هيثم الهواري: هدفنا دعم مواهب الجنوب حتى تصل إلى العالمية

هيثم الهواري: هدفنا دعم مواهب الجنوب  حتى تصل إلى العالمية

العدد 813 صدر بتاريخ 27مارس2023

 على أرض الجنوب، رمز الحضارة المصرية القديمة، الذي تغمره كنوزنا، ومن محافظة قنا أقيمت فعاليات الدورة السابعة للمهرجان المسرحي الدولي لشباب الجنوب، في الفترة من 7 إلى 12 مارس 2023 والتي امتلأت بالفعاليات الفنية والثقافية، ومسابقاته الرسمية والبرامج الموازية للمهرجان، وكان سعيها وهدفها المنشود الأول والرئيس، أن تسهم في تنمية الحركة الثقافية والفنية وتصل بالمسرح والثقافة بصفة خاصة في جنوبنا الغالي، وفي مصر كلها والوطن العربي بصفة عامة، ويصبح المهرجان، خطوة مهمة في تاريخ ورحلة المسرح المصري عاما بعد عام.
ومن هنا كان لنا مع رئيس المهرجان، ومؤسسه الناقد الفني هيثم الهواري رئيس اتحاد المسرحيين الأفارقة هذا الحوار للحديث عن فعاليات المهرجان وحصاده، والإجابة على الكثير من التساؤلات عن المهرجان، ورحلته من الدورة الأولى إلى الدورة السابعة للمهرجان والتي اختتمت فعالياتها مؤخرا

بداية.. ما الدافع الرئيس والهدف الأول لتنظيم مهرجانًا بجنوب مصر والابتعاد عن المركزية ؟
الهدف الأساسي هو دعم وتنمية المواهب في جنوب مصر والسعي لاستمرار هذا الدعم حتى تصل هذه المواهب إلى المراكز العالمية، وتحقيق أهدافها وهذا ما حدث بالفعل خلال دورات المهرجان الماضية وحقق الشباب أهدافه سواء بالمنافسة الدولية من خلال المهرجان في مصر أو المهرجانات الدولية التي سهلت إدارة المهرجان مشاركتهم بها وكانوا دائمًا يحصدون المراكز الأولى فضلًا عن قيام بعضهم بالعمل في مجالات فنية عديدة للدراما منها السينما، أي أن المهرجان مستمر في تحقيق أهدافه لكل الشباب في جنوب مصرنا الحبيبة، وأيضًا باقي الأقاليم فقد انتهج المهرجان خلال السنوات الأخيرة استضافة العديد من شباب الأقاليم خاصة في الوجه البحري لحضور الورش التدريبية في المحافظات التي لا يستهدفها المهرجان، وبذلك نكون حققنا التنمية الشاملة وسعينا لتحقيق أهداف وأحلام المواهب في كل أنحاء الجمهورية.. كما أن الطلبات الكثيرة التي تلقيناها من الفرق المسرحية في محافظات مصر كلها، جعلتنا نفكر في استضافة فرقة أو اثنين من الفرق المسرحية ببقية المحافظات التي لا يستهدفها المهرجان وهذا الأمر مطروح حاليًا لمناقشته في جدول أعمال إدارة المهرجان وبذلك نكون حققنا التنمية الشاملة التي يستهدفها الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية. 

هل كان هناك رؤية خاصة للمهرجان، منذ التفكير في تنظيمه قبل الدورة الأولى؟ عرفنا بها؟ وهل اختلفت مع تتابع دوراته؟
نعم، بالتأكيد وكما أقول دائمًا أن هذا المهرجان أقيم بهدف دعم وتنمية المواهب في محافظات صعيد مصر واستمرار دعمهم  وأيضًا الحفاظ على التراث والموروثات الشعبية التي بدأت تندثر دون أن  نسجلها أو نحافظ عليها مما يُهدد تاريخنا وعاداتنا وتقاليدنا التي يجب أن نحافظ عليها حماية لنا من الأفكار والعادات الأجنبية الغريبة التي اقتحمت حياتنا وكان لها تأثير سيء جدًا دون أن نلتفت لخطورة هذا  وحتى نحافظ على هذه المواهب بدلًا من اندثارها وانتهائها  لذا كان لدى المهرجان، برنامج أساسي أيضًا وهو التجول في محافظات الجنوب حتى نفيد أكبر عدد ممكن من المواهب  ولا نتوقف في محافظة واحدة فلا يمكننا أن نحقق هدفنا الأساسي. وقد مر المهرجان بمراحل تطور كثيرة من أهمها زيادة الفعاليات الفنية وتطويرها فلكل دورة سمات خاصة بها كما اننا اتجهنا لإقامة عروضنا الفنية والثقافية في كل الأماكن خاصة القرى والنجوع والمستشفيات ومؤسسات الأيتام والأندية الاجتماعية حتى المقاهي الشعبية لم نتركها وقدمنا برنامجًا تراثيًا مهمًا لرواد هذه المقاهي الذين ابتعدوا عن الثقافة.. فنحن كنا أول من قدم الفعاليات الفنية والثقافية في هذه الأماكن في صعيد مصر.. أيضًا تنمية المواهب في جميع المراحل العمرية ولجميع الفئات فقد تجد في العروض والورش وغيرها من الفعاليات الأطفال مثلا أو الشيوخ وكبار السن، و ذوي الاحتياجات الخاصة، فقد تبنى المهرجان منذ دورته الأولى فرقة المكفوفين التي حققت نجاحًا وجوائز كثيرة وأيضًا في بقية الفعاليات فقد خصصنا لهم أماكن في الورش والعروض حتى يستمتعوا بالمهرجان.

كيف بدأ التحضير للدورة السابعة من المهرجان؟ 
في البداية أبدا في البحث عن المحافظة التي يمكنني إقامة المهرجان بها والتي يجب أن تتوافر بها بعض الشروط مثل وجود مسرح نقيم عليه الفعاليات الرئيسية وأيضًا أماكن للإقامة ولا أقصد هنا الإقامة الخمس نجوم فنحن وضيوفنا لا نهتم بهذا، بل ما يهمنا هو الوصول للناس في كل الأماكن، ثم بدأت في التجول في ربوع قنا وتم الاتفاق مع جمعية أنا المصري لاختيار القرى الأكثر احتياجًا لإقامة المهرجان وأيضًا قمت بالاتفاق مع باقي الأماكن التي أقمنا بها العروض.

 هل لنا أن نتعرف على أهم فعاليات وحصاد الدورة السابعة؟
شهد المهرجان العديد من الفعاليات المتنوعة، والتي تمثل مسارين في التسابق، حيث العروض المسرحية بالمسابقة الرسمية للمهرجان، ومسابقة التأليف، وعروض الفضاءات المفتوحة، فقد شارك بالمهرجان نحو 14 دولة عربية وأجنبية.وأقام المهرجان 8 ورش تدريبية خلال الدورة وهي «التأليف» باستخدام التراث للكاتب والمؤلف بكري عبد الحميد، و «ورشة التمثيل» للمخرج أحمد السيد، وورشة «الديكور» للدكتورة عايدة علام، ورشة «الفنون الأدائية» للمخرج البولندي كريستوفر ريجاتزويتس، «ورشة المكياج» للفنانة الجزائرية حكيمة جلايلى، و«ورشة صناعة العرائس» للفنان أحمد أبو طالب، ورشة «فنون الأداء في الغناء المسرحي» الموسيقار محمد مصطفى  و«ورشة أداء وتحريك العرائس الماريونت» للمخرجة إيمان فتوح واقيمت في القرى والنجوع لأول مرة   في الصعيد. كما قدم المهرجان إصدارات جديدة في المسرح المصري هذا العام وتضمنت كتاب «فن المونولوج» للدكتور أبو الحسن سلام، ود. نانسي محمد على، وكتاب «أقنعة الحياة» للدكتور جاستن بيلي عميد كلية الفنون الجميلة بجوبا، جنوب السودان، وكتاب «صاحب الفكرة» للكاتب بكري عبد الحميد، وكتاب «سينو مسرح» للكاتبة صفاء البيلي، وكتاب «مسرح الشارع ..» للناقد حسام مسعد، وكتاب النصوص الفائزة في مسابقة التأليف المسرحي وفاز بها كتاب من مصر، واليمن، والكويت، وهم على الترتيب نسرين نور، انتصار حسن، عبد الرزاق علي بهبهاني وكتيب الدورة السابعة، وأخيرًا كتاب «8 سنوات من الإنجازات» ويتناول ما تم من أنشطة وفعاليات خلال هذه السنوات. وعن العروض المسرحية فقد تلقت إدارة المهرجان الكثير من طلبات المشاركة ووصل عدد العروض التي تقدمت للدورة السابعة هذا العام 350 عرضًا مسرحًيا من 5 قارات وتم اختيار 35 عرضًا مسرحيًا في القائمة الطويلة وهم: عرض «عوين» لفرقة أناكوندا، «قصاصات ورق» لفرقة خربشة، وعرض «شفيقة ومتولي» لفرقة الكرنك وعرض «وجع الأحلام» من مصر. و«المفارقة» من بولندا، وعرضي «عرس الدم»، وأوفيليا فيجتيرانو من إسبانيا، «زوجة الخباز» من فرنسا، «عندما يكون قوس قزح كافى» من الهند، «الوهم» من إيطاليا، وعرض «لأجلى» من كوريا الجنوبية، «حالة خاصة» من تونس، «مشاعر» من تونس «تراك A4» من العراق، «راجع » من فلسطين، «ليلة الأنحوتة» من الأردن، «دبليو سي » من المغرب، «حكاية المحطات» من سلطنة عمان ، «توحش» من العراق، «مشاعر» من تونس، «الآلهة غير ملامة » من غانا، «مافا» من نيجيريا. وفى برنامج مسرح الشارع ترشح بالقائمة الطويلة «حكايات مصرية» من مصر و«الموت في فصوله الأربعة» ألمانيا/ السويد/ كندا/ كوردستان العراق، و «مكاريو يموت جوعًا» من المكسيك/ إسبانيا، و«فئران السلطان» من السودان، «مغامرات الشيخ بنتالوني والعرائس» من الجزائر، «ديك» من الأردن، «بلا حدود» من كردستان العراق، «أبوكاليبس» من تونس.
 وتنافس بالمهرجان 11عرضًا وهي بمسابقة المهرجان  مسرحيات: «عوين»، «قصاصات ورق»، «شفيقة ومتولي»، «المفارقة»، «عرس الدم»، «زوجة الخباز»، «حالة خاصة»، «تراك A4»، «راجع»، «حكاية المحطات»، وقدمت عروض متنوعة خارج المسابقة الرسمية منها: حكاية المعبد عن مسرحية» الواد غراب والقمر، تأليف أشرف عزب، من إعداد وإخراج شهاب الدين مصطفى، ومن عروض الحكي «عصاية وعباية» للفنان الحكواتي خليل من فلسطين، وفرقتي «الأراجوز» للفنانين صبري سعد متولي، مصطفى الصباغ، علي أبوزيد سليمان من صندوق التنمية الثقافية وفرقة «المركز القومي للطفل» الفنان ناصر عبد التواب والفنان أحمد جابر، و«مغامرات الشيخ بنتالوني» للفنان الجزائري مهدي قاصدي، وفئران السلطان»، من السوادان للفنان عبد الله صوصل، للمخرج زهير عبد الكريم، عرض «الموت في فصول الأربعة»، وصاحب هذه الفعاليات «أتوبيس الحكي»، «المكتبة المتنقلة» الخاصة بمؤسسة مصر الخير، والتي قدمت في العديد من قرى قنا منها الطويرات، كوم الضبع و قرية بشلاو، والمعنى ومراكز دشنا، نجع حمادي، فرشوط،  وجامعة قنا، وبقنا في مقهى الزهراء، نادي الفتيات، النادي الاجتماعي، المقاهي الشعبية، ومستشفى الأورام بقنا.
وكان مجلس أكاديمية الفنون، برئاسة د. غادة جبارة، وافق على توفير 5 منح دراسية مجانية للفائزين في الدورة السابعة من المهرجان المسرحي الدولي لشباب الجنوب، وأعلنت أسماء الفائزين بالمنح في حفل الختام.

ما المعايير التي تم الاستناد إليها في اختيار العروض؟
أهم هذه المعايير أن يكون العرض من الموروثات الشعبية أو يتصل بقضايا المرأة وأيضًا ألّا يتجاوز مدة العرض 60 دقيقة ولا يقل عن 30 دقيقة.

تميز برنامج الورش خلال هذه الدورة.. فما أهم أهداف تلك الورش وخاصة أنه تم الاستعانة بمجموعة من الخبراء، من العالم الغربي لتقديمها؟
الهدف من الورش التدريبية محاولة صقل المواهب الموجودة والتعرف على المناهج التدريبية المسرحية في العالم لذا نستعين في كل دورة بمجموعة من الخبراء لإفادة شبابنا. 

 هل تم استحداث فعاليات عن الدورات السابقة؟ حدثنا عنها؟
قدمنا هذا العام برنامج تنمية القرية الذي استهدف قرى محافظة قنا بتقديم فعاليات فنية وثقافية وأيضًا إنشاء مكتبات ثابتة ومجانية تستقبل أهالي قنا من قرى حياة كريمة وغيرها من القرى، وإقامة ورش تدريبية للأطفال وتم توزيع إصدارات مؤسسات دار الهلال، والأهرام والشركة السعودية للأبحاث، وهدايا خاصة للأطفال خلال الورش التي أقيمت بالقرى والنجوع ومنها تحريك العرائس، للفنانة إيمان فتوح وأيضًا ورش الرسم.

منذ الدورة الأولى للمهرجان، شهدنا اهتمامًا كبيرًا بمسرح الشارع والفضاءات المسرحية؟ حدثنا عن أهمية هذه الاتجاه في السنوات الأخيرة بالمسرح المصري والعربي والعالمي؟
للأسف رغم كون مصر هي من صنعت فنون مسرح الشارع إلا انه تراجع لدينا بشكل كبير وأصبحت دول اخرى هي الرائدة فيه لذا حاولنا أن نعيد مسرح الشارع مرة أخرى خاصة انه أصبح نادرًا ولم يقدم في الصعيد إلا من خلال فعاليات قليلة جدًا؛ فنحن نحاول من خلال المهرجان تقديم جميع الفنون وتأكيد ريادة مصر فيها وأنها أول من ابتكرها.

تنوعت أسماء المكرمين في الدورة السابعة وذهبت لكبار الفنانين من مصر والعالم العربي والغربي، ما هي المعايير التي تم الاعتماد عليها في اختيار المكرمين؟
كرم المهرجان نخبة من الشخصيات التي لها تأثير في الحركة الثقافية والفنية المصرية والعربية والأجنبية، وهم الفنان الكبير محمود الحديني، ودكتورة عايدة علام والمخرج الجنوبي من قنا محمد موسى، والمخرج التونسي نوار الضويويي والمخرجة الفرنسية ماري دي لافال، ود. إسلام زكي مصمم شعار المهرجان.وتمثلت المعايير في الدور المهم الذي تلعبه هذه الشخصيات في الحركة المسرحية والفنية بشكل كبير ودعم الشباب الموهوب.

بالمسابقة الرسمية شارك  11 عرضًا كلها على العلبة الإيطالية؛ فلماذا لم تنظم مسابقة أخرى لعروض الفضاءات المغايرة خاصة أن المهرجان قدم هذا النوع من العروض ضمن الفعاليات؟ 
نحن بالفعل نفكر في إقامة مسابقة لمسرح الشارع وأخرى لفن الحكي ولكننا في انتظار أن تجد هذه التجارب قبولًا كبيرًا لدى الفرق المسرحية في مصر وقريبًا سننظم هذه الفعاليات في مسابقات تنافسية. 

 ما أهمية عمل مهرجانات دولية خاصة للشباب؟ وكيف يؤثر ذلك على الحركة المسرحية؟
بالتأكيد يكتسب منها الشباب خبرات كثيرة نتيجة احتكاكه وتواصله بالآخرين فنتعرف على المناهج الأجنبية المختلفة في المسرح وهو ما يسهم في تطوير الحركة المسرحية المستقلة في مصر. 

كيف ترى أهمية الخروج من مركزية العاصمة في تنظيم المهرجانات الفنية؟ وما أثر ذلك على المحافظات الأخرى في الحراك الثقافي والفني؟
تنظيم المهرجانات في الاقاليم البعيدة عن المركزية أمر مهم جدًا لإفادة أهالي هذه الأقاليم الذين لم يشاهدوا هذه الفعاليات إلا في التليفزيون وقد ظهر التأثير الكبير لهذه المهرجانات من حيث تغيير التفكير السلبي والابتعاد عن الأفكار المتطرفة والتفكير بشكل إيجابي وهي عوامل مهمة جدًا.

ما أبرز الصعوبات التي واجهت إدارة المهرجان في الدورات السابقة، وخاصة في الدورة السابعة؟
تتمثل في الدعم المادي فلدينا دائمًا أزمات مالية لا تجعلنا نحقق كل أحلامنا ولكننا نتغلب عليها بفضل مساعدة الأصدقاء ما يجعلنا نقيم فعاليات كثيرة فمن يتابع المهرجان يعتقد أن الميزانية المادية للمهرجان تتعدى العشرة ملايين جنيه لكن الحقيقة انها تقام بحب ومساعدة الأصدقاء ولكن هذا لا يكفي لأنني كل عام أغرق في ديون كثيرة أحاول أن اسددها قبل بداية الدورة التالية وبعضها لم أقم بتسديدها حتى الآن.

هل تفكر أن تؤسس لمشاركات وسبل للتعاون مع مؤسسات مسرحية في الداخل والخارج، خاصة أن المهرجان يقام بجهودكم الذاتية؟
لقد اقمنا تعاونا مع عدد كبير من المهرجانات في الخارج مما أتاح لفرقنا المشاركة بها والحصول على جوائز كثيرة وأيضًا الاستفادة من الخبرات الخارجية في الورش التدريبية وهو ما أتاح لنا التعرف على المناهج المسرحية بالخارج وتذليل أي عقبات لدينا في الدول الاخرى ولا ننسى أننا كنا أول من أنشا اتحاد المسرحيين الأفارقة الذي يقوم على التعاون بين الدول الإفريقية في مجال المسرح.

قدمتم مسابقة مهمة للتأليف المسرحي، وحصد جوائزها مؤلفون من مصر والدول العربية.. فكيف ترى مكانة التأليف المسرحي الآن، مع ما يُقال إننا نعاني من أزمة فيه؟ 
نحن نحاول أن ننمي المواهب التأليفية لدى شبابنا في مصر والوطن العربي خاصة في مجال التراث والموروثات الشعبية وهي قليلة جدًا.. فقد سبق وأقمنا مشروع صناعة المسرح في الصعيد ونتج عنه تخرج أكثر من 80 مؤلفا من أبناء الصعيد يكتبون في إطار المسرح التراثي ونتجت عن ذلك نصوص مسرحية تراثية اخترنا منها أربعة نصوص تم إصدارها في كتاب بعنوان خراط البنات وتم توزيعة على مستوى الجمهورية حتى يتاح لمخرجي المسرح استخدامها واستمرار المسرح التراثي؛ لذا نحاول أن ننمي موهبة التأليف والكتابة لدى الشباب لأنها أهم عامل في استمرار المسرح. 

 هل هناك تفكير في تقديم برنامج فكري ضمن فعاليات المهرجان في الدورات المقبلة، خاصة أن المهرجان حقق نجاحًا في فعالياته الأخرى؟
هذا الأمر لم يغب عن إدارة المهرجان منذ دورته الأولى لكننا ننتظر الوقت المناسب لإقامتها حتى يستفيد منها الجميع ولا تتحول الى ندوات لا لزوم لها لا يحضرها أحد ونضيع الوقت في البحث عن الناس لحضورها.

خصصت ورشة للتأليف للمونودرامى.. هل الحركة المسرحية في حاجة لهذه النصوص ؟  
نحن نحاول من خلال الورش تدريب شبابنا على جميع فنون المسرح حتى يكونوا على علم ووعي كامل بها. 

وهل هناك خطة أو اتجاه لتطوير المهرجان خلال الأعوام المقبلة؟
نعم، نحن وضعنا خطة نسير عليها منذ الدورة الأولى ويتم تطويرها كل عام وإضافة الفعاليات الفنية والثقافية وفقا للمحافظة التي يقام فيها المهرجان.. فالمتابع لفعاليات المهرجان سيجد إضافة فعاليات جديدة في كل دورة.
ينظم المهرجان المسرحي الدولي لشباب الجنوب برئاسة الناقد الفني هيثم الهواري، رئيس اتحاد المسرحيين الأفارقة، تحت رعاية وزارة الثقافة، وزارة الشباب والرياضة، محافظة قنا، والهيئة العامة لقصور الثقافة، مؤسسة مصر الخير، ومدينة دريمز بقنا، صندوق التنمية الثقافية، دار حابى للنشر، جراند أوتيل، ونقابة المهن العلمية بقنا، جمعية أنا المصري بدندرة. 


همت مصطفى