ثلاثة رسائل علمية عن العلاقة بين الوسائط الرقمية والفضاء المسرحى

ثلاثة رسائل علمية عن العلاقة بين الوسائط الرقمية والفضاء المسرحى

العدد 791 صدر بتاريخ 24أكتوبر2022

  ضمن فعاليات الدورة ال29 لمهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبي، عقدت مناقشة لثلاثة رسائل علمية لثلاث فنانين أدار الجلسة العلمية د. عبد الرحمن بن زيدان وتحدث بها كلاً من د. محمود محمد صبرى والتى كانت رسالته بعنوان «العلاقة بين الوسائط الرقمية ومفهوم المحاكاة فى فضاء العرض المسرحي»، د. محمد كاظم هاشم الشمراى والتى ناقش رسالته وعنوانها «جماليات التقنيات الرقمية في العرض المسرحي العالمي، الفنان د. عمرو الأشرف محمد صالح الدالي، وكانت رسالته بعنوان «الضوء وتشكيل الفراغ في عروض الرقص المسرحي الحديث في مصر» حضر هذا المحور الفكري لفيف من الضيوف المسرحيين العرب والمختصين .                                                                                
نريد أن يبقى المسرح بخصوصيته العربية ويستفيد من الرقمنة
وإستهل المحور الفكري كلمة الدكتور عبد الرحمن بن زيدان، والتى أوضح من خلالها قائلاً : المسرح العربي بدأ بدايات ملتبسه،وكلما رجعنا إلي ماضي هذا المسرح ؛وجدنا أن المسرحيين العرب يبحثون عن المرجعيات التى يكرسون بها وجود هذا المسرح، ويكرسون بها الفعل المسرحي العربي، فالمؤلفون يبحثون عن المرجعيه العربية والغربية، والمخرجون يبحثون عن التقنية التي تساعدهم علي بلورة اعمالهم من خلال سيرورة التحول الذي طال المسرح العربي وجدت مجموعة من المصادر العربية،والغربية التى كانت تحرك هذا المسرح على مستوي الكتابة والتصور والإخراج، وعندما نذكر الإخراج نذكر التجارب الأخراجية، والنظريات الإخراجية التي أثرت فى المسرح العربى، كما أننا عندما نذكر المسرح الغربي نذكر المناهج النقدية التى أثرت فى هذا المسرح.                                                                                  
وتابع قائلاً: الأن نحن نعيش مرحلة تحول،ومرحلة إنتقال من مسرح كان إلى مسرح يراد له أن يكون، والرقمنة التى دخلت إلى إهتمام المسرحيين والنقاد العرب؛ لإنتاج معنى أو المعنى الجديد للمسرح هذا دليل أن المسرح بدأ يتحرك فى إتجاه العولمه؛ ولكن نحن نريد أن يبقى المسرح بخصوصيته العربية ويستفيد من الرقمنه دون أن يكون عبداً لها، إى الخصوصيات التى تجعل المسرح مكتفياً بخصويته ولكن يستعين ببعض الوسائط التي تدعم وجوده وإمكانات تطوره هذه الرقمنه اعتباها عاملاً مساعدا على تطوير المسرح وطرح بعض الأسئلة المرتبط بالتحول الرقمي الذى وصفه بأن تحولاً مخيفاً فى المسرح العربي ؛ لأن المسرح العربي سيتخلي عن هويته وجمالياته وعن كل مكوناته التي تجعل منه مسرحاً، وسيصبح مسيراً من طرف الوسائط التي مسيطرة على الجماليات، وعلى إنسانية الإنسان وعلى جماليته،وهو يعبر عن وجوده فى هذا المسرح ومن بين تلك الأسئلة،ماهى العلاقة بين هذه الرقمنه،والعلوم الإنسانية كيف يمكن لهذه العلوم الإنسانية أن تقرأ هذه الرقمنة دون أن تسقط تحت هيمنتها فالعلوم الإنسانية دائما منفتحه، ومتطورة تضيف دائما الجديد،وتضيف دائما ماهو علمي ومعرفي؛ ولكن الرقمنة تبقى دائما متطورة فى حدود وظيفتها، فهى تساعد على إنتاج المعني؛ ولكنها لاتجعل هذا المعني مفراغاً، هل ستكون الرقمنة عاملاً مساعداً على إنتاج المعني، والإمتدادت البصرية، وتكون معززة لحيويه المسرح وخصوصيته، التي تجعله مسرحا هل الرقمنة ستدخل فى إنتاج الواقع في علاقته المتخيل أو العكس .
وإستطرد قائلا : لنقول أن لنا مسرحاً متطوراً يحافظ على هذه الهويه، أن المقاربات النقدية لهذه الظاهرة «ظاهرة التحول المسرحى بالرمزية النقدية سيدخل المسرح العربي فى زمن جديد ليس زمناً واضحاً،وليس زمناً بيناً، ولكنه ملتبساً بهذه الرقمنة فكل من يريد أن يجدد ولا يعرف كيف يوظف هذه الرقمنة يقول «انا أجدد»؛ ولكن أين هو التجديد وأين هو الخطاب؟ وهذه الاطروحات التى قدمتها تبنت منهجين منهج تطبيقي تطبق بعض الأدوات الخاصة بالرقمنة فى علاقة الوسائط الرقمية بالركح وفى علاقة مكونات العرض بالعمليات المسرحية، وهناك المنهج التفكيكي، الذي يريد أن يعيد بناء منطور جديد للخطاب النقدي لأستواضح بعض الأجوبه سأعطى الكلمة للمشاركين ومن خلال مداخلتهم ستكون هناك بعض الإجابات.                                 
وفى بداية مداخلته قدم د. محمد كاظم هاشم الشمري،  التحية لكل من ساهم وشارك وحفز فى وضع المهرجان التجريبي بهذا الشكل المتميز والمتقدم، موضحاً أن طبع الرسائل العلمية والأطاريح تعد مباردة جيدة تكمن فى التلاقح الثقافى بين الأشقاء العرب،وبين الدول الأخرى، وبالتأكيد هذا التلاقح سيفيد الباحثين والمتخصصين فى المسرح، وجه الشكر والتحية لكل القائمين على إدارة مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبي،وعلى رأسهم الدكتور جمال ياقوت، ووجه الشكر لأستاذة والمشرف على رسالته الدكتور حمدى حسين حبيب وواكبه مسيرته منذ تحضيره لرسالة الماجسيتر والدكتوراه،
فتحت التقنيات الرقمية آفاق جديدة وتخيلات وفلسفات للمخرج
وقام د. محمد كاظم هاشم الشمري بعرض مداختله عبر الشاشة مستعينا ببرنامج «البوربوينت»، وتحدث عن التطور التقنى الذي غزى العصر الحديث مشيراً إلى أن التقنيات الرقمية أصبحت متواجدة فى كل مجالات الحياة من ادوات أجهزة، «فكلنا رقميون»،وأصبحت التقنيات الرقمية تتسع،وتتشعب حتى وصلت إلى الفنون الجميلة فى الفن التشكيلي وفى الرواية الأدب والقصة ومسرح الأطفال، وشمل هذا التطور الفنون المسرحية وعنوان رسالتى «جماليات التقنيات الرقمية فى العرض المسرحي « وأعنى استخدام التقنيات الرقمية ليس بشكل مفرط، وإنما بحسب رؤية المخرج وعلينا عند إستخدام التقنيات الرقمية الحافظ على وجود الممثل، وعلينا أن نلاحق كل العناصر التقينة التقليدية مع التقنية الرقمية فهى تضيف جماليات إلى جماليات العناصر التقنية، فهذه التقنيات جاءت لتضيف إضافه جماليه للتقنيات التقليدية،وليس لإعاقتها .                                                                                                      
وتابع : فتحت التقنيات الرقمية آفاق جديدة وتخيلات وفلسفات للمخرج ؛ حتى يكون أكثر تطوراً وإنفتاحاً فلم يعد بعد إستخدامه لهذه التقنيات ملتزماً بالخشبة أو بالفضاء فقد توسع الفضاء وأصبح به ديكور وموسيقي رقمية ؛إذن فهذه التقنيات الرقمية عندما تكون مناسبة للعرض تنجح وعندما تكون مفرطه، ويغالى بها  ؛تخسر ويخسر العرض المسرحي.                                          
وأضاف : المخرج المسرحي لا يمكن أن يكون منعزلاً عن التطور الحادث الأن فى كل الإختصاصات،وعلى المخرج أن يستفيد من هذه التقنيات فعالم كله المسرح والتلفزيون وكل المجالات بضغطت زر واحدة يستطيع عبر هاتفه يستطيع أن يصل إلى كل المعلومات الممكنه حول إى مجال .
ثم أوضح د. محمد كاظم بعض التعريفات للتقنية الرقمية منها التقنية الرقمية هى التى يمكن بموجبها إعادة تقديم الإشارات التماثلية «انالوج»، وقد إستخدمت هذه التقنية فى الحسابات والكمبيوتر وما يشبها من موبيل وغيرها،وتم الإستفاد من مزاياها فى مختلف أنواع الإتصال ويتم التعبير بموجبها فى شكل سلسة من الإتصالات والحروف والصور والرسوم المعروفة على خشبة المسرح،وسميت رقمية لإعتمادها على أجهزة الحاسوب العشرية الرقمية، تعتبر هذه التقنية حديثة،ومتطورة تستخدم فى نقل المعلومات الخاصة بالحاسوب أو الكمبيوتر، ويكون بها ترميز جميع من أصوات والنصوص والأفلام المدخلة عن طريق المصمم بمساعدة مع رؤية ونظرية المخرج المسرحى،وأما تعريف «التقنية  الرقمية فى العرض المسرحى المعاصر» فذكر قائلاً : هى عملية إستثمار تؤسس من خلال رؤية المخرج المسرحى الفكرية والفلسفية والفنية والتى تبحث فى فضاء العرض المسرحي تؤثر فى خشبة المسرح،والصالة ليكون أداء واحداً وحساً مشتركاً وفق المنظور المعاصر، وقام بتوضيح فصول كتابه «جماليات التقنيات الرقمية فى العرض المسرحي العالمي «  الذي يتكون من أربعة فصول الفصل الأول «الفن الرقمي إتجاهات وأراء»، والفصل الثانى «الأجهزة التقنية الرقمية وآليه إشتغلها فى العرض المسرحي المعاصر» الفصل الثالث «جماليات التقنيات الرقمية فلسفياً وإخراجياً» والتى من خلال يوضح أراء بعض الفلاسفة الذين لم ينظروا للرقمية، وقد طور من أرائهم وأسقطها على التقنية الرقمية، الفصل الرابع «نماذج تطبيقة فى التقنيات الرقمية» ثم عرض بعض النماذج لبعض التقنيات الرقمية المستخدمة بالعرض المسرحي .                                                                              
إستخدام التقنيات الحديثة فى خدمة دراما العرض وإثراء الصورة البصرية
د. محمود محمد صبرى تحدث عن «العلاقة بين الوسائط الرقمية ومفهوم المحاكاة في فضاء العرض المسرحى «، وفى بداية كلمته وجه الشكر لكل القائمين على إدارة المهرجان التجريبي وعلى رأسهم رئيس المهرجان د. جمال ياقوت لإتاحته هذه الفرصة،والمباردة بطبع رسائل الماجستير والدكتواره،وخاصة أن كل الباحثين إعتادوا بعد مناقشة رسائلهم العلمية، يتم حفظها فى المكتبات، فلا تكون هناك فرصة للأطلاع عليها بسهولة ؛ الإ فى حالة قيام الباحث ببحث معين به تماس أو تشابك فيبدأ فى رحلة البحث عن هذه الرسائل، موضحاً هذه المباردة جعلت الأمر أكثر يسراً ؛ وذلك عن طريق الإطلاع ماهو جديد مقدم من الباحثين والدراسين                                                                                                         
ثم أوضح مفاد عنوان رسالته وهو» العلاقة بين الوسائط الرقمية ومفهوم المحاكاة فى فضاء العرض المسرحي « والمقصود هنا بالوسائط الرقمية مثل «الإسقاط الضوئي»، وتقنية «الهلوجرام» والليزر و»تقنية الشاشات» وعلاقة تلك الوسائط الرقمية الحديثة بفهوم المحاكاة ويقصد هنا بالمحاكاة التقليد أو المشابه على سبيل المثال جهاز «السيميوليشن « فى الطيران والذى من خلال يتم إختبار سائق الطائرة، ويتم تهيئة كل الأجواء حوله وكأنه يقود طائرة بالفعل وهنا وصلت تقنيات المحاكاة إلى درجة كبيرة للغاية من التطور وكيفية إستخدام هذه التقنيات الحديثة فى خدمة دراما العرض وإثراء الصورة البصرية
وتابع : بالنظر إلى السينما والأنتاجات السينمائية الكبيرة تكون التقنيات الحديثة المستخدمة عامل جاذب للجمهور، فمن الممكن أن نجد فيلم يتم تصويره «بالكروما «، ويحدث إنقلاب غير طبيعى فى الصورة المرئية داخل قاعة السينما فلماذا لا نقوم بمزج هذه التقنيات الجاذبه للجمهور ونقوم بدمجها مع الممثل الحي على خشبة المسرح؟ ونحقق الإستفادة القصوي من تلك التقنية.
وأضاف : التقنيات الرقمية سلاح ذو حدين،ويجب على صناع العرض الأستخدام الأمثل لتلك التقنية دون المساس بتقنيات العرض المتعارف عليها على سبيل المثال هناك تجارب شخصية لبعض المخرجي يكون لديهم قصور فى الفهم كيفية استخدام تقنية الهيلوجرام أو الأسقاط الضوئي فيكون شاغله الشاغل إستخدام هذه التقنيات،دون النظر لمدى إستفادته منها  بالعرض الذي يقدمه،ومن وجهة نظرى أن تقنيات مثل «الهليوجرام»،و»المابينج»، ماهى إلا لحظات تثري الصورة البصرية، وتعمق المعنى الدرامى فيجب أن يكون لدينا الوعي الكافي بإستخدام تلك التقنية،والمؤثر في موضعه،فإستخدامه بطريقة خاطئة ؛سيؤدي بضرر للمتلقي.                                                                                                             
وطرح د. محمود صبرى مبرراته لإجراء هذا البحث فذكر قائلا : كان منذ أواخر القرن العشرين حدث إحتكاكاً مع مختلف مناهج الصيغ الدرامية،والتنوع الواسع فى الأساليب المسرحية، والميل نحو الدمج بين القديم والجديد؛ إلا أن هذا الدمج ذاته قد أعلن الوصول لمسرح ما بعد الحداثه، فكثير من التجريب المسرحي عبر الأربعين عاماً الماضية، قد اظهر أساليب وأفكاراً حداثيه إعيدت ببساطه صياغتها مرة آخرى؛ لتكون بعض الممارسات الحداثيه قاعدة وأساساً لتجارب مسرحية مابعد الحداثة،وتتلخص النقط والمبررات فى الكتاب فى الدارسة هي دراسة التحولات التي طرأت على طرق وأساليب الوسائط المتعددة فى إيجاد بيئة تشكيلية تحقق مفهوم المحاكاة فى الحدث الدرامي، دراسة نتائج الثورة الرقمية على كافة عناصر السينوغرافيا، رصد الدور المتنامى للإندماج مع الوسائط مع بعضها البعض، الإستفادة بالتقنيات الحديثة والمتطورة فى إثراء سينوغرافيا العرض المسرحي وفتح آفاق وإبداعات جديدة، وإبعاد مستقبيلة أمام مصممي السينوغرافيا المصريين والعرب، إبراز أثر استخدام الوسائط الحديثة على لغه التشيكل والدراما المسرحية وقدرتها ليس فقط فى تشكيل وتجسيد المنظر المسرحي ؛ ولكن فى تقديم فضاءات ذهنيه وأجواء نفسية وتعبيرية .                                                                                                                 

تناولت آثر الضوء وعلاقته بالممثل أو الراقص  
ثم قدم مصمم الديكور د. عمرو الأشرف بحثاً بعنوان « الضوء وتشيكل الفراغ فى عروض الرقص الحديث ف مصر، وأوضح سبب إختياره لبحث عن الإضاءة المسرحية قائلاً : أغلب التقنيات التي دخلت على تصميم الصورة المسرحية فى العروض المسرحية حول العالم قائمة على الضوء بشكل أساسي، كافة التقنيات التي تساهم في إثراء الصورة البصرية                         
لإى عرض مسرحي بالعالم كان بالأساس قائم على الضوء من خلال تفاعل الإضاءة المسرحية مع المنظر المسرحي بشكل عام، أو إعتماد المنظر المسرحي على الضوء،وتكوين المنظر بشكل أساسي من خلال الإضاءة المسرحية،ثم تناولت تقنيات الإسقاط الضوئي بما تشمله من تقنية من المابينج والهيلوجرام، وتناولت فى أحد المباحث الخاصة بالبحث آثر الضوء وعلاقته بالممثل أو الراقص
وتابع : كان إختيار عروض الرقص المسرحي الحديث تحديداً فى هذا البحث ؛ نظراً لأن عروض الرقص الحديث تفرد مساحات كبيرة للإضاءة المسرحية ونستطيع من خلالها رصد أدوار عديدة للإضاءة فى العرض المسرحي، ورصد علاقة الضوء بالجسد بشكل دقيق للغاية وبشكل محدد ومفصل،وأكثر تفصيلاً عن أغلب العروض المسرحية الدرامية،وتكون البحث من أربعة فصول، الفصل الأول كان تقديم لما بعده شرحت به بدايات نشأة الرقص المسرحي الحديث ؛ للتعريف بمنشأ الرقص الحديث وكيف دخل مصر، ثم كيف بدأت الإضاءة المسرحية ثم بماذا إنتهت فى الوقت الحالي،وهو تمهيد لأوضح ماذا ظهر فى الإضاءة المسرحية جعل المصممين يقمون بإستغلالها في الأربع المباحث الأساسية فى الفصل الثاني وهم «أثر الضوء على الديكور المسرحي،ومشاركة الضوء فى المنظر المسرحي «،وهنا أتحدث عن مجموعة من المباحث الفرعية منها « إستخدام بعض الخامات التي يمكنها التفاعل مع الضوء فى المنظر المسرحي «، « تضمين الإضاءة المسرحية داخل المنظر المسرحي « بحيث يكون هناك بعض مصادر الإضاءة كجزء من تصميم المنظر حتي يكون هناك جزء من التكاملية، «عمل المصمم المسرحي والمصمم الضوئي « .... إلخ .
وأضاف « تحدثت عن أثر التطور التقني والتكنولوجيا،وماذا حدث فى تكنولوجيا الإضاءة المسرحية ادي إلى إعطاء العديد من الأدوات للمصممين،والمخرجين الذين يستطعون من خلالها يشكلوا فراغ العرض المسرحي سواء؛ لتحقيق الوظائف الجمالية للعرض المسرحي،أو لتحقيق الأبعاد النفسية أو الدرامية أوإنتاج المعنى، فالتقنية سهلت على المصممين والمخرجين إنتاج المعنى وبث الدلالات، فعلي السبيل كما قال «بيتر بروك» أو القاعدة العامة أن المسرح عبارة عن ممثل ومساحه،وفراغ وجمهور أعتقد لابد من إضافه كلمة وضوء إلي هذه المقولة ؛ لأن بلا ضوء لايوجد مسرح نحن فى حالة إعتام تام،وهي وظيفة من وظائف الإضاءة المسرحية تحقق الرؤية،ومن خلال هذا المفهوم نستطيع من خلاله نستعرض كيف يستطيع الضوء تشكيل الفراغ المسرحي، إذا تجرد المسرح تماماً من إى عناصر غير الممثل ؛لابد من وجود الضوء يصاحبه بكافة الأشكال،والصور التي من الممكن أن يشكل بها الضوء هذا الفراغ، فالضوء من الممكن أن يشكل المناظر المسرحية،ومن الممكن تشيكل منظر مسرحي متكامل بالضوء حتي بجون وجود أسطح إسقاط .
وتابع : تقنية الهيلوجرام قائمة على بث أشعة ضوئية من خلال اجهزة فيديو بروجكتور،وهذه الأجهزة لها القدرة على بث صورة متكاملة سواء لعناصر يتفاعل معها الممثل، أو لعناصر تعطي دلالات او بعض المؤثرات البصرية، التى كان من العسير جدا قبل ظهور التقنيات الرقمية أو التكنولوجيا الرقمية أن تصبح موجودة،فعلي سبيل المثال فى المسارح قديماً حتى يمكن عمل خدعه بصرية بسيطة كان لابد من إستخدام معدات يدوية،وكانت لا تصل للجودة المطلوبة فى أغلب العروض،وقائمة بالأساس على العنصر البشري وهو مهم جداً فيما يخص كممثل، ولكن فيما يخص التقنية فأعتقد ان التقنية ساعدت العنصر البشرى بشكل كبير جعلت العنصر البشرى يؤدى نفس الوظائف  التي يؤديها بشكل سلس وبسهولة ويسر شديد جداً، ظهور التقنيات، وتكنولوجيا الإضاءة الحديثة جعلت الزمن التي يستهلكه فريق العمل فى التجهيز للعروض المسرحية أقل بكثير يصل إلي ثلث الوقت تقريباً ؛ لأن أصبح من السهل التحكم فى اجهزة الموبيل من صالة المسرح وتحريك الأجهزة وتوجيهها من إى مكان وهو ما كان عسيراً فيما مضى لأستخدام العنصر البشري ويستهلك وقت وجهد كبير فأصبح الموضوع أسهل بكثير وأفضل . ثم تحدث عن التطبيقات الحديثة المهمة جداً،وقائمة على الضوء فى الأساس هي تكنولوجيا الشاشات،ودخول تقنيات العرض السينمائى لخشبة المسرح فى الأساس قائمة على جاهز يصدر أشعه  ضوئية تحمل صورة يتم بثها على خشبة المسرح، نستطيع توظيف هذه الصورة لتكوين فراغ يعطي بعض الدرجات الزمانية والمكانية للأجواء العامة للعرض المسرحي أو يعطينا بعض الجماليات أو بعض العناصر التي من الممكن أن يتفاعل معها الممثل أو الراقص وإستطرد قائلاً :فى المبحث الذي يخص أثر الضوء وعلاقته بجسد الممثل او الراقص فى هذا المبحث تحدثت عن كيف للإضاءة تؤكد،وتدعم التصميم الكيروجرافي الذي يصممه إى مصمم رقص، وتعزز وجود الجسد الخاص بالممثل أو الراقص داخل الفراغ المسرحي سواء عن طريق إسقاط الإضاءة بشكل مباشر على الراقصين أو إسقاط الإضاءة أو إستخدام بعض التقنيات المتعلقة بتطبيقات الإضاءة فى الفراغ المحيط بهذا الرقص.
ثم إختتمت الجلسة بمجموعة من المداخلات.
 


رنا رأفت