لجنة المسرح ناقشت «المهرجان القومي للمسرح المصري» وخرجت بتوصيات

لجنة المسرح  ناقشت «المهرجان القومي للمسرح المصري» وخرجت بتوصيات

العدد 763 صدر بتاريخ 11أبريل2022

تحت لافتة “المهرجان القومي للمسرح، الواقع والمأمول” عقدت لجنة المسرح الخميس 10 مارس  بالمجلس الأعلى للثقافة مائدة مستديرة، أدارها المخرج عصام السيد مقرر اللجنة بحضور كل من  الفنان يوسف إسماعيل رئيس المهرجان القومي للمسرح و الفنان إسماعيل مختار مدير المهرجان ورئيس البيت الفني للمسرح، وكذلك  الناقد محمد بهجت، الناقد الدكتور محمد سمير الخطيب، المخرج  ناصر عبد المنعم الناقد احمد خميس، والناقد باسم صادق، الكاتبة رشا عبد المنعم، الناقدة رنا عبد القوى، الناقدة ليليت فهمي. رحب  المخرج عصام السيد مقرر اللجنة بالحضور 
و أوضح أن الهدف من نشاط اللجنة ليس فرض وصايتها على الجهات التنفيذية أو إصدار أحكام على مستوى أدائها ، و إنما التعاون من أجل إزالة المعوقات و منح الحركة المسرحية مساحة أكبر للتشاور و سماع كافة الأصوات ، للوصول لما هو أفضل وأصلح، أضاف: المهرجان القومي للمسرح المصري بدأ منذ 2006 وتوقف فترة ثم عاد بجهود لجنة المسرح، موضحا أن اللجنة لها علاقة وثيقة بالمهرجان حيث تشارك في جميع وقائعه، تقترح اللجنة العليا و لجنة التحكيم... وغير ذلك، و بعد انتهاء المهرجان يقدم لها رئيسه تقريرا عن الدورة وتبدأ اللجنة مناقشة مشاكل هذه الدورة، في  محاولة لحل المشكلات، للوصول للشكل الأمثل أو الأقرب لإيجاد الحلول.
 تابع السيد: بدأنا  بالمهرجان القومي للمسرح ا بسبب ما يثيره من جدل كل عام سواء بسبب اللائحة و عدد المشاركات أو بسبب الفعاليات أو النتائج التي لا ترضى الجميع، وقررت اللجنة مناقشة المهرجان من خلال ثلاث محاور هي : الفلسفة، التوجه، المعوقات. لنصل إلى مقترحات محددة تنشد مهرجانا أفضل و أشمل و أكثر نضجا.
خارج القاهرة

وفي كلمته قال الفنان يوسف إسماعيل رئيس المهرجان: عندما بدأنا كلفتني الدكتورة إيناس عبد الدايم بالرجوع للائحة الأساسية عام 2015  وحاولنا الاعتماد على اللائحة القديمة بشكل أساسي التي تنص على المسابقة الواحدة وبعض الإضافات الصغيرة التي لا تخل بهذه اللائحة من وجهة نظرنا كقائمين على المهرجان. أضاف: من أهم المعوقات التي تواجهنا تحايل الفرق المسرحية سواء الجامعية أو المستقلة وأحيانا كنا نغض البصر عنها، وفي هاتين الدورتين عملنا في ظروف صعبه مثل “كورونا” ألقت علينا بأعباء كبيرة، ويجب ان أسجل تعاون  وزارة الثقافة معنا في كل مهرجان، ونحن لسنا جهة منفصلة وإنما نعمل مع مؤسسات مثل البيت الفني وصندوق التنمية الثقافية والجامعة والمجلس الأعلى للثقافة والثقافة الجماهيرية وفي الدورتين السابقتين لم تقصر أي جهة معنا فالكل تعاون وساهم بجزء من الميزانية العامة للمهرجان، وتمنى إسماعيل أن يقام المهرجان خارج القاهرة وأن يقدر على هذه التكلفة.

مقترحات وتساؤلات 
الناقد أحمد خميس قال: لدينا مشكلة كبيرة في المهرجان القومي، فهو يتحرك ليكون مهرجانا للهواة، أما عن لجان التحكيم فأتمنى أن تكون للجنة التحكيم  علاقة مباشرة بما يحدث في المسرح، و أن يكون هناك راعي يدعم المهرجان ليس من الوزارة بل من الخارج، وأن يطبع للمهرجان تيشرتات باسمه وهناك ضرورة لتقديم المهرجان إعلامياً بشكل أفضل.
وأضاف خميس:  افتقدنا الندوات التطبيقية عقب العروض، وعلينا أن نفكر كيف نقوي شخصية المسرح المصري وهو ما يحتاج منا  إلى جهد  كبير. تابع : في دورة الكاتب تم تكريم كاتبا واحدا وهو ما لا نتفق معه، ويجب تكريم نقاد المسرح المصري وكذلك تكريم بقية عناصر العرض.  
وتحدث الناقد باسم صادق قائلا: من خلال وجودي بلجان المشاهدة بالمهرجان قابلنا عدة معوقات منها مشكلة ال CD  وهي مشكلة يجب أن تنتهي وأن تعرض العروض بشكل حي وتطبق فكرة اللينكات حتى تتاح للجنة الحكم بصورة صحيحة، ويجب دراسة منح العروض المميزة الفرص للانضمام إلى الفرق التي تتجول في محافظات مصر ومكافأتها لتميزها. و يجب أيضا دراسة فكرة أن يكون هناك مسابقة مستقلة للطفل تجمع كل فنون الطفل وأن يكون لها لجنة تحكيم مستقلة و أقترح أن يقوم المهرجان القومي بعمل نوع من البرتوكول أو توأمة مع مهرجان( حكاوي)  الذي يعقد سنويا في مسرح الهناجر لأنه يقدم عروضا مسرحية مهمة من كل دول العالم  وهو مهرجان مستقل و دولي  يمكننا أن نستفيد من عروضه ضمن فعاليات المهرجان القومي كتوأمة أو حل بديل مؤقت،  ويمكننا بحث إمكانية تحقيق ذلك.  
فيما قالت الكاتبة رشا عبد المنعم: يجب الربط بين المهرجان القومي والمؤتمر القومي للمسرح وبين المسار البحثي لتقييم الحركة المسرحية،  وأن يخرج المهرجان والمؤتمر بفعاليات وخطط وتوصيات لإيجاد استراتيجيات وحلول، ويجب تحقيق أكبر قدر من العدالة الثقافية على المستوى الجغرافي وعلى مستوى تمثيل له علاقة بالأجيال والنوع، فهناك سيدات في المسرح مهمشات وهن بالفعل مبدعات في مختلف مجالات المسرح. 
أضافت رشا : نتمنى أن يشتغل المحور الفكري في المهرجان على قضايا حيوية أكثر وألا تكون مظهرية، مشاكل حقيقية نعانى منها جميعا ونحتاج للوصول لحلول لها. كما يجب أن يكون هناك مسار مستمر  للشهادات لنقل الخبرات  يجمع أجيال مختلفة، فلدينا قطيعه بين الأجيال، وهو محور هام جدا للوصل ومد الجسور ونقل.
ورأت الناقدة رنا عبد القوى أن هناك فجوة بين المسرح والجماهير وبين الواقع الإنتاجي والحياتي وأن هناك إعاقة في آليات التسويق والإنتاج، ورأت إن طرف الخيط لدي المسرحيين و هو إحساسهم بالمسؤولية وأنهم أصحاب رسالة ولديهم هدف. 
وعن دور اللجنة العليا والرئيس قال الناقد محمد بهجت:  ليست لدينا معايير واضحة لأدوار عضو اللجنة العليا، مشيرا إلى أن الرئيس هو في النهاية شخص يملك القرار أضاف:  العالم كله يتجه نحو الكتاب الإلكتروني، وأنا مع الموقع الإلكتروني كما في المهرجان التجريبي الدولي.

القومية أو العربية
فيما قال الدكتور محمد سمير: المهرجان منذ دورته الأولى 2006 يمر بواقع متغير، فالمسرح يعاني أزمة في مواجهة الميديا، والسؤال هو كيف يدفع المهرجان المسرح للأمام و كيف يبتكر وسائل لذلك،  وهذا هو الهدف الأساسي، فالمهرجان هو الذي يبروز الاستراتيجيات الثقافية لجهات الإنتاج المختلفة، يجب تفعيل الموقع الإلكتروني  وجذب جمهور للمسرح من خلال توظيف السوشيال ميديا  وأن تعرض العروض “لايف” ولابد من قياس الرأي العام من خلال مائدة بحثية.
وأضاف سمير : علينا محاولة الوصول لاستراتيجيات حقيقية نستطيع من خلالها جعل الجمهور يفهم المسرح، وأن نوسع دائرة المسرح لأننا لا نخاطب أنفسنا ،فيجب أن يتخلى المهرجان القومي عن المحلية ليشمل القومية أو العربية،  فمصر بلد هامة في إنتاج المسرح العربي.. 
وقال المخرج ناصر عبد المنعم: كانت لائحة 2014 نتاج الاجتماعات والاستبيانات والآراء بالإضافة إلى وجود ممثلين من الثقافة الجماهيرية والمسرح المستقل وكانت هناك جلسات استماع دائمة وبالتالي كانت نتاجا للجميع. وبعدها ظهرت حالة ضبابية غير مفهومة في الدورة التالية لها، وكان الحل هو الصياغة الموجودة بلائحة 2015  وهو ما يجعلني أحيلكم إليها، فالرجوع لها جعل المهرجان يسترد نفسه وكان للجنة المسرح والتجريبي دور كبير وجهد مبذول لاسترداد المهرجان القومي للمسرح بالإضافة لجهد الوزارة والوزير وبالتالي علينا جميعا الحفاظ على مثل تلك الكيانات وأن  نتكلم بموضوعية ونفكر بموضوعية  ونرى ما يمكننا فعله  لخلق الدافع والحافز الذي يجعلنا نفكر في تطويرها.
وتساءل عبد المنعم: لماذا لا نقدم المنح والبعثات للصاعدين كجائزة لهم وأن يذهب الصاعدون للمهرجانات في الخارج، ولماذا لا نربط بين العلاقات الثقافية ووزارة التعاون الدولي وبين عملنا هنا كمؤسسات وزارة الثقافة والمهرجانات، لماذا لا نعيد تفعيل البروتوكولات ونرفع بذلك مستوى الدوافع وهو ما يتم من خلال التنسيق بين جهات مختلفة، فيعطي المهرجان ثقلا أكبر. 
تابع عبد المنعم: كذلك يمكننا تطوير فكرة الحافز من خلال جعل العروض الفائزة” أفضل منتج لدينا” تسافر إلى المحافظات، وهو ما يمكن أن يتم بسهولة لأن مدير المهرجان هو رئيس البيت الفني، وبقرار منه يتم ذلك. و أتمنى من الأستاذ يوسف إسماعيل التدقيق في أسماء لجان التحكيم والمكرمين والكتاب.
 فيما تساءل  الناقد أحمد زيدان: هل يشكل المهرجان القومي للمسرح المصري بانوراما للعروض المنتجة، هل هناك تمثيل حقيقي لكل جهات الإنتاج ؟ وهل يوجد تمثيل حقيقي لكل أطياف المسرح المصري أم لا؟ وهو ما يجب أن تراجعه إدارة المهرجان كي تحدد في لائحتها نسب العروض لجهات الإنتاج.تابع: فالشباب والرياضة مثلا تصرف الملايين على مهرجان إبداع الجامعات و غير مهتمة بمراكز الشباب التي تتبعها، أيضا النسب المشاركة في الإنتاج غير مناسبة حيث لا توجد شركات، والنقابات تعمل 10 عروض وتدخل بعرض، أيضا مسرح الدولة لديه الكثير ويدخل بكوتة رغم انه مسرح الدولة،  وكذلك الهناجر، والبيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية ينتج 4 أو 5 عروض ويشارك  بعرضين، والبيت الفني للمسرح ينتج 40 عرضا ويدخل ب 8 ، وصندوق التنمية الثقافية ينتج عرضين أو ثلاثة ويدخل بعرضين. أضاف: وهناك عروض جامعية يعاد إنتاجها بصندوق التنمية، غير عروض الجامعة التي تأتي من لجنة المشاهدة بالإضافة إلى عروض إبداع التي تعد في الأساس عرضين جامعة،  وهنا يجب توحيد الجهات في جهة واحدة  لعروض الجامعة. و هناك المسرح الكنسي  ينتج  آلاف العروض لكنها غير ممثلة، والشباب والرياضة غير ممثلة، والثقافة الجماهيرية تنتج مئات العروض ومع ذلك تشارك بخمسة عروض فقط. 

كتيب سنوي 
وقدمت الناقدة عبير على ورقة قرأها المخرج عصام السيد وشملت ضرورة وجود كتيب نقدي بتغطية للعروض التي شاركت في المهرجان، وأن يقوم المهرجان بالتعاون مع المركز القومي للمسرح بطبع كتيب سنوي لبيان حال الإنتاج المسرحي السنوي، ووضع العروض الشبابية التي تعرض على لجان المشاهدة في ورشة مستديمة  طوال العام لينتج منها عرض  للعام التالي باسمهم. 
وان يكون هناك مهرجان سنويا بالتعاون مع المركز القومي للترجمة والمراكز الثقافية وترجمة إحدى المسرحيات الفائزة لإحدى اللغات الأجنبية، و ان تتضمن اللائحة معايير اختيار العروض المشاركة على أن تتناسب مع عدد العروض الممثلة لكل جهة مع حجم إنتاج كافي.
وقالت الناقدة ليليت فهمي: فكرة حجز العروض أون لاين فكرة جيدة، واقترح تقديم تذكرة زهيدة للجمهور لدخول العرض وتخصم من الدعاية بما أنه لا يوجد لها بند كما قال لي المخرج عصام السيد، لأن النقود تجدد الدافعية إلى حد ما، كما  أرى أن نتحرك طيلة الوقت بين “ البانورامية” التي تجعلنا نلتزم بالكوتة و“الجودة”  من أجل التسابق، وهو ما نتكلم عنه حيث هوية المهرجان الذي دائما يكون بين ثقلين فكرة البانوراما التي لا تستدعي التسابق وبالتالي وجود الكوتة و الجودة،  وهنا يجب أن نتنازل تماما عن الكوتة. 

في الأخير 
وعلق المخرج عصام السيد قائلا: هناك مقولات أصبحت ثوابت من ضمنها أن هناك أزمة في المسرح، وأشار إلى كل عرض في المهرجان القومي  يأتي بجمهوره الذي  لا يعد جمهور مسرح، تجد عرض جامعة مثلا كامل العدد و عرض آخر  لا يحضره عدد ، وهو ما لا يعد جمهور مسرح إنما هي  ظاهرة قبلية أو ظاهرة نجومية والاثنين شيء قبلي. و كذلك في مسألة التذاكر ستجدون القبلية أيضا لأن الجمهور لا يأتي للفرجة وإنما للتشجيع، وأنا أرى أنه يجب أن تكون هناك تذاكر وهذا عن تجربة، فالناس تهتم حقيقة حين يكون هناك تذاكر. أضاف: أنا ضد التسابق لكن اقترحت صيغه ما بين التسابق وعدم التسابق قلت فيها أن لدينا الجامعة لديها مسابقاتها التي تخرج لإبداع وبعدها تصفي، والثقافة الجماهيرية لديها مسابقتها، و هنا يتبقى لدينا المستقل والبيت الفني للمسرح وهؤلاء  نشكل لهم لجنة مشاهدة  وما ينتج عن هذه المسابقات يكون بانوراما للمسرح المصري ليس في القاهرة فقط إنما تجوب كل الأقاليم، وهذا الاقتراح ذكرته في لجنة المسرح واعترض عليه كل الزملاء، لأنه يجب أن يكون فيه حافز مادي ، قلت لهم في هذه الحالة نحن لا نعمل مسرح وإنما نريد أن نأخذ جائزة وهذا لا يخلق حركة مسرحية ولكنهم فضلوا الحافز و الجائزة. 
ثم كان رد الأستاذ إسماعيل مختار على المقترحات والتساؤلات كالتالي: لدى الثقافة الجماهيرية عدة مسابقات من المفترض أن تفرز أهم العروض  التي تم عرضها طوال العام من وجهه نظر اللجان المحترمة، و ذلك أيضا بالنسبة للجامعة، فنحن نأخذ من مسابقات و منافسات قوية والجميع موجود، أما عن مسرح الطفل فأنا لدي قناعة كاملة بأنه يجب أن يكون هناك مهرجان لمسرح الطفل قائما بذاته، أن يكون هناك مهرجان لفنون مسرح الطفل، يضم عرائس، والمسرح العادي، وقد قدمت طلبا للجنة برئاسة الدكتور ( حاتم ) وقدم الطلب للوزارة وأعتقد أنه من الممكن أن يدعم من لجنة المسرح و يجب أن يكون دوليا حتى ننقل الخبرات ونكتسبها .
و عن “الجودة” قال إنها مسؤولية الجهات المنتجة و لجان المشاهدة التي شاهدت السيديهات، و أضم صوتي في هذا لصوت  الأستاذ باسم صادق في ضرورة   أن ترفع العروض في لينكات. 
الفنان يوسف إسماعيل رئيس المهرجان القومي رد على بعض الاقتراحات قائلا:
هناك بعض الملاحظات الهامة القابلة للتنفيذ بشكل سريع وأخرى تأتي بعد ذلك، 
و أشكر الأستاذ ناصر عبد المنعم  لما أشار له من  فكرة رفع سقف الدوافع للمتسابقين  والتي تتم من خلال تفعيل البروتوكولات الموجودة بالفعل منذ سنوات وغير مفعلة ما بين وزارة التعاون الدولي ووزارة الثقافة، وأنا على علم أن هناك رقما ضخما مرصودا  لم يستفاد منه فعلا، يقرب من سبعة مليون يورو أي قرابة 140 مليون جنيه موجودين كمنح، و توجد أجهزة مسرح ضمن البروتوكول  لم يستفاد بها وعلينا أيضا أن نرسل  منح دراسية و فنية، وعن  فكرة “الموقع الإلكتروني” قال:  بالفعل لدينا موقع إلكتروني منذ سنتين، وكل الكتب ترفع على الموقع، كتب الدورتين السابقين وكذلك إصدارات  ال12 دورة السابقة، وكذلك  المحاور النظرية المصاحبة للعروض المسرحية تبث مباشرة على موقع المهرجان في حينها. أما بالنسبة “للندوات التطبيقية” فقد فكرنا في الدورة السابقة  في تقديمها  بعد الظهر  وكان أمامنا صعوبة أن المسرح لابد أن يُخلى من الديكور استعدادا لعرض اليوم التالي، و الصعوبة الثانية هي أن الجمهور يغادر لرؤية العرض الذي يليه، فنجد المسرح فارغا.
أما عن” التمثيل الحقيقي لجهات الإنتاج”  فقال: إن المسئولية تقع فيها على جهات الإنتاج أنفسها  لأنها هي التي تختار عروضها، وإن النقابات موجودة في اللائحة: العمالية والفنية، وإن كل النقابات المهنية الموجودة في اللائحة لا يقدم منها غير نقابة المهن التمثيلية فقط من جميع النقابات على مستوى الجمهورية، كذلك  الشركات لا يتقدم منها أحد،  وشركات القطاع الخاص لها عرضان في اللائحة، فقط العام  الماضي تقدم  عرض واحد فقط  لمحمد جبر وهكذا، ما يعني أن كل الأطياف المسرحية ممثلة داخل اللائحة. 
وعن كون المهرجان يضم ثلاثة أو أربعة عروض في اليوم  قال إن المهرجان يتطلب أن يستمر لفترة أطول لتفادي إرهاق النقاد وتحميلهم الأعباء والجهد الكبير. 
وعن  “النقد و النقاد” قال هي عملية بين طرفين: إبداع ومن يرصد هذا الإبداع ويطوره و يوجهه، و أنا بالفعل أهتم بالحركة النقدية لأن من سيتكلم عن المؤلف والمخرج والممثل هو الناقد وانا حريص كل الحرص على هذه المسألة وان كان ذلك يتطلب مزيدا من الحرص والاهتمام . 
أما بالنسبة لموضوع “الإعلام الخاص بالمهرجان “ فعلق: نحن نحاول من خلال الموقع الإلكتروني و المركز الإعلامي  للمهرجان، وكنا في الدورتين السابقتين “ترند” رغم أني لا أؤمن بالترند، ويمكننا زيادة الاهتمام بالجانب الإعلامي أكثر. و عن “مسرح الطفل”  قال: هو من المواضيع الهامة التي تحتاج جلسة أخرى، وأنا تحدثت مع الدكتورة إيناس عبد الدايم في إنشاء مهرجان لفنون مسرح الطفل ولكن هذا يحتاج لتحضير، خاصة ان معالي الوزيرة تؤمن بالفكرة، ومن خلال هذه الجلسة أرى أن على لجنة المسرح أن تخرج بتوصية أن يكون هناك مهرجان خاص بفنون مسرح الطفل المختلفة، وممكن أن يدخل فيها المسرح المدرسي لأن هناك من يتهموننا أننا لا نحضر ولا نهتم بالمسرح المدرسي. 
وعن “لجنة التحكيم “واختيارها للعروض قال: لا يمكنني التدخل في مثل تلك الاختيارات حيث يجب احترام لجنة التحكيم واحترام آرائها. واختيار لجنة التحكيم يكون من خلال اللجنة العليا حيث يتم ترشيح ثلاثة أسماء في كل مكان ونأخذ عليهم تصويتا، وبالتالي فإن اختيار اللجنة ليس اختيارا فرديا وهذا بمناسبة عملية التدقيق التي ذُكرت.
و في نهاية الجلسة أبدى يوسف إسماعيل رئيس المهرجان القومي للمسرح و إسماعيل مختار رئيس البيت الفني للمسرح اهتمامهما بالمقترحات المقدمة و أنهما سيعملان على تنفيذها ، كما أبديا استعدادا لمد جسور التواصل مع لجنة المسرح و التعاون معها دائما . 

 التوصيات 
وفي النهاية أعلن  المخرج عصام السيد مقرر لجنة المسرح أن الجلسة انتهت إلى التوصيات  التالية بإجماع الحضور :
أولا : العودة للائحة 2015 أمر محمود و لا خلاف عليه ، حيث أن كافة التعديلات التي جاءت بعدها لم يتم التوافق عليها و لم تطرح للنقاش العام مثل تلك اللائحة، و لكن رأى المجتمعون ضرورة مراجعتها للأسباب التالية:
1- يجب أن تتضمن اللائحة محددات واضحة لدور اللجنة العليا و صلتها بإدارة المهرجان على أن يتضمن التشكيل ممثلين لكل الأجيال و الأعمار و الجهات. 
2- أن تحتوى اللائحة على تحديد دقيق لنوعية من يطلق عليهم ( صاعد ) أو كبير بدلا من أن تترك كل مرة لتقدير لجنة التحكيم. 
3- ان يكون هناك نسبة و تناسب بين حجم إنتاج كل جهة إنتاجية و حجم تمثيلها في عدد العروض التي تشارك في المهرجان.
ثانيا : فيما يخص التحكيم و التكريم : 
1- رأى المجتمعون ضرورة الدقة في اختيار لجان التحكيم و أن يتحقق بين أعضائها نوعا من التجانس و أن يكونوا من المتابعين للحركة المسرحية و قد وعد الفنان يوسف إسماعيل باستشارة لجنة المسرح عند تشكيل لجان التحكيم. و في نفس الوقت يجب التفكير في آلية للرد على أي تجاوز يطال لجان التحكيم. 
2- ضرورة أن يكون هناك فلسفة ما في اختيار المكرمين، فليس من المعقول في دورة المؤلف المصري ألا يكرم إلا مؤلف واحد. 
ثالثا : ضرورة الاهتمام بالإعلام سواء الإلكتروني أو الورقي أو المرئي، والإتفاق مع إحدى القنوات التليفزيونية التي تتميز بكثافة المشاهدة لتغطية وقائع المهرجان، و أيضا الاهتمام بالرؤية البصرية للمهرجان و خلق مستوى جمالي مميز للفعاليات .
رابعا: رأى المجتمعون تبنى عدة اقتراحات خاصة بالجوائز بحيث لا تظل مادية فقط مثل :
1- إيجاد آلية لاختيار العروض المميزة للانضمام إلى الفرق التي تتجول في محافظات مصر. 
2- الاستفادة من المنح و البعثات التي تتوافر لقطاع العلاقات الثقافية الخارجية سواء بوزارة الثقافة أو وزارة التعاون الدولي لإضافتها للجوائز. 
3- أن يتولى إخراج حفلي الافتتاح و الختام أحد الفائزين بجوائز المهرجان. 
خامسا: رفض معظم الحاضرين تقسيم مسابقات المهرجان إلى هواة و محترفين، و فضلت الأغلبية الإبقاء على مسابقة واحدة و لكن أجمع الحاضرون على ضرورة أن يكون لمسرح الطفل مسابقة منفصلة، تجمع كل فنون الطفل من عروض عرائس و بشرى و خيال ظل و اراجوز ، فمسرح الطفل يستحق أن يقام له مهرجان منفصل .
سادسا : فيما يخص النشاط الفكري للمهرجان
1- التوصية باستمرار حوار الأجيال الذي بدأ في لقاءات بكبار المبدعين المسرحيين. 
2- أن يناقش المحور الفكري للمهرجان قضايا و مشاكل حقيقية يعانى منها المسرح. 
3- الاهتمام بالنقد التطبيقي سواء بعودة الندوات النقدية أو فرد مساحة أكبر لها على موقع المهرجان و أن تكون هناك دورة خاصة بالنقد ، تحتفي به و بالنقاد. 
4- تشكيل لجان فنية وعلمية لوضع أبحاث تقيس مدى تأثير المهرجان على الجمهور، و لتعرف الحركة المسرحية من هو جمهورها الحقيقي لتتعامل معه بشكل علمي. 
سابعا: رأى المجتمعون ضرورة أن تمتد ليالي المهرجان لتغطى مساحة زمنية أكبر. 
1-  لإتاحة الفرصة لعدد أكبر من المشاهدين  
2- لأن إرهاق لجنة التحكيم في مشاهدة ثلاث عروض يوميا أمر غير إنساني و لابد أن يؤثر على أحكامها .
و بالطبع يحتاج هذا إلى تمويل أكبر و ميزانية أضخم و لذا حث الحاضرون إدارة المهرجان على إيجاد عناصر تمويلية مختلفة بالتعاون مع صندوق التنمية الثقافية، الذي سيتيح للمهرجان حرية حركة أكبر .
ثامنا : أجمع الحاضرون على ضرورة كسر مركزية المهرجان في العاصمة و ضرورة مده إلى محافظات أخرى سواء بعروض على الهامش أو تجوال عروض داخل المسابقة. 
تاسعا : اقترح الحاضرون أن يتم تفعيل الحجز الإلكتروني لعروض المهرجان على أن تكون العروض بتذاكر لضمان جدية الحجز، و أن تذكرة مخفضة و شبه موحدة ستتيح تنظيما أفضل للمهرجان برغم صغر العائد ماديا . و من الممكن التعاون مع صندوق التنمية الثقافية في هذا الصدد بصفته أحد الجهات المنظمة للمهرجان في أن يقوم بتحصيل قيمة التذاكر على أن تخصص حصيلتها لدعم المهرجان ماديا .
 


سامية سيد