في ندوة «سينوغرافيا العرض المسرحي في الأماكن الأثرية»

في ندوة «سينوغرافيا العرض المسرحي في الأماكن الأثرية»

العدد 833 صدر بتاريخ 14أغسطس2023

عقد قطاع صندوق التنمية الثقافية، برئاسة الدكتور هانى أبو الحسن سلام، ندوة بعنوان «سينوغرافيا العرض المسرحى في الأماكن الأثرية»، وذلك بقصر الأمير طاز أدار الندوة وتحدث بها الناقد أحمد خميس الحكيم كما تحدث بها المخرج انتصار عبد الفتاح ومهندس الديكور محمد الغرباوي وذلك بحضور مجموعة من المسرحيين ومنهم المخرج إيمان الصيرفي، والمخرج إميل شوقي، والناقدة لمياء أنور والمخرج عادل بركات والمخرج جمال قاسم والمخرج طارق الدويري والناقد جمال الفيشاوي .
 تضمنت ندوة سينوغرافيا العرض المسرحية فى الأماكن الاثرية العديد من الموضوعات، الصناعة الثقافية ودورها فى مستقبل إنتاج العروض المسرحية، الاجهزة التقنية واثرها الكبير على خيال المتلقى فى العروض التى تقديمها فى فضاءات مفتوحة، سحر المكان ام سحر الدراما أيهما يستمع للاخر ولماذا؟ نموذج تطبيقى لعرض الخروج إلى النهار بقصر الأمير طاز في البداية رحب الناقد أحمد خميس الحكيم بالحضور ودعاهم للوقوف دقيقة حداد  على روح الكاتب الكبير محمد أبو العلا السلاموني الذي يعد أحمد أعمدة المسرح المصري، ثم تحدث عن سينوغرافيا العرض المسرحي في الأماكن الأثرية موضحاً أنه بإضافه الأماكن الأثرية نضيف مئات المسارح لمسارحنا ونستطيع استغلال فضاءات مغايرة،  ومؤثرة للغاية سواء في خيال المؤلفين أو المخرجين أو مؤثرة في خيال المتلقي وعلاقته بأهمية هذه الأماكن وكفاءتها سواء في المعمار أو فكرة التعامل الجمالي معها في الطرق والآليات والأفكار الجديدة ثم رحب بالمخرج الكبير انتصار عبد الفتاح مشيراً إلى أنه واحد من أهم المخرجين الذين لهم تجارب وأفكار مغايرة ومختلفة عن طبيعة التعامل مع الأثر وهو من الذين حصلوا على الجائزة الأولي في المهرجان التجريبي فكان انشغاله طوال الوقت بكيفية التعامل مع الحكاية الشعبية والحكاية التاريخية، والاهتمام بالصورة في العرض المسرحي، كما رحب  بمهندس الديكور محمد الغرباوي وهو كبير مهندسي الديكور في دار الأوبرا المصرية،  ولديه تجربة عريضة سواء في صناعة المسارح أو مع الاشتغال على الأماكن الغير تقليدية وله تجربة عريضة في البيت الفني للمسرح، وهو واحد من صناع المسارح فله تجربة فريدة في القطاع الخاص وهو مسرح الفنان محمد صبحي. 
 ثم انتقل للحديث عن فكرة هامة وهي الصناعات الثقافية مشيراً أن وجود خلل كبير في تلك الأمر..
وذكر قائلاً « أتصور مكان مثل «قصر الأمير طاز» نحتاج فنياً أن نتعامل معه بفكر متطور فكيف نعد لفكرة تقديم عرض مسرحي في مكان مثل «الأمير طاز» أو أى مكان مختلف به آثار سواء إسلامية أو مسيحية أو فرعونية فمن الضروري أن نؤهل المتلقي أننا سنقدم عرض ما،  وهو أمر يحتاج لمجموعة من المتخصصين ليعملوا عليه فكيف سنهيأ المتلقي لاستقبال موضوع سيقدم في مكان مثل «قصر الأمير طاز» ؟.
ثم انتقل خميس  للحديث عن النقطة الثانية وهي إشكالية الأجهزة التقنية فقال « لدينا خلل كبير في فكرة الأجهزة التقنية التي تساعد المبدع أن يعمل في مكان آثري مثل «قصر الأمير طاز»، وقد شاهدت العديد من العروض المسرحية، ووجدت معاناة من العرض المسرحي الذي يقدم في مكان آثري فنعاني من كفاءة الصوت؛ إذن نحتاج أن نفكر ماهي الأجهزة التقنية التي تساعد العرض في مكان آثري سواء أجهزة صوت أو إضاءة، كما نحتاج أن نبحث عن فكرة الأعلام عن العرض المسرحي، وتهيأت الملتقي للعرض المسرحي.
وتابع قائلاً «هناك مخرج يكون لديه ذكاء في صناعة عرض مسرحي ويعي جيداً كيف يستغل الأجواء المناسبة لصناعة عرض مسرحي في مكان آثري على سبيل المثال عرض المخرج إسلام إمام «جوه الصندوق « فلديه ذكاء في الصناعة، واستطاع أن يقدم موضوع بسيط وفي نفس الوقت معقد فهي حكاية بسيطة وقريبة من المتلقي، وهنا ذكاء إسلام إمام فقدم حكاية بها مشاركة للمتلقي  الذي ذهب لهذا المكان الأثري حتى يشاهد عرض مسرحي.
وأضاف «في صناعة العرض المسرحي في المكان الأثري نحن أمام مسألة ضرورية للغاية على صناع العرض المسرحي التفكير بين شيئين وهي أين أنا من الحكاية المقدمة، وسحر المكان فالمكان له سطوته وذوقه وأفكاره وفلسفته فيجب أن يضع المبدع هذان الأمران في الاعتبار؛  وإلا سيكون هناك نوع من أنواع الخشونة في تقديم فكرته وموضوعه وعلينا أن نتساءل ما الذي نستطيع تقديمه في مكان آثري فهناك الكثيرين الذين فكروا في تقديم حكايات تاريخية في قصر الأمير طاز تناسب العصر الذي كان فيه، ومثل هذه الموضوعات بها مشكلة عظيمة ويجب أن يضع المخرجين في الاعتبار أنه إذا تم تقديم حكاية المكان ستكون ورحها صغيرة، وليس لها موضوعات تشتبك مع المكان، ولكن القماشة الأكبر تستوعب موضوعات تاريخية عصرية مستفيدة من جمال وأهمية الأثر والأجواء المحيطة .

المخرج انتصار عبد الفتاح يروي تجاربه في الأماكن الأثرية 
تحدث عن كيفية تعامله مع سينوغرافيا المكان الآثري،  وذلك من خلال عدة تجارب منها «الدربكة» بوكالة الغوري، وعرض مثل «الخروج إلى النار» بقصر الأمير طاز، «أطياف المولوية» بقصر الغوري، وافتتاح «بيت السحيمي»، وتجربة في مجمع الفنون بالزمالك، ومتحف النوبة، «مسرح العربة الشعبية» فقال المخرج إنتصار عبد الفتاح «المكان الأثري له سينوغرافيا خاصة به بمعني أننا لا نحتاج لمصمم ديكور ليصمم شيئاً خاصاً للمكان الأثري، ولكن المكان الأثري مصمم ليعطي أفكار معينة على سبيل المثال عرض «الدربكه» الذي شارك في الدورة الأولي للمهرجان التجريبي وقدم في وكالة الغوري، وكانت بداية التجربة إعجابي بهذا المعمار وشعرت أنه مكان كوني فكان به «فسقية» والعديد من الشرفات وقدم في البواية مشهد الولادة الجماعية فالدائرة بالمكان والآثار باختلاف ثقافتها وبالتالي؛ تم توظيف المكان والدور الأول والثاني به وبالفعل نجحت التجربة نجاحاً كبيراً،  وعندما بدأنا هذه التجربة قدمت في قاعة منف ولكن عندما قدم في وكالة الغوري كان هناك فرقاً شاسعاً لأن المكان أضاف للتجربة،  اما تجربتي مع قصر الأمير طاز فكانت عندما كنت أقوم بالتحضير لرواية «الخروج إلى النهار» مستوحاة من كتاب الموتى الفرعوني وكنت أبحث عن مكان يشبه قصر الأمير طاز؛ لأن لجماهير ستسير من قاعة إلى قاعة وصولاً إلى الممر المقدس وقسمت المكان فعند الدخول لبوابة قصر الأمير طاز سنجد «حوش كبير» وبه مومياء كبيرة فقمنا بتأجيرها؛ وذلك لأن هناك عملية بعث ستحدث من الألهة «نوت» وقد وقفت الجماهير لتشاهد هذا المشهد السحري ثم سار الناس على أصوات رياح معينة في الممر المقدس وصولاً إلى المكان الذي نجلس به، وهو اشبه بفكرة القرية أو الجبل الذي يسكن فيه بعض الناس ولهم عادات وتقاليد فكانت أجواء العرض اشبه بأجواء فيلم «المومياء» للمخرج شادي عبد السلام فالشرفات تمتلىء بالناس التي تقوم بأصوات وإيمائات مع صوت الرياح، وصوت الراوي المسجل الذي يواجهنا ماذا سنفعل،  وشارك في هذه التجربة الفنان سامي العدل رحمه الله والفنانة عايدة فهمي، وكانا في استقبال الجمهور،  وهما يقومان بعمل حوار داخلي مع بعضهم البعض ومفاد هذا الحوار أنهم ينتظرون الأبن الذي سيحصر وهو «حورس»،  وكان يصمم ديكور هذا العمل المهندس محمد الغرباوي،  واوضحت له رغبتي في تحول هذا المكان إلى معبد،  وبالفعل صمم ديكور العرض، وذلك عن طريق عمل عدة مستويات طويلة وكبيرة وفي العمق قمنا بعمل تصميم للألهة «نوت» بملابسها الفرعونية، وكانت حالة في غاية الروعة مع الموسيقى الحية مستوحاه من التراث البدوي والجبلى والنوبي أيضاً فقد حاولت أن أجمع ملابس النوبة وألاتهم وحقق العرض نجح نجاحاً كبيرا، ومثل مصر في المهرجان التجريبي وكنت أتمني أن اعرضه في الأقصر ولكن كان بديلاً عن الأقصر قصر الأمير طاز.
عرض «أطياف المولوية» وتوظيف قصر الغوري تم توظيف القصر من بداية البوابة الكبيرة حتى الدور الثاني القاعة الرخماية التى قدم بها العرض، وكان آنذاك توجد فرقة سماع للإنشاد والترانيم القبطية والكنائسية، وقبل ذلك وأثناء عرض «الخروج إلى النهار» أنشأت فرقة سماع للإنشاد الصوفي المولوي، والعرض كان يؤكد على جوهر الأديان والمحبة والتسامح والسلام ومثل مصر في المهرجان التجريبي، وحقق نجاحاً كبيراً وهناك جزء ثالث أعد له بعنوان .                                                                                                                                                  وأضاف قائلاً: ضمن تجارب الأماكن الأثرية التي قدمتها افتتاح «بيت السحيمي» والذي كلفني به وزير الثقافة الأسبق فاروق حسني وقمت في افتتاح بيت السحيمي بإستدعاء كل اشكال الغناء من عصر السلاطين المماليك والجواري فكل شرفة من شرفات بيت السحيمي، وكل غرفة تشعر أن بها شكل من أشكال فنون عصر السلاطين سواء الطرب أو الحكي .... أوغيرها من أشكال الفنون، وافتتحت بيت السحيمي السيدة سوزان مبارك وعقلت قائلة «انت مرمم القصر وجايب الناس كمان « فقد قدمنا إحياء للحياة المملوكية وحولنا القصر لهذه الأشكال والتجربة التي اعتز بها عرض «راهب الأحجار « الذي قدم بمتحف النوبة كبير جداً داخلة الجبانة البحيرة المقدسة ثم المسرح، وكان العرض يضم أكثر من موقع ويسير الناس وصولاً إلى البحيرة المقدسة وسبب تسمية العرض باسم «راهب الأحجار» فعندما كنت في الأقصر وأسوان،  وكنت أرغب في معايشة حالة العرض وجدت رجلاً كبيراً ينحت الأحجار بالعصا لفت نظري وجهه الذي يمتلىء بالتجاعيد،  وهو ينحب الأحجار مثل الشباب، وبالفعل استعنت بالاسم وبنيت عليه فكرة العرض، وشارك في العرض أكثر من 250 شخص، وتجربة أخري اعتز بها وهي مجمع الفنون في الزمالك وكان مسئول المجمع الفنان التشكيلي الراحل أحمد فؤاد سليم،  وقدمت تجربة هامة في ذلك التوقيت بجمع الفنون وكانت تعتمد على النحب في الفراغ فكان لديه مجموعة من النحاتين والفنانين الذين يقومون بتصميم أشكال معينة وجلست معهم واقترحت عليهم فكرتي، واخترت قصيدة للشاعر أحمد عبد المعطي حجازي، وكانت مرثية الزمن الجميل قدمنها واطلقت عليها أسم «على عيني» وهي إحدى أغنيات السيدة أم كلثوم،  واستخدمت اغنية محمد عبد الوهاب «يا وبور اقولي»، وقمت بعمل علاقة بين السيدة أم كلثوم وموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، وما بينهما في هذه اللوحات البشرية في هذه الحجرة المنحوتة، وكانت مسموح أن يشاهد العرض خمسة عشر فرداً فقط ولذلك كنا نعرض 5 مرات لأن الجمهور كان كثيراً .
واستطرد قائلاً : أيضا أحد التجارب الهامة مسرح العربة الشعبية التي تجمع فنون الفرجة الشعبية الأراجوز وخيال الظل وصندوق الدنيا واستوحيت ذلك العرض من الأسواق والموالد الشعبية وفكرت في تقديم مسرح يكون شكله مثل «عربة الكشري»، وتجمع فنون الفرجة الشعبية وكنت أراقب نداءات الباعة باختلافها وأصواتهم المتنوعة، وأشكال العربات وقمت بعمل صندوق الدنيا بشكل وميكانزم معين واعتمدت على فنانين تشكيلين شعبيين حتى يرسمون حكايات «أبو زيد الهلالي» على صندوق الدنيا وقمت بتعليقها بشكل معين اعتمداً على ميكانزم تدوير الصور، وأصبح لدي صندوق الدنيا وخيال الظل والأراجوز والممثلين الشعبين وكان معي الأستاذة الناقدة السيدة سهام إسماعيل زوجتي والتي كانت تعطيني بعض الملحوظات في عملي وهي ممثلة وشقيقة الفنان الكبير أحمد إسماعيل والفنان يوسف إسماعيل وقد مثلت في تجربة «العربة الشعبية، وحالياً أعد عرض للكاتب والروائي نجيب محفوظ وكما نعلم أنه استوحى شخوصه من الحارة المصرية وتجربتي الجديدة تعتمد على إعادة هذه الشخوص إلى الحارة المصرية، واكتشفها وسط الحارة المصرية مع عمل حوار مع الملتقي.  وأضاف « عندما قدمت العرض المسرحي «مخدة الكحل « في تونس وحصلت على الجائزة الأولي قدمت العرض في «جراج « وقامت بطلات العرض بكتابة بعض الجمل من مشاهداها في الجراج وحقق العرض نجاحاً كبيراً ،
الناقد أحمد خميس الحكيم، ارتكز العروض التي قدمت بالأماكن الأثرية وكان لديها صدى عند الملتقي، وضرب مثالاً هاماً بعرض «إللى بني مصر» للمخرج عصام السيد والذي قدم بوكالة موضحاً توافد الجماهير بشكل كبير على هذا العرض، والذي كتب بعناية فائقة وقدم  بطريقة مغايرة ومضادة للمنطقي، وكانت الأغنية الأخيرة التي قدمت في العرض وكأنها تضرب على صدور الناس، وكانت بصوت المطرب على الحجار، وكان بطل هذا العمل الدكتور سامي عبد الحليم وفي هذه التجربة كان هناك استغلال جيد من المخرج عصام السيد للأجواء المفتوحة وعرض «ورح» الذي كان يجلب الجمهور فيه جمهوراً آخر كذلك تجارب الفنان وليد عوني في عدد من الأماكن الأثرية وكيفية تعامله مع الأثر في عروضه أيضا من التجارب الهامة التي نستحق أن نقف عندها .
مهندس الديكور محمد الغرباوي تحدث عن الأجهزة التقنية التي يتم الاعتماد عليها في المكان الأثري، وأثرها في إبراز صورة جيدة، وكذلك فكرة استغلال الأماكن الأثرية وتسويق ما يقدم بها من أعمال كذلك كيفية التعامل مع الأماكن الأثرية عند تقديم سينوغرافيا العروض.

التقنيات الحديثة في المكان الأثري تخلق أجواء ساحرة وتزيد من المتعة البصرية
فقال المهندس محمد الغرباوي: قصر «الأمير طاز» من الأماكن التي أهتم بها وزير الثقافة الأسبق فاروق حسني وكان لها شكل مختلف كما كان قصر الأمير طاز من الأماكن التي عليها تسليط كبير من جميع الفنون المختلفة سواء من الفن التشكيلي أو المسرح أو حفلات
وتابع قائلاً « الفن بشكل عام والمسرح بشكل خاص «صناعة» فإذا لم تقدم بشكل علمي جيد وإدارة فنية ؛ستصبح  مهدرة
ثم انتقل الغرباوي للحديث عن التطور الكبير الذي حدث للتقنيات الخاصة بالصوت والإضاءة؛ وهو ما ترتب عليه تطور شديد في الصورة وهو ما ساعد المبدعين في تقديم أعمال فنية متكاملة في الأماكن الأثرية، وهذه التقنيات تساعد في تقديم إضاءة جيدة وزوايا تصوير جيدة فهناك أجهزة متطورة مثل «المابينج «والبرجكتور ثري»،  والتي تقوم بحل مشاكل عديدة في الصورة بالنسبة للدراما دون المساس .
علق الناقد أحمد خميس الحكيم على مشروعين هامين الأول مشروع بهاء الميرغني وهو مشروع «مسرحة الأماكن المفتوحة»، وكان هذا المشروع قائم على الأماكن الأثرية أو الأماكن المفتوحة والتي استقطبت ما يقرب من 30 ألف متلقي، وقدمت عروض مميزة وناجحة في إطار هذا المشروع،  ومشروع دكتور صبحي السيد وكان عن مسرحة الأماكن الأثرية، ووافقت هيئة الآثار على هذا المشروع ولكن انتهت التجربتان ولا نعلم الأسباب .

دور الصناعات الثقافية لكل الفنون 
أوضح الكاتب الصحفي محمد بغدادي أهمية الصناعات الثقافية ودورها الهام والبارز الذي تلعبه ليس على مستوى المسرح فحسب، وإنما لكل الفنون وذكر في مداخلته مشاركته في معرض «شنغن» بالصين دورتان متتاليتان فكانت يمثل مصر،  وكان لها جناح داخل هذا المعرض،  وحصلت على الجائزة الأولى ضمن 117 دولة ضمن 2700 جناح  موضحاً أن دخل فرنسا من الصناعات الثقيلة يعتمد بشكل كبير على الصناعات الثقافية مشيراً إلى أنه عضو لجنة التراث المادي بالمجلس الأعلى للثقافة،  وأننا نملك 250 عنصر من عناصر التراثية والحرف التقليدية كما ذكر في مداخلته أنه لا يوجد حتى الأن فيلم تسجيلى يقدم مصر كما يراها العالم،  كذلك اوضح مشاركته في أحد المؤتمرات بالمكسيك تشارك به 170 دولة وكانت هذا المؤتمر عن لقاء الحضارات، واقيم هناك معرض كبير يضم مجموعة من القطع الفرعونية يتم عرضها في مدينة «مونتريال» شمال المكسيك.

«الكورة أجوان» تجربة الفنان إميل شوقي في قصر الغوري عام 1990م 
ثم تحدث المخرج إميل شوقي عن تجربته في قصر الغوري الذي قدمها وكانت بعنوان «الكورة أجوان» عام 1990 م فقد قدم هذه التجربة في قصر الغوري نظراً لأنه لم يكن متاح له مسرحاً ليقدم عليها العرض موضحاً استغلاله للمكان فكان ديكور العمل عبارة عن مركب ومجموعة من الموتيفات وصمم ديكور هذا العرض المهندس محمد الغرباوي.
المخرج المسرحي والسينمائي جمال قاسم فتحدث موضحاً آخر اعماله المسرحية التي قدمها بقصر الغوري وهي مسرحية «حرب الملوخية» ثم دخول قصر الغوري في مرحلة الترميم، وتوقفت فرقته والتي انتقلت إلى أحد الأماكن بشارع المعز؛  مما أفقدها هويتها كما تحدث عن مشاركته في مسرحية «السيرة الهلالية « عام 1985م للمخرج عبد الرحمن الشافعي واستخدامه لسينوغرافيا بديعة تتفق مع صيغة المكان.

هناك ضرورة أن تجد العروض المسرحية فضاءات جديدة ومغايرة
فيما ارتكز المخرج إيمان الصيرفي على عدة نقاط ومنها اعتراضه على مسمى المسرح الأثري موضحاً أنه يمكن استبداله بعروض الأماكن المفتوحة مشيراً إلى ضرورة أن تجد العروض المسرحية فضاءات جديدة ومغايرة فهناك حدائق وساحات واحواش المدارس والأماكن الأثرية وضرب أمثلة بعدة تجارب في فضاءات مغايرة واماكن أثرية ومنها تجربة المخرج عبد الغفار عودة في ميدان المرسي أبو العباس والذي قدمها بها النحات زوسر مرزوق سينوغرافيا مختلفة ومغايرة استقها من طبيعة المكان كذلك تجربة المخرج ياسر صادق في ميدان السيد البدوي واستغلاله لساحة السيد البدوي وتجربته في قصر ثقافة الغوري وتقديمه لتجربة عرض المهرج واستغلاله لتفاصيل المكان مشيراً إلى أن الأماكن الأثرية تسلب من المخرج خطته الإخراجية وتخضعه لفراغتها المتاحة مختتماً كلمته بأن الإدارة الحقيقة تصنع مسرح  حقيقي .                                                                                                               

على المؤسسات رعاية المشروعات الخاصة بالفضاءات والأماكن الأثرية 
ثم تحدث المخرج عادل بركات عن تجربته في الأماكن الأثرية ومنها أحد العروض التي قدمها بوكالة بزراعة والتي تعد أحد الامثلة على استخدام الفضاء في المكان الأثري وكذلك « تجربة عرض «آدهم « والتي قدمها على مساحة فدان وكان لوكشين العرض واقعي بشكل كبير وكذلك تجربته التي قدمها بمراكب الصيادين كما ضرب عدة أمثلة لتجارب كبار المسرحيين في الأماكن المفتوحة ومنها تجربة المخرج أحمد إسماعيل وعبد العزيز مخيون وعباس أحمد فهناك العديد من التجارب المهمة والتي يقوم عليها فنانون مهمون بهذا المشروعات ولكنها تظل حبيسة الأدراج،  وتمويل هذه المشروعات يقف عائقاً كبيراً في خروج تلك التجارب 
 


رنا رأفت