جولة فى شارع المسرح العالمى

جولة فى شارع المسرح العالمى

العدد 810 صدر بتاريخ 6مارس2023

 لا يعرف كثيرون – حتى فى الولايات المتحدة نفسها – ان ابداعات النجمة الامريكية  راكيل ولش التى رحلت عن عالمنا قبل ايام عن عمر ناهز 82 عاما بعد حياة فنية حافلة امتدت لنحو ستين عاما لم تقتصر على السينما والتليفزيون فقط.
امتد إبداعها أيضا إلى مجالات أخرى منها المسرح وأن كانت محدودة للغاية بالمقارنة بالسينما التى قدمت فيها نحو أربعين فيلما أشهرها “مليون سنة قبل الميلاد” عام 1966 الذى ظهرت فيه فى شخصية “لوانا”. وضعها الفيلم الذى لم تتكلم فيه  على سلم النجومية فى ستينيات القرن الماضى. 
كما أن إبداعاتها فى المسرح محدودة بالمقارنة بإبداعاتها فى التليفزيون حيث قدمت أكثر من 30 مسلسلا ظهرت فى بعضها بشخصيتها الحقيقية.
أما فى المسرح فقد ظهرت ولش _ واسمها الحقيقى جو راكيل تيخادا-  فى اربع مسرحيات فقط بين عامى 1973 و1979. وتميزت المسرحيات الأربع بالطابع الكوميدى الذى ميز معظم أعمالها فى السينما والتليفزيون. كما تميزت بحرصها على الظهور بشخصية المرأة القوية.

تخصص
ولا غرابة فى ذلك فهى دارسة للمسرح فى جامعة سان ديجو. وقد عشقت المسرح والباليه منذ نعومة اظفارها وقامت بعدة أدوار مسرحية فى المدرسة والجامعة والكنيسة قبل ان تخرج إلى الحياة  الفنية. 
من هذه المسرحيات “امرأة العام” وهى مسرحية غنائية مأخوذة عن فيلم بنفس الاسم عرض عام 1942. وقد قامت ولش ببطولتها على احد مسارح برودواى عام 1981. وقدمت بعض عروض لها فى المكسيك والأرجنتين. ومن المفارقات ان تفوز المسرحية بعد نجاحها الكبير بست من جوائز تونى لم تكن من بينها جائزة احسن ممثلة لولش قامت ببطولته كاترين هيبورن. 
وتدور المسرحية حول مذيعة تليفزيونية تتزوج من رسام كاريكاتير ويواجه الاثنان مشاكل فى التوفيق بين عملهما وحياتهما الزوجية. وتبدأ المشكلة عندما تفوز المذيعة  بلقب سيدة العام وتطالع رسوما كاريكاتورية للرسام تتهمها بالتكبر والغرور. 
وتذهب لمعاتبته فتنشأ قصة حب بينهما تنتهى بالزواج. وتبدا المشاكل عندما يجدان ظروف عمل كل منهما لا تسمح لهما بقضاء وقت كاف معا ...وتتوالى المشاكل حتى تقرر المذيعة فى النهاية التفرغ لحياتها الزوجية. وتفاجأ بان الزوج يرفض هذا القرار ثم   يتفق الزوجان معا على الاستمرار فى المناقشة للوصول إلى حل مناسب. وقد تم عرض المسرحية 777 ليلة فضلا عن 10 عروض تجريبية. وقد غابت ولش عن بعض العروض وقامت بالبطولة ممثلات بديلات لارتباطها باعمال سينمائية او تليفزيونية.

برنارد شو
وهناك مسرحية المليونيرة للاديب الأيرلندى جورج برنارد شو التى قدمت لاول مرة عام  1936 وقدمتها على المسرح نجمات شهيرات قبل ولش وبعدها.
تدور أحداث المسرحية الكوميدية حول سيدة انجليزية اسمها ابيفانيا ذهبت إلى مكتب محام لإلغاء وصية توصى فيها بكل اموالها فى حالة وفاتها لزوجها.
وتحكى قصتها فتقول انها خصصت كل ثروتها لزوجها بناء على وصية من ابيها تقضى بان اى شخص يرغب فى الزواج منها يجب أن تعطيه 150 جنيها استرلينيا عليه أن يستثمرها وينميها لتصبح 50 ألفا من الجنيهات خلال ستة شهور. واذا فشل لا يتم الزواج. وتكرر الامر عدة مرات حتى جاء اليستير وهو رياضى محترف يمارس التنس والملاكمة ونجح فى الاختبار فتزوجته  وأوصت  له بثروتها البالغة 30 مليون استرلينى عند وفاتها. وبعد الزواج اكتشفت أنه غير مخلص لها فقررت حرمانه من ثروتها ومنحها إلى الجمعيات الخيرية قبل أن تنتحر. ويسعى المحامى إلى تهدئتها وينجح فى اقناعها بالتراجع عن الانتحار والسعى إلى الانفصال حتى لا يسعى إلى الحصول على ميراث منها إذا ما سبقته إلى العالم الأخر.....وتتوالى الأحداث. 
وهناك ايضا مسرحية غنائية اخرى هى “فيكتور وفيكتوريا” .وكانت أخر مسرحية قدمتها عام 1997 ثم اعتزلت المسرح نهائيا حتى تقاعدت تماما من الحياة الفنية عام 2017 إلى رحيلها. 
المسرحية مأخوذة عن فيلم كوميدى ألمانى بنفس الاسم عرض عام 1982 للأديب الألمانى رينولد شوزيل. ويدور حول فيكتوريا التى تعمل راقصة فى ملهى ليلى وتود لو كانت رجلا. وتلتقى  بفيكتور الذى يود لو كان امرأة. وتحدث مفارقات عديدة تنتهى بان يرضى كل منهما بقدره ويتزوجان.
وهناك مسرحية “راكيل والعالم” التى ظهرت فيها باسمها وشخصيتها وهى مسرحية للاطفال استخدمت فيها العرائس ولا تتوافر معلومات مهمة عنها.

جدل
عموما كانت راكيل ولش من أكثر الفنانات إثارة للجدل حيث رفضت منذ بداية حياتها الفنية الظهور عارية. وكانت تقول انها تتمتع بقدرات فنية ولفظية وبدنية تساعد على اقناع المشاهد ولاتحتاج إلى التعرى للتأثيرعليه. وظلت ترفض ذلك باصرار حتى بعد ظهور ابنتها تانى عارية.
وكانت تتعرض للهجوم بسبب تنكرها لاصولها البوليفية من جهة ابيها وتقول انها جاءت من بلد اسمه بوليفيا ولد فيها ابوها من اصول اسبانية. وكات تؤكد دائما على انها امريكية خالصة. هذا رغم ان ابنة عم ابيها ليديا تيخادا كانت اول سيدة تتولى رئاسة بوليفيا (1979-1980).
وكانت تتعرض لهجوم بسبب تأييدها للعدوان الامريكى على فيتنام حتى انها سافرت إلى فيتنام مع نجم الكوميديا الراحل بوب هوب لتقديم فقرات ترفيهية عن الجنود الأمريكيين فى فيتنام .

لورانس أوليفييه ليست الجائزة الوحيدة
كومر خطفت الأضواء والجنس اللطيف يكتسح
أراء الجمهور فقط واستبعاد النقاد
لايكاد احد من عشاق المسرح فى بريطانيا  وخارجها يعرف شيئا  عن جوائز المسرح فى بريطانيا  سوى جوائز “لورنس أوليفييه “ المرموق التى تحمل اسم المخرج والممثل الشهير لورنس أوليفيه (1907-1982) والموازية لجوائز تونى على الجانب الاخر من الأطلنطى.
لكن الحقيقة  ان هناك جوائز مسرحية اخرى اقل شهرة من جوائز لورنس اوليفييه لكنها ايضا مهمة. 
من هذه الجوائز جوائز “ما يجرى على المسرح” WhatsOnStage التى تم إعلانها قبل أيام وهى جائزة يمنحها موقع يحمل نفس الاسم منذ عام 1996.
وفى نسخة هذا العام فازت بجائزة احسن ممثل او ممثلة النجمة الشابة “جودى كومر” عن دورها فى مسرحية “بريما فاسى“ . وتقوم كومر فى هذه المسرحية بدور محامية تتولى البحث عن الجانى فى جريمة اغتصاب تتعرض لها امرأة وهى من مسرحيات الممثل الواحد  من مسرحيات الشخص الواحد. وسوف تنتقل المسرحية إلى برودواى اعتبارا من شهر أبريل القادم بعد النجاح الذى حققته فى لندن. 
وكانت معظم الجوائز من نصيب الجنس اللطيف فى نسخة العام الحالى حيث فازت زميلتها جوينث كى ورث بجائزة أحسن ممثلة فى دور مساعد عن أدائها لشخصية سكاوت فى مسرحية “أن تقتل طائرا طنانا”.
وواصل الجنس اللطيف حصاد الجوائز. ففى مسابقة المسرحيات الغنائية فازت كورتنى بومان بجائزة احسن ممثل عن المسرحية المعاد عرضها “شقراء من الناحية القانونية “. وفازت لورين درو بجائزة احسن ممثل مساعد عن نفس المسرحية.
وفازت لوسى جونز بجائزة أفضل ممثلة لمسرحية معادة عن مسرحية الشرير . وكان الفائز الوحيد من الرجال هو جو لوك عن مسرحية “المحاولات”.
وفازت مسرحية بريما فاسى لسوزى ميلر بجائزة أحسن نص مسرحى . أما أفضل مسرحية معادة فكانت جائزتها من نصيب مسرحية كوك لمايك بارتليت.
وفازت مسرحية بونى وكلايد بجائزة احسن مسرحية موسيقية جديدة بينما كانت جائزة احسن مسرحية موسيقية معادة من نصيب مسرحية أوكلاهوما.
وكانت هناك مسرحية “جارى توترو“ وهى مأخوذة عن فيلم كارتون شهير صاحبة اكبر عدد من الجوائز وتتميز هذه الجائزة بانها تعتمد على التصويت المباشر للجمهور ولا يؤخذ فيها رأى النقاد. 


ترجمة هشام عبد الرءوف