شيحة والسلاموني وعبد الصمد يتصدرون أحدث إصدارات المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية

شيحة والسلاموني وعبد الصمد  يتصدرون أحدث إصدارات المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية

العدد 807 صدر بتاريخ 13فبراير2023

استكمالا لدوره التوثيقي أصدر المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية برعاية وزيرة الثقافة الأستاذة الدكتورة نيفين الكيلاني وإشراف رئيس قطاع شئون الإنتاج الثقافي المخرج خالد جلال،
ثلاثة إصدارات جديدة وهي: «الموسم المسرحي 1928»، و» زمن السلطنة»،  و «الفنون القولية الشعبية الغنائية وسياقاتها» والتي تم عرضها بمعرض القاهرة الدولي للكتاب.
 ويأتي ذلك استمرارا لدور المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية في نشر الثقافة المسرحية مع الحفاظ على التراث المسرحي والموسيقي والفن الشعبي.
 والكتاب الأول هو كتاب «الموسم المسرحي 1928»، تقديم ومراجعة الدكتور محمد شيحة، وذلك ضمن سلسلة توثيق التراث المسرحي المصري 1876م- 1952م.
كما صدر أيضا النص المسرحي «زمن السلطنة» تأليف الكاتب المسرحي محمد أبو العلا السلاموني، عن السيرة الذاتية والفنية لسلطانة الطرب منيرة المهدية، وعن كتابه قال الكاتب المسرحي محمد أبو العلا السلاموني: لعل مسرحيتي هذه أن تكون بمثابة انصاف وتقدير لهذه الفنانة منيرة المهدية التي تحدت وحدها تاريخا ظالما للمرأة وكانت أول سيدة مصرية مسلمة تصعد فوق خشبه المسرح لتمثل وتغني وترقص في عرض شامل ، سافرة دون بشمك أو حجاب أو نقاب وفقا للتراث العثماني، والتي للأسف الشديد أظهرتها النخبة في بلادنا في صورة راقصة خليعة في أحد الأفلام، أو امرأة حقودة شريرة في إحدى المسلسلات، أو قاتلة لأحد المعجبين بها في عالم الصحافة، بينما هي في الحقيقة التي عانت في حياتها الخاصة والعامة للعديد من المآسي والأنواء التي كان من الممكن أن يصيبها الإحباط والاكتئاب الذي قد يؤدي للانتحار، ونفقد بذلك رمزا من رموز الفن والمسرح وأيقونة لتحرير المرأة من عصر حريم السلطان العثماني وتراثه المتخلف.
وتساءل السلاموني : ترى هل تناست هذه النخبة ما قدمته منيرة المهدية من مسرحيات وطنية أثناء ثورة 1919، واجتماع مجلس الوزراء في عوامتها والخروج بقرارات أشعلت المزيد من الثورة ضد الاحتلال البريطاني، ألا يكفيها فخرا تحديها للتراث العثماني المتخلف بإصرارها على الصعود إلى خشبة المسرح لتمثل وتنهي عصر مظلما كان لا يباح فيه للرجل أن يتطلع إلى وجه امرأة غريبة، وكان الاختلاط بين الجنسين ممنوعا ومحرما فضلا عن حصولها على العديد من الأوسمة والنياشين العربية والأجنبية أخرها وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى، ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى من جمال عبد الناصر عام 1961في عيد العلم تقديرا لخدماتها الوطنية في مجال الفن والمسرح الغنائي .
كما قدم المركز مشروع بحثي للدكتور محمد أمين عبد الصمد  وفيه بدأ تقديم أول الأجزاء وعنوانه (الفنون القولية الشعبية الغنائية وسياقاتها) يستعرض الكاتب الأغنية الشعبية وتفسيراتها وخصائصها، والتعريف بها، وبيان مدى أهميتها للوقوف على الحركة الثقافية والحضارية للشعوب، بأسلوب علمي دقيق، وشيق في ذات الوقت، ويأتي هذا المشروع في ستة أجزاء، الأول: الفنون القولية الشعبية  الغنائية وسياقاتها، والثاني: الفنون القولية الشعبية (القصص الإعتقادي)، والثالث: الفنون القولية الشعبية الغنائية (القصص الاجتماعي)، والرابع: الفنون القولية الشعبية الغنائية (السير الشعبية).، والخامس: الفنون القولية الشعبية الغنائية (الأغنية الدينية) ، ويتضمن السادس والأخير: الفنون القولية  الشعبية المصرية غير الغنائية.
وفي هذا الإصدار دراسة للفنون القولية دراسة أنثروبولوجية، ويهتم فيه الباحث بدراسة السياق المنتج للفن القولي، حيث أن الأغنية الشعبية تتشكل  في ضوء الثقافة السائدة ، ومضمونها الثقافي هو الذي يجعلها موضوعاً للأنثربولوجيا الثقافية ، وخاصة في مجال اللغة والرمز والنظم التي تتضمن الدلالة، وتقوم الأغنية الشعبية بدور مهم في الحفاظ على البناء الثقافي شكلاً ومضموناً، وفى الوقت ذاته تقدم للأفراد المنافذ التي يرضى عنها المجتمع، ويباركها كي ينفسوا عن أنفسهم من خلالها، ويتخلصون – في بعض الأحيان – من الإحساس بعدم القدرة على التكيف مع هذا البناء أو الاستجابة لما يفرضه عليهم، ومن ثم يستطيعون تعديله أو تطويره، لكي يتسع لما يرونه ويرغبون فيه، دونما صدام أو انفعال يؤدى إلى التحطم والتهدم.
ويرى الكاتب د. محمد عبد الصمد أن ما يعطى دراسة الأغنية الشعبية أهميتها الكبرى أيضاً مساحة الانتشار والتداول، وكذلك المدى الزمني لاستمراريتها، أي البعدين الأشهر البعد التاريخي والبعد الجغرافي، والدراسة الوظيفية للأغنية الشعبية هي تحليل للأغنية كمادة أنثروبولوجية للتعرف على الدور الحيوي الذي تؤديه بالنسبة لإطار حضاري بعينه .
وفي هذا الجزء يستعرض الكاتب الأغنية الشعبية في التنويعات الثقافية المصرية المتعددة والثرية، مثل الأغاني البدوية في الصحراء الغربية المصرية وإمتداداتها الثقافية، وكذلك فن الواو في صعيد مصر، الفنون الغنائية في احتفالية الضمة البورسعيدية والتي تواجد في منطقة القناة بأشكال متقاربة، الموال وفنونه في مصر، والأغنية الشعبية في الواحات البحرية ووظائفها، وينتقل بنا الباحث إلى واحة سيوة مقدمًا فنونها القولية العربية والأمازيجية، الفنون القولية الغنائية في سيناء، ويختتم الباحث هذا الجزء بدراسة أولية عن الأغنية والمقاومة.
وجدير بالذكر أن المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية يطرح حاليا كافة إصداراته للبيع داخل جناح المركز بمعرض القاهرة الدولي للكتاب بدورته ال54 صالة (1) C9.
 


سامية سيد