د. سيد علي: هي الرسالة الأولى التي تكتب عن الناقد فؤاد دوارةيعد فؤاد دوارة (رحمه الله) اسما من الأسماء الأكثر شهرة وحضورا في عالم النقد المسرحى، بل هو بمثابة ذاكرة المسرح المصري. ولد الناقد الكبير فؤاد دوراة في الإسكندرية عام 1928 وحصل على ليسانس الآداب قسم اللغة العربية عام 1950 بالإضافة إلى حصوله على دبلوم المعهد العالي في التربية عام 1951، ثم دبلوم المعهد العالي للعلوم الاجتماعية عام 1957م.. حصل على الماجستير في الأدب العربي من جامعة القاهرة عام 1977م. وتناولت رسالته موضوع السياسة في مسرح توفيق الحكيم.شغل كثيرا من الوظائف في مجال الثقافة والمسرح، وفي الأسبوع الماضي أقيمت بمركز المؤتمرات جامعة حلوان، مناقشة لرسالة الدكتوراه المقدمة من الباحث أيمن عبد العظيم وعنوانها «أيدلوجيات الخطاب النقدى عند فؤاد دوارة» تحت إشراف د. سيد علي أستاذ الأدب الحديث بكلية الآداب جامعة حلوان، وقام بمناقشتها د. سامية حبيب أستاذ النقد بالمعهد العالي للنقد الفني، د. يسري عبد الله صابر أستاذ النقد الأدبي الحديث بكلية الآدب جامعة حلوان.بدأت المناقشة بترحيب د. السيد علي بالحضور والتعريف برسالة الدكتوراة التي أعدها الباحث، الحاصل أيضا على ماجستير في الأدب الشعبي، وجائزة د. نبيل إبراهيم.استهل الباحث أيمن عبد العظيم مناقشة الرسالة، بقراءة المقدمة موضحا أن الإبداع الفني يعد من دلائل ازدهار الأمم الفكري، وأن ازدهار المسرح بات مؤشرا على ازدهار الشعب والوطن وبات انهياره من أوضح علامات الانهيار والتخلف الفكري.أوضح أيمن عبد الرحمن أن الدراسة تتخذ من الخطاب النقدي عند فؤاد دوارة موضوعا تتناوله بالبحث، مشيرا إلى أن الفصل الأول يحمل عنوان (الناقد والآيديولوجيا والنقد) ويضم ثلاثة مباحث، أولها مبحث عن الناقد فؤاد دوراة، يتناول مسيرته، من خلال بحث العوامل المؤثرة في شخصيته، ثم بحث «آيديولوجيا الناقد» من خلال بحث منظومة الأفكار والقيم عند دوارة، ويضم المبحث الثالث نظرة دوارة للنقد المسرحي من خلال بحث أثر عوامل تكوينه. تابع الباحث: أما الفصل الثاني فجاء بعنوان «نظرية المسرح والخطاب النقدي» ويدرس هذا الفصل الاتجاه النقدى الذي سار فيه خطاب دوارة، ويتناول أيضا نظرية المسرح عند دوارة، ومستويات الخطاب النقدى لديه. أما الفصل الثالث فعنوانه «المؤسسة المسرحية والخطاب النقدي» ويتناول مفهوم المؤسسة المسرحية بمستوياتها المختلفة حيث تميز خطاب دوارة النقدي بأن جزءا كبيرا منه كان موجها لانتقاد المؤسسات المسرحية.وانتقل الباحث أيمن عبد الرحمن بعد مروره بفصول الرسالة إلى خاتمة الرسالة التي تشتمل على النتائج التفصيلية والنتائج العامة للدراسة ومحور التقويم الذي يختص بتقويم الموجز النقدي، بالإضافة إلى توصيات تقترحها الدراسة. وعقب قراءة الباحث.تلا قراءة الباحث كلمة د. سيد علي المشرف على الرسالة، أشار فيها إلى أن الباحث أجاد قراءة ملخص الرسالة في توقيت مناسب وقياسي، وأنه يمتلك الكثير من الحماس والجهد.أوضح د. سيد علي أن رسالة الباحث هي الرسالة الأولى التي تكتب عن الناقد فؤاد دوارة.قالت د. سامية حبيب في ملاحظتها الأولى أن الرسالة تخلو من الببلوجرافيا التي تضم الأعمال الكاملة الخاصة بفؤاد دوارة، وطالبت الباحث بعمله لأهميته. أما الملاحظة الثانية وهي تأكيدها على أن فؤاد دوراة ولد في حي كوم الدكة، وهي معلومة رأتها هامة، لما لها من تأثير في تكوين شخصية فؤاد دوارة، قالت: فمن المعروف أن حي كوم الدكة هو الحي الذي ولد به الموسيقار سيد درويش، وبه زخم ثقافي وفني وبالضرورة له تأثير على شخصية فؤاد دوارة، مؤكدة أن المثقف والفنان تكون نشأته مؤثرة عليه. أما الملحوظة الثالثة فهي استخدام الباحث لتعبير «آيديولوجيا» بتعدد تعريفاته، موضحة أنه كان على الباحث أن يقوم باختيار تعريف ملائم لموضوع رسالته، حيث يعد ضبط التعريف الإجرائي ضرورة هامة في البحث.أشارت حبيب أيضا إلى أن الفصل الذي يحمل عنوان «نظرية المسرح والخطاب النقدي» لم يذكر فيه الباحث ما هي نظرية فؤاد دوراة، إضافة إلى وجود ارتباك بين ثلاثة مصطلحات وهي الآيديولوجيا والخطاب المسرحي ونقد النقد.ومن الملاحظات التي ذكرتها د. سامية حبيب أيضا أن الفصل الخاص بالمؤسسة المسرحية الذي قالت إنه يشي بجهد كبير بذل فيه، فقد اعتبرته خارج سياق موضوع البحث، حيث يجب الفصل – في رأيها - بين الرأي داخل المقال، والنقد. مشيرة إلى أنه عندما يقوم بكتابة نقد عن المؤسسة، فإنه بذلك يكون خارج النقد المسرحي. وأقرب إلى المقالة.الباحث أيمن عبد العظيم ذكر أن فكرة عمل ببلوجرافيا تحتاج إلى ما يقرب من 200 صفحة في الرسالة، وهو ما رآه غير مناسب. وفيما يخص تعريف كلمة «آيديولوجيا» قال إن هناك الكثير من التعريفات الخاصة بهذا المصطلح، ولم يتم ذكر تعريف لها حتى لا يكون ذلك من باب النقل المكرر.تمثلت ملاحظات الدكتور يسري عبد الله في عدة نقاط منها وجود بعض الأحكام المطلقة والمقولات التعميمية التي تحتاج إلى مراجعة، مؤكدا أن التعميم يعد نقيضا للدقة، التي هي جوهر العلم ومتن المعرفة، بالإضافة إلى أن عنوان الرسالة كان يجب أن يحمل مسمى خطاب النقد عند المسرحي فؤاد دوارة، خاصة وأن الرسالة لم تقدم تعريفا جامعا مانعا لمصطلح الآيديولوجيا، حيث إن المصطلح يرد في حقول معرفية مختلفة. وتابع: يقع الباحث أحيانا في فخ الإنشاء اللغوي الذي يباعد بين الباحث ولغته العلمية، باستخدام تعبير مجازي مثل استخدامه لجملة «سراجا منيرا» وهو يفكك الخطاب النقدي عند فؤاد دوارة، مشيرا إلى أن بعض الآراء كانت بحاجة إلى نقاشات مفصلة ومعمقة كالحديث عن إشكاليات المصطلح المركزي «نقد النقد»، مؤكدا أن الرسالة خلت من إشارات مفصلة إلى تحولات مصطلح نقد النقد في بيئته الأصلية في النقد الغربي، وقد اكتفى الباحث بتوصيف الخطاب النقدي بدلا من مراجعته مراجعة نقدية مستمرة عبر تفكيك بنيته الأساسية وصولا إلى جوهره.وفي نهاية المناقشة حصل الباحث أيمن عبد العظيم على درجة الدكتوراة مع مرتبة الشرف الأولى في اللغة العربية وآدابها تخصص الدراسات الأدبية.