قدم قصر ثقافة الجيزة تحت رعاية الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة المخرج هشام عطوة ومن انتاج الإدارة العامة للمسرح التابعة للإدارة المركزية للشؤون الفنية، واقليم القاهرة الكبرى برئاسة لاميس الشرنوبي، العرض المسرحي «القلع والصاري» تأليف رجب سليم وإخراج محمد الدسوقي على خشبة مسرح ملك .وقال المخرج محمد الدسوقي: إن العرض بمثابة صرخة ألم لتوضيح مدى معاناة الشباب النفسية وتشابك مشاعرهم نحو وطنهم، في ظل تحكم رأس المال الأجنبي الذي يعتبر شباب الوطن درع أمام استغلال مقدراتها.وأوضح الدسوقي أن العرض يعمل على تفتيت وتشتيت هذه الفئة ويساعد على تباعد المسافات بين طبقات المجتمع بعمل مشاريع لطبقات دون الأخرى، وبالاحتلال الفكري والمعنوي لسرقة المقدرات الاقتصادية وقتل مستقبل الوطن.وقالت نورهان القاضي إنها تجسد دور «هنية»، مشيرة إلى أنها ليست مجرد شخصية تمثيلية، بل هي تسكن بروح كل مصري وعربي، ورغم ذلك فهي مختلفة جدا، حيث إنها تظهر بمشاعر متشابكة مختلطة بين الحنية والتطلع للاستقرار حتى تتزوج بعقد عرفي، فهي اللعوب التى تستخدم ضعف حبيبها أمامها وهذا بالفعل الواقع الذي نعيشه، معقبة: «هنية حياتى وحياتك وتشابك علاقتنا بالوطن».وقال الفنان البورسعيدي حسني عكري إن دوره هو انعكاس لعدة صور، هما صورة الشيطان على الأرض، وصورة المستثمر الأجنبي الذي يغتصب هنية بورقتي عرفي ويمسك بخيوط اللعبة، حيث إن رأس المال هو المتحكم والمحرك الأساسي لكل شيء، وهو محترف في التجارة وربح كل شيء حتى شراء وبيع الأنفس. أما دور الغريب الذي يقوم به الفنان عمرو أمين، قال: إن الشخصية تمثل كل مشكلات الشباب الحالية تقريبا شعور بالغربة والوحدة والخوف والمرض وكل الابتلاءات وهو مازال شابا كلما ناداه الأمل ذهب وراءه، وأمله يتبع المغريات، حيث إنه إذا ناداه المال ترك حبيبته التى تعشقه وجرى وراء المال فضاع وأدمن، وحينما يأس عاد إليها ليجدها ضائعة هي الأخرى وغيرت مبادئها بعدما تخلى عنها حبيبها.وأوضح أن شخصية الغريب مركبة جدا رغم تعفن نفسه وتحكمها بتصرفاته، فقلبه نقي نظيف محب مثل الطفل الطماع، ولكنه في النهاية طفل بريء لا يتحمل قسوة أمه رغم أنه هو الذي كان سببا في قسوتها عليه.ولأن لكل عمل أبطال فوق الخشبة، فهناك في الكواليس أبطال آخرون وهم هيئة الإخراج، فقال ماركو خلف، مساعد أول بهيئة إخراج العرض، إنه عندما تجتمع الخبرة مع حداثة وتفكير الأجيال الجديدة يكون عرض «القلع والصاري»، وأيضا عندما تجتمع خبرة الإخراج مع حماسة الشباب والتطور.أما الفنان محمود بيومي، ممثل ومخرج مساعد بالعرض، قال إنه بادر للمشاركة بالعرض حيث استهوته الفكرة، فعرض «القلع والصاري» من العروض التي تشهد مباراة تمثيلية سوف تنال إعجاب الجمهور.وقال حسام يس، مساعد إخراج، إن «القلع والصاري» من أحب الأعمال إلى قلبه، لأنها تجربة جديدة مع وجود الأستاذ محمد الدسوقي مخرج العمل والأستاذة شيماء ربيع المخرج المنفذ، فهما دينمو عمل في روح الفريق، وهذا ما يميز أي عمل يقومون بالمشاركة فيه.وتابع: شرف كبير لي أن أكون من ضمن هذا الفريق لهذه الحالة الدرامية السنيمائية على خشبة المسرح، أعتقد أنه تحدٍ من كل فريق العمل تحقيق ما يحلم به هذا الثنائي العنيد. وقالت شيماء ربيع، مخرج منفذ العرض، إن «القلع والصاري» ليس التعاون الأول مع المخرج محمد الدسوقى، وهذا ما جعل مهمة هذا العرض أسهل كثيرا في التنفيذ رغم اختلاف مدارس الإخراج بين المخرج وهيئة الإخراج، وأيضا اختلاف منهجية التناول بين هيئة الإخراج وبعضها أدى إلى الوصول لنتيجة إيجابية كانت لصالح العمل، غير أنه تم اختيار فريق العمل من مجموعة من المخرجين المساعدين المحترفين، أما العرض فهو مجموعة من المشاعر المختلطة التى ستحتل المشاهد كليا وقت أداء الأبطال على خشبة المسرح، ثم ستتركه بعد ذلك في حالة من التفكير في مستقبله ومستقبل هذا الوطن في ظل وجود الاحتلال الاقتصادى المتمثل في الاستثمار الأجنبي غير البناء، الذي لا يعود بالنفع على أبناء هذا الوطن بل يساعد في صنع شروخ بين طبقات المجتمع، ويخلق حالة من الحقد بين طبقات المجتمع بأكملها والطبقة الأرستقراطية المنتفعة من تلك المشاريع بالأخص.وما أشبه اليوم بالغد، فكما حدث بالغرب في أواخر القرن الثامن عشر يحدث معنا الآن، فكيف انقلبت الطاولة وأصبحنا مكانهم؟ وهل سنخرج من تلك البوتقة؟ وكيف نخرج أسئلة ستدور في رأس الجمهور فور خروجهم من هذا العرض؟ حيث إن العرض يستفز المتلقي ويطرح المشكلة بشكل احترافي.ووجهت المخرج المنفذ، الشكر للمؤلف الذي يملك شخصية طاغية في كتاباته، ورغم عمق مصطلحاته ولكن سهولة التركيب والاسترسال يجعلها سهلة الحفظ والتداول، قائلة: «سعيدة جدا بالمشاركة في العمل، وأشكر على وجه الخصوص مخرج العمل الذي قام باختيار ممثليه بعناية، غير أنه يتيح لنا العمل كخلية منظمة يسودها الألفة للوصول لهذه العروض التي تصل للجمهور بسهولة جدا».مسرحية « القلع والصاري» تأليف رجب سليم، أشعار طارق علي، ألحان رجب الشاذلي، ديكور وملابس محمد قطامش وشادي قطامش، إضاءة أحمد أمين، بطولة نورهان القاضي، حسني عكري، عمرو أمين، هيئة الإخراج: ماركو خلف ونهى بدر ومحمود بيومي وحسام ياسين، مخرج منفذ شيماء ربيع، إخراج محمد الدسوقي، ومن المقرر عرضه