سباعي السيد.. ساهم الطرف كأحلام المساء

سباعي السيد..  ساهم الطرف كأحلام المساء

العدد 805 صدر بتاريخ 30يناير2023

الانفتاح علي ثقافات الاخر يعد طقسا ابداعيا داعما للرؤي ومجددا للوجدان والافئدة وشاحذا للهمم والعقول للوصول الي صيغة اكثر اتساقا مع مقتضي الحال وذاك كان مشروع الباحث والناقد المسرحي المغاير الراحل سباعي السيد الذي وافته المنيه واسلم الجسد للثري في يناير 2023 الا ان عبيره يظل رقراقا بين جنبات المشهد الثقافي المصري والعربي مجددا للهواء الذي كاد ان يصاب بالركود ومحفزا للعقول التي تبحث دائما عن الرؤي المغايره للواقع المعاكس فمشروع الراحل سباعي السيد كان ذو ثلاث محاور متكاملة وتقاطعت تلك المحاور وابتدعت وتوازت وتكاملت محققة تواجدا حقيقيا علي خريطة المشهد المسرحي المصري والعربي في تكاملت مشهدية مسرحية موثقة بشكل حقيقي ولان سباعي السيد كان ممتلكا للغات الاجنبيه كامتلاكه للغة العربيه فسعي واجتهد ونجح وهو الناقد والباحث والمهموم بمجتمعه عيونا من الدراسات المسرحية الحديثة / الاجنبيه الي اللغة العربية في استكمال لمسيرة الكبار الذين حملوا علي عاتقهم عبء قراءة ثقافات الاخر ونقلها بلغة مستصاغة بغية اعادة قراءتها في منتج اكثر التحاما بالثقافة المحلية وحركة الترجمه من اللغات الاجنبيه الي اللغة العربية لها من الاثار الايجابية التي كفلها تحقيق وجود ثقافي متجدد والاطلاع علي ثقافات الغير يحقق قراءة اكثر للفكر الانساني فترجم سباعي الى العربية العديد من لألئ الفكر المسرحي منها كتاب « مجال الدراما « لمارتن اسلن والمنشور ضمن اصدرات مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي  لعام الف وتسعمائة وتسعين واتبعها ترجمه كتاب « المسرح في ملتقي الثقافات «  تأليف باتريس بافيس ضمن اصدرات مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي عام الف وتسمعمائة واثنان وتسعين مرورا بكتاب جورج سافونا والين استون « المسرح كنظام من العلامات»  والصادر عام ألف وتسعمائة وستة وتسعون  وكتاب مارفن كارلسون “ في المسرح العربي “  عن مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي والمركز الدولي لدراسات الفرجة القاهرة-طنجة وتلك الكتابات المرتبطة باسماء فارقة في مجال المسرح العالمي حققت شغفا حقيقيا للمهتمين بالدراسات المسرحية العالمية واكملت بناء ثقافيا هاما للباحثين والدارسين والمهتمين بفن المسرح واستمر سعي المميز سباعي السيد فساهم الناقد والباحث المسرحي المهموم بمشروعه في تحرير موسوعة كيمبريدج لفن التمثيل The Cambridge Encyclopedia of Stage Actors and Acting. 2015.
من باب الذكرى... نري في توثيق السيرة الذاتية للناقد والباحث سباعي السيد والمسطورة علي حساباته الرسمية علي موقع التواصل الاجتماعي ال face book ,والتي سطرها العزيز بنفسه  قبيل وفاته وكأنه يمهد للغياب المادي ويوثق للوجود الفني والمعرفي والوجداني وصدر كلماته عن سيره الذاتيه التي اختصرها بشكل واضح حتي ترسخ في عقول وافئدة الاحبه والباحثين عن ادلة لقراءة مسيرته المجددة والمتجددة بعبارة لا تخلو من الشجن وتؤكد اهتمامه البالغ بالسيموطيقا فكان عنوانه “ من باب الذكري “ ومن اهتم بفن المسرح حديثا حتما لا ينسي ذكري العاشق لفن المسرح سباعي السيد  فهو الباحث والناقد المسرحي المصري. المولود في القاهرة عام 1963. واختار طريق الدراسة الاكاديمية لتعزيز موهبته والاقتراب من حلمه في الاشتغال بالفن وبالمسرح والانشغال به عمن سواه فدرس في المعهد العالي للفنون المسرحية علي يد اساطين النقد والفن المسرحي في العالم العربي وليس في مصر وحدها و تخرج في المعهد العالي للفنون المسرحية واتبع دراسته بالحصول على درجة الماجستير في موضوع التقنية الرقمية وأثرها في المسرح. 2017وهو موضوع استحق سباعي واستحقه سباعي ذلك أنه من الاوائل الذين فطنوا الي دور التكنولوجيا الحجيثة في اعادة تنظيم الدلالات واعادة قراءة الثقافات فلم تعد التكنولوجيا الرقمية هامه فقط في تصميم المنظر المسرحي وتصميم السينوغرافيا بشكل اكثر تطورا وتميزا فحسب ولكن ساهمت وتساهم التكنولوجيا في تصميم المشهد المسرحي ككل من حيث توفير المادة العلمية والغنية والدعاية واقتربت الاوراق المطبوعة من النهاية في الثقافات الانسانية بعد احتلال الفكر الانساني لعقود وعقود وتقلصت الطباعة لتحل محلها الالياف الضوئية والنصوص والكتب بالصيغ الرقمية بل والتواصل والاجتماعات بين المسرحيين من كل حدب وصوب اصبحت عبر الاثير ومن وراء الشاشات فأطلق سباعي الباحث الحقيقي مشروعه الاهم بعد مشروع الترجمة والذي تفرد فيه وتميز بريادته واسبقية السير في دروبه مشروع “ موقع المسرح دوت كوم « وهو موقع اقترب في الاونه الاخيرة من المنصة ولكن بتقنيات اقل ارتبطت بعام اطلاقه عبير الانترنت فموقع المسرح دوت كوم اطلقه سباعي في عام 2002  ولم يكن موقعا احتفاليا او احتفائيا او موقعا خاصا او شخصيا او كان كحال بعض المبادرات الصماء مختفي وراء الشاشات ومكتفي بالحراك الافتراضي ولكنه حاول نقل التأثير الحادث عبر الواقع الافتراضي الي تأثير حقيقي في الواقع المعيش فانطلقت من موقع المسرح دوت كوم عدة مبادرات أهمها الجمعية العربية لنقاد المسرح. وبعد سنوات ونجاحات وعثرات مر بها المسرح دوت كوم عادي سباعي بمشروع
« ذاكرة المسرح على شبكة الانترنت / نحو ذاكرة للمسرح العربي على الانترنت» والذي اطلقه في عام 2012، بهدف توثيق الحياة المسرحية.
ان سباعي السيد لم يكن فنان مسرحيا مكتفي بتواجده في لجان التحكيم او عبر مواقع التواصل الاجتماعي ولكنه كان مميزا عن من سواه انه صاحب مشروع حقيقي وحري بنا ان نؤكد انه كان ابن حقيقي للتحولات الثقافية والتقنية والتكنولوجيه فجاهد جهد جهده في قراءة المعطيات المغايرة للثقافة الحياتيه والانسانية وساهم بشكل حقيقي في اعادة ترتيب المشهد متكأ علي لغته الجيدة التي اتاحة له الاطلاع علي ثقافات الاخر ونقلها الي لغته الام بغية احداث الفارق فاكمل ما بدأه السلف المسرحي المجدد في القرن العشرين ولان بدايات القرن الواحد والعشرين اطلقت اشارات البدء في سيطرة العقول الالكترونية والمواقع التقنية علي المشهد الثقافي والمعرفي نجد مساهما  بمشروعه الاهم في توثيق وتوفير التواصل التقني والتكنولوجي عبر الشبكة العنكبوتيه وكحال معظم الباحثين المسرحيين والمهتمين بالبحث العلمي والموثقين اعمالهم الحقيقية عبر النشر نجد لسباعي نصيب غير قليل من نشر الابحاث المنضبكة علميا وعمليا في الدوريات المسرحية المتخصصة فساهم وشارك بأوراق بحثية في عدة مؤتمرات ومهرجانات منها: مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، مهرجان المسرح العربي – الرباط – يناير 2015، ندوة نقد المسرح العربي، رؤية مستقبلية – الهيئة العربية للمسرح، الشارقة، 2011، الندوة الدولية لمهرجان طنجة للفنون المشهدية، جامعة عبد المالك السعدي، المغرب 2012 ، مهرجان المسرح العربي – الهيئة العربية للمسرح، الدوحة، قطر 2012. ثلاث محاور هامه صنعة مشروع المختلف سباعي السيد ما بين الترجمة والدراسات النظرية والتكنولوجيه الرقمية فكان سباعي السيد عبق السحر كأنفاس الربي فاينما وجد اسمه تجلي عبقه وتجدد عبيره ليفيض علي مريديه باسهامات فنيه وعلميه متجدده  وازدان بخجل العالم وتواضعه فكان ساهم الطرف كأحلام المساء بغد اكثر اشراقا وتميزا وان كان جسده قد واري الثري فان علمه واثره يظل باقي ما بقي المسرحين قارئين لترجماته المميزة لكتابات ازدانه بها المكتبه العلمية المسرحية العربية ويظل سباعي ساعي الي القاصي والداني ومحقق تكاملية المشهد المسرحي وبقي اسمه وذكراه ما بقي الباحثين عبر محركات البحث علي الشبكه العنكبوتيه عن مشروعه الالكتروني الرائد والمرء متواجد ما تناقلت انجازاته والمرء ابدا لا يموت الا اذا انقطعت ذكراه وذكري الباحث والناقد الحقيقي سباعي السيد ستظل متجددة ومميزة وسيظل ساهم الطرف كأحلام المساء


محمد النجار

mae_nagar@yahoo.com‏