جمعية الشبان المسيحية بالقاهرة YMCA تكرم الفنان الكبير «محمود الحديني»

جمعية الشبان المسيحية بالقاهرة YMCA  تكرم الفنان الكبير «محمود الحديني»

العدد 786 صدر بتاريخ 19سبتمبر2022

أقامت جمعية الشبان المسيحية بالقاهرة YMCA حفلا خاصا، لتكريم الفنان الكبير محمود الحديني عن مجمل أعماله الفنية ومشواره الفني الثري في المسرح والسينما والتليفزيون، قدمت الحفل الإعلامية الدكتورة سلوى ذكري عضو مجلس الإدارة ورئيس اللجنة الثقافية والفنية والمستشار الإعلامي للجمعية، وحضر الحفل: الأستاذ صبري نصيف عضو لجنة الدار بالجمعية، الإعلامي د محمد غازي،  المصور  مكرم سعد، دكتور محروس عامر رئيس مجلس إدارة جريدة كنوز عربية، دكتور حنا بالجالية المصرية بالخارج. 
وأحيا الحفل مجموعة من المطربين منهم: سيد السنباطي، وليد رشدي، وأحمد عثمان والطفل محمود، كما قدم بعض الشعراء أشعارهم احتفاء بالفنان الحديني منهم: عاطف سليمان، زهير سندة، محمد البكري و احمد الطويل.
توارث أجيال
وأعرب الفنان محمود الحديني عن سعادته لذلك الاحتفال وقدم تحيته لكل القائمين عليه، وأجاب الفنان عن بعض الأسئلة منها عن رأيه في الدراما والمسرح في عصرنا هذا وهل هي دراما اجتماعيه أم تجاريه قال الحديني: جيلنا كان محصنا بمجموعة من الكتاب والمخرجين والفنانين على مستوى عال وهذا المستوى لا يأتي بين لحظة وأخرى، وإنما هو توارث أجيال فالجيل السابق سلم لنا هذا الفن الجميل وحافظنا على هذه الشعلة الفنية النقية، ففي الدراما مثلا نجد ليالي الحلمية والمشربية... وغيرها كلها أعمال لها هدف مما يعد قيمة كبيرة في المجتمع، اذكر في ذلك مسلسل «الراية البيضاء» الذي صدر لنا الخوف كل الخوف من الوطنية الجاهلة فالجهل يدمر الوطن ويدمر تراثه، أما في المشربية فقد صدر لنا المسلسل أن في بيت الحلواني كنز وأن الكنز الحقيقي هو بين يد المصريين، إذاً فالمسلسلات والمسرحيات والأفلام قدمت قيم عالية، لأن هذا الجيل ورث القيم الجميلة في المجتمع ثم بنى عليها، أما اليوم نرى أعمالا تجارية بالدرجة الأولى فلها وقتها وتنتهي، فمثلا لماذا عاش مسلسل «هي والمستحيل» ليومنا هذا  لأنه ناقش قضية هامة وهي الجهل والأمية وهو ما يمس قلوب الكثيرين،  و من خلاله جاءتني خطابات عدة من فتيات وسيدات يؤكدن انهن سعين للتعلم بسبب الذل والمهانة التي عاشتها زينب بطلة المسلسل، هكذا يكون الفن، الفن رسالة، ونتمنى أن تظل هذه الأعمال باقية للأجيال القادمة.
أنتمي إلى المدرسة الطبيعية
وبسؤاله عن دوره في الحفاظ على هذا التراث الفني العظيم قال: كنت واحدا ممن عرض على رئيسة التلفزيون لعمل قناة خاصة لعرض الأعمال القديمة لأنها تراث مصر، والذي بالضرورة يجب الحفاظ عليه وتوثيقه،  واليوم ماسبيرو زمان تثبت وجودها.
وبسؤاله لأي مدرسة ينتمي  قال: أنتمي إلى المدرسة الطبيعية التي تمس قضايا المجتمع ولا أحب أن أقول أنني أنتمي للمدرسة الرمزية، لأن المدرسة الرمزية تلجأ للرمز وتتخفى وراءه وهذا سلوك غير سوي يضرب الديمقراطية في مقتل، ولكن انتمائي لقضايا المجتمع يجعلني حريصا حتى لو لجأت للتراث العربي أو التراث العالمي لقضية معينة يجب أن يكون لها معادل معاصر في مصر وإلا فليس لها قيمة لتقديمها.
وبسؤاله هل الانفتاح على الميديا أثرى المجال الفني؟ أم أن سلبياته كانت اكثر من إيجابياته؟ قال الحديني لا أستطيع أن أقول أن كل الانفتاح سلبي ولكن له إيجابياته وهي نادرة،  فنحن في مجتمع به 30% أميين لا يعرفون القراءة ولا الكتابة، وهذه قضية قومية ولا يعالجها إلا الخريجين والدارسين الذين يعانون البطالة، وعلى الدولة الاستعانة والاستفادة بهؤلاء من خلال إجازاتهم الدراسية لكل طالب، فمن خلال الأجيال القادمة انه من الممكن أن نستفيد من خلال السوشيال ميديا من الجانب الإيجابي .
كنت ضحية للإدارة
 أما عن المناصب الإدارية فقال الحديني: أنا كنت ضحية للإدارة، تقلدت عدة مناصب إدارية هي: «مدير عام مسرح الطليعة، مدير عام المسرح الحديث، مدير عام المسرح القومي، رئيس المركز القومي للمسرح ورئيس البيت الفني للمسرح «وكان ذلك على مدار 20 عاما حرمت نفسي خلالها أن  أخصص لنفسي مسرحية، حتى لا أكون مستغلا لوظيفتي، وعلى الرغم من هذا القرار الذي ظلمني على المستوى الشخصي لكني كنت سعيدا لأنني أقدم فنانين شباب، وبعد تلك المرحلة اكتشفت أن 20 عاما في الإدارة اكتسبت فيها خبرات عديدة، ولكن وجدت أن الادارة تقتل الفنان، لذلك لابد للفنان عندما يُختار للإدارة وهو مبدع، أن لا يترك نفسه أسيرا للإدارة، فثلاثة  سنوات تكفي ويرجع بعدها الفنان والمبدع لإبداعه وفنه سواء كان مخرجا أو مؤلفا أو فنانا حتى لا يقتل فنه .
التكريم والاحتفاء بعيد الميلاد
وبنهاية الحفل تم تقديم درع التكريم للفنان القدير محمود الحديني عن مجمل أعماله ومشواره الفني، كما قامت الجمعية على هامش حفل التكريم بالتهنئة والاحتفاء بعيد ميلاده .
جدير بالذكر أن الفنان محمود الحديني من مواليد مدينة دمنهور بالبحيرة وتخرج من المعهد العالي للفنون المسرحية 1962 وبدأ التمثيل منذ المرحلة الثانوية وكانت بداياته مع فيلم «الباب المفتوح»، وأهم أعماله المسرحية «  المحروسة، كفر البطيخ، السبنسة، الدخان، النار والزيتون، المهمة، الثأر ورحلة العذاب، حلاوة زمان، في عز الظهر، ولاد اللذينة، كوبري الناموس، ولادك يا مصر، ريش على مفيش” واشتهر بأعماله الدرامية منها “ هي والمستحيل، الراية البيضاء، وليالي الحلمية، والمشربية، والوعد الحق، والسقوط في بئر سبع، وعفاريت السيالة” وغيرها من الأعمال التي أثرت الحركة الفنية.
 


سامية سيد