جمال ياقوت: الجائزة عن جهد رحلة طويلة مع المسرح

جمال ياقوت: الجائزة عن جهد رحلة طويلة مع المسرح

العدد 774 صدر بتاريخ 27يونيو2022

الممثل والمخرج المسرحى السكندرى د. جمال ياقوت هو مؤسس ورئيس مهرجان مسرح بلا إنتاج الدولى، حاصل على بكالوريوس التجارة قسم محاسبة جامعة الإسكندرية، وليسانس الآداب قسم مسرح بتقدير جيد جدًا مع مرتبة الشرف، عُين مُعيدًا ثم أستاذا للتمثيل والإخراج بكلية الآداب جامعة الإسكندرية، ويُدرس أيضًا فى معهد الفنون المسرحية بالإسكندرية، مثّل فى العديد من المسرحيات منها شهرزاد والغضب وباب الشعرية وحرية المدينة ويهودى مالطا وميس جوليا، كما أخرج العديد من العروض المسرحية منها بنطلون روميو والدنيا رواية هزلية وتاجر البندقية ودكتور زعتر ورحلة السيد كوكو والقرد كثيف الشعر ومهاجر بريسبان، وهو واحد من المهمومين بالمسرح والطفل، أسس مدرسة كريشين للفنون بالإسكندرية لإيمانه بدور التمثيل فى بناء الشخصية وتعديل السلوك، وهو رئيس مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، حصد العديد من الجوائز، كان آخرها جائزة الدولة للتفوق في مجال الفنون، عن الجائزة وأسئلة أخرى كان لـ«مسرحنا» معه هذا الحوار
- حدثنا عن الجائزة التي حصلت عليها؟ 
قدمت للحصول  على هذه الجائزة بنفسي العام الماضي والحالي، والحمد الله حصلت عليها، وهي جائزة في غاية الأهمية، حيث أنها تمثل خلاصة جهد، ومجال الفنون هنا يعني تكاملية الفنون، ومن وجهة نظري أري أن لدينا فروعا كثيرة في الفنون من سينما ومسرح وتليفزيون وفنون تشكيلية وإذاعة وموسيقى، وحتى بعض الفنون مثل الفنون التشكيلية بداخلها أقسام أخرى، وهذا يعني أن ما يندرج تحت الفنون أقسام كثيرة جدًا، والجائزة تمنح في هذا المجال لشخصين، وهذا كان يستوقفني دائمًا، لماذا ليس لدينا جائزة لكل فرع على حدى، لأن من الصعب أن نقارن الفنون ببعضها، هناك فنون تكون طاغية أكثر، على سبيل المثال، لا يمكن أن يتم مقارنتي كمخرج مسرحي بعدد من يعرفني بممثل أو مخرج سينما، وهم أكثر شهرة. لذلك أرى من وجهة نظري، أن معيار الوحدة العضوية أو وحدة المنافسة يجب أن يُبحث له عن حل، حتى وإن كان هذا الحل هو تقسيم الجائزة.
وقد رأيت أن أُقدم على هذه الجائزة، لأني لا أُمارس المسرح في وظيفة واحدة، فأنا أستاذ أكاديمي أُدرّس المسرح، إلى جانب كوني مخرجا مسرحيا وكاتبا، لدي دراسات أكاديمية وبحثية كثيرة، بالإضافة إلى أن لدي إنجازات في الفنون مثل تأسيس مهرجان مسرح بلا إنتاج، ورئاستي للمهرجان التجريبي، وتخصصي النادر في الإنتاج المسرحي وتخطيط المشروعات الإنتاجية على مستوى الشرق الأوسط، ولأنني خريج كلية التجارة وآداب مسرح، استطعت أن أجمع بين الاثنين، فمن وجهة نظري كنت أرى أن لدي مجموعة من المزايا، واطلاعي عل الكثير من الفنون خارج مصر، لذلك قمت بالتقديم لهذه الجائزة العام الماضي ولم يحالفني الحظ، والعام الحالي والحمد الله تم اختياري والفوز بها
- ما شروط التقدم لهذه الجائزة؟ وما الأعمال التي اخترتها لتشارك بها؟ ولماذا؟
ما الفرق بين الجائزة التشجيعية والتفوق؟ التشجيعية أنت تُشارك بعمل واحد، وبالفعل حصلت عليها من قبل عن إخراجي لمسرحية «القصة المزدوجة للدكتور بالمي»، وفي عام 2006، قدمت على جائزة الدولة التشجيعية ولم أحصل عليها، بسبب أن العمل الذي تقدمت به حصل من قبل على جوائز أخرى، وهذا يتعارض مع لائحة المجلس، أما جائزة التفوق ففيها شرط مهم وهو ممارسة هذا الفن لمدة 15 عاما، وتقديم ما يثبت ذلك، وبالفعل قمت بتقديم شهادات من مسرح الجامعة والثقافة الجماهيرية أني أخرجت منذ عام 1998، فلدي 23سنة من العمل المسرحي، ومن ضمن شروط التقدم للمسابقة ضرورة وجود خمسة أعمال، ولدي أعمال محسومة يجب أن أُشارك بها، مثل مسرحية «القرد كثيف الشعر»، الذي اعتبره من أهم أعمالي، ربما لا يكون الأفضل، ولكنه من أهمها، كان هناك ما يشبه الورشة المفتوحة لهذا العرض التي انتهت بنجاح كبير، العرض كان به ما يقرب من 120 شابا عملوا على مدار ثلاث سنوات، هذا العرض شهد منظومة عمل جماعي، وهو  للأسف محسوب على الهواة لأن كل الممثلين كانوا طلبة جامعة وغير متخصصين،  وقد حصد 5 جوائز في المهرجان القومي، لهذا هو عرض مميز جدًا بالنسبة لي، من حيث القيمة الاجتماعية قبل الفنية، أما العرض الثاني فكان «بيت الدمية»، وقد قدمته على المسرح بعد حادثة بني سويف بأقل من عام، مايو 2006، وهذا العرض كُتب عنه أكثر من خمسين مقالا من شخصيات مهمة منهم د. حسن عطية ود.أحمد سخسوخ وزينب منتصر ومحمد الروبي ويسري حسان، وقدم  العرض  في افتتاح الدورة الأولى للمهرجان القومي للمسرح المصري عام 2006 في مسرح الجمهورية، وحصل على ثلاثة جوائز وهي أفضل مخرج صاعد وأفضل ممثلة صاعدة وأفضل سينوغرافيا، وكنت قد  قدمته برؤية مختلفة، فهو واقعي وقدمته أنا تعبيري.  العرض الثالث الذي تقدمت به  هو «ميس جوليا»، والعرض الرابع  «البوتقة»، وفي عروض الأطفال قدمت عرض «بينوكيو»، هذا العرض المميز جدًا الذي قدمناه في مكتبة الإسكندرية، بحضور 1300 متفرجا، شارك فيه 54 طفلا. طبعا هناك أعمال أخرى أحبها وأعتز بها، ولكن التسابق يتطلب معايير خاصة، فجميع عروض الأطفال التي قدمتها  وعددها 11 عرضا، جميعهم مميزين جدًا لدي، ومنهم عرض «صياد العفاريت»، الذي تم تقديمه عام 2008، وتم تقديمه عام 2015 بموظفين من الهيئة العامة لقصور الثقافة، فكانت تجربة فريدة جدًا من نوعها، وتم تقديمه مرة ثالثة في مكتبة إسكندرية عام 2017 إنتاج كريشين جروب، وعام 2018 تم تقديم هذا العرض مع الفنان أشرف عبد الباقي مع مسرح مصر، وهو من العروض المميزة، حيث تم تقديمه من خلال الفنون المختلفة، عرائس وبشري ومزيج بينهما.
 - هل تمت خطوات جديدة بعد الاجتماع التحضيري لشبكة المهرجانات المسرحية العربية؟
الاجتماع التحضيري تم بالفعل العام الماضي مع أ. إسماعيل عبد الله وسعادة السفير علي مهدي، والحقيقة أن الدورة القادمة من مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي ستشهد التفعيل الحقيقي للشبكة بدعوة مديريي المهرجانات وإعلان تفاصيل نشاط الشبكة.
- هل تم اختيار أسماء المكرمين في دورة التجريبي القادمة؟ وهل اخترتم اسما للدورة؟
هناك أسماء مرشحة من مصر ومن العالم العربي، ولكن لم نستقر على التأكيد النهائي، ونحن نعمل في اللجنة العليا على ذلك، وسيتم الإعلان عقب  اجتماعات اللجنة العليا، وقريبا الإعلان عن اسم الدورة القادمة
- ما خطتكم لتطوير نادي المسرح التجريبي في الدورة القادمة؟ 
نادي المسرح التجريبي هو أهم مشروع على الإطلاق، لأن هذا المشروع يُشجع المسرحيين، الشباب والكبار في جميع أنحاء جمهورية مصر العربية على أن  يُجرّبون، والتجريب هو الوسيلة الوحيدة لتطوير المسرح، التطوير لا يقوم على المألوف، ولكننا نتطور عندما نخرج عن المألوف، لذلك قمنا بتشجيع الناس ليجربوا في أماكن غير تقليدية، ويجربون في كل أنحاء مصر، والطلبات المقدمة لنا من كل محافظات الجمهورية، 180 مشروعا من كل محافظات جمهورية مصر العربية، المهرجان التجريبي من الدورة القادمة  يشترك فيه مُجرّبون من كل مدن جمهورية مصر العربية، لأن كل المواطنين والمسرحيين يستحقون الاهتمام والرعاية، بغض النظر عن كونه دارسا أو لا، ربما من لم يدرس فطرته تجعله أكثر تميزًا، و أتمنى أن أرى في المسابقة الرسمية للمهرجان مسرحيين يقدمون أعمالا من كل بقاع  مصر..
- ماذا عن مدرسة «كريشين» للفنون بالإسكندرية ونشاطها المسرحي في ظل انشغالاتك الحالية؟
توقف نشاط المدرسة و السبب الأساسي فيروس كورونا، وقريبًا سنعلن عن عودة أنشطة مدرسة كريشين للفنون، لأن  هذا المشروع بنسبة لي، هو من أهم المشاريع التي تمثل حياة لي، لأن العمل مع الأطفال متعة كبيرة جدًا، وللأسف مسرح الطفل مظلوم، ونحن نحتاج لأن نهتم بمسرح الطفل أكثر من ذلك، لأنه هو السبيل الأوحد لبناء جمهور للمسرح ولخلق احتياج له عند المواطن .. الإمارات قدمت مسرحا داخل المسارح، فجعلت الطفل منذ الصغر يتعرف على المسرح ويتذوقه، ونحن نحتاج لأن نجعل الأطفال تتذوق المسرح، لذا يجب أن نهتم بعملية الترويج للمسرح، وهذا يتم من خلال مسرح الطفل والمسرح المدرسي ومسرحة المناهج، فمسرح الطفل له دور كبير في بناء جمهور للمسرح في المستقبل وفي زيادة وعي الإنسان، لأن الفن هو قوة التغيير الناعمة، ونحن عندما نهتم بالفن منذ الصغر، نُنبت جيلا سويا بعيدًا عن التطرف والإرهاب والمخدرات، وكل ما يدمر المجتمع، ومسرح الطفل هو السبيل الأوحد لتهذيب العقول
- أنت مؤسس مهرجان مسرح بلا إنتاج الدولي.. هل رئاستك للمهرجان التجريبي تمنعك من رئاسته؟
هناك تعارض قانوني بين رئاسة المهرجان التجريبي ورئاسة أي مهرجان آخر، وعندما طُلب مني ذلك، فورًا تركت مهرجان بلا إنتاج للفنان إبراهيم الفرن، لأنه كان مدير المهرجان، وهو مازال رئيسا للمهرجان، وأنا رئيس شرفي لمهرجان مسرح بلا إنتاج الدولي، ولكن في النهاية المهرجان سيظل من الأشياء المهمة في حياتي، لأني من أسسته ورأسته لمدة عشر دورات، وقد تم تحويله من الصيغة المحلية للصيغة الدولية، بلا إنتاج لن أنفصل عنه كمؤسس وصاحب فكرة، دون التدخل في إدارته.  
 - ما الأولويات التي يجب أن تهتم بها  الدولة في مجال المسرح؟
إعادة هيكلة أشياء كثيرة أهمها أن يكون لدينا مسارح مؤمّنة بالدفاع المدنى، ويكون لدينا ميزانيات إنتاج، وعلى جانب آخر في السنوات الأخيرة د. إيناس عبد الدايم ورؤساء القطاعات، قاموا بطفرة كبيرة في افتتاح أماكن ثقافية ومشاريع ثقافية جديدة، مثل افتتاح قصور ثقافة، وتقديم مشاريع جديدة مثل ابدأ حلمك في المسرح والسينما والورش التدريبية، والاهتمام بالمهرجان التجريبي ودعم مهرجانات أخرى مثل بلا إنتاج وشرم الشيخ وغيرهما من المهرجانات
- ما الجديد لدى د. جمال ياقوت؟
انتهيت من كتابة نص مهم اسمه «المرايا» عن رواية «دكتور جيكل ومستر هايد» لـ«روبرت ستيفنسن»، وسوف أخرج عرضًا للأطفال في مسرح الدولة قريبًا اسمه «أبله نادية بتاعت الفرنساوي» من تأليفي وإخراجي، وهناك نص مازلت أعمل عليه وهو «أعراس الدم» للوركا.


إيناس العيسوي