العدد 782 صدر بتاريخ 22أغسطس2022
«نزهة في أرض المسرح» هو العنوان الذي اختاره شاعر العامية والإعلامي المتميز/ يسري حسان لأول إصداراته الأدبية في مجال النقد التطبيقي بعدما أصدر عددا من الدواوين الشعرية. والحقيقة أنه بهذا الكتاب - والذي أعده مفاجأة سارة جدا بالنسبة لي - قد وفق في تسجيل اسمه بتميز بقائمة النقاد المسرحيين، فالكتاب يعد إضافة حقيقية لإثراء المكتبة العربية بصفة عامة والنقد التطبيقي بصفة خاصة، وبالتالي فقد كسبنا بهذا الإصدار ناقدا مسرحيا مهما بمجال النقد التطبيقي، ويكفي أن أسجل نجاحه في متابعة وتوثيق ونقد أهم العروض المسرحية خلال الخمس سنوات الأخيرة (2017 – 2021). وتجدر الإشارة إلى أن الكتاب من إصدار الهيئة المصرية العامة للكتاب، ويشتمل على 250 صفحة من القطع المتوسط، ويحمل غلافه الذي صممه الفنان/ سمير درويش لوحة للفنانة الأردنية/ هيلدا الحياري.
ويذكر أن الشاعر والصحفي القدير/ يسري حسان (واسمه طبقا لشهادة الميلاد: يسري سعيد عبد الرحمن حسان) من مواليد 14 يناير 1963 بحي شبرا بمحافظة القاهرة قد حصل على ليسانس الآداب (قسم تاريخ) في جامعة عين شمس عام 1989، وهو يشغل حاليا منصب مدير تحرير جريدة المساء، وقد سبق له تولى عدد من المهام والمناصب المتميزة خلال مسيرته الأدبية والإعلامية ومن أهمها رئاسة تحرير عدد كبير من نشرات المهرجانات المسرحية (بالهيئة العامة لقصور الثقافة، وبالهيئة العربية للمسرح)، وكذلك الإشراف على مطبوعات عدد من المهرجانات المسرحية (كالمهرجان القومي للمسرح، مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي)، كما يحسب له أيضا فضل تأسيس جريدة «مسرحنا» التي تولى رئاسة تحرير خلال الفترة من عام 2007 (تاريخ تأسيسها) إلى عام 2016 (مدة تسع سنوات).
ويضم كتابه «نزهة في أرض المسرح» مجموعة من المقالات الني نشرها الكاتب بكل من صحيفتي «الحياة» اللندنية، و«الإندبندنت» وبعض الإصدارات الأخرى، ويحسب له في البداية مبادرته بإعادة صياغة بعض المقالات أو الفقرات حتى تتناسب مع طبيعة النشر في كتاب، وهي مبادرة تدل على مدى ذكائه ومهارته وحرصه على تقديم أعماله في أفضل صورة ممكنة، وتعد هذه السمة من سماته الشخصية المميزة والتي تفسر بلا شك أسباب تألقه وتميزه بجميع المجالات التي يخوضها وبالتحديد مجالات شعر العامية والصحافة وأخيرا النقد المسرحي.
وبصفة عامة تتميز جميع المقالات - برغم الرؤى العميقة والقضايا المهمة التي تقدمها - بأسلوبها البسيط الواضح وبسلاسة العبارات التي لا يكتنفها الغموض، كما تتميز باستخدامه لأسلوب الإيجاز وحسن توظيفه للغة التركيز والجمل التلغرافية القصيرة، معتمدا على مهاراته وخبراته كشاعر وأيضا كصحفي في اتقانه الكتابة باللغة الثالثة (لغة الصحف التي تستخدم أبسط كلمات الفصحى وأرقى مصطلحات العامية، والتي إذا قرأت بالتشكيل تكون لغة عربية صحيحة تماما).
ونظرا لأننا نعيش حاليا في عصر الصورة فإنه يحسب لمؤلف الكتاب أيضا حرصه الشديد على تضمين كتابه صورة لكل عرض توضح الديكور الأساسي وتضم بعض النجوم المشاركين فيه.
تضمن هذا الكتاب عدد 57 (سبعة وخمسين) مقالا نقديا تناول من خلالها عدد 57 عرضا قدمتها فرق متنوعة سواء على مستوى الإنتاج (محترفون/ هواة)، أو قدمت من خلال قوالب وأشكال مسرحية مختلفة (عروض كلاسيكية/ تجريبية/ غنائية)، كما تضمنت أيضا بعض العروض العربية التي قدمت من خلال بعض المهرجانات المسرحية.
ويطيب لي حصر وتوثيق أهم الفرق التي تناول عروضها بكتابه – حتى يسهل رصد مدى التنوع الإنتاجي الكبير - وهي كما يلي:
1- البيت الفني للمسرح: القومي (إضحك لما تموت، المعجنة)، الحديث (الحفلة التنكرية، حدث في بلاد السعادة، قواعد العشق الأربعون)، الكوميدي (العشق المسموع، سيلفي مع الموت)، مسرح الطليعة (الطوق والأسورة، السيرة الهلامية، حريم النار، ريسايكل، يوتيرن، يوم أن قتلوا الغناء)، مسرح الشباب (بيت الأشباح، أفراح القبة، البخيل)، الغد (الثامنة مساء، الحادثة، جنة هنا، شامان، شقة عم نجيب، ظل الحكايات)، فرقة الشمس (أوبرا بنت عربي)، الأسكندرية (الجلف)،
2- قطاع الفنون الشعبية (لحظة حب)،
3- دار الأوبرا المصرية: الرقص المسرحي الحديث (أخناتون)، فرسان الشرق للتراث (إيزيس)، 4- مركز الهناجر للفنون (ديجافو، كارمن، مسافر ليل)، مركز الإبداع (سلم نفسك، سينما مصر)،
5- هيئة قصور الثقافة: فرقة السامر (من 15 سنة)، الأقصر القومية (الولايا)، كفر الشيخ – (الإنسان الطيب)، قصر ثقافة بورسعيد (الخواجة لامبو)، نادي مسرح الفيوم (السفير)، المركز الثقافي بمدينة طنطا (العمى)، المركز الثقافي بالجيزة (جريمة في جزيرة الماعز)،
6- فرق الهواة: فرقة أتيليه المسرح (تلك الليلة)، جامعة عين شمس (سوبيبور)، فرق مستقلة (ليلة، ماما، مفتاح شهرة)
وذلك بالإضافة إلى تضمين كتابه أيضا لبعض العروض التي شاركت بالمهرجانات ومن بينها:
مهرجان «القاهرة الدولي للمسرح التجريبي – طلبة فنون مسرحية (الوردة والتاج)، الشراكة بين المسرحيين العرب (انتحار معلن)، مهرجان «مسرح بلا إنتاج» بالأسكندرية (أربعة رجال مقنعون، العرض التونسي أو لا تكون)، مهرجان نقابة المهن التمثيلية (الدفع مؤجل/ الإيجار)، مهرجان المعهد العالي للفنون المسرحية (العذراء والموت، ملحمة السويس)، مهرجان المسرح العربي – الدورة العاشرة (العرض اللبناني: حرب طروادة، العرض السعودي: تشابك، العرض الإماراتي: غصة عبور)، مهرجان «مواسم نجوم المسرح الجامعي - مركز الإبداع (توم وجيري)، ملتقى القاهرة الدولي للمسرح الجامعي – جامعة الطائف بالسعودية (نعش).
ويحسب للمؤلف توفيقه في توثيق كل عرض بتسجيل بياناته الأساسية (اسم الفرقة/ المؤلف/ المخرج/ تاريخ العرض) وبالتالي فقد تناول بالنقد نصوص/ عروض عدد كبير من المؤلفين العالميين والعربي والمصريين ومن بينهم على سبيل المثال:
المؤلفون العالميون: موليير (البخيل)، وليم شكسبير/ الحسن محمد (هاملت/ السيرة الهلامية)، أنطون تشيكوف (الجلف)، برتولد بريخت (الإنسان الطيب)، البرتو مورافيا (الحفلة التنكرية)، سي إس فورستر/ سحر الدنجاوي (الدفع مؤجل/ الإيجار)، سلافومير مروجيك (السفير)، أربيل دروفمان (العذراء والموت)، جوزيه ساراماجو/ أحمد عصام (العمى)، سي إس فورستر/ ياسر أبو العينين (الوردة والتاج)، إدوارد إلبي (قصة حديقة الحيوانات)، أوجو بتي/ محمد متولي (جريمة في جزيرة الماعز)، جارسيا لوركا/ شاذلي فرح (بيت برنارد ألبا/ حريم النار)، أوليفيه شاشياري/ أحمد فؤاد (ديجافو)، إليف شافاق/ رشا عبد المنعم (قواعد العشق الأربعون)، بروسبير ميرميه/ هنري ميلهاك ولودفيك هاليفاي (كارمن)، ثورنتون وايلدر/ سامح عثمان (يوتيرن)، باسكال رامبرت (نهاية الحب)، وفي محاولة لتعظيم الفائدة وتقديم المزيد من المعلومات حرص على ذكر جنسية بعض المؤلفين ومن بينهم على سبيل المثال: الإيطاليان/ البرتو مورافيا، أوجو بتي، الهولندي/ سلافومير مروجيك، البولندي/ جيرزي جروتوفسكي، البرتغالي/ جوزيه ساراماجو، التشيلي/ أربيل دروفمان، الأسباني/ جارسيا لوركا، السويسري/ أوليفيه شاشياري، التركية/ إليف شافاق، الروائي الفرنسي/ بروسبير ميرميه، المسرحي الفرنسي/ باسكال رامبرت، الكاتبان الأمريكيان/ ثورنتون وايلدر، إدوارد إلبي، بالإضافة إلى تعريفه بثلاث كتاب بريطانيون هم: جي بي بريستلي، سي إس فورستر، جون فاولز.
المؤلفون العرب: كذلك تضمنت قائمة المؤلفين نخبة من الكتاب العرب الذين يمثلون أكثر من جيل (سواء كانوا مؤلفين أو تم إعداد مسرحيات عن أعمال لهم) ومن بينهم المبدعين: صلاح عبد الصبور (مسافر ليل)، نجيب محفوظ/ يوسف المنصور (أفراح القبة)، يحيى الطاهر عبد الله/ سامح مهران (الطوق والأسورة)، عبد الرحمن الأبنودي/ محمد أمين (الخواجة لامبو)، لينين الرملي (إضحك لما تموت، الحادثة)، إبراهيم الحسيني (ظل الحكايات)، وليد يوسف (حدث في بلاد السعادة)، سعيد سليمان (شامان)، محمود جمال (بيت الأشباح، يوم أن قتلوا الغناء)، صفاء البيلي (جنة هنا)، إبراهيم موريس (ليلة)، سامح مهران (المعجنة، شقة عم نجيب)، محمد الصواف (لحظة حب)، إبراهيم الرفاعي (من 15 سنة)، أحمد العطار (ماما)، دعاء حمزة (مفتاح شهرة)، أسامة البنا (الولايا)، محمد عبد الخالق (تلك الليلة)، محمد زكي (سوبيبور، ملحمة السويس)، ياسمين فراج (الثامنة مساء، (أوبرا بنت عربي)، أحمد عماد (أربعة رجال مقنعون)، نشوى مصطفى (سيلفي مع الموت)،
وكذلك بعض الكتاب العرب وهم: اللبنانيان/ جورج شحادة (مهاجر برسبان)، روجيه عساف (حرب طروادة)، الكتاب السعوديون/ فهد الحارثي (تشابك)، سامي الجمعان (انتحار معلن)، إبراهيم الحارثي (نعش)، الكاتب التونسي/ بوكثير دومة، الكاتبة الكويتية (غصة عبور).
ويمكن للباحث المتخصص أيضا من خلال متابعته ودراسته لمجموعة المقالات التي يتضمنها هذا الكتاب أن يقوم برصد وتوثيق إبداعات عدد من االمخرجين الذين يمثلون أكثر من جيل ومن بينهم: عصام السيد (إضحك لما تموت)، ناصر عبد المنعم (الطوق والأسورة)، هشام جمعة (الحفلة التنكرية)، خالد جلال (سلم نفسك، سينما مصر)، جلال عثمان (شقة عم نجيب)، ياسر صادق (لحظة حب)، وليد عوني (أخناتون ..غبار النور)، كريمة بدير (إيزيس)، سعيد سليمان (شامان)، محمد الصغير (السيرة الهلامية، ريسايكل)، محمد علام (العشق المسموع، سيلفي مع الموت)، أحمد رجب (المعجنة)، عادل حسان (قواعد العشق الأربعون)، مازن الغرباوي (انتحار معلن، حدث في بلاد السعادة)، تامر كرم (يوم أن قتلوا الغناء)، هشام علي (الثامنة مساء، أوبرا بنت عربي)، هاني عفيفي (ليلة)، محمود جمال (بيت الأشباح)، ريم حجاب (كارمن)، دعاء حمزة (مفتاح شهرة)، محمد مكي (الجلف، حريم النار)، يوسف المنصور (أفراح القبة)، السعيد منسي (الإنسان الطيب، العمى، يوتيرن)، عادل بركات (ظل الحكايات)، أحمد فؤاد صدقي (مسافر ليل)، خالد حسونة (البخيل)، أحمد فؤاد (ديجافو)، عمرو حسان (الحادثة، من 15 سنة)، محمد زكي (سوبيبور، ملحمة السويس)، محمد صابر (جنة هنا)، محمد الطايع (جريمة في جزيرة الماعز)، محمد عبد الخالق (تلك الليلة)، أحمد السلاموني (السفير)، أحمد العطار (ماما)، أشرف النوبي (الولايا)، سماء إبراهيم (العذراء والموت)، إبراهيم أشرف (الوردة والتاج)، كريم البسطي (الإيجار/ الدفع مؤجل)، شريف رجب (قصة حديقة الحيوانات)، أحمد عماد (أربعة رجال مقنعون)، وذلك بالإضافة إلى نخبة من المخرجين العرب ومن بينهم: المخرج اللبناني/ روجيه عساف (حرب طروادة)، المخرج التونسي/ لأنور الشعاني (أو لا تكون)، المخرجان السعوديان/ أحمد الأحمري (تشابك)، مسعد الزهراني (نعش)، المخرج الإماراتي/ محمد العامري، والمخرج الفرنسي/ باسكال رامبرت (نهاية الحب).
وكم كنت أتمنى لتعظيم الفائدة من هذا الكتاب المهم أن يتضمن في نهايته أكثر من كشاف (بعض الملاحق) يسجل بأحدهم أسماء جميع المؤلفين الذين تم تناول نصوصهم، وبآخر أسماء جميع المخرجين الذين قاموا بإخراج تلك العروض، وأيضا بأسماء جميع الفرق (مرتبة أبجديا)، كذلك كنت أتمنى عدم تجميع تلك المقالات المهمة كما جاءت بالكتاب بصورة عشوائية، بل كنت أفضل تصنيفها موضوعيا طبقا للموضوعات والقضايا التي طرحت من خلال تلك العروض، أو طبقا لطبيعة الإنتاج ونوعية الفرق المختلفة، أو على الأقل تصنيفها تاريخيا طبقا لتاريخ الكتابة والنشر.
هذا وتقتضي الحقيقة والموضوعية أن أعلن طبقا لتوجهاتي الفكرية وممارساتي المسرحية وخاصة بمجالي النقد والتأريخ المسرحي عن اختلافي - بالرغم من إعجابي الشديد بهذا الكتاب - مع أسلوب كاتبه في بعض النقاط الجوهرية ولعل من أهمها:
- تعبيره عن مشاهدته للعروض وتناولها بالنقد بأنها «نزهة في أرض المسرح» (وهو التعبير الذي اتخذه عنوانا للكتاب)، وأرى أن تلك المشاهدات قد تصبح بالفعل نزهة في بعض الأحيان، ولكنها قد تصبح أيضا في كثير من الأحيان مهمة شاقة جدا تختفي منها كل متعة، خاصة عند الاضطرار لمشاهدة بعض عروض المسرح المميت. وإذا كان من المفترض أن تحقق مشاهدة العروض المتعة كما تحققها النزهة لكنها على أرض الواقع وفي أحيان كثيرة قد تسبب لكل من الناقد والمشاهد عذابا وألاما لا تحتمل. وأرى في هذا الصدد أن العرض المسرحي من المفترض أن يجمع بالضرورة بين تحقيق كل من المتعة السمعية والبصرية سواء لكل من المشاهد أو الناقد وأيضا تقديم خطاب درامي جاد في نفس الوقت، كما أرى أيضا ضرورة أن يجمع عمل الناقد بين كل من متعة المشاهدة وأيضا مشقة الرصد والتحليل الفني وتقديم رؤية نقدية يستفيد بها كل من المبدع والمتلقي.
لقد صرح الكاتب بصورة تقريرية – في مقدمة الكتاب - أنه قد تناول بالنقد فقط تلك العروض التي أحبها، وطبقا لتعبيره: «وصفت لك هنا أجمل ما شاهدت من عروض أثناء النزهة في أرض المسرح .. فأنا في الغالب لا أكتب عن عرض لم أحبه، أغلب ما كتبته كان عن عروض أحببتها وأحب أن تحبها معي»، وهنا قد أختلف معه بشدة فمهمة الناقد لا تنحصر في الكتابة عن ما يحبه من عروض فقط، قد يكون ذلك مقبولا بالنسبة لموثقي ومؤلفي الكتبة التذكارية والتوثيقية الخاصة ببعض المكرمين، أو للباحثين للحصول على شهادات علمية (كالماجستير والدكتوراه)، ولكن على العكس تماما يجب على الناقد أن يقوم بإلقاء الضوء على أوجه القصور والضعف، وأن يقوم بتوجيه المقصرين وإرشادهم، وكذلك إرشاد الجمهور إلى كيفية قراءة العرض، خاصة عند تناوله النقدي لتلك العروض التجارية المبتذلة والمسفة والتي بالرغم من ذلك قد تلقى إقبالا جماهيريا كبيرا كالعروض التي تقدمها بعض القنوات الفضائية التي أساءت كثيرا للمسرح والفنانين العاملين به.
ويجب التنويه إلى أن أهمية هذا الكتاب تتضاعف من خلال تلك الصورة المتكاملة التي يقدمها عن المسرح المصري السنوات الخمسة (2017 -2021)، وذلك بما يتضمنه من معلومات مهمة يمكن توظيفها بالأبحاث والدراسات، وبإثارته لكثير من القضايا الفنية والمسرحية ولعل من أهمها: فكرة نوادي المسرح وأهميتها، مهرجان نقابة المهن التمثيلية، ورشة ابدأ حلمك التي نظمها مسرح الشباب، مهرجانات المسرح الجامعي (المهرجان لختامي، المهرجان الذاتي)، طبيعة مهرجان بلا إنتاج الذي تنظمه مجموعة «كريشين» بالتعاون مع مكتبة الأسكندرية وهيئة قصور الثقافة، التعريف بمنهج «المسرح الفقير» الذي أسسه البولندي/ جيرزي جروتوفسكي، قضية صعوبة إعداد نص مسرحي اعتمادا على رواية، كيفية مواجهة جائحة كرونا بتقديم العروض في فضاءات مكشوفة، مسرحيات ما بعد الحرب العالمية الثانية، وذلك بالإضافة إلى قضية إعداد بعض النصوص المسرحية عن بعض الأعمال الأدبية الأخرى كالروايات (أفراح القبة، الطوق والأسورة، العمي، الدفع المؤجل) أو القصائد (الخواجة لامبو) أثار الكاتب قضية أخرى هامة وهي إعادة الكتابة (الكتابة فوق الكتابة): حريم النار لشاذلي فرح عن بيت برنارد ألبا لجارسيا لوركا، السيرة الهلامية لمحمد حسن عن هاملت لوليم شكسبير، الحادثة للينين الرملي عن نص جامع الفراشات لجون فاولز، الولايا لأسامة البنا عن بيت من لحم ليوسف إدريس، أو لا تكون التونسي/ بوكثير دومة عن أربعة نصوص لوليم شكسبير.
وأخيرا أرى أن هذا الكتاب قد نجح - وبصورة غير مباشرة – في الإشارة إلى بعض الظواهر المسرحية التي تفاقمت خلال السنوات الأخيرة وقام برصدها ومن أوضحها على سبيل المثال:
- ظاهرة الأسماء الأجنبية للعروض المصرية ومن بينها كأمثلة فقط: ريسايكل، يوتيرن (الطليعة)، سيلفي مع الموت (الكوميدي)، ديجافو (مركز الهناجر)، سوبيبور (جامعة عين شمس).
- ظاهرة المؤلف/ المخرج: وذلك سواء كان الهدف مجرد الحصول على أكثر من أجر أو لتحقيق رؤية فنية ومثال لذلك: سعيد سليمان (شامان)، محمود جمال (بيت الأشباح)، دعاء حمزة (مفتاح شهرة)، محمد عبد الخالق (تلك الليلة)، أحمد العطار (ماما)، محمد زكي (سوبيبور، ملحمة السويس)، أحمد عماد (أربعة رجال مقنعون)، وأيضا كل من المخرج اللبناني/ روجيه عساف (حرب طروادة)، والمخرج الفرنسي/ باسكال رامبرت (نهاية الحب)، وذلك بخلاف إصرار عدد من المخرجين على القيام بإعداد النص أو العمل كدراماتورج، سواء كان ذلك لضرورة فنية أو لمجرد زيادة قيمة التعاقد!!
- ظاهرة التأليف الجماعي أو نتاج ورشة تدريب: ومن أوضح الأمثلة على ذلك عروض المخرجين: خالد جلال (سلم نفسك، سينما مصر)، محمد الصغير (ريسايكل).