«المأوى» أول عروض فرقة قصر ثقافة شرم الشيخ

«المأوى»   أول عروض فرقة قصر ثقافة شرم الشيخ

العدد 822 صدر بتاريخ 29مايو2023

تجربة ممتعة وشاقة في آنٍ واحد خاضها المخرج محمود عثمان لتكوين وتجديد فرقة قصر ثقافة شرم الشيخ، وتقديم أول عروضها، فالأمر لم يكن باليسير، ولكن إصراره كان كبيرا في خوض هذه التجربة، وإعداد كوادر جديدة لهذه الفرقة من محبي أبو الفنون، ورغم التحديات التي واجهته؛ فإنه استطاع التغلب عليها، وكانت باكورة إنتاجه بعد تجديد وتكوين الفرقة. عرض «المأوى» هو شريحة قصر ثقافة شرم الشيخ المسرحية، تم تقديمه على مسرح القصر في الفترة من 8 مايو وحتى 14 مايو الماضي، وهو ضمن عروض شرائح المسرح بالهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة المخرج هشام عطوة، إنتاج الإدارة العامة للمسرح التابعة للإدارة المركزية للشئون الفنية برئاسة الفنان أحمد الشافعي، وقُدم من خلال إقليم القناة وسيناء الثقافي برئاسة الكاتب محمد نبيل، من خلال فرع ثقافة جنوب سيناء الثقافي بقيادة مدير عام الفرع الأستاذ أحمد فريج، بثقافة شرم الشيخ بقيادة مديرة قصر ثقافة شرم الشيخ الشاعرة أميمة إسماعيل. المأوى تأليف أحمد سمير، إخراج محمود عثمان، تمثيل: محمد العدل، محمد السويسي، عبدالله إمام، محمد أبو الحسن، آندرو جورج، عمر عفيفي، مؤمن محمد، خالد أبو اليزيد، مهند أيمن، أحمد شاهين، ياسين عماد، لوسينا علي، أسوم محمد، سمر نبيل، هبة فودة، مريم شاكر، أميرة محيي الدين، جنى وائل، إعداد موسيقي وتعبير حركي كريم خليل، تصوير فوتوغرافيا يوسف الحكيم، تصميم ديكور وملابس عمر كمال، تنفيذ ملابس آمال يوسف، تصميم إضاءة أحمد أمين، تصميم بانفلت إيريني وجيه، إدارة مسرحية أحمد خميس، نانسي حمدي، هبة حماد، سارة سيف، محمد الشامي، مساعد مخرج علياء صقر، مخرج منفذ أمجد لطفي.
أجرينا خلال تلك المساحة مجموعة من اللقاءات مع مخرج العرض محمود عثمان ومؤلف العمل أحمد سمير وبعض الأبطال.

تكوين فريق مسرحي في قصر ثقافة شرم الشيخ تجربة مليئة بالتفاصيل والأحداث
قال المخرج محمود عثمان مخرج عرض «المأوى» عن بداية تجربته وتأسيس فرقة بقصر ثقافة شرم الشيخ: بداية هذه ليست التجربة الأولى لي كمخرج في إنشاء وتكوين فرق، فكانت لي عدة تجارب منها على سبيل المثال تأسيس فرقة في معهد نظم المعلومات بالسويس، وفريق الجامعة بالسويس، وفرقة بيت ثقافة فيصل بالسويس، وقد كلفني العام الماضي الفنان إبراهيم المهدي مدير الفرق بأن أعمل على تجديد وتكوين فرقة قصر ثقافة شرم الشيخ رغم أني في ذلك الموسم تم ترشيحي من قبل فرقة بأسيوط، ولكن ثقته جعلتني أغامر وأسعى لتكوين الفرقة، وتجربتي في تكوين فريق مسرحي في قصر ثقافة شرم الشيخ تجربة مليئة بالتفاصيل والأحداث، وهي تجربة متعبة وشاقة، وخاصة أنني من المخرجين الحرصين على حضور المهرجانات المسرحية، فكنت أقرأ دائما عن مهرجان شرم الشيخ الدولي، ولم يصادفني وجود فرقة تشارك بالمهرجان، وتمثل المحافظة غير أني دائما في ذهابي وتطلعي إلى المهرجانات ومشاركات الفرق الخاصة بالهئية العامة لقصور الثقافة على مستوى الجمهورية، لم أجد اسما لقصر ثقافة شرم الشيخ، ومن هنا أتتني الفكرة، ويمكن أن يكون للقدر دور في ذلك، فكانت هناك أمسية شعرية في محافظة السويس، وكان يحضرها الشاعرة أميمة إسماعيل، وعلمت بعدها أنها مديرة قصر ثقافة شرم الشيخ، وعندما عرضت عليها فكرة تأسيس فرقة بقصر ثقافة شرم الشيخ رحبت بالفكرة كثيرا، ودعمتها وتواصت مع مدير إدارة المسرح المهندس محمد جابر الذي تواصل معي، ورحب بالفكرة وشجعني عليها وكان معي خطوة بخطوة، وكان ذلك ضمن سعيه وراء تنشيط واتساع رقعة الثقافة في شتى أنحاء الجمهورية، إنشاء فرق جديدة في بعض محافظات الجمهورية من بينها قصر ثقافة شرم الشيخ، وعلى الفور تم ترشيحي لفرقة قصر ثقافة شرم الشيخ، وكانت بمثابة النواة الأولى، وكان عليّ أن أبذل قصارى جهدي.
وتابع قائلا: كانت هناك بعض الصعوبات التي واجهتها ومنها الإقامة والإعاشة، وخاصة أن المأكل والمشرب والمسكن باهظة التكاليف في محافظة شرم الشيخ، ورغم محاولات عديدة من الأستاذة أميمة والمهندس محمد جابر في إيجاد حلول والاتصال بالقيادات لتوفير ذلك؛ فإنها أثمرت عن تواجدي لمدة عشرين يوما منفصلة ما بين ذهابي لشرم الشيخ والسويس، ولا أنكر فضل العميد نادر علام نائب المجلس المحلي لمدينة شرم الشيخ، الذي قدم لي المساعدات في إيجاد مكان للإعاشة.
وعن نص «المأوى» للكاتب أحمد سمير، أضاف قائلا: نص «المأوى» كان ضمن مشاريعي التي حلمت بإخراجه حينما أرسله لي المؤلف الأستاذ أحمد سمير، وتناقشنا فيه عدة سنوات، وكان عليّ أن أختار الفرقة التي تستطيع استيعاب، وتحمل هذا العمل لما يحمله من أبعاد للشخصيات وقدرات تمثيلية عالية، والنص يحمل أبعادا إنسانية واجتماعية شديدة الخطورة، ويمس واقعنا الذي نحياه الآن، والنص تدور أحداثه حول رجل ثري، وهو يمثل الرأسمالية في مجتمعنا والرأسمالية العالمية، وكيفية سيطرة الرأسماليين في زيادة نفوذهم على الطبقات الفقيرة والكادحة سواء كان على المستوى الدولي أو المحلي.
وعن رؤيته في العرض استطرد قائلا: كان ضمن الشخصيات في العرض شخصية «جاك» هذه الشخصية التي بدت في أول العرض ترقص فرحا بعد استكماله المدة التي قضاها في المأوى،  وخروجه للعالم والتمتع بما جناه من الأموال، وهو أيضا كان يعاني من التنمر، وعاد في نهاية العرض للمأوى لعدم قدرته على الحياة. وأضفت في العرض بؤرة أمل من خلال شخصية تم إضافتها في النص، وكان ذلك بعد موافقة المؤلف أحمد سمير وهي شخصية «جاكور» الذي ظهر في بداية العرض يرقص مع «جاك». وأخيرا، أردت أن أبعث من خلال العرض برسالة مهمة، وهي مهما كانت الظروف والدوافع، والمعاناة التي يعانيها الإنسان من الناحية الاجتماعية والنفسية يجب أن يحافظ على إنسانيته ومبادئه وقيمه الراسخة.

المأوى يطرح فرضية وظاهرة منتشرة تُسمى «ظاهرة الكلاب البشرية»
فيما أوضح الكاتب أحمد سمير عن نص المأوى قائلا: المأوى هو أحدث نصوصي وهو ينطلق من فرضية يراها البعض أنها عبثية، ولكنها في الحقيقة واقعية وبكل أسف.. وهي ظاهرة منتشرة في العالم كله بما فيه الدول العربية «ظاهرة الكلاب البشرية»، والنص يقدم فكرة من زواية التنبيه ودق أجراس الخطر حيال هذه الكارثة التي تهددنا، والتي تقضي بتحويل الآدميين إلى كلاب بشرية تأكل طعام الكلاب، وتعيش حياتهم ظنا أن حياة الكلاب أقل شقاء من حياتنا وأعبائها؛ أي أنه من الممكن أن نعتبر مأوى الحيوانات البشرية هو صرخة الوجود الآدمي في وجه الظواهر الشاذة.
عبدالله إمام يجسد شخصية الطبيب المزيف
بينما جسد شخصية «آدم كيدان» بطل مسرحية المأوى الممثل عبدالله إمام، وهو طالب بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وعن دوره قال: أقدم شخصية الطبيب المزيف الذي لجأ لحيلة انتحال شخصية الطبيب «آدم كيدان» للحصول على عمل، وبيت يحتمي به من قسوة الشارع خصوصا أنه مشرد وبلا مأوى، وتدور الأحداث في إطار تراجيدي إنساني صادم بعض الشيء عند اكتشاف «آدم كيدان» أنه في مأوى للحيوانات البشرية، ومع تصاعد الأحداث هو نفسه يستسلم للأمر الواقع.
«كوبر السجان الذي يعاني من أمراض السلطة»
بينما جسد شخصية «كوبر» الممثل محمد العدل الذي قال عنها: شخصية  «كوبر» ذلك السجان الذي يعاني من أمراض السلطة والنفوذ، والباحث عن من يصفعه كي ينعي ما فعله بالآخرين،  وحينما خرج إلى عمله لم يخرج من منزله لفترة طويلة، وحينما خرج للناس وجدهم يرفضونه في المجتمع فقرر اللجوء إلى المأوى.
رابح شخصية رأسمالية
لعب دور «رابح» الممثل عمرو عفيفي وهي تجربته الأولى على خشبة المسرح، وعن دوره ذكر قائلا: أقدم شخصية رجل أعمال مهتم بجمع كل من يعاني من مأساة في حياته؛ لتسخيره لبناء مشروع اقتصادي يحصد منه المال بغض النظر عن المبادئ الإنسانية، وما قد يسببه من دمار لنفسية تلك الشخصيات أصحاب المآسي والمشكلات الاجتماعية. فقط هو مهتم بحصد الأموال؛ لتلبية متطلبات زوجته الأرستقراطية.

لوكي شخصية تطرح قضية مهمة في مجتمعنا
لعبت دور «لوكي» الممثلة هبة فودة وعن لوكي قالت: شخصية لوكي هي شخصية مقهورة وضحية المجتمع، وكذلك ضحية نفسها، تعاني من مشكلة حساسة مع زوجها العجوز،   فتحاول أن تظهر عكس ما تشعر به من معاناة وارتباك في الأحاسيس من قلق وجرأة وعطف وثبات واهتزاز وعدم القدرة على اتخاد القرار؛ نظرا لتشتتها الدائم.
لارا صرخة في آذان العالم بالنهاية
الشاعرة والممثلة أميرة محيي الدين تجسد شخصية «لارا»، وقالت عنها: أقدم شخصية لارا الفتاة التى تتعرض لانتهاكات جسدية منذ الطفولة، ثم لجأت للهروب داخل المأوى تاركه إنسانيتها وآدميتها باحثة عن الأمان المفقود بالعالم الخارجي، لم تكن لارا سوى صورة من آلاف الفتيات اللاتي نلن نفس المصير المحتوم من الذل والقهر والعار، ولم تصل أصواتهن خارج جدران غرفتهن، فهي لم تكن سوى صرخة في آذان العالم بالنهاية الضائعة.
 


رنا رأفت