عقول عطلانة.. وثائقية التطرف والإرهاب

عقول عطلانة..   وثائقية التطرف والإرهاب

العدد 773 صدر بتاريخ 20يونيو2022

في بداية العرض المسرحي «عقول عطلانة» من تأليف وإخراج الدكتور عمر فرج، نرى كريستين المسيحية، تطلب من أبيها أن يغير اسم «الشيخ أحمد» المكتوب على الفيلا التي قطنوها حديثًا، وفجأة يطالعنا من الفيلا شخص في ملابس غير متناسقة، وقبعة كبيرة، وصندل، وجاكت منتفخ بشكل ملحوظ من ناحية البطن، وسرعان ما نكتشف أن «أبو حفص» يرتدي حزامًا ناسفًا، وقد اختبأ في الفيلا من الشرطة أثناء مطاردته وهو يحاول تفجير كنيسة قريبة. 
يناقش العرض المسرحي «عقول عطلانة»، قضية التطرف الديني، من خلال مناظرة جمعت بين رجل الدين الازهري، مع إرهابي لديه أفكار متطرفة تكفر كل من يعتنق دينًا غير الإسلام، ويبرر قتل الأبرياء الذين لا ذنب لهم سوى اعتناقهم للدين المسيحي. 
تبدأ المسرحية بأجواء صباحية لأسرة مسيحية انتقلت حديثًا إلى فيلا جديدة. وعن طريق مشادة كلامية بين كريستينا وأخيها، يتضح أن الأسرة جميعاً قد تأخروا عن حضور القداس، ومن خلال دخول الأب إلى المشهد نعرف أن الأب هو قس مسيحي يقوم بتحضير وأداء القداس في الكنيسة، وأنه غير متعصب لديانته ومؤمن بأن كل إنسان له الحق في اعتناق أي من الديانات السماوية الأخرى المنزلة.
يتسم أداء «أبو حفص» ببعض من الفوضى والغوغائية، وما يصاحب ذلك من المشي بسرعة، والقفز، والصراخ بصوت حاد يثير ضحك الجمهور. فهو شخص متعصب، صاحب أفكار متطرفة، ويرى أنه المسؤول عن قتل كل شخص لا يعتنق الدين الإسلامي، تنفيذًا لأوامر الله تعالى. على الجانب الآخر؛ كان أداء القسيس رزينًا، وله صوت هادئ، وحركته على المسرح محدودة، هو وجميع أفراد أسرته. 
تصل المسرحية لذروه الأحداث من خلال مشادة كلامية بين الأمير والإمام والثاني غير ممهد له من قبل دخوله، لا من حيث البعد الجسدي ولا النفسي أو حتى الاجتماعي سوى بعض الجمل التي تحدثت بها «الأم»، ونعرف من خلالها أن الشيخ ابن جارتها في المعادي، وأنه إنسان مسالم، ولكن الدراما لم تكشف الكثير عن بيئة تلك الشخصية المحورية، أو أسباب ذهابه إلى أسرة مسيحية. 
تكتفي الأم بالإشارة إلى أن الشيخ هو جار قديم في منزل المعادي، وهذا دليل على أن الفيلا لا توجد ف الحي الذي يقطنه الإمام، فكيف يعلم في تلك اللحظات التي هرب فيها ابو حفص من الشرطي إن كان هناك عمليه إرهابيه ويذهب للاطمئنان على الأسرة؟ 
يضم العرض شخصيات أخرى ثانوية، مثل الصحفي والأمير، الأولى شخصية غير ممهد لها إطلاقاً، وإلى حد كبير تتسم بالهامشية، ففي وجودها لم يتأثر العرض بأي شيء إلا في فينال المسرحية، حيث يقوم الصحفي بإصابة مينا والإمام. أما الشخصية الثانية فقد تم التمهيد له فقط عبر مكالمة بين «أبو حفص» والأمير، والتي نعرف من خلالها ميل الأمير الشهواني للنساء، وهذا للإشارة إلى عدم وجود مبدأ تسير عليه الجماعة الإرهابية. وقد جنح الأداء التمثيلي إلى إبراز جانب كبير من العصبية والغرور والجهل الشديد. 
يغلب على العرض المسرحي «عقول عطلانة» الطابع الوثائقي، حيث يتخلل الأحداث مجموعة من مقاطع الفيديو التي تصور بعض العمليات الإرهابية، ومشاهد قتل العزّل، وحرق الجثث، التي قامت بها الجماعات التكفيرية. بالإضافة إلى عرض صور عدد من الشخصيات المصرية المؤثرة مثل مجدي يعقوب عبر شاشة البروجيكتور. وجاء ذلك في سلاسة وحرفية، دون أن يسقط العرض ككل في فخ الرتابة وشعور الجمهور بالملل. 
يتميز العرض المسرحي بسرعة الإيقاع، وقد طعم المخرج العرض ببعض الجمل الكلامية والحركات المضحكة التي قام بها ابو حفص والأمير وهذا للفت الانتباه أن تلك الشخصيات ما هي إلا عرائس تثير الضحك ليس إلا  وهذا  لإخراج الجمهور من حاله الاضطراب والذعر  التي اتسم بها أغلب أحداث العرض الأخيرة تعد نهاية العرض المسرحي نهاية سعيدة مقارنتا ببداية الأحداث فقد قام العرض بتمثيل بعض من الشخصيات المتطرفة الموجودة ع ارض الواقع وأفكارها التي تهدف إلي تدمير شؤون البلد وتفشي العداوة فيها وبين أبناءها وهذا عن طريق أسس ليس لها أي أساس من الصحة ويسرد كيف يتم استغلال الطبقة الغير متعلمه وملئ عقولهم بالأفكار التكفيرية التي تتسم بها جماعتهم وغيرها من الجماعات ومن هنا جاء اسم عقول عطلانة فهم يستغلون جهل الكثير ويملؤون به عقولهم الفارغة .


بثينة محمد عبد المعطي