«توظيف المسرح الشامل في تنمية التفاعل الاجتماعي لدى أطفال متلازمة داون»

«توظيف المسرح الشامل في تنمية التفاعل الاجتماعي لدى أطفال متلازمة داون»

العدد 802 صدر بتاريخ 9يناير2023

تم مناقشة رسالة الماجستير بعنوان «توظيف المسرح الشامل في تنمية التفاعل الاجتماعي لدى أطفال متلازمة داون» مقدمة من الباحثة دعاء عبد الحميد رجب، بكلية التربية جامعة دمنهور، وتضم لجنة المناقشة الدكتورة راندا حلمي السعيد، أستاذ التمثيل والإخراج بكلية التربية للطفولة المبكرة جامعة دمنهور (رئيسًا)، والدكتورة سماح خميس أبو الخير، أستاذ الدراما والنقد بكلية الآداب جامعة الإسكندرية (مناقشًا)، والدكتورة زينب رجب البنا، أستاذ علم نفس الطفل المساعد بكلية التربية للطفولة المبكرة جامعة دمنهور (مناقشًا)، والدكتور محمود عسران، أستاذ الدراسات الأدبية بكلية التربية للطفولة المبكرة جامعة دمنهور (مشرفًا). والتي منحت الباحثة من بعد حوارات نقاشية انتظمت وفق شروط ومعايير أكاديمية درجة الماجستير.
وجاءت رسالة الماجستير الخاصة بالباحثة دعاء عبد الحميد رجب:
يعد المسرح  ركيزة من أهم ركائز الأنشطة التربوية، والمحور التي تلتقي فيه الأنشطة بعضها البعض في تدامج ليحقق للعملية التعليمية هدفها المنشود، ويحقق للعملية التربوية هدفها التعليمى الموازي، كما يساعد المسرح المدرسي التلاميذ على بناء عقولهم وصقل وجدانهم وتنمية الحس الجمالي والتذوق الفني لديهم، مما يساعد على إرساء الأساس السليم لبناء شخصياتهم بشكل عام.
وإذا كان الأطفال عامة بحاجة للمسرح، فإن الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، وبخاصة الأطفال المصابون بأعراض متلازمة داون Dawn Syndrome «المنغوليين» أكثر احتياجًا لمسرح لهم وبهم وعنهم ليساعدهم على التعبير عن مشاعرهم وحاجاتهم والكشف عن انفعالاتهم ودوافعهم.
ويعاني هؤلاء الأطفال من مشكلات نفسية وسلوكيات عدة، والتى لها آثار سلبية في شخصية طفل متلازمة داون، مما يؤدي إلى ضرورة التعرف إلى المشكلات الحقيقية التي يعاني منها هؤلاء الأطفال، وقد وجد أن هؤلاء الأطفال يعانون من قصور في التفاعل الاجتماعي والمشاركة الاجتماعية، وتتبلور مشكلة الدراسة في حاجة الأطفال ذوي متلازمة داون إلي التدريب  على مهارات التفاعل  الاجتماعي.
ونظرًا لندرة الدراسات النقدية بشكل عام والأكاديمية بشكل خاص، التي تناولت توظيف المسرح لخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة بشكل عام، وأطفال متلازمة داون بشكل خاص، ونظرًا لكوني معلمة في مدارس التربية الفكرية لأكثر من عشرة  سنوات ومتخصصة في فئة متلازمة داون وجدت قصورًا واضحًا في مهارات التفاعل الاجتماعي لديهم.
لذا فقد ارتأت الدارسة التعرض لهذا الموضوع لخدمة هؤلاء الأطفال ومساعدتهم على الدمج في المجتمع خلال توظيف المسرح الشامل بتقنياته المختلفة والمتنوعة، ومن ثم تنمية مهارات التفاعل الاجتماعي التي بها قصور بارز لديهم، ومن ثم تكمن الإشكالية في كيفية توظيف المسرح الشامل في تنمية التفاعل الاجتماعي لدى أطفال متلازمة داون، ومواجهة المجتمع والتحديات التي تواجههم كالخجل من الآخرين أو الخوف من الاندماج في المجتمع، خاصة وإن المسرح عامة والمسرح الشامل على وجه الخصوص به تقنيات عدة ويوظف لغات متنوعة من لغات خشبة المسرح؛ مما يسهم في تنمية مهارات التفاعل الاجتماعي لدى عينة الدراسة بصورة فاعلة، ولكي يتحقق هدف الدراسة تضمنت المشكلة عددًا من التساؤلات التي تسعى الدراسة  للإجابة عنها لفض مشكلتها وهي:
• ما هي المشكلات السلوكية والنفسية التي تؤثر سلبًا في أطفال متلازمة داون؟
• ما هي أوجه القصور في التفاعل الاجتماعي التي يعاني منها أطفال متلازمة داون؟
• كيف يمكن توظيف تقنيات المسرح الشامل لتدريب أطفال متلازمة داون على مهارات التفاعل الاجتماعي؟
وقد لاحظت الدارسة وجود عدد من التجارب المسرحية في الهيئات الخاصة والحكومية التي تهتم بالطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة، ولم يتم التنظير لها أو الوقوف على الطرق التى خلالها يتم تطويع فن المسرح بما يناسب كل إعاقة على حدى، فالمسرح الذي يطوع لخدمة الإعاقة العقلية بالطبع يختلف عن الذي يطوع لخدمة الإعاقة البصرية الذي يختلف بطبعه عن الإعاقة السمعية.
كما أن الإعاقة العقلية كثيرة ومتنوعة، فالمسرح الذي يستخدم لخدمة إعاقة الشلل الدماغي مختلف عن المسرح الذي يوظف لخدمة حالات طيف التوحد،أو الذي يوظف لخدمة متلازمة داون وغيرها من الإعاقات.
وتكمن أهمية هذه الدراسة في:
توظيف المسرح الشامل لإكساب أطفال متلازمة داون مهارات التفاعل الاجتماعي، وذلك من خلال تنمية مشاعر الطفل الإيجابية نحو نفسه ونحو الآخرين، واكتساب الطفل السلوك الاجتماعي المقبول، وتنمية مهاراته الحركية وتآزره البصري العضلي، وتنمية اهتمامه بالنشاطات خارج الصف الدراسي، وتقويم مهارات النطق واللغة وزيادة حصيلته اللغوية، وزيادة معلوماته العامة وإكسابه الخبرات التي تفيده في حياته اليومية، وتقديم الدعم النفسي للأطفال وأسرهم، وتغيير النظرة السلبية للمجتمع  تجاه أطفال الداون، وقلة الأعمال المسرحية التي تستهدف هؤلاء الأطفال، وقد تساعد الدراسة القائمين على الطفل ذي متلازمة داون في وضع آليات لتطوير عملتى التعليم والتعلم لديه بطرق غير مباشرة.
وقد توصلت الدراسة إلى نتائج عدة:
ألقت الدراسة الضوء على أهمية  توظيف المسرح بلغاته المختلفة، وتأثيره الفاعل في تنمية المهارات كافة لدى الطفل عامة، والمعاق خاصة، وتناولت الدراسة المسرح بوصفه واحدًا من أهم الوسائل المساعدة لأطفال متلازمة داون.
كما ساعدت الدراسة ذوي متلازمة داون على التعبير عن احتياجاتهم الاجتماعية، وساعدت ذوي متلازمة داون في التغلب على بعض المشكلات التي تواجههم، كما ساهمت في تطوير قدرات الأطفال ذوي متلازمة داون ومهاراتهم الاجتماعية والنفسية واستخدام لغة الجسد، وساهم المسرح الشامل في حل مشكلات أطفال متلازمة داون، وتنمية مهارات التفاعل الاجتماعي لديهم، كما ساعد في التدريب على مهارات التفاعل الاجتماعي أيضا لدى أطفال متلازمة داون بصورة أكثر إيجابية، نظرًا لتنوع تقنياته.
وكشفت الدراسة عن شدة احتياج طفل ذوي متلازمة داون لمن يهتم به ويتفهم احتياجاته، وأكدت الدراسة عن قدرة المسرح في نشر ثقافة الاهتمام بالأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة عامة، وأطفال متلازمة داون خاصة، حيث أن لديهم طاقات مكبوتة وقدرات كامنة، تحتاج إلى من يكتشفها وينميها والمسرح عامة والشامل خاصة أحد أهم الوسائل الفاعلة في تحقيق ذلك.
 


ياسمين عباس