أبعاد الشخصية الانهزامية فى نصوص إبراهيم الحسينى المسرحية.. رسالة الماجستير للباحثة ميعاد عبود

أبعاد الشخصية الانهزامية فى نصوص إبراهيم الحسينى المسرحية..  رسالة الماجستير للباحثة ميعاد عبود

العدد 788 صدر بتاريخ 3أكتوبر2022

حصلت الباحثة ميعاد عبود مانع على درجة الماجستير بتقدير امتياز، وذلك عن رسالة الماجستير «أبعاد الشخصية الانهزامية فى نصوص إبراهيم الحسيني المسرحية» والتى ناقشتها فى كلية الفنون الجميلة بجامعة بابل الأسبوع، وتكونت لجنة المناقشة من أ.د عامر مرزوك الصباح رئيساً، أ.م .د محمد مهدي المياحي عضواً، أ .م .د وسن عبد الأمير حسين عضواً، أ.د إياد كاظم السلامي عضواً وقالت الباحثة ميعاد عبود مانع عن ملخص البحث: اشتمل ملخص البحث الموسوم بـ«أبعاد الشخصية الانهزامية فى نصوص إبراهيم الحسيني المسرحية» على أربعة فصول، احتوى الفصل الأول «الإطار المنهجي» على مشكلة البحث والتي اختتمت بالتساؤل الأتي: ما أبعاد الشخصية الانهزامية فى نصوص إبراهيم الحسيني المسرحية؟ أما هدف البحث فقد كان التعرف على أبعاد الشخصية الانهزامية في نصوص إبراهيم الحسينى المسرحية. أما حدود البحث فكانت دراسة النصوص المؤلفة والمنشورة فى جمهورية مصر العربية خلال الأعوام «2016 – 2022»، الفصل الثاني «الإطار النظري والدراسة السابقة» اشتمل الإطار النظري على ثلاثة مباحث، المبحث الأول الشخصية الانهزامية مفاهيمياً، المبحث الثاني الشخصية الانهزامية فى النص المسرحي العالمي، المبحث الثالث المرجعيات الفكرية والفنية للكاتب إبراهيم الحسيني، ولخصت الباحثة بعد ذلك أهم المؤشرات وعندها أربعة عشر مؤشراً من مؤشرات الإطار النظري، أما الفصل الثالث «وهو الفصل الإجرائي أشتمل خمس فقرات فى مجتمع البحث، فقد حددت الباحثة فيه ستة وأربعين نصاً مسرحياً، أما عينة البحث التي تم اختيارها بصورة قصدية فقد كان عددها ثلاثة عينات وهى كل من «مسرحية مقام الشيخ غريب»، «تغريبة آدم الليكي»، «قلب المدينة» أما عن نتائج البحث وهى كالآتى: وظف الحسينى فكرة الانهزامية وفق الحدث السياسي والاجتماعي الذى عاصره ما انعكس بصورة مباشرة على النص المسرحي، عمد الحسيني إلى فضاء المدينة مركزاً لإنتاج قيم الانهزامية وشخوصها أما الاستنتاجات فكانت: فكرة الانهزامية هى رد فعل لما تتخذه السلطات السياسية والاجتماعية من قوانين اتجاه المجتمع ذاته، توزعت الفكرة الأساس فى النص المسرحي لدى «الحسيني» تؤشر نصوص المؤلف «الحسيني» مسؤولية شيوع قيم وأفكار وأحاسيس الانهزامية للطبقات والفئات صاحبة القرار السياسي وتمثل ذلك فى شخصية الوالي وصاحب الشرطة، للشرائح المهمشة إسهام في إنتاج الانهزامية عبر شخوص تساير قيم المجتمع السائدة، ويتجسد ذلك فى الشخصيات النسائية الثلاثة فى مسرحية مقام الشيخ الغريب، الانهزامية قيمة حياتية شاملة لا تقتصر على فئة أو جنس بذاته، فالمرأة كما الرجل إسهام فى تقبلها أومسيرتها .
وقد أوضحت الباحثة ميعاد عبود ببعض التوصيات وقدمت بعض المقترحات مهمة لاستكمال دراسة النصوص المسرحية التي تتمثل فيها الشخصية الانهزامية، وقد ضم البحث أيضاً فهرساً لمصادر البحث والمراجع والرسائل والأطاريح والمقابلات، ومواقع الأنترنت والملاحق ولخصاً باللغة الإنجليزية. 

تم دراسة هذا المنجز بكل فخر 
قال رئيس لجنة المناقشة الدكتور عامر صباح المرزوك: تعد الرسائل التى تهتم بدارسة المنجز المسرحي لكاتب مسرحى مصرى معاصر، ومهم لاسيما أن الحسيني قد قدم عشرات النصوص منذ عام 1995 وحتى اليوم، إضافة إلى حضوره فى الجوائز ؛وذلك لمشاركته فى مجموعة من المهرجانات لاسيما آخره حصوله على المركز الثاني فى مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي،وذلك فى مسابقة النصوص المسرحية التجريبية القصيرة، كونه من الأسماء المهمة فى النقد المسرحي وفى الصحافة وفى الأدب ؛ ولذلك تم دراسة هذا المنجز بكل فخر ونحن دائما فى كلية الفنون الجميلة نسعى للانفتاح إلى آفاق علمية جديدة من أجل أن يطلع الباحث على منجز مسرحي جديد نحتفي به كونه جزء من المسرح العربي وأيضا له بصماته فى الساحات العربية حصلت هذه الرسالة على درجة الامتياز وتم مناقشتها بشكل علمي رصين . 

إبراهيم الحسيني كاتب رائع ومهم جداً
 فيما ذكر الدكتور محمد مهدى المياحى عضو لجنة المناقشة قائلاً :الكاتب إبراهيم الحسيني من الكتاب المسرحيين المعاصرين في الوطن العربي، وهو ناقد قبل أن يكون كاتب قصصي ومسرحي له العديد من الجوائز العربية،والمحلية وفاز في جائزة الإبداع العراقي مؤخرا. وأخذت الباحثة ميعاد أبعاد الشخصية الانهزامية في نصوص إبراهيم الحسيني المسرحية، وكيفية معالجة هذه الشخصة درامياً في نصوصه ومدى تأثير الوضع الاجتماعي والنفسي والسياسي على الشخصية المسرحية، ومدى انهزاميتا بمواجهة التحديات الراهنة، وكان بحث مميز جداً أبدعت الباحثة بدراستها التى قامت من خلالها بتغطية أغلب المؤثرات الفنية،والفكرية للحسيني،وكيف وظف هذه التأثيرات في نصه المسرحي 
وتابع: الكاتب إبراهيم الحسيني كاتب رائع ومهم جداً،وكان من الضروري أن يعرفه المسرحي العراقي من خلال توثيق منجزه المسرحي برسالة ماجستير وأضاف: مداخلتي كانت عن مديات تأثير، وتأثر الحسيني بمعطيات المرحلة الراهنة، وكيف وظفها بالنص المسرحي سواء كانت هذه التأثيرات نفسية أو اجتماعية أو سياسية، وكلنا يعرف الظروف التي صاحبت كتابة نصوصه المسرحية منذ عام 1995 حتى الآن.

ماهي أبعاد الشخصية الانهزامية فى نصوص إبراهيم الحسيني 
فيما ذكر د. إياد السلامي قائلاً فقال: كثيراً ما تناول الأدب المسرحي العربي الشخصية الانهزامية بصورة أقرب إلى المثالية، فنجد الشخصيات الانهزامية عند إبراهيم الحسيني الذي لم يسع إلى بلورة الشخصية الانهزامية فى قوالب مثالية بل سعى إلى عرضها بصورة واقعية، وجوانبها النفسية كافة هادفاً من ذلك تصدير صورة المنهزم كما هي بل كل ما يملك من سلبية، أمام المتلقي أملاً منه فى التغيير، وقد وجدت الباحثة قلة فى الدراسات التي تعرضت للشخصيات الانهزامية فى النصوص المسرحية ومن ثم تحدد سؤال الدراسة في التساؤل التالي: ماهي أبعاد الشخصية الانهزامية فى نصوص إبراهيم الحسيني . 
وفى قراءة سريعة للفصل الأول من الرسالة: أولاً مشكلة البحث “المسرح عالم ساحر كون كامل من الخيال والصور، إلا أن هناك القليلين ممن يؤمنون بوجود هذا الكون ويحاولون جاهدين أن يظلوا عالقين فيه،لا يتنازعهم شك فى وجوده ولا أهميته وهؤلاء هم القابضين على جمر المسرح، كما معروف الكاتب هو الضمير الواعي للمجتمع،يضع يده على نقاط القوة، والضعف ويرى ما لا يراه الشخص العادي ومن هنا تبرز أهمية الفن عموماً،والمسرح خصوصاً بالنسبة للمجتمع المعاصر، فالمنتج للنص حامل رسالة فلسفية سياسية اجتماعية نفسية عبر أزمات عاشها، وتغيرات زمنية مسجل أحداثها، ومدون أخبارها فى نصوصه المسرحية، فالشخصية الانهزامية هل دليل على أحداث مجتمع يعيش حالة نفسية وضغوطات اجتماعية وسياسية «فمصطلح الانهزامية» قابل للتعدد القرائي المعنوي، والتأويل والخوض فى فضائه، والكشف عن معانيه المضمرة . 
فالكاتب المسرحي يتحمل عبء يتمثل فى المعالجة الدرامية للقضايا التي تشغل أفراد مجتمعه،وتنعكس على تصرفاتهم، وهو ما حاول أن يظهره لنا الكاتب المعاصر إبراهيم الحسيني الذي يعد من أبرز كتاب المسرح المعاصرين الذين يؤمنون بأن الكتابة المسرحية بوتقة تحمل فيها كل الفنون المرئية والمسموعة، قدمت مسرحياته داخل مصر وخارجها، وحصل على معظم الجوائز المسرحية المهمة فى مصر والدول العربية، وجاءت نقلة نوعية للكاتب حيث عبرت مسرحياته حدود الدول العربية عبرت المحيط الأطلنطي؛ لتعرض أحداثها مترجمة بالإنجليزية، وبحكم إطلاع الباحثة على عدد من النصوص المسرحية لإبراهيم الحسيني لاحظت حصول الشخصيات الانهزامية فى نصوص الكاتب على مساحات درامية مؤثرة استطاع من خلالها الحسيني عرض ما تؤثره هذه الشخصيات فى مجري الأحداث بما تعانيه من اضطرابات مختلفة. ومن خلال إدراك الباحثة للدور الحيوي الذي يلعبه الفن المسرحي فى تشكيل سلوكيات المجتمع، سواء كان متمثلاً فى النصوص المسرحية أم العروض الحية، والارتباط الوثيق بين الفن والمجتمع بصفة عامة، والفرد بصفة خاصة، مما دفع الباحثة إلى التعرف على مسرح إبراهيم الحسيني خاصة فيما يخص الشخصية الانهزامية، فكثيراً ما تناول الأدب المسرحي العربي الشخصية الانهزامية بصور أقرب للمثالية، 

أهمية البحث 
تكمن أهمية الدراسة الحالية في أنها تتناول الأعمال الدرامية للكاتب إبراهيم الحسيني، وهو كاتب مسرحي معاصر، بوصفه دراسة جديدة تناولت الشخصية الانهزامية فى النصوص المسرحية للكاتب والكشف عن أبعادها، والتي لم يتناولها فى دراسات سابقة لاسيما فى نصوص إبراهيم الحسيني، تناولت الدراسة الحالية بالعرض والتحليل واحداً من أهم المشكلات النفسية التي تؤثر في الإنسانية وهى مشكلة انهزامية، لحظت الباحثة فى حدود عملها قلة الدراسات العلمية التى تربط بين الدراما المسرحية والشخصيات الانهزامية، مما يضفي أهمية على تلك الدراسة، أما الحاجة إلى البحث يفيد الدراسين فى مجال التأليف والنقد المسرحي، وطلبة كليات ومعاهد الفنون الجميلة من حيث التعرف على أبعاد الشخصية الانهزامية فى النصوص المسرحية، حدود البحث «حد الزمان» النصوص المسرحية المؤلفة والمنشورة منذ عام ( 2016 – 2022 )، حد المكان جمهورية مصر العربية، حد الموضوع دراسة وتحديد أبعاد الشخصية الانهزامية في نصوص إبراهيم الحسيني . 
أما الفصل الثاني فهو عن الشخصية الانهزامية مفاهيمياً وهي كالأتي «بدأت ولا زالت الشخصية موضوع اهتمام الكثيرين كالفنانين والشعراء ومؤلفي وكتاب الرواية والقصة والمسرحية ورجال الدين والسياسية والتجارة والدعاية، هذا فضلاً عن عامة الجمهور المثقف إذ يروم كل منا نفسه أو الآخر حتى يعيش فى سلام، وتواصل فكري ومعرفي، فعملية دراسة الشخصية مشتركة بين عدة تخصصات، وتأثرت دراسة الشخصية ونظرياتها بالمكتشفات التي توصل إليها الباحثون فى علم الاجتماع والأنثروبولوجيا ، ولأجل معرفة الشخصية لابد من تحديد تعريفات لها وفق بعض آراء الباحثين، وترجع كثرة التعريفات إلى كثرة الاتجاهات العلمية والإستراتيجية التي يتبعها علماء نفس الشخصية . 
 


رنا رأفت