العدد 771 صدر بتاريخ 6يونيو2022
صدر الجزء العاشر من ((موسوعة المسرح المصري المصورة)) ويضم حروف (الصاد – الضاد – الطاء – الظاء) توثيق وإعداد – الفنان القدير (د. عمرو دوارة) – الهيئة العامة للكتاب – 2021 – وهي الموسوعة التي تتولي إصدارها هيئة الكتاب في سبعة عشر جزءاً. وللحق فأن هذه الموسوعة الهامة والتي كان من المفروض أن تقوم بها مؤسسة ثقافيه كبيرة – لأنها تحتاج إلي سنين طويلة لإنجازها وفريق عمل كبير مُدرب علي إعداد وتوثيق الموسوعات – ومع هذا اضطلع بهذا الجهد الكبير الناقد والمخرج والمؤرخ عمرو دوارة وهو الأمر الذي لم تُقدم علية أي مؤسسة ثقافية كبري من قبل- كما سبق أن ذكرنا فيما عدا الهيئة العامة للكتاب التي قدمت من قبل قاموس المسرح { 1996-1999} تحرير وإشراف أ. د.فاطمه موسي – ( في المسرح العالمي ) وتولي الجزء الخاص بالمسرح العربي المؤرخ ( سمير عوض ) وتتضمن هذه الموسوعة توثيق خمسة ألاف وخمسمائة عرض مسرحي مصري – هي مجموع العروض ( الاحترافية ) التي تم إنتاجها من بدايات المسرح المصري عام 1870(يعقوب صنوع ) وحتي نهاية عام 2015، وذلك سواء تم عرضها جماهيرياً لفترات طويلة أو عرضت لليلة واحدة – بهدف التصوير التليفزيوني، وبالتالي فهي تضم جميع الإنتاج المسرحي للفرق الخاصة، وفرق الدولة ما وقد تم توثيق البيانات الأساسية لكل عرض بحيث تشمل اسم العرض، اسم الفرقة المنتجة وتاريخ الإنتاج، وأسماء أهم المبدعين المشتركين في تقديمها وهم ( المؤلف، المخرج، مصمم الديكور،الملحن، مجموعة الممثلين )، وذلك بالإضافة إلي ثلاث صور فوتوغرافية لكل عرض، وفي حالة تعذر الحصول علي صور فوتوغرافية، وخاصة خلال البدايات الأولي تم الاستعانة ببعض ملصقات الدعاية - (الأفيشات) أو بالصور الشخصية للنجوم المشاركين في العرض.
ويُحسب لهذه الموسوعة اقتحامها لمناطق مجهولة من حياتنا المسرحية، ورصد وتوثيق عروضها لأول مرة، ومثال لذلك ( مسارح الصالات ) في منتصف الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضي ( العشرين ) والتي قُدمت ما يزيد علي ثلاثمائة وخمسين مسرحية، وكذلك ( المسرحيات المصورة ) – ( أو مسرحيات العلب ) التي تم إنتاجها خصيصاً للتصوير التليفزيوني، ومددها يزيد علي أربعمائة ( 400) مسرحية، وهو الذي قد أعد في الجزء السابع عشر والأخير من هذه الموسوعة ( والذي لم ينشر بعد) مع بقية أعداد الحروف الأبجدية، ويضم هذا العدد الفهارس – والتي يمكن (عن طريقها ) البحث عن المعلومات الخاصة بكل عرض – سواء عن طريق : اسم العرض أو سنة الإنتاج، أو اسم الفرقة، أو عن طريق كل مبدع سواءاً (المؤلف - المخرج - مهندس الديكور - الملحن)، وهو الأمر الذي ما ذلنا في أنتظاره حتي يتم نشرها استكمالا للفائدة المرجوة من هذه الموسوعة.. كما نشير الي أن المعد الموثق قد استفاد من الأساتذة ( محمد تيمور، د.محمد يوسف نجم، يوسف داغر، د. رمسيس عوض، د. علي الراعي، فؤاد دوارة، سمير عوض، د. نجوي عانوس، محمد الفيل، د. سيد علي إسماعيل ) الذين كانوا رواداً في التأريخ لمسرحنا المصري . وتتكون موسوعة المسرح المصري المصورة من (16) ستة عشر جزءاً صدر منها حتي الآن – عشرة أجزاء (10) تؤرخ للعروض المسرحية التي تبدأ بحرف من حروف الأبجدية، ويشتمل كل عرض علي : ( اسم العرض، اسم المؤلف، اسم المخرج، الفرقة، السنة ) ويشير (د. عمرو دوارة ) الي انه ارفق مسرحيته مجموعة من صور العرض وأبطاله – لتكوين ذخيرة مرئية لهذه العروض وما تستدعيه من إحياء ذاكرة هذا المسرح التي تمتد لمائة وخمسين عاماً من الإبداع المسرحي .. وهو جانب لم تعرفه موسوعات المسرح من قبل في الشرق أو الغرب.
تضم الأجزاء الثلاثة الأولي من الموسوعة حرف (الألف) بتنويعاته (والهمزات الثلاث الوصل والقطع والنداء) ويبدأ بمسرحية (الأخر) وينتهي بمسرحية (إنفجروا أو موتوا )، يبدأ الجزء الرابع بحرف (الباء) بمسرحية ( الباب العالي ) وينتهي بمسرحية (البئر العجيب )،ويضم الجزء الخامس حروف ( التاء، والثاء، والجيم )، ويبدأ بمسرحية ( تأشيره دخول للوطن ) وتنتهي بمسرحية (جينفياف)، وفي الجزء السادس الذي يضم حرف ( الحاء ) ويبدأ بمسرحية ((حابى وش الخير)) وينتهي بمسرحية ( الحيوانات علي السفينة )، وفي الجزء السابع ويضم حرف ( الخاء )، ويتلوه ( الجزء الثامن ) ويضم حروف ( د، ذ، ر، ز، س )، وكذا ( الجزء التاسع ) ويبدأ بمسرحية ( شاترتون ) وينتهي بمسرحية ( شيكي )، وأما (الجزء العاشر) والأخير فيضم حروف (الصاد، الضاد، والطاء، والظاء ) ويبدأ بمسرحية ( صاحب البيت ) وينتهي بمسرحية ( الظلوم ) ولسوف تتوالي الأجزاء الأخري حتي العدد السابع عشر التي تنشر بعدها، وتضم بقية حروف الأبجدية حتي حرف (الياء) أي نهاية الأبجدية. ويشير الموثق والمعد حارس ذاكرة المسرح المصري الكاتب الكبير د. عمرو دوارة .. إلي أنه قد وجد أن هناك مساحات واسعة كبيرة بتاريخنا الفني قد ظلت مجهولة، حيث أن هناك بعض الفرق والعروض التي ما زالت ساقطة تماماً من ذاكرتنا المسرحية خاصة أننا للأسف نفتقد في مكتبتنا الي جميع أشكال المراجع والموسوعات المسرحية الي بدأ العالم في التعرف عليها بمفهومها العلمي منذ القرن السابع عشر ويستعرض الكاتب عناوين المراجع والفهارس والموسوعات التي انتشرت في أنحاء العالم مستعرضا عنها ومنها باللغات الأجنبية ــ لذا حاول استكمال هذا النقص بالمكتبة العربية بمحاولة بتجميع واستكمال أجزاء الصورة المبعثرة، في محاولة تقديم بعض الإجابات عن كثير من الاستفسارات، وعن كيف تشكلت الظاهرة المسرحية المصرية من خلال (العروض المسرحية ) لأصحاب الفرق وهم كثيرون من مخرجين ومؤلفين وممثلين وممثلات، ويرصد كذلك فترات توقف الإنتاج المسرحي عبر تاريخ هذا المسرح الطويل الذي يصل الي مائة وخمسين عاماً، وعلاقة المسرح بهذه الفترات السياسية والاجتماعية
ويقرر المؤلف أن الموسوعة تتضمن ما يقرب من خمسة ألاف وخمس مائة عرض مسرحي كما سبق أن ذكرنا ــ وهي العروض التي قدمتها الفرق الاحترافية، وتم تقديمها نظير مقابل مادي وشباك تذاكر، وتضم عروض الفرق الخاصة وفرق الدولة فقط.
وتتوقف في هذه الموسوعة اقتحامها لمجموعة مجهولة من الأعمال المسرحية في حياتنا المسرحية مثل ( مسارح الصالات ) في الثلاثينيات والأربعينيات من القرن العشرين والتي قدمت ما يزيد عن (350) ثلاثمائة وخمسين مسرحية شارك فيها كبار كتاب المسرح، ومخرجيه، وممثليه، وممثلاته،كتبها كبار كتاب المسرح في ذلك الوقت وكذلك ( المسرحيات المصورة ) أو المُعلبة في فترتي السبعينيات والثمانينيات من القرن العشرين وعددها يزيد عن (450) ــ أربعمائة وخمسين مسرحية، ويشير الي بعض الفرق المجهولة لممثلين وممثلات من نجوم التمثيل مثل (حسن الباروي، فريد شوقي، كمال الشناوي، حسن يوسف، ليلي طاهر) ويتضمن الجزء السابع عشر الذي لم تُنشر بعدد مجموعة (الفهارس والمداخل) لسهولة البحث عن المعلومات الخاصة بالمشاركين، ويشير إلي ظاهرة التكرار في أسماء العروض والممثلون عند تقديمها مرة أخري في فترات تالية أما عن (الصور) بما أنها (موسوعة المسرح المصري المصورة) فأكتفي فقط بتسجيل أربعة من المشاركين في العروض إذا ما توفرت، وتحوي الموسوعة الإشارة الي المصطلحات مثل الاقتباس، الإعداد، أو الترجمة، والتعريب والتمصير في العروض التي لم يكتبها كتاب مسرح من مصر أو البلاد العربية ..
أما عن (الصور) فقد تم معالجتها ببعض برامج الحاسب الآلي والأساليب الفنية الأخرى، وحرص الكاتب علي ذكر (علامة) معينة بجوار المعلومات التي يمكن أن تستكمل أو تصحح من خلال الطبعات التالية، ويستكمل الباحثون والمهتمون بتاريخ المسرح ويستثني (د. دوارة) من هذه الموسوعة عروض الأوبرا، والبالية، والأوركسترا، والفنون الشعبية فيما عدا عروض فرق : الرقص الحديث، الفنون الشعبية، القومية للموسيقي، وكذا جميع عروض الهواة التي تقدم مجاناً مثل : عروض الثقافة الجماهيرية، والمسرح العسكري، والمسرح الشعبي، ومسرح العروبة، ومركز الإبداع وبعض عروض مركز الهناجر. ويشير المؤلف في مقدمته للموسوعة الي بعض الصعوبات والمعوقات التي واجهته في إنجاز هذه الموسوعة الذي استغرق إنجازها حوالي (27) سبعة وعشرون بعد أن اكتشفت غياب المراكز البحثية، وعدم تعاون المؤسسات الصحفية لإمداده بالصور، ووجود أخطاء في مذكرات بعض كبار الفنانين، وتقديم النص الواحد بأكثر من اسم أو عنوان، وتقديم العرض الواحد بأكثر من مخرج خلال فترة الثلاثينيات من القرن العشرين، أو تقديم العرض الواحد أحياناً بأكثر من مخرج خلال فترة العشرينيات من القرن العشرين، ويقدم (حصراً) لأكثر كتاب المسرح الذين وضعت أعمالهم علي خشبات المسارح، ويشير في النهاية الي الذين ساهموا في مساعدته في إنجاز هذه الموسوعة الكبيرة التي أتاحت لنا التعرف علي كثير من الأسماء الهامة والمجهولة التي شاركت في صنع تاريخ مسرحنا المصري.
وللحق فإن هذه الموسوعة تُعد إضافة حقيقية للمكتبة المسرحية العربية والتي أري أنها جهد فردي كان من الأولي أن تقوم به مؤسسة ثقافية كبيرة تتوفر لها كل الإمكانيات !!-وقام بها ( د. دوارة ) وحده – المُعد الموثق وهو الأمر الذي يكشف عن حب صادق لفن المسرح وهو الناقد والمخرج وأبن المسرح الذي أصبح في تصوري حارس ذاكرة المسرح المصري ...دون جدال...