو علمني المسرح وحب المسرح وبدأنا تثقيف أنفسنا والحصول على الدورات، والقراءة والاحتكاك فتعلمنا من كل الدنيا، أحب البحث في التراث لأنه يمثل هويتنا وأسعى دائما لإبراز الموروث الأماراتي وما يحمله من عادات وتقاليد من خلال كتاباتي وتوثيق هذا التراث من خلال أعمالي سواء المسرحية أو التليفزيونية. 

 ساهمت في تأسيس هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام فكيف ساهمت المؤسسة في  تغيير الوضع الثقافي في الإمارات؟
كانت الحركة الثقافية في الفجيرة عبارة عن مجموعة من المسارح أو الجمعيات الثقافية، إلا أنه في عام 2006 أراد صاحب السمو حاكم الفجيرة أن يكون هناك مظلة رسمية تجمع كل هذه المؤسسات الثقافية والمسارح، تكون تحت مظلة مدعومة من الحكومة وترعاها وتكونها، وكان ضمن هذه التخصصات مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما الذي تأسس عام 2003 فأُسست الهيئة حتى تضم كل هذه الكيانات، ولذلك كان لها تأثير كبير في تطور المسارح والجمعيات، ودعم الحياة الثقافية في الإمارات عامة والفجيرة خاصة وفعاليات الهيئة المتعددة ودورها في الحراك الثقافي المحلي والعالمي، مما وضع الفجيرة على خارطة العالم في المجال الثقافي ولا سيما تطور مهرجان المونودراما الذي يعتبر الآن من أهم المهرجانات في العالم، وتعتبر الفجيرة هي عاصمة المونودراما بلا شك.

وكيف تطور مهرجان الفجيرة للمونودراما خلال تلك السنوات؟ 
بدأ المهرجان دوليا حيث كانت الفكرة أن يكون عربيا، إلا أن صاحب السمو نبهنا إلى نقطة هامة وهي أنه لابد أن نبدأ كبارا حتى نكون مميزين، والحمد لله مستمر حتى اليوم حيث بدأ المهرجان ب35 ضيفا، والدورة السابقة كانوا مائة وعشرون ضيفا وبمشاركة 55 دولة، فبات المهرجان يحظى باهتمام كبير من المؤسسات في الدول المختلفة، فهناك دائما نجاح وتوسع. 

و ما هي الآلية التي يعمل من خلالها المهرجان؟
لا نذهب للمؤسسات الرسمية في اختيار العروض، نحن نبحث عن العروض الجيدة والإبداع المميز في كل قارات العالم، ولدينا بعض من الفنانين والمثقفين الذين نستأنس بأرائهم لاختيار العروض، فليس مهما أن يكون تابعا لفرقة أو وزارة أو مؤسسة، لأننا نبحث فقط عن الإبداع، لذلك رفضنا منذ الدورة الأولى أن يكون المهرجان تسابقيا وبقي بدون جوائز حتى الآن، وبالتالي يتقدم المشاركين بكل أريحية بثقافات مختلفة، من أمريكا الجنوبية والشمالية وأوربا وآسيا وإفريقيا والعرب جميعا تحت مظلة الإبداع فقط. 

وهل يمكن زيادة عدد العروض في الدورات القادمة؟ 
لا تتعدى عروض المهرجان ال16 عرض مسرحي؛ وذلك لأن هناك فعاليات أخرى على هامش المهرجان منها الندوات والكثير من الورش سواء في الإخراج أو التمثيل أو السينوغرافيا حتى في التدريب والعلاج بالفن، يدرسها مجموعة من الأساتذة المميزين، وبالتالي لدينا فعاليات مصاحبة للعروض وفي نفس الوقت كثير من الممثلين والفرق لديهم ارتباطات أخرى ولا نستطيع مد المهرجان أكثر من عشرة أيام. 

لماذا اخترت فن المونودراما لتأسيس مهرجان خاص به؟ 
لنستعرض خارطة المهرجانات العربية فرغم كثرتها، ليس لها تأثير إلا قلة منها في القاهرة ودمشق ومجموعة أخرى قليلة جدا، لذلك أردنا البحث عن شئ مختلف والتفكير خارج الصندوق حتى تكون فكرة لها صدى والحمد لله تحقق ذلك والدليل أنه مر عشرون عاما على المهرجان ونحن الآن نرأس الهيئة الدولية للمسرح، بعد أن أصبحت الإمارات مقراً ثانيا لها بعد باريس، وقد بات العالم يتمنى مشاركته في مهرجاننا على اعتبار أننا حافظنا على الفكرة وطورناها وكبرناها بصدق ليس لأي مصلحة أخرى. 

كيف ترى توافر نصوص المونودراما في الوطن العربي؟ 
اخترت تنظيم مهرجان الفجيرة للمونودراما كل عامين على اعتبار أن الإنتاج ضعيف في الوطن العربي لهذا النوع من المسرح، وحتى حول العالم وفي آسيا، وبالتالي نعطي فرصة حتى نأخذ إنتاجات أفضل ويكون اختيارنا أوسع للأعمال، وستقام الدورة التالية في 2024. 

حدثنا فكرة تنظيم أيام الفجيرة الثقافية في باريس؟ 
 المعهد العالمي العربي بباريس وهو مركز ثقافي جاء نتيجة تعاون بين فرنسا وعدد من الدول العربية، الهدف منه تعميق فهم وثقافة عالمنا العربي، وقد بدأنا انطلاقة «الليلة الأخيرة» في المعهد وكانت بطلته الممثلة المغربية لطيفة أحرار، وعرض في باريس وألمانيا وموسكو وبولندا، وحصل على جائزة، وقدمته الممثلة لطيفة أحرار باللغة العربية والأمازيغية والفرنسية، كما ترجم النص للإنجليزية وقدمته الممثلة الليتوانية بيروتي مار في أوروبا الشرقية والبحرين والفلبين. 

ما الجديد في الدورة القادمة من المهرجان؟
 اعتدنا التجهيز مباشرة عقب انتهاء المهرجان، فأفكارنا واضحة ورؤانا واضحة، نعلم ما نرغب في الوصول إليه، نعرف الخطة والخطوة التالية التي يجب أن نصعدها حتى يستمر بقوته وتوهجه. الجديد في أروقة اللجان، نحن نركز على الممثلين والمخرجين والمؤلفين والتقنيات والتدريب، وعلى وجود وجوه جديدة، ودول جديدة مختلفة، وأحياناً ندخل المايم ضمن بعض الأعمال، ونذهب لروسيا وليتوانيا لنشاهد الأعمال بأعيننا، لا نبحث عن الكم أو إقامة مجرد مهرجان بل نبحث عن تقديم شئ جيد يليق بالفن أو لا نفعل شيء.

وختاما كيف هو شكل التعاون بين الفجيرة الدولي والقاهرة الدولي؟
سبق واستضفناهم، ولكن لا أخفيكي مازال لايغرينا عمل مونودراما مصري حتى الآن، فما قدم لم يرتقي لمستوى الطموح الذي نتمنى أن نراه من مصر على الرغم من استضافتنا للفنانين المصريين دائما، فكان ضيف الدورة الأولى عام 2003 الفنان الكبير يحيى الفخراني، وكذلك قدم نور الشريف وخالد صالح دورات من المهرجان، وكذلك الفنان هاني رمزي عدد كبير من نجوم مصر كانوا ضيوفا، لكن كممثل تجرأ ووقف على الخشبة لتقديم عمل مونودراما لا زلنا ننتظر عمل مصري مميز .


روفيدة خليفة