حلقة موؤوده في تاريخ المسرح العربي

حلقة موؤوده في تاريخ المسرح العربي

العدد 775 صدر بتاريخ 4يوليو2022

يعيد لنا هذا الكتاب، حلقة مؤوودة في تاريخ المسرح « الهيئة العربية للمسرح – 2016 – للمسرحي التونسي الكبير (د. محمد المديوني)  إكتشاف صفحة هامة  من صفحات تاريخ المسرح العربي – فقد عثر المسرحي الكبير في حفرياته التي لم يبحثها كثير من نقاد المسرح العربي من قبل على دراسة بعنوان « فن التمثيل»، تأليف [نجيب حبيقة]. 
وهو (مقال) في ست حلقات، نشر في مجلة «المشرق» – السنة الثانية – 1899 في بيروت، والذي يتناول جانبًا جديدًا وأساسيا في تاريخ هذا المسرح، ويرى: 
( أنه قد تبين أن مسألة «التأليف المسرحي» أو ما عبر عنه بـ (دراما تورجيا) أمر شغل النخبة العربية منذ نهاية القرن التاسع عشر فعالجوها معالجة خاصة على معرفة قائمتها ومستوعبة لأغلب منطلقاتها ومتشبعة بأهم ما شقها من إشكالات – وذلك على عكس ما قد يتبادر في أذهان من يطلع على البحوث التي أرخت لنشأة المسرح العربي ولمسارات تطوره سواء منها التي أنجزها المؤرخون والباحثون العرب أو غير العرب). 
لذا فقد وجد في نص «فن التمثيل» (لنجيب حبيقة) ما يؤكد أننا بمحضر ريادة ثانية تأتي بعد ريادة (مارون النقاش) – فقد توفرت في هذا النص كل سمات الريادة – رغم مظاهر جهل مؤرخي المسرح العربي بهذا النص، ورغم تجاهل عدد ممن استفادوا منه استفادة مباشرة وصريحة، ويسرد الكاتب تاريخ لقاءه بمقال/ نجيب حبيقة “فن التمثيل” 1889 في مجلة «المشرق» اللبنانية.
وفي إطار إعداد (د.المديوني)  لبحث أنجزه عام 1992 بعنوان «الحدث المسرحي في الثقافة العربية»، وكان شاغله مع طلبته أن يتفق على ما قامت على أساسها الممارسة العربية لهذا الفن – يتوقف عند كتابي كل من (د.محمد يوسف نجم) “المسرحية في الأدب العربي الحديث”  – 1847 – 1914، وكتاب (يعقوب لانداو) “دراسات في المسرح العربي والسينما” – 1958، وكذلك كتابات الباحثين العرب وغير العرب، وأن الباحثين انتصرا في ما كتبا على ذكر هذا المقال بشكل مقتضب إقتضاباً بدا له غير متناغم مع صيغة العنوان أي «فن المسرح»، ولم يلتفتا إليه ولم يمحصا في متنه مما دفعه الإطلاع  المباشر على المقال، وأنه لا يمكن إلا أن يكون مفيداً، وأدرك أنه (مقال) واحد في ست حلقات – لكن إكتشابه هذا قد صدمه لأن الباحثين قد وقعا في تقصير شديد تجاه هذه الدراسة، وأصيب أيضاً بصدمة معرفية تجلت في طبيعة هذا المقال (بنية ومضموناً وشواغل)، وأن هناك مشروعًا بدا له كامناً وراء هذا النص، وتبين له أهمية الخسارة الناجمة عن إهمال هذا المقال والجهل بما ورد فيه. وعدم تعويلهم على ما نجح (نجيب حبيقة) في استنباطه ونحته من ملفوظات – إلى أن جاء الباحث (السيد أبو النجا) وقدم دراسته بعنوان «بحث في مصطلحات المسرح» في ترجمتها إلى العربية العصرية، والذي صدر بنفس العنوان في الجزائر – 1973، فاهمل ما جاء في دراسته لمقال (نجيب حبيقة)، وكذلك تعالى الباحث (نبيل أبو مراد)، على هذه الدراسة في كتابه “المسرح اللبناني في القرن العشرين (تاريخ، قضايا) تجارب أعلام”، فقد ناقش (السيد عطية أبو النجا – 2002)، مسألة المصطلح المسرحي ونشأته في اللسان العربي، وقد عمل هذا الباحث على رصد أهم ما درج العرب على استعماله من المصطلحات المتعلقة بالمسرح وممارسته، أراده شاملاً، وعمداً إلى مقارنة مجموعة الألفاظ والتعابير التي أحصاها بما قام منها في اللسان الفرنسي على وجه الخصوص، وسعى بعد ذلك إلى تحليل المصطلحات تحليلاً حاول الوقوف فيه، أحياناً، على منطق قيامها في اللغة العربية على هذه الصورة أو تلك – مرجعاً في أغلب الأحيان، صيغة من بين الصيغ التي رصدها بإعتبارها الأقرب إلى التعبير عن دلالات المصطلح في لغته الأصلية – غير أننا لا نعثر ضمن هذه المدونة) على ذكر لمقال نجيب حبيقة – رغم أن مقال نجيب حبيقة «فن التمثيل» زاخر بالمصطلحات بصورة يبدو مما تجاهله مؤتوا تأثيراً في قيمة التاريخ التي توصل إليها صاحب هذه الأطروحة، والسبب الرئيسي في أن «عطية أبو النجا» في هذا النص قد اعتمد دون أدنى شك على تعويله تعويلاً تاماً على ما توصل إليه الباحثان (محمد يوسف نجم، وجاك لانداو)، ولقد استمر ذهول الباحثين العرب عن مقال (نجيب حبيقة)، أو دون عودة (حقيقية) إلى متن هذا المقال ولا أطلع عليه إطلاقاً فيما عدا (نبيل أبو مراد) في كتابه “المسرح اللبناني في القرن العشرين – تاريخ قضايا تجارب أعلام” 2002، وركز بشكل خاص على ما أسماه بـ (البطل السيء – الشرير)، ويدافع (المؤلف) عن مقال (فن التمثيل) الذي يسعي إلي أن تقوم صلة سوية بين اللغة العربية وأهلها وبين مقولات فن الشعر وامتداداتها لا في المستوى المعرفي فحسب، وإنما على صعيد الفعل المسرحي ذاته، خاصة وأن الشروط التي كانت غائبة في عهد الأسلاف قد أضحت حاضرة – بين الناطقين بهذا اللسان في العصر الذي كان يعيش فيه – لقد سعى (نجيب حبيقة) من وراء مقاله هذا إلى توفير ما أضحى العرب – حسب تقديره – في أشد الحاجة إليه في المرحلة التي بلغها المسرح بينهم. لقد كانوا في حاجة إلى ما عبر عنه ب (عمدة) المسرح بينهم، بأن يعول عليه في التأليف المسرحي، وإليها يحتكم عند تقويم نتاجات المسرحيين، ويرى أن (حبيقة) المؤلف كان يعي كل الوعي بدلالات هذا الفن – فقد ضمن شواهد بذاتها اقتبسها من أثار المسرحيين بعد ترجمتها إلى اللغة العربية، وأشار فيها إلى مذاهب وتوجهات كثيرة فأستعرضها ونسبها إلى أصحابها، ويقرر (المؤلف) هنا أن: ما دعاني إلى ما أقدمت عليه – إقتناعي بضرورة استكمال هذا النص وما كان ينقصه وتحقيق مصداقيته (التي لم أكن وفي الحقيقة، أشك فيها)، وعمل على أن يمكن القارئ من أن يقف بصورة أدق، على مرجعيات الكاتب ومن منطلقاته في هذا النص، ويمكنه إعتماداً على ذلك، أن يتأكد كذلك، من المظاهر التي تبرز سبق (نجيب حبيقة) إلى استيعاب أهم ما قامت عليه إنشائية النص المسرحي كما عرفت في فرنسا والبلاد الغربية بصفة أعم، ولم يكن الأمر ميسوراً بالنسبة ل (د. المديوني) في الفصل الذي قدم فيه هذا المنهج الذي اعتمد في تحقيقه، وما تطلبه ذلك من جهود مضنية فرضتها عليه طبيعة المراجع التي اعتمدها الكاتب والتي يعود تاريخ نشرها إلى القرنين السابع عشر والثامن عشر – فضلاً عن الرصد والاستقراء والتدقيق في تلك الآثار – باعتبارها مهمة لا يمكنه التخلي عنها، وهو ينشر «فن التمثيل» في كتابه هذا ما يوجهه – بالدرجة الأولى – إلى الباحثين في المسرح العربي (مؤرخين ومنظرين ونقادًا) المغيبين بالنظر فيه والتفاعل معه، واجتهد في هذا الإطار بالسعي إلى التفاعل مع بعض الأسئلة التي فرضتها طبيعة هذا النص، وهو يرجوا أن يتبع هذه الدراسة بدراسات أخرى يتقابل فيها مع بقية الأسئلة التي يطرحها هذا المقال، والذهاب بعيداً في تنزيله منزلته في سياقات المسرح العربي والوقوف على وجوه من إمداداته وصوره وحدوده، وهو الهدف الذي استقر عليه (المؤلف) منذ عام 2015 – ويتلو هذه المقدمة دراسة بعنوان «حلقة مؤودة في تاريخ المسرح العربي»، ويبدأ باستعراض (النظير المسرحي وصلة الرمادية)، ويبدأ بكتاب أرسطوا «فن الشعراء» وترجماته، ويعود إلى فلاسفة المسلمين الذين لخصوا الكتاب وعرفوا به قبل ترجمات (عبد الرحمن بدوي) وشكري عياد، وإبراهيم حمادة، وغيرهم، يتوقف عند تلخيص (ابن رشد) لكتاب «فن الشعر» ودراسات المستشرقين حول الموضوع، بينما لم يهتم الباحثون المعاصرون به، ويشير إلى سوء فهم العرب القدامى لجوهر هذا الكتاب وما قام عليه، ويرى أنه يمكن اعتبار (نجيب حبيقة) حالة نادرة، إن لم تكن فريدة من تاريخ المسرح العربي لأن (حبيقة) قد خرج في نصه هذا عما درج عليه معاصرون من المثقفين العرب في ما كانوا يكنبون حول المسرح – إذا تجلى المسرح في خطاب (حبيقة) – مجالا من مجالات التعبير الفني لا يخضع، فحسب ما إلى مقتضيات وشروط تحددت معالمها منذ قرون وأرتقى بعضها إلى مصاف القوانين، حيناً، وإلى مستوى القواعد، حيناً أخر، وإنما بدت هذه المقتضيات والشروط متفاعلة مع التحولات التي عرفها الإنسان تفاعلاً أثر في نتاجات هذا الفن وفي طبيعة علاقتها بمن كانت توجه إليهم، ويشير (المؤلف) إلى سمة الطرافة في هذا المقال، وإلى أصحابها من بين الكتاب والمنظرين الأوروبيين.
وينتقل (المؤلف) إلى موقع (حبيقة) ونصه في الدراسيات المعنية بالمسرح العربي حيث تجاهله الباحثون في مجالات المصطلح المسرحي في اللغة العربية تجاهلاً تاماً – فضلاً عن الأعمال النقدية العامة أو البحوث التطبيقية، وأنه يجزم في هذه المرحلة من التحليل، أن الصلة القائمة بين المسرحين والباحثين – عرباً وأجانب وبين مقال (نجيب حبيقة) من صلة لا تخلو من منازعات وإشكالات – محاولاً رصد مؤشرات الغياب والحضور لهذا (المقال) فلقد ذكره (لويس شيخو) 1859 -  1928 في كتاب “السير والترجمات” التي كان يصدرها، وأن الترجمة الأهم والأوفى وردت في كتاب (الفيكونت فيليب دي طرازي) «تاريخ الصحافة العربية أن أربعة أجزاء أعوام 1914 – 1913، وذكره كذلك (إدوار حنين) 1914 – 1992 حول (أحمد شوقي ومسرحه الشعري) في أربع حلقات متتابعة، والذي أكده أن (لا المقامات ولا رسالة الغفران) من النوع التمثيلي، ويستعرض أسماء الكتاب الذين ذكروا (حبيقة) في أبحاثهم في الجزائر وغيرها وكذا المراجع الأجنبية – أما (محمد يوسف نجم) فقد اكتفى في (الفصل الثالث) من كتابه “المسرحية في الأدب العربي الحديثة» عناوين لعدد من المسرحيات التي عربها (حبيقة)، وإن كان قد غاب عليه المدى المتعلق بخصوصية التأليف المسرحي ومتطلباته، وكذلك جاء نفس الخطأ عند (يعقوب لاندوا) وكتابه، المسرح والسينما العربية” حين ذكر (حبيقة) بما يناهز ستة أسطر لا أكثر، وأن هناك من القرائن ما يؤكد أن (محمد يوسف نجم) لم يطلع على المقال في نصه، أما (المؤلف) فقد سعى إلى تحديد موقع (نجيب حبيقة) في الدراسات المؤرخة للمسرح العربي، وأن يقف وقفة موفقة في هذين المرجعين الآخرين على وجه الخصوص – فقد لعب هذان الكاتبان وشهرتهما على توجيه الرأي العام توجيهاً أسقط من اعتباره مقال (حبيقة) وكل ما ورد فيه، وأسهما في تغييب وجه من وجوه الحركة المسرحية العربية، وأستمر الحال في العقود الأخيرة فلا نكاد نجد ذكرا (للمقال) وصاحبه، وإن كان (نبيل أبو مراد) قد ذكره في مسألة (لغة الحوار)، وكذا مبادئ (حبيقة) في أصول التمثيل – لكنه لاحظ في تعليقه صوراً من التعالي لم يجد له ما يبرره وينقل الي الجزء الرابع من هذا الكتاب الهام وعنوانه “ فن التمثيل والوعي بالريادة”، والذي يكشف عن وعي (حبيقة) “فن التمثيل”، وتأليف الرواية التمثيلية مثل: [التنسيق الخارجي، والتنسيق الداخلي، والعقدة، والخاتمة، والتعبير، وصورة الخطاب، والمحاورة، والمناجاة، والخلوة، وصفات الإنشاء في المحسنات البيانية، وفي الباب الثاني من هذا الجزء الرابع يتناول موضوع [في إدارة التمثيل]، واكتفى (نجيب حبيقة) بمعالجة مسائل: [التأليف المسرحي أو الدراما تورجيا بالمفهوم الفرنسي للكلمة وتنزيله قضاياها وقوانينها، وكذا في المداخل والمقدمات، سوء الفهم القائم في نقل “فن الشعر” لارسطو وتلخيصه بغياب حاجتهم إلى هذا الفن، ثم يتناول (المؤلف) الجهاز المصطلحي في مقال «فن التمثيل» معولاً على المنجز الأوربي في مجالات التنظير للمسرح، وكان عليه أن يؤسس جهازاً مصطلحياً في اللسان العربي، وينتقل إلى مناقشة الوعي بالمصطلح ومسالك ابتداعه مثل مصطلحات (مقدمة)، وما يقصد العقدة، الخاتمة، الأخلاق، الواقع والاحتمال، البطل، المؤتمن، كورس أو الجوقة، المحاورة، المفاجأة، الخلوة، الفترة، الزينة أو الديكور، الفعل الخارق، وحدة الواقعة، والصلة بين مواصفات الشخصيات المسرحية وميزاتها، وبيان ظروف نشأة الأنواع المسرحية وخروجها عن المنطق.. لكنه يعلق على ما كتبه (عطية أبو النجا) بالفرنسية الصادر 1973 في كتابه وترجمته “دراسات في مصطلحات المسرح وترجمتها في اللغة العربية الحديثة” لأنه نسب السبق في استعمال المصطلحات إلى كتاب عاشوا بعد (حبيقة) بعقود، وغفل عن ترجمات أنجزها (حبيقة) وضرب مثال عند ذكر مصطلح (دراماتورجيا) Dramaturgie، وكذا مصطلح (إلقاء حماسي) (Declamatiok) وغيرهما من المصطلحات – حتى أن عدداً من المصطلحات غابت غياباً تاما عن المعجم الذي كان العمود الفقري لأطروحته، ويشير المؤلف إلى حجم الخسارة الحاصلة في بحثه نتيجة إهماله مقال «فن التمثيل» (لحبيقة)، وامتدت هذه الخسارة لأغلب الدراسات والبحوث التي اشتغلت على المصطلح المسرحي في اللسان العربي، ويشير المؤلف أيضاً إلى امتدادات مقولات (نجيب حبيقة) في الخطاب النقدي العربي، بما يؤكد أن نص (حبيقة) وجهوده لم تضع سدى، ويشير الي واحد ممن نظروا للمسرح باعتبارة رائدًا من رواد النقد المسرحي العربي وهو (إدوار حنين) ودراسته عن مسرح أحمد شوقي، ويختم المؤلف هذا  الفصل بما يسميه (بمثابة خاتمة) بأنه قد تبين في بحثه هذا على أن الجهاز المصطلحي الذي تولد عن جهود نجيب حبيقة في (مقالة) التي حققت، قد وفرت للنقاد العرب أدوات لتحليل النصوص المسرحية تحليلًا ينطلق من بناءها ويعود إليها، ويرى المؤلف أن عنوان كتابه “الحلقة الموؤودة في المسرح العربي” يختزل اختزالاً بليغًا طبيعة المصير الذي عرفه هذا النص ونوعية السلوك الذي اتخذه المؤرخون للمسرح العربي، وأن هذا (النص) قد استمر حياً – رغم مساعي الوأد تلك، وأن ذلك حرى بمزيد من التحليل والتأويل، ويعد بأنه عائد إليه في بحوث أخرى آتية – كما قرر منذ ديسمبر 2015. 
وفي الجزء التالي من هذا الكتاب الهام يقدم (د. محمد المديوني) إعادة تحقيق مقال “فن التمثيل”، ويذكر كيف وقع نظره على مقال نجيب حبيقة “فن التمثيل” عام 1992 وأنتبه إلى قائمة المراجع التي وردت في كتابي (محمد يوسف نجم)، و (يعقوب لانداو)، واكتشف غياب مقال فن التمثيل” الذي صدر في مجلة “المشرق” عام 1899، ونوة إلى ما أشار إليه الباحث (محمد كامل الخطيب) في كتابه “نظرية المسرح” 1994 – عندما أشار إلى مقال (حبيقة) في مجلة “المشرق”، وينبه (المؤلف) إلى الأخطاء التي وردت في النص الأصلي التي لم ينتبه إليها (محمد كامل الخطيب)، وقارن بين الأخطاء التي وردت بين الأصل وما ورد في نسخة المجلة، ويقرر (المؤلف) أن التدخل المعجمي الذي قام به في متن النص فيشتمل في استغناءه عن تعبير (مرسح) (المتواتر في النص الذي كان يطلق عليه في اللغة العربية – إلى عصر الكتاب، وينشر في هذا الكتاب الصفحة الأخيرة من الحلقة الأولى من (المقال) كما نشر في «المشرق»  ويؤكد (د. المديوفي)، بعض ملاحظاته حول النص – بعد أن تجلت له طرافته، ويقدم عينات من (الإحالات)، أنواع (التضمين)، واستشهاده بكتاب ونقاد وفلاسفة من أمثال (شليجال) و (لفوفنتنيل)، وايكرمان)، و(بيير نيكول) و(بوالو) و (فولتير)، و (الملك فريد يرك) ونماذج من (كورناي)، و (راسين)، مشيراً إلى أهمية دور (المقال) في تعريف الناطقين بالعربية، لأنه يوفر مادة غاية في الثراء للباحثين، وفي تقنيات الترجمة إليها، وكذا يوفر مادة بحث في مصطلح وكيفية قيامه، ويوفر للمعنيين بظواهر (التثاقف والمثاقفة) كعناصر لا تخلو من أهمية . 
وأخيرًا ينشر المؤلف في كتابه نص مقال “فن التمثيل» كما نشر في مجلة «المشرق» مُنجمة أو مرقمة، ست حلقات. شغلت (51) صفحة من كتابه هذا.. إختتمها بالمراجع التي رجع إليها (نجيب حبيقة) والتي ينهيها بعدة (ملاحق) مثل «الروايات» المفيدة في علم التراجيده  “لمحمد عثمان جلال»، والنص المسرحي “الفارس الأسود”، تأليف نجيب حبيقة، وتنبيهات «فن التمثيل»، والملعب وسيرة تأليفة موجزة لنجيب حبيقة، وأخيراً المصادر والمراجع بغير اللسان العربي، والمقالات الصادرة في الدوريات والفهارس مثل فهرس الجداول، وفهرس الصور، وفهرس الأعلام بالحروف الأبجدية، والفهرس العام. 
وختاماً فإن هذا الكتاب الهام يمثل انجازا كبيرًا استغرق السنوات لكاتبه الجاد المسرحي والمتمكن (د. محمد المديوني)  الذي طالما أثرى فن المسرح بالمزيد من الاستكشافات والحفريات الثمينة عن المسرح الذي مارسه استاذ وباحثاً وكاتباً ومخرجاً.. 


عبد الغنى داوود