«الألوان العجيبة» للكاتب والشاعر أحمد زيدان على مائدة مركز توثيق وبحوث أدب الطفل

«الألوان العجيبة» للكاتب والشاعر أحمد زيدان على مائدة مركز توثيق وبحوث أدب الطفل

العدد 806 صدر بتاريخ 6فبراير2023

ضمن الملتقي الخامس والأربعون الذي يعقده مركز توثيق وبحوث أدب الطفل الذي يتبع الإدارة المركزية للمراكز العلمية  برئاسة د. أشرف قادوس عقدت ندوة لمناقشة مسرحية “الألوان العجيبة “ تأليف وأشعار الكاتب والشاعر أحمد زيدان ،أدار المناقشة الكاتب أحمد زحام، وتحدث بها كلاً من الكاتبة المسرحية صفاء البيلي والمخرج محمد فؤاد والكاتبان الصغيران عبد الرحمن ماهر وفريدة مجدي، واستهل الكاتب أحمد زحام الندوة بالترحيب بالحضور موضحاً أن الكاتب الصغير عبد الرحمن ماهر يولي اهتماماً خاص بالكتابات المسرحية للطفل مشيراً إلى بداية تعرفه عليه والتي كانت بالحديقة الثقافية بالسيدة زينب وكان قد كتب نقداً مسرحياً عن مسرحيته التي كانت صادرة من المركز القومي لثقافة الطفل وتحمل عنوان “هجرة شجرة “ ،وذكر قائلاً  أسعدني كثيراً ما كتبه وجعلني أفكر في إقامة ورشة مسرحية وكان هو أحد روادها، وكنت سعيداً عقب إنتهائها بفوز أطفال في مسابقة “المبدع الصغير» ومنهم عبد الرحمن وفريدة سمير .
وتحدث عن فريدة ماهرة والتي تتمتع بمواهب متعددة فى مجال الكتابة فتكتب الشعر والمسرح والقصة القصيرة وقال : شىء جيد تطرق الطفل في هذه المرحلة العمرية لصنوف مختلفة من الهوايات ففي النهاية هو يجرب كافة الأشكال التي يكتب عنها وفي النهاية سيختار عنصر واحداً من عناصر أو أشكال الكتابة وحصيلة فريدة هي ثلاثة كتب موضحاً وهم “حكايات فريدة» إصدار دار الوهيبي ويحتوي على 22 قصة قصيرة يتعلم من خلالها الأطفال القيم والاخلاقيات ونبذ التصرفات السيئة، والكاتب الثاني بعنوان “كنز» وهو كتاب عن ذوي الاحتياجات الخاصة ،ويضم الكتاب أمثلة لأشخاص في الواقع كان لديهم إعاقات ووصلوا لأحلامهم مثل الأديب طه حسين، والموسيقار عمار الشريعي، والكتاب الثالث سيصدر في معرض الكتاب “مصر بعيون طفلة “ ويتحدث عن الجمهورية الجديدة والمشروعات القومية.

تميزت اللغة برشاقتها وعذوبتها وسلاستها
وانتقلت الكلمة للكاتبة صفاء البيلي، ووجهت الكاتبة صفاء البيلي الشكر للحضور وخاصة أنها المرة الثانية التي تناقش بها مسرحية بمركز توثيق وبحوث أدب الطفل، واقترحت مقترحاً هاماً قبل مناقشتها ل مسرحية «الألوان العجيبة» وهو ضرورة مناقشة الأعمال قبل نشرها لما تحققه جلسات القراءة من استفادة قصوى للعمل الإبداعي، وتقلل الملحوظات الموجودة بالعمل ثم أوضحت قائلة: عندما قرأت المسرحية وجدتها شبيه بالأوبريت الغنائي وهناك فروق بين المسرحية والقصة والاوبريت في الكتابة، ويعلم الأستاذ أحمد زيدان الفروق بين هذه الأنواع الأدبية؛ إذن فلماذا نقدم الأوبريت للأطفال؟ لأنه يكون سهلاً ومستساغاً وبه غناء وهناك مناطق محددة بما يعرف «بالرستاتيف؛ الغناء الموقع فقط الذي لا يعتمد على وزن أو قافية؛ وذلك لأنه أحب الأنواع إلي الأطفال، فالأوبريت أسهل الأنواع الفنية التي يتقبلها الأطفال.
وتابعت قائلة «الأوبريت نشأ ليكون وسط الأعمال المسرحية الكبرى الصعبة ؛ليخفف من حدتها ولذلك نجد في معظم العروض المسرحية الأغاني لتخفف من حدة الدراما، والأوبريت لا يحتاج لحبكة درامية صعبة فهو مجموعة من الأغاني والأشعار المترابطة ببعضها لتخرج في شكل قصة أو حكاية بسيطة ليس بها لتعقيدات وكل ما ذكرته حتي أصل لنقطة فاصلة في نص «الألوان العجيبة» وأتذكر المفكر والفيلسوف جان جاك روسو الذي كتب مسرحية «كاهن القرية» عام 1735م، وهي مسرحية موسيقية فعندما يتصدي جان جاك روسو لكتابة عمل موسيقي هذا يعني أن الأمر استهواه وجذبه .
وأشارت البيلي إلى مجموعة من الملحوظات والتي كانت بدايتها من عنوان المسرحية «الألوان العجيبة» وتساءلت ما سر العجب فيما فعلته الألوان؟ فالألوان ليست عجيبة فالألوان هي مبعث تكوين الكون، وقد ذكر الكاتب أحمد زيدان ذلك فكل لون يعبر عن شىء معين، وتميزت اللغة برشاقتها وعذوبتها وسلاستها وكان الشعر مميزاً «الشعر يتنطط»، وذلك يظهر فى الحوار العادي فليس من الضروري أن يتم غناء الأوبريت فلم نكن بحاجة لحبكة درامية صعبة للفرشاة ،وخاصة أن الفرشاة هي صاحبة الألوان أو صديقة الألوان فلماذا افتعلت الفرشاة أزمة نحن لا نحتاج حبكة والنص جيد والأوبريت لا يحتاج حبكة.
وتابعت :سأضرب مثالاً بأوبريت «العشرة الطيبة» هو مجرد مشاهد موسيقية قدمت بشكل صورة وكل مشهد غنائي يعبر عن شىء معين، وهنا الموضوع متصل ببعضه ،وكل لون عبرعن نفسه بشكل جميل للغاية  وعند دخول الفرشاة بدأ الأمر يتزعزع عندي فتارة تتحدث الفرشاة بصيغة المذكر وتارة أخرى بصيغة المؤنث ،وهناك جملة قالتها عند دخولها وهي « انا لست مهتمة بهندامي وهذه صفات الشخص الجاد « وهناك ضرورة بأن نكون حريصين لما نكتبه للطفل فهناك أشخاص جادين ومهندمين، وكذلك يجب أن تكون صورة الفرشاة جميلة فالفن رمز الجمال ،ولم يكن هناك مبرر درامي لاختباء الألوان فنحن لا نقدم حكاية درامية معقدة فكما ذكرت سابقاً أن الأوبريت لا يقوم على حكاية درامية صعبة.
وأضافت «في الجزء الخاص بسرد كل لون لحكايته الخاصة نجد أن هناك أزمة مفتعله بين اللونين الأسود والأبيض فاللون الأسود يرى أن الألوان تحب اللون الأبيض واللون الأبيض يرغب فى تلوين الكون بأكمله ويتنازع اللون الأسود فهو يرغب فى تلوين الكون كله ،واختتمت حديثها بضرورة تحديد الفئة العمرية الموجه لها النص وخاصة أن هناك كلمات قد لا تفهمها بعض الفئات العمرية وضرورة كتابة الكلمات الجديدة فى الهوامش وأعربت عن أمنياتها بأن يقدم الشاعر والكاتب أحمد زيدان مزيد من الأعمال الجيدة .
ثم عادت الكلمة للكاتب أحمد زحام والذي أوضح أن النص مقدم للعرض وتساءل هل مسرح الطفل يقرأ ام يعرض وهل نتعامل معه كنص أدبي؛ وبالتالي سيقرأ الطفل إذن سيكون الصراع بسيط وخاصة انه سيقدم للطفل ومسرح  الطفل لا يحتاج إلى كثير من التعقيدات مشيراً إلى اختلافه مع الكاتبة صفاء البيلي في دور الفرشاة .

قدم الكاتب مسرحه لأفكار الألوان
ثم انتقلت الكلمة إلي المخرج محمد فؤاد والذي وجه الشكر للحضور ومعرباً عن سعادته بصدور مسرحية «الألوان العجيبة « موضحاً أنها المرة الثانية التي يناقش مسرحية في مركز توثيق وبحوث أدب الطفل  مشيراً إلى أن المسرح كتب ليقدم على خشبة المسرح ،وليس ليوضع على الأرفف كما أن المنجز الأدبي لن يقدم على خشبة المسرح إلا إذا كانت هناك عين مخرج تنفذه وتقدم رؤيته الخاصة، ووجود مخرج فى مناقشة عمل مسرحي سواء كان أوبريت أو مسرحية شىء جميل، موجهاً الشكر للشاعر والكاتب أحمد زيدان لترشيحه لمناقشة مسرحية «الألوان العجيبة».
وقال: هاتفت الكاتب أحمد زيدان وسألته هل قام بكتابة الفئة العمرية بالمسرحية للأطفال ،وأوضح لي أن المركز القومي لثقافة الطفل لم يقم بكتابة الفئة العمرية ،ولكن تظهر من اللغة التي كتبها أحمد زيدان فهو شاعر فصاغ هذا العمل شعراً، وقام بعمل شىء جميل للغاية يحسب له فالألوان هي جنس واحد هي مجموعة من الأخوات حتي وإن كان بينهم أى صراعات، ووفر أحمد زيدان على المخرج فكرة أن يوزع الجمل  فبدأ بكتابة قصيدة ثم وزع على الشخوص الألوان المختلفة «أحمر وأبيض وأرزق» وشكل كل شىء بالألوان وإذا قمنا بتغير الجمل التي تقولها الألوان فلن يحدث أدني تغير فلديه فكرة تعبيرية الأشخاص «شخوص مختفية» وطالما نحن من هذا الجنس والشكل؛ إذن كلنا واحد وليس هنا فروق وتتضح هذه الفروق عندما نختلف فالأفكار ،وهو شىء جيد جداً بالنسبة لي، ومهما  اتفقنا فلابد أن يكون بيننا اختلاف في أرائنا وهو لن يسبب لنا مشكلات «الاختلاف سنة الحياة»، ولكن مثلما قالت الكتابة صفاء البيلي أنه فضل أن يقدم شخصية حتي يخلق صراعاً فدخلت «الفرشاة»، وأرى أن استخدامه لفكرة الفرشاة فكرة جيدة فهي تخلق الصراع بما أن الفرشاة المتعارف عليها أنها تمزج الألوان وتخلطها ومن الممكن أن تأخد من لون أكثر من اللون الأخر..... وهكذا ؛ إذن هي التي من الممكن أن توزع بقدر ما فكان يراها على سبيل المثال مثل «الملك لير» عندما وزع ميراثه ،واختص أحد بناته بجزء كبير من ثروته عن الأخريات ،وهنا الفرشاة قامت بهذا الفعل  وكانت وظيفتها تأخد من اللونين الأبيض والأسود ليصبح رمادي.
وأضاف: أحمد زيدان أعي جيداً روح الطفولة بداخله قدم بالشعر «شقاوة  الأطفال» وإتضح ذلك في فكرة أننا نختفي ونقلد التماثيل وليس شرطاً حتي نختفي أن نهرب ونهرول سريعاً وقام بحيلة أخرى فجعل الألوان تقف «ستوب كادر» فيصبحون فى هذه اللحظة تماثيل حتي نشعر بروح الطفل في النص .
وإستطرد قائلاً عن كلمات النص «جاءت كلمات النص بسيطة ،وكنت أرى أنه كان من الضروري أن تتم كتابة  الفئة العمرية الموجه لها النص، وخلق الكاتب أحمد زيدان صراعاً مرتين ليتوجه لفئة عمرية أكبر من الفئة الموجه لها المسرحية فيعون جيدا أن العالم أجمع بني علي الصراع فقام بعمل صراع جديد بين اللونين الأبيض والأسود ،ولكنه يقف في لحظة عند صراع الفرشاة دون وجود حلول جذرية لهذا الصراع ،وهو يعد شىء من روح الطفولة فالطفل متطرف في مشاعره فبقدر غضبه في لحظة ما بقدر سعادته في نفس اللحظة فإنساق وراء ورح الطفولة فى كتابته التي تتسم بالبساطة مسرحياً فمن الممكن تقبلها في المرحلة العمرية ما قبل المدرسة ،ولكن من الصعب أن تتناسب مع الفئة العمرية فى مرحلة المراهقة وهي المرحلة التي يعبر فيها الطفل عن دواخله ومشاعره ويبدأ فى حسم قراراته وقدم مسرحه لأفكار الألوان.
وأضاف «أستوقفتي جملة فى النص وهي فكرة مزج لونين وهما الأزرق والأحمر وينتج عنهما «العنابي» كما ذكر في النص وأرى أن الفئة العمرية التي يتعامل معها النص لن تفهم معني اللون «العنابي»، ولكنهم سيعرفون اللون البنفسجي فعندما نتعامل مع الطفل نتعامل مع لغه الأم ،وبما أننا فى مصر والمسرحية صادرة من المركز القومي لثقافة الطفل فسيكون اللون البنفسجي و»المووف» هما المتعارف عليهم بشكل أكبر من اللون العنابي كما أن خلق الصراعات التي يتم حلها بشكل سريع فى النص شىء مميز ورائع للغاية  فالاختلاف لن يولد خلاف ،وهو يعد أهم النقاط التي إستنتجتها من النص، وقد تميز أحمد زيدان فى نقطة هامة فهو ليس من المؤلفين الذين يزعجون المخرجين بالإرشادات الخاصة بهم ،وهو شىء يحسب له وأخيراً هذا العمل مسرحياً لن يكتمل إلا إذا قام أحد المخرجين بصياغته على المسرح فيصبح مسرحاً

الأشعار والأغاني بالنص متميزة جداً
ثم عادت الكلمة مرة أخرى للكاتب أحمد زحام موضحاً أن الفئة العمرية التي يتوجه لها النص  من عمر 5 الي 9 سنوات ثم تحدثت الكاتبة الطفلة فريدة مجدي عن إنطباعتها عن النص وقالت « قرأت النص عدة مرات وأكثر ما نال إعجابي الأشعار والأغاني المكتوبة داخل النص ولفت نظري عدة نقاط  وهي كالأتي: اللون الأسود بغروره وتكبره اضاع جمال اللوحه، والشىء الثاني اللون الأبيض كان لوناً سلبياً لأنه لم يحاول أن يثبت نفسه أمام اللون الأسود ،وكان يضع كل ثقته فى اصدقائه حتي ينقذوه من اللون الأسود ،وكنت أعتقد أنه يجب أن يكون إيجابياً لأنه لون الصفاء والنقاء ،وكان من الممكن أن يقوم اللون الأبيض بتغيير اللوحه ،والتي أصبحت باللون الأسود فكان من الممكن رسم دائرة بيضاء ليصبح هناك قمر في الليل ،والشيء الثاني الذي لفت إنتباهي فرشاة الرسم التي من المفترض أن يكون لها دور أكبر فى المسرحية فهي التي تتحكم فى كل شىء في الفن وقد تركت الفرشاة كل شىء للألوان وأصبحوا يتشاجرون سوياً ،ولم تتدخل حتي تحل المشكلة والشىء الثالث الذي لفت نظري هو اللون الفسفوري ،والذي شعرت أنه لون الدهشة وخاصة أن كل الألوان أعطت ثقتها له حتي ينقذهم من اللون الأسود علاوة على عدم حبي للون الفسفوري لأنه لو غير  مريح  للعين وشعرت أنه فيما بعد سيصبح مثل اللون الأسود ،وسيفرض سيطرته على جميع الألوان ،وبذلك نعود مره أخرى لنفس الإشكالية ،وشعرت عندما قرأت  المسرحية أنني أرغب فى قراءة فصول أخري وفي النهاية أود أن اشكر الكاتب أحمد زيدان على هذا النص.
وعقب الكاتب أحمد زحام معبراً عن سعادته بالقراءة المتعمقة للنص من الكاتبة الصغيرة فريدة مجدي ثم انتقلت الكلمة للكاتب  الصغير عبد الرحمن ماهر والذي بدأ حديثه عن مسرحية الألوان العجيبة بآيه من القرآن الكريم «أَلَم? ? تَرَ أَنَّ ?للَّهَ أَنزَلَ مِنَ ?لسَّمَا?ءِ مَا?ء? فَأَخ?رَج?نَا بِهِ? ثَمَرَ ??ت? مُّخ?تَلِفًا أَل?وَ ??نُهَا? وَمِنَ ?ل?جِبَالِ جُدَدُ? بِيض? وَحُم?ر? مُّخ?تَلِفٌ أَل?وَ ??نُهَا وَغَرَابِيبُ سُود?» وهذه الأيه لخصت مسرحية الألوان العجيبة فالألوان ذكرت فى القرآن الكريم أكثر من مرة ،وأتقدم بالشكر للكاتب أحمد زيدان لأنه فى المسرحية استطاع أن يجمع بين مجالين مختلفين مجال التأليف المسرحي ومجال الأدب ،وفي مجال الفن استطاع أن يجمع بين الرسم ،وهو ما يعكس اهمية هذين المجالين من خلال تعاون الكاتب والرسام في رسم الكتاب، المسرحية اظهرت ريشة الفنان في نشر الوعي والقيم والمبادىء من خلال لوحاته ورسوماته ومن خلال أوبريت الألوان العجيبة استطاع الكاتب استثمار موهبة الشعر ،وبلاغته اللغوية وقدم لنا  أبطال النص المسرحي في شكل أوبريت غنائي أكثر من رائع فأوضح لنا اللون الأصفر لون الشمس والذهب والأزرق من السماء والبحر والنهر ،والأحمر لون القوة والبهجة والأزرق لون السماء والبحر والنهر والأسود لون الحكايات والظلام  والأبيض لون النقاء وهي الجوانب الإيجابية للألوان وسلط الضوء على الجوانب السلبية للألوان مثل اللون الأزرق لون البرد القاسي والأحمر لون البركان والحريق ... وغيرها، واستطاع بخياله الواسع أن ينتج لنا لوناً نحتاجه جميعا لون التعاون والترابط والتكاتف هو اللون “الفسفوري” فهو اللون قاهر الظلام وشعاع النور ،وبعض الكلمات اعجبتني ولكني لم أفهمها جيداً مثل كلمة “ريستاتيف “وكلمة “هندام “، وأتمني توضحيهما من الكاتب أما على جانب التأليف المسرحي فالصراع كان واضحاً ومميزاً بين الأبيض والأسود.

التماثل لا ينتج شيئاً والاختلاف يجعلنا نكمل بعضنا بعض
ثم عادت الكلمة مرة أخرى للكاتب أحمد زحام الذي اشاد بالقائمين على العمل في مركز توثيق وبحوث أدب الطفل وانتقلت الكلمة للكاتب والشاعر أحمد زيدان الذي وجه الشكر لمركز توثيق وبحوث أدب الطفل برئاسة د. أشرف قادوس وقال معرباً عن سعادته بهذه الاستضافة كما وجه الشكر لكل الحضور الكاتب أحمد زحام والكاتبة صفاء البيلي، والمخرج محمد فؤاد والكاتبين الصغار عبد الرحمن مجدي وفريدة ماهر موضحاً ضرورة أن نعرف لمن نكتب وماذا نكتب وأن نكتب عن ما نعرف وأن نكتب ما يعجب الأطفال وخاصة مع التطور التكنولوجي.
وأضاف قائلاً :عندما أتابع مسلسلات الكرتون لا أجد صراع بالمعنى المتعارف عليه وأغلب الأطفال يدركون ذلك بشكل منطقي فالصور والصراعات التي تحدث بشكل متلاحق ومفاجىء سريعة ومسلية فعلى سبيل المثال قالت لي ابنتي أن كارتون «توم وجيري» يتعرضون لكم من الحوادث يدبرونها لبعضهم وهي عنيفة بشكل كبير وهذا ليس له منطق وهذا لا يختلف كثيراً عن ما يقدم للاطفال الأن مع التطور التكنولوجي المتلاحق بالنسبة لنص الألوان العجيبة فأنا أقدم نص معرفي وهي أفكار تمثل ألوان فعلي سبيل المثال يتعرف الطفل في عمر الخمس سنوات على الألوان الأساسية وفكرة نتاج إتحاد لونين مع بعضهما البعض ويكون لديه فرضيات يتعامل معها وليس صراع به منطق قوي ومفصلات قوية بين المشاهد، وأردت أن أبرز فكرة أن الاختلاف مهم والتعامل معه بإيجابية ينتج شىء مميز والتماثل لا ينتج شيئاً والاختلاف يجعلنا نكمل بعضنا بعض وأحببت هذه الفكرة كثيراً فيحدث بتر للموقف فى مقابل تحول مفاجىء ورغم انه شىء غريب في الدراما واكتشفت أن التحول السريع في بعض الأحيان يقدم كوميديا.
وذكر الكاتب أحمد زيدان انه قام بكتابة أكثر من ستة عشر نصاً بنفس الطريقة وقام بعمل هذا المشروع مع مجموعة من الأصدقاء وقدموه في الأمارات عام 2004م.
وتابع قائلاً: قدمنا ما يقرب من ستة عشر نصاً باللغة العربية والانجليزية وكان المشروع وكما يطلق عليه «مسرحة المكتبة « أن يكون لدي نص بسيط ومن الممكن أن تكون هناك خلفية لجميع المشاهد مع مجموعة بسيطة من الأكسسوارت والديكور أو ملابس حتي يسهل تجسيده وتضم مجموعة من المعلومات المبسطة لا تحتاج لحيل مسرحية كبيرة وكان هذا راهني  واختتمت الندوة بمجموعة من المداخلات
 


رنا رأفت