«الاشتغال على التراث الشعبي والطابع الفولكلوري»

«الاشتغال على التراث الشعبي والطابع الفولكلوري»

العدد 782 صدر بتاريخ 22أغسطس2022

 تحت رعاية رئيس أكاديمية الفنون الأستاذة الدكتورة «غادة جبارة» ونائب رئيس الأكاديمية الأستاذ الدكتور «هشام جمال» وبإشراف الأستاذ الدكتور «مصطفى جاد» عميد المعهد العالي للفنون الشعبية، أقيم مهرجان «فنون الأداء» في دورته الثانية التي تحمل اسم الراحل المخرج «عبدالرحمن الشافعي» واستمر من الأحد 7 أغسطس الماضي وحتى الثلاثاء 16 من الشهر نفسه.
تكونت لجنة تحكيم المهرجان من: المخرج السينمائي «أشرف فايق»، والموسيقار «هاني شنودة»، والدكتور «مصطفى سليم»، والدكتورة «رانيا يحيي»، والمخرج «محمد الصغير»، والمخرج ومصمم الديكور الدكتور محمود صدقي. 
وكانت لجنة مشاهدة واختيار العروض قد ضمت الناقد «محمد الروبي»  والدكتورة «أميرة الشوادفي»، والمعيد «فادي نشأت» بالمعهد العالي للفنون المسرحية، والمدرس المساعد والفنان «أسامة فوزي».
شارك في المهرجان خمسة عروض مسرحية وهي: «استغماية» إخراج حسن علي، و«بدارة» إخراج عبد الله طيرة، و«لحم وخشب» إخراج محمد مصطفى، و«سمعون» إخراج علي كمال. 
وفيما يلي نحاول تقديم صورة عن المهرجان من خلال رؤية بعض المسئولين عنه، وكذلك بعض أعضاء لجان المشاهدة، ومن خلال حديث المخرجين عن عروضهم التي شاركت فيه. 
الدكتور مصطفى جاد عميد المعهد العالي للفنون الشعبية قال: تقوم فكرة المهرجان على أن يقدم طلبة المعهد العالي للفنون الشعبية  ما يدرسونه من التراث الشعبي، في البيئات الثقافية المختلفة، وبدورهم يحاولون أخذ العناصر الشعبية التي درسوها ويقدمون منها أفكارا على خشبة المسرح، ومن هنا جاءت فكرة «فنون الأداء» لأن فيها المسرح والموسيقى ورقص وعادات وتقاليد وفنون أدبية وفنون تشكيل شعبي وحركة، أي كل ما يرتبط بالتراث الشعبي من فنون، وهو ما يحققه طلاب المعهد العالي للفنون الشعبية في هذا المهرجان من خلال العروض المختلفة، لذلك فإن كل طلاب المعهد بمختلف أقسامه يشتركون في هذا المحفل الذي نحتفل في دورته الثانية باسم الفنان القدير الراحل عبد الرحمن الشافعي.
وعن سبب تسمية المهرجان بهذا الاسم قال: سمي المهرجان بفنون الأداء لأنه يحاكي ما يتم من طقوس شعبية في الواقع، ومن عادات وتقاليد واحتفالات ومن فنون خاصة بالأراجوز أو ما يرتبط بالأزياء، أي كل ما يوضع في العرض المسرحي من العناصر الشعبية في بالبيئات المختلفة والتي نراها على المسرح.
وأشار جاد  إلى أن المعهد العالي للفنون الشعبية يضم عدة أقسام منها قسم فنون الأداء الشعبي، الذي يتم فيه دراسة جميع الأداءات الشعبية المتاحة في المجتمع من أغاني خاصة بالزفاف مثلا، وأغاني السبوع والأغاني المرتبطة بالاحتفالات الشعبية، والآلات الموسيقية الشعبية مثل الربابة والأرغول والسمسمية والدفوف بأشكالها المختلفة، والأراجوز وخيال الظل والدمى والعرائس الشعبية، والرقص مثل التحطيب وما يرتبط به من فنون وحركات وأزياء.. الخ، وهو ما يختص به «فنون الأداء»، وجميعه يتم في الأقسام الأخرى بالمعهد مثل العادات والتقاليد والمعتقدات الشعبية والأدب الشعبي وفنون التشكيل الشعبي والحرفية وتوثق كل هذه الفنون في القسم الخاص بمناهج الفولكلور والتقنيات الحديثة.
وأوضح الدكتور مصطفى جاد أنه تم الاستعانة في المهرجان بلجان تحكيم ولجان مشاهدة من كبار الأساتذة والفنانين، وأضاف أن المهرجان يقوم على التنافس بين الطلاب، حيث من الممكن أن  تشارك العروض الفائزة في مهرجانات على مستوى الدولة وخارجها، وهو ما يحقق للطلاب تقديم إبداعاتهم بالمعهد إلى جانب دراستهم للتراث الشعبي وتمثيلهم على المستوى الوطني والعربي.
وعن الجوائز أضاف د. مصطفى جاد: يتم تقديم شهادات وجوائز على المستوى الأدبي، وأخرى على المستوى المادي وفقا لميزانية تحددها الأكاديمية، ووجه جاد الشكر للدكتورة «غادة جبارة» لما قدمته من دعم ومساندة للمهرجان في دورته الثانية. وقال: الأهم هنا أنه نشاط طلابي أكثر منه مؤسسي، والطلاب هم الأبطال في كل ما يقدم، فهم يدرسون التراث الشعبي بأقسامه المختلفة، وفي الوقت نفسه لديهم مهارات إبداعية في الأداء الموسيقي والتمثيلي والحركي وفنون الحكي والتشكيل، فالمعهد مطبخ كبير لتفريخ المواهب من خلال مفهوم الإبداع الشعبي الذي يقوم عليه تدريس المواد بالمعهد العالي للفنون الشعبية.

توصيات الدورة الأولى 
فيما قالت الدكتورة سمر سعيد وكيل المعهد ورائد اتحاد الطلاب: كانت أهم توصيات لجنة التحكيم في الدورة الأولى أن يعمل الطلاب والمخرجين على العروض الخاصة بعناصر فنون الأداء الشعبي، التي من شأنها تمييز المهرجان عن غيره من مهرجانات الأكاديمية. وأشارت سعيد إلى أن المهرجان توقف لمدة عامين نظرا لظروف الكورونا، وكان من أهم أهداف هذه الدورة هي تنفيذ توصيات الدورة الأولى، التي كان من أهمها أن يكون الطابع الفولكلوري هو السائد في  العروض المسرحية المقدمة للمهرجان، وبالفعل تم الإعلان عن الدورة وأهدافها، وبدأ الطلاب في عمل عروضهم. 

استثمار الطاقات الإبداعية
وقالت الدكتورة «ولاء محمد محمود» رئيس اللجنة الفنية للمهرجان: إن فنون الأداء هو مهرجان لطلاب المعهد، الهدف منه استثمار الطاقات الابداعية وإخراج القدرات والإمكانيات الفنية لديهم، ويقيمه اتحاد طلاب المعهد وبالأخص اللجنة الفنية، وأشارت إلى أن المهرجان يحمل في دورته الثانية اسم الراحل المخرج عبدالرحمن الشافعي، وكانت الدورة الأولى تحمل اسم الدكتور «عصمت يحيى» .
فيما قالت الدكتورة «أميرة الشوادفي» عضو لجنة المشاهدة: هذا المهرجان خاص بالمعهد العالي للفنون الشعبية، وهذه هي الدورة الثانية له، وكانت الدورة الأولى قد أقيمت في عهد الدكتور أشرف زكي، وترجع فكرة المهرجان لمؤسسها الطالب عبدالله طيرة، وهو نشاط يقدمه المعهد لخدمة الطلبة ويعد بمثابة الجانب العملي لدراستهم. أضافت: نعمل بلجنة المشاهدة منذ عدة شهور، وكان أهم ما يهمنا في العروض المقدمة هو  توفر عنصر التراث الشعبي والحفاظ عليه، لذلك فإن العروض التي اختيرت هي أكثر العروض احتواء على فنون الفرجة مثل الأراجوز، وبها تيمات من التراث والمسرح الشعبي. أوضحت أن  شعبة المسرح الشعبي بالمعهد واحدة ضمن ثلاث شعب في قسم فنون الأداء، حيث يوجد شعبة مسرح شعبي وموسيقى شعبية وشعبة الرقص الشعبي. وقالت إن شعبة المسرح الشعبي بها جزء نظري والجزء العملي هو المهرجان، لذلك يعد المهرجان فرصة جيدة للطلاب، يخرج الطالب منه بعمل فني متكامل قد يشارك في أي من المهرجانات القومية، ويتم تقييم هؤلاء الطلبة من واقع تجربتهم كطلاب درسوا الجزء النظري ويحاولون التطبيق عليه، وهو ما يعد فرصة جيدة لهم.
 تابعت: وقد قدم الطلاب عروضهم بروح من المنافسة والمثابرة والجهد المتواصل للحفاظ على الشكل المسرحي الشعبي ولتقديم تجارب نوعية من فنون الأداء الشعبي، وأتمنى لجميع الطلاب أن ينالوا ما يتمنوا فجميعهم يستحقون الفوز .

أيديولوجية المعهد 
فيما قال «أسامة فوزي» عضو لجنة مشاهدة واختيار العروض والمدرس المساعد بالمعهد العالي للفنون المسرحية: تلخصت محاور الاختيار الأساسية في نقاط هامة من أهمها: أيدولوجية المعهد وما يدرس فيه من فن شعبي، بما يحتويه من موروث مليء بالسير والألعاب والحيل والطقوس الشعبية والحكي وغير ذلك من الفن الأصيل، بهدف المحافظة على التراث والهوية، ومن هذا المحور الأساسي للاختيار استكملنا باقي العناصر ومنها: ملاءمة العرض للطلبة المشاركين وكذلك للبيئة الزمانية والمكانية التي يقدم فيها، وأيضا البعد عن كل ما هو غير أصيل في ثقافتنا الشعبية، كذلك مناقشة القائمين على العمل المسرحي بكافة عناصره للوصول لمعرفة إدراكهم لما يقدمون، وإعطاء بعض الملاحظات الاسترشادية من وجهة نظر علمية لاستكمال عناصر العرض وهي غير ملزمة للقائمين على العمل، وتم ذلك من خلال مشاهدات عديدة على مدار أربعة أشهر أو يزيد حتى تم الاستقرار على العروض المشاركة. 
 وأضاف فوزي: فكرة المهرجان تدفع المشاهدين للرجوع لمشاهدة الفن الشعبي الذى لم يعد حاضرا بشكل كبير في الفترات السابقة،  كما أن المهرجان يعطي كثير من الطاقات الطلابية الفرصة للتعبير عن أنفسهم  في كافة المجالات الفنية تحت عباءة الموروث، وأعتقد أن المهرجان سيفرز طاقات تفيد الأكاديمية بشكل خاص والساحة الفنية بوجه عام. وأتمنى الاستمرار تحت قيادة عميد المعهد أ. د مصطفى جاد، ووكيل المعهد ونقطة الانطلاق الدائم أ. د. سمر سعيد، واتحاد طلاب واعى، ورعاية رئيس الأكاديمية الأستاذة الدكتورة غادة جبارة. وأخيرا أتمنى أن تقدم كل المعاهد المتخصصة بالأكاديمية لمهرجانات ليصبح كل معهد منارة من منارات الأكاديمية .

العروض  التي تحمل سماتنا  
وعن أهداف المهرجان قال «شهاب خالد» مدير المهرجان  والطالب بالمعهد العالي للفنون الشعبية شعبة المسرح الشعبي: المهرجان يهدف إلى حفظ الهوية من خلال تقديم العروض المصرية التي تتضمن الفولكلور المصري، وهذه الدورة تضم عروض المونودراما والديودراما والتريودراما بجانب العروض المسرحية الجماعية التي تضم أكثر من ثلاثة ممثلين، ونسعى جاهدين لتوفير الدعم لجميع المشاركين تحت رعاية أ. د غادة جبارة رئيس أكاديمية الفنون، وأ. د هشام جمال نائب رئيس أكاديمية وتحت إشراف أ. د مصطفى جاد عميد المعهد العالي للفنون الشعبية وأ. د سمر سعيد وكيل المعهد ورائد الاتحاد أ. د ولاء محمد رائد اللجنة الفنية، فهم دائما مصدر الدعم والثقة لنا، ونسعى كطلبة دائماً لأن نكون على قدر الثقة.
وعن تنظيم المهرجان أوضح شهاب: المهرجان مقسم إلى عدة لجان للإشراف وهم: «يارا الروبي» نائب مدير المهرجان، «ريم محمد مختار» مسؤول لجنة التنظيم، «بدر عادل» مسؤول لجنة العلاقات العامة، «حنين ناجى» مسؤول اللجنة المالية، «محمد مصطفى» مسؤول لجنة الدعاية والإعلان فو قد تم تعينهم من قبل مدير المهرجان لتقسم المهام بينهم، وهؤلاء من أهم أسباب نجاح المهرجان. 
أضاف شهاب: عدد العروض التي تقدمت للمشاركة تقارب 20 عرضا لعشرين  طالبا يمتلكون موهبة الإخراج المسرحي، وقد تم تصعيد العروض التي تحمل السمات التي تخص تراثنا المصري وهم 7 وبعد العرض أمام لجنة المشاهدة تم تصعيد 5 عروض للمشاركة في المهرجان. 
وقال «محمد الحوفي» رئيس اتحاد الطلاب بالمعهد العالي للفنون الشعبية: مهرجان فنون الأداء من أهم الأنشطة التي أسسناها في  المعهد عام 2019، وكانت بداية فكرته من طلبة المعهد، وكان هدفنا مواصلة  رسالة التعبير عن الهوية المصرية وتقديم الفولكلور بكل أشكاله عن طريق المسرح لأن هذا هو مجال دراستنا، وأن يصل للمجتمع الخارجي الصورة الصحيحة عن المعهد عن طريق الأنشطة الخاصة به،  وبالفعل قدمنا الدورة الأولى وكنت مديرا للمهرجان وقتها وكانت دورة ناجحة جدا بشهادة الجميع .
وأشار الحوفي إلى أن فكرة المهرجان تختلف تماما عن أي مهرجان أخر؛ لأن جميع العروض كان يجب أن تحمل الطابع الفولكلوري، وأن تعبر عن تراثنا وهويتنا المصرية، فهناك الحكواتي والأراجوز والرقص الشعبي، تلك العروض التي تلمس ذكرياتك وعاداتك من الداخل، والمهرجان يمثل للطلبة نشاطا مهما جدا يفرغون فيه الطاقات الإبداعية ويوصلون  من خلاله رسائلهم الفنية والإبداعية، وعن توقعاته لاستمرارية  المهرجان قال: أتوقع للمهرجان الانفتاح بشكل كبير على العالم، وتقديم عروض مسرحية دولية داخل المهرجان تعبر عن تراث وهوية شعوب أخرى .

أفكار جديدة لتطوير المشروع 
عبد الله طيرة مخرج عرض بدارة وصاحب فكرة المهرجان حدثنا قائلا: جاءتني فكرة المهرجان منذ دخولي المعهد عام 2016، ولم يكن في قسم المسرح سوى  7 أفراد، وبوصفي مؤلفا ومخرجا فقد كان من ضمن تمنياتي تنشيط المعهد وتقديم  الفولكلور المصري والتراث، فأسست أول فرقة تم تشكيلها من كل الأقسام وهو اول فريق مسرح شعبي بالمعهد، وقدمنا مسرحية وأخذت جوائز فكانت البداية التي شجعتنا لتشكيل عدة فرق أخرى، وعندما ازداد عدد الطلاب في المعهد فكرت في  إنشاء مهرجان فنون الاداء، بحيث يجمع المسرح الشعبي والفولكلور المصري والتراث، وكنت وقتها رئيسا لاتحاد الطلاب بالمعهد وعرضت الفكرة على الدكتور عصمت يحيي وتمت الدورة الأولى باسمه، وكانت  الفكرة قد أعجبت الدكتور أشرف زكي وكان وقتها رئيسا للأكاديمية ووافق عليها وأشرف على تنفيذ المهرجان وقدم الميزانية. 
وختم طيرة:  لدي أفكار جديدة لتطوير المشروع وقريبا سنعقد اجتماعا مع د. غادة جبارة ود. سمر سعيد وكيل المعهد ورائد الاتحاد لعرض الفكرة.
وتحدث طيرة عن عرض بدارة قائلا: العرض من تأليفي وإخراجي وأشعاري، وهو من المسرح الشعبي، المدرسة الذهنية، التي تتحدث عن السيرة وآلة الربابة، وتستند إلى التراث من الحكايات أو السير الشعبية، وأخرجها بشكل جديد وأتناول من خلالها قضية اجتماعية عن حقوق المرأة وشخصية بدارة في المجتمع الصعيدي.

«الجبانة» وفكرة الانتحار
 وقال عبد الرحمن طارق معد ومخرج عرض « الجبانة»: تدور فكرة العرض حول انتحار أحد الأشخاص، ولكنه لا يدرك أنه توفى  ففي اعتقاده أنه لازال على قيد الحياة، وأنه جاء لتلك المقبرة ليموت في مكان لا يراه فيه أحد، فتظهر له شخصيات من القبر، منها الخيرة  والسيئة والمريضة وغيرها، فيستمع لكل هؤلاء، وتدور الأحداث حتى يصل للنهاية واكتشافه الحقيقة.
وأوضح طارق إن سبب اختياره للنص هو فكرة الانتحار التي سمع عنها كثيرا في الفترات السابقة. وتمنى أن يتم إلقاء الضوء على المهرجان بصورة إعلامية أكبر .
وعن عرضه «سمعون» قال الطالب علي كمال مخرج العرض:  «سمعون» يسلط الضوء على الكثير من المشاكل والصراعات التي تدور بيننا وبين أنفسنا ولا يراها الآخرون، ومن الممكن أن يكون سببها ذاكرة تحمل معها الكثير من الخوف أو عدم الثقة في النفس، فالخوف من أنفسنا وعدم الثقة يخلق انعكاسات خطيرة في حياتنا اليومية، وقد تم اختياره لسبب هام وهو أنه أول عرض يتحدث عن الفنان الذي خلف الستار، غير المرئي، بينما عمله الفني هو ما نراه، فالكل يرى العمل ولكنهم لا يعرفون من وراءه، عرض سمعون يعرض المشاكل المخفية بشكل شفاف. 

«لحم وخشب» صراع بين القلب والعقل
وعن فكرة عرض «لحم وخشب» قال المخرج محمد مصطفى:  تدور فكرة العرض حول صراع بين القلب الصافي والعقل المغيب، وحول الفن الشعبي في زمن الفن الرخيص، ويوجد لدينا سؤالان: ماذا لو تحولت العروسة إلى  إنسان بسبب فعل أدمي؟، وماذا لو تحول الإنسان إلى دمية من خشب بسبب أفعاله؟.
وتدور الأحداث حول حودة شَكل الذي يعيش في مخزن عرائس، وقد توفي عم شكل وترك حودة صغيرا في المخزن وترك له كنزا من الفن الشعبي، ولكن حودة يعيش في عصر لا يناسب هذا الكنز فماذا سيفعل؟.. وهذا ما تنبئنا به الأحداث.
وأضاف: هذا النص من تأليفي، عندما قرأت شروط مهرجان فنون الأداء وهي الاستعانة بالفولكلور بحثت في نصوص كثيرة، فجاءني صديقي زيان عبد الوارث وهو بطل العرض وقال لي فكرة مخزن العرائس، فأعجبتني الفكرة. وكان السؤال الذي يدور في عقلي دائما: ما الذى أخرجه من المخزن؟ وبالنسبة للرؤية الإخراجية والفكرة الأساسية فيمكن تلخيصها في جملة من أشعار صديقي الفنان أحمد عبد الباسط (دي عروسة والعقول هي اللي حطه لها الخطوط، وفيه عروسة بالحبال إن جيت تخالفها تموت، كلنا عرايس خشب بس علي حسب القيود. 

«استغماية» حول تغير السلوك الاجتماعي 
 وقال «حسن علي» مخرج عرض «استغماية:» هذه هي المرة الأولى لي في الإخراج، وفكرة العرض تدور حول تغير السلوك الاجتماعي في العالم أجمع وليس للمجتمع المصري فقط، وكرؤية إخراجية لإيصال الهدف من العرض، فلم أحدد مكان حدوث العرض ولم أحدد أسماء الشخصيات،، فكل ما كان يهمني أنه أيا ما كان يحدث في العالم  فإنه لا يستدعي الوقوف ضد بعضنا البعض، وتدور أحداث العرض حول أسرة مكونة من أب وأم وطفلة وابن في كلية الطب، حياتهم مستقرة إلى أن يحدث هجوم الفيروس، فنشاهد كيف تغيرت حياتهم وسلوكهم، ويبدأ الصراع.
وأضاف: سبب اختياري هذا النص هو ما حدث أمامي في فترة كورونا، من تغيرات سيئة في سلوك كثير من الناس مما سبب الضيق لي، وبالصدفة كتب عوض إبراهيم عن تلك الفكرة وأعجبني النص جدا  فبدأت إخراجه.


سامية سيد