تطوير مهارات التمثيل والإخراج المسرحي

تطوير مهارات التمثيل والإخراج المسرحي

العدد 845 صدر بتاريخ 6نوفمبر2023

أقيم ضمن فعاليات ملتقى القاهرة الدولي للمسرح الجامعي ماستر كلاس بعنوان «تطوير مهارات التمثيل والإخراج المسرحي» وتحدث فيها كلاً من البروفيسور دكتور. بيتر بارلو مدير أكاديمية الشارقة للفنون الأدائية بالإمارات، و د. رانيا فتح الله أستاذة التمثيل بكلية الآداب قسم مسرح جامعة الإسكندرية، وأدار الندوة المخرج المغربي د. إلياس بوشري، بحضور الفنانة اللبنانية رندا الأسمر، والفنانة القديرة عزة لبيب، والممثل والمخرج كريم رشيد (السويد)، والدكتورة.  عايدة علام ومهندسة الديكور د. عايدة علام، أستاذ الديكور المتفرغ بالمعهد العالي للفنون المسرحية من مصر، أستاذ السينوغرافيا والتقنيات المسرحية، ورئيس قسم علوم المسرح الأسبق بكلية الآداب جامعة حلوان، ود. تهاني الغريبي من السعودية، والإعلامي العراقي ماجد لفتة العابد، وعدد كبير من الشباب المشارك في فعاليات الملتقى من المسرح الجامعي من مصر والدول العربية.

عروض وورش وندوات
واستهل المخرج عمرو قابيل، رئيس ومؤسس الملتقى، اللقاء بتقديم نبذة مختصرة عن رحلة ملتقى القاهرة الدولي للمسرح الجامعي ومشواره في الدورات السابقة قائلا: يعتبر الملتقى أول ملتقى في مصر، فريد من نوعه خاص بالمسرح الجامعي، وهذا الملتقى لا يشمل فقط عروض مسرحية، بل يقدم ندوات، وورش ومسابقات نوعية مختلفة، في كل ما يخص حركة وفن المسرح، بالإضافة إلى العروض المسرحية المصرية والعربية والأجنبية.
وأوضح « قابيل»: فكرنا أن نقدم هذه الندوة بشكل مختلف يبتعد تماما عن شكل المحاضرة التقليدية، وأن تتسم بالتشويق، فسنحاول أن تتناول عن كل ما يدور في ذهن طالب الجامعة، سواء من يهوى التمثيل أو الإخراج أو التأليف، أو من يكتفي بالمشاهدة للعروض فقط.
وأعربت د. رانيا في بداية الندوة، عن سعادتها لمشاركتها في ملتقى القاهرة الدولي للمسرح الجامعي وقالت: أٌقدم الشكر للفنان عمرو قابيل لإصراره على تنظيم ذلك الملتقى في موعده السنوي بكل فعالياته، لأن المسرح الجامعي له علاقة كبيرة بالوطن العربي من سنوات طويلة، كما أنني سعيدة جدا بمشاركتي في هذا الملتقى؛ فمن خلاله ألتقي بطلبة الجامعة الذين كانوا سببًا في استمراري بالجامعة حتى تم تعييني بها.
وتابعت: المسرح الجامعي يساهم في تفجير طاقة الطلبة وتعريفهم بذواتهم ومواهبهم، والقدرة على التفكير المنظم ومن خلاله يتعرف الطلاب على ثقافات أخرى، وهو نشاط مفيد لمن يمارس التمثيل أو الإخراج أو حتى المتفرج، حيث يجعل الممثل لديه القدرة على المناقشة الموضوعية، كما يُكسب المخرج مهارة القدرة على القيادة أو فريق أو مجموعة عمل كاملة لتجربة فنية، بالإضافة أنه يساعد المتفرج على التفكير المنطقي الصحيح، فالمسرح الجامعي مهم وتجربة مميزة لكافة الطلاب المشاركين أو المستقبلين من الجمهور.
وتحدث د.  بيتر: في عام 2018، تلقيت دعوة من الشيخ محمد القاسمي لتأسيس أكاديمية للفنون في الشارقة، وبداية كان الإقبال عليها قليل بسبب الدعاية غير الكافية، والآن يتقدم سنويا أكثر من ألف طالب.
وأوضح: من المؤكد أن فن المسرح، بصفة عامة يخرج فنانا محترفا ومثقف وواعي، يمتلك خيال واسع، وهذا ما نسعى إليه في أكاديمية الشارقة.

محاور الندوة 
روافد المسرح
 وأوضح إلياس بوشري أن الندوة ستتناول وتناقش عدة محاور تتمثل بعضها في تساؤلات هي: ما هو المسرح الجامعي وأهميته، والطالب الفنان أم الفنان الطالب، كيف أحول فكرة إلى نص مسرحي، آفاق المسرح الجامعي، وكيف أحول فكرة إلى نص مسرحي؟
وقالت د. رانيا: المسرح الجامعي هو رافد من روافد المسرح العام، فهو لا يختلف عن المسرح التقليدي إلا في أنه يخاطب طلبة الجامعة، كما أن المسرح الجامعي يعتمد على طاقات الطلاب سواء التمثيل أو الإخراج أو التأليف أو كل ما يتعلق بسنواغرفيا المسرح، وكل هذا يتم تحت إشراف الإدارة المالية للجامعة واتحاد الطلاب
فيما أوضح «بيتر «: يعتمد المسرح الجامعي على دراسة النقاد أو الدراماتورجي أو الأشخاص الذين أثروا في المسرح، كما يتم تدريبهم على المهارات التي من خلالها يصبحوا فنانين محترفين، وأكد: المسرح الجامعي يكسب الطالب مهارات عديدة منها التعامل في عمل جماعي، التأقلم أكثر في الحياة الاحترافية، يساعده في فتح باب الخيال الذي من خلاله يفتح باب الإبداع
ممارسة النشاط المسرحي
وقال «إلياس»: إن محور «الطالب الفنان أم الفنان الطالب يحيلنا إلى سؤال آخر وهو: عند تقديم عرض مسرحي لطلاب الجامعة هل يشترط وجود شخص محترف للإشراف على الطلاب، كيف يستطيع الطالب التوفيق بين دراسته وممارسته للمسرح؟» 
وأجابت د. رانيا فتح الله: بالتأكيد يلزم وجود مشرف محترف لعدة أسباب أولها مساعدة الفرقة في اختيار نصاً مناسباً، ثانياً وجود هذا الشخص المحترف في الفرقة سيساعدهم كثيراً، حيث أنه سيصبح همزة وصل بين مسرح الجامعة والمسرح خارجها، ومن الممكن الاستعانة بأستاذ بالجامعة للإشراف أو من معاهد أكاديمية للفنون، أما عن التوفيق بين الدراسة والمسرح فيستطيع الطالب التوفيق بينهما إذا كان محبا للمسرح، وإذا وجد مخرج محترف يستطيع مساعدة الطالب في ذلك.

الجانب الإدراكي
واستعان الدكتور بيتر بطلاب أكاديمية الشارقة للإجابة على ذلك السؤال، وأجابت إحداهن: تعلمنا في الأكاديمية كيف نحدد وننظم أولوياتنا كطلاب، وكيف نستطيع رسم خطط مناسبة من خلالها يمكن التركيز في دراستنا ويمكن ممارسة مواهبنا المفضلة، واعتقدت أن وجود نشاط مثل المسرح لطلاب بإمكانه أن يحسن الجانب الإدراكي لدى الطالب.
وسأل إلياس « ماذا عن طلبة الجامعات الذين لا يتوافر لديهم ممارسة النشاط المسرحي؟» 
فأجابته د. رانيا: إن تلك المسألة تتعلق باتحاد الطلاب، ولابد من الاهتمام بالمسرح في الجامعة، خاصة في الإجازة الصيفية، فيقضي طلاب أوقات فراغه في ممارسة نشاط مفيد  
وأشار «بيتر» إلى الدراسات العلمية التي أثبتت أهمية الأنشطة الثقافية والفنية للطلاب، وقال مؤكدا: إنها تساهم في تطوير عقل وفكر الطالب، ونصح « بيتر» بإنشاء مسرح في كل الجامعات بناءً على هذه الدراسة العلمية.

من الفكرة إلى النص المسرحي
وعرضت رانيا: مراحل تحول الفكرة إلي نص مسرحي قائلة: في البداية يجب على الطالب أن يكتب فكرته، كما هي، ومن ثم يبدأ في تطويرها عن طريق قراءة كتب عن فن كتابة المسرحية، ثم يشاهد عروض عربية أو عالمية، شيئا فشيئا ستبدأ الفكرة برسم مسار جديد سيحولها إلى فكرة على الورق إلى نص مسرحي.

تطوير الفكرة
وأضاف د. بيتر: أن الفكرة المسرحية تكتب لتقدم كعرض مسرحي، وليس لتقرأ على الورق فقط؛ فعلى المؤلف التطوير من فكرته والاستعانة بخبراء ومؤلفين محترفين لمساعدته في بناء مسرحية ترى على خشبة المسرح، ورشح د بيتر إحدى طالبات أكاديمية الشارقة لتوضح كيف استطاعت الأكاديمية مساعدة طلابها في تحويل أفكارها إلى عرض ينبض بالحياة والتي أوضحت: ساعدتنا أساتذة الأكاديمية في تطوير أفكارنا، من حيث سماعنا لآراء بعضنا بعضًا كطلاب حتى تخرج الفكرة إلى الجمهور بشكل واضح.

التفكير المنظم
وتحدث إلياس بوشري عن المحور الرابع «آفاق المسرح الجامعي»، وطرح عدة أسئلة أولها ماذا يحقق المسرح الجامعي للطالب، وماهي الخطوات القادمة لخريجي مسرح الجامعة؟ 
أكدت د رانيا: ليس من الضروري أن يحقق المسرح الجامعي شيء لطالب أو ينتظر منه أن يضعه في مكانة معينة، فالمسرح الجامعي هو وسيلة لممارسة الطالب شيئاً يهواه، فإذا أستطاع الطالب أن يخلص لموهبته يمكن أن يخرج من الجامعة فنان محترف، أما إذا كان متفرج فهو تعلم الانضباط والتفكير المنظم
وتابعت: إذا أراد الطالب الخريج من الجامعة الاستمرار في مجال المسرح بإمكانه الالتحاق بمعاهد الفنون مثل أكاديمية الشارقة أو من الممكن المشاركة بفرق قصور الثقافة التابعة لمحافظته، بالإضافة إلى التقديم بالورش المحترفة لتنمية المواهب.
وفي الختام قال د. بيتر: إذا أراد الطالب أو الخريج الاحتراف فعليه بممارسة موهبته مع شخص محترف أو بالدراسة في أكاديمية متخصصة، كما أن التطور التكنولوجي الموجود الآن ساهم في تطور مجالات الفن والمسرح، كما أختتم د بيتر حديثه مؤكدا: يجب على الخريج أو الطالب تخطيط مستقبله وموهبته بنفسه، بل وعليه بتطويرها أكثر حتى تصل للاحتراف.


أحمد زيدان