«المرحوم» تناقش الإنسانية في عصر لا مكان للإنسانية فيه.

«المرحوم» تناقش الإنسانية في عصر لا مكان للإنسانية فيه.

العدد 762 صدر بتاريخ 4أبريل2022

تستعد فرقة السامر المسرحية تقديم العرض المسرحي “المرحوم” عن نص “المنتحر” للروسي “نيكولاي أردمان”،  العرض بطولة مصطفي منصور، أشرف شكري، نهال أحمد، محمد النبوي، وفاء زكريا، محمد بطاوي، مخرج منفذ وحيد البدري، أشعار أيمن النمر، ألحان إيهاب حمدي، استعراضات مناضل عنتر، ديكور وملابس شادي قطامش، إعداد محمد كسبان، إخراج حسام عبدالعظيم. 
وتدور أحداث العرض حول “سيميون” الذي يشاع في المدينة عن نيته في الانتحار نتيجة للضغوط النفسية التي يتعرض لها بسبب حالة البطالة التي تجعله يعيش مع زوجته بلا عمل وهي التي تتحمل تكاليف المعيشة ومسئولية المنزل، هذه الاشاعة تدفع بممثلين لطبقات مختلفة من المجتمع سواء من المثقفين أو التجار أو المهمشين أن يذهبوا إليه بحثا عن الانتفاع والاستغلال لمحاولته الانتحار ليطلب كل منهم  أن يكتب سيميون في وصيته أنه انتحر من أجل الدفاع عن قضايا وحقوق الفئة التي ينتمي إليها كل مندوب منهم، حتى يبدأ سيميون في الاقتناع لما أغروه به من حياة طيبة سيحياها بعد موته وأنه سيخلد ويحصل علي قيمته الإنسانية التي لم يحصل عليها وهو على قيد الحياة، إضافة إلى الفوائد التي سوف تعم على أسرته بعد هذا الموت، ليدور الصراع بينهم حول من له الحق من الاستفادة من موت سيميون، وكيف يتقاسموا تجارتهم بهذا الموت، وكيف تنتشر فكرة الانتحار كالوباء في هذا المجتمع لتستطيع هذه الفئات أن تجني مزيدا من المكاسب لأن موت شخص واحد لن يكفيهم. 

حسام عبد العظيم: استغلال الموت رغم قدسيته 
وقال حسام عبد العظيم مخرج العرض :إن انتفاء مكان الإنسانية يتضح من خلال استغلال كافة أطياف المجتمع لفكرة انتحار او موت البطل، الموت الذي يمثل قدسية و جلال، وعلى الرغم من ذلك إلا أننا نحاول استغلاله والانتفاع منه، من خلال تقديم وعود للشخص الذي أراد الانتحار وأنه سيكرم ويحصل على كل ما لم يجده في حياته سيحصل عليه في مماته وترسم له كل الطرق الوردية والتي ستعوضه عن النواقص اللي واجهها في الحياة 

محمد النبوي: دوري به رمزية لبعض النخب المتسلقة
وعن دوره قال الفنان محمد النبوي: أقوم بأداء دور (اريستارخ)، وهو ممثل (الطبقة السياسية المهمشة )، والدور به رمزية لبعض النخب المتسلقة، والتي تحاول أن تظهر وتستفيد من المجتمع على حساب أي شيء، حتى لو كان حياة إنسان، مع أن هدف هذه النخبة المعلن هو الدفاع عن هذا الإنسان، وذلك بأنه يحاول أن يقنع (سيميون) بأن ينتحر من أجل هذه النخبة، وأن بانتحاره من أجلها سيصبح بطلا، وسيصبح ذو قيمة في المجتمع , دون أن يحاول أن يمنعه أو حتى يسأله عن  سبب انتحاره، بل ينمي فكرة الانتحار لديه وأنها السبيل الوحيد للمجد وتحقيق ذاته .
ويدخل اريستارخ في صراع مع ممثلي باقي النخب ويتصارعون جميعا على الاستفادة من انتحار سيميون والذي يعدل عن فكرة الانتحار فيلومونه بشدة ويتهمونه بالخيانة، وتبدأ تلك النخب بالبحث عن منتحر أو صناعة منتحر لتستفيد من موته حتى تظل موجوده .
وأضاف النبوي: تكمن صعوبة الدور في تلك الرمزية والعبثية في النص ما بين الجد والهزل،  وكذلك منهجية المخرج / حسام عبدالعظيم في اختيار أسلوب التمثيل داخل التمثيل، مما يجعل طريقة أداء أي شخصية في العرض محدده ودقيقه للغاية  وأخيرا  أتمنى أن أوفق أنا وباقي أعضاء فريق العمل في تقديم عمل جيد 

أشرف شكري: المرحوم عرض استعراضي غنائي في قالب كوميدي فانتازي 
وقال الفنان اشرف شكري عن دوره: أؤدي شخصية “ديمتري” في عرض المرحوم هذا العرض الذي رغم اسمه لكنه يعرض في قالب كوميدي به فانتازيا، وهو عرض استعراضي غنائي.
أما عن دوري فهو بالنسبة لي من الأدوار المهمة والمتنوعة والتي بها الشخصية ظاهرة وأنا احب التنوع في الشخصيات المقدمة لأن الممثل هنا تظهر قدراته وإمكانياته من خلال التنوع والشكل المختلف بأنماط مختلفة ومسرحيات مختلفة فيعد ذلك مهما للمثل حيث يجرب نفسه في كل  ما هو جديد وحتى وان كانت المساحة اكثر أو اقل.
وأضاف شكري: انأ أحببت الشخصية وخاصة أني أغني فيها، وشخصية “ديمتري” هو شخص يدعي أنه مات ويصدق والده، وهنا تكون العبرة أن الناس يظهرون على جثث الآخرين، ويحقق كل منهم طموحاته ولا يهمهم الإنسانية، وقد تكون هذه العبرة وهي رسالة العرض، وأنا قد أؤدى عدة شخصيات في عرض واحد وهو ما يجعل المخرجين يختاروني لهذا السبب، مثل الطوق والأسورة ورجل القلعة وغيرها. 
وأشار شكري إلى: أن المشكلة الرئيسية التي واجهتنا هي مشكلة المكان، ويعتبر المركز الثقافي بالجيزة هو المنفذ الوحيد والمتنفس الوحيد بالنسبة للعديد من الفرق من معهد الفنون المسرحية ونوادي المسرح و الأقاليم، فالمسرح عليه عبء كبير ولذلك أشكر المسؤولين بالمركز واشكر رئيس الإقليم جلال عثمان والأستاذ محمد فتحي لأنهم يشعروننا أن المكان مكانا، فهذه هي المشكلة حين يكون لديك مسرح وتعمل البروفات ستحدد مواعيد البروفات ومواعيد العرض وهنا يكون الانتظام، فالممثل مثل لاعبي الكرة يجب أن يتدرب جيدا قبل الماتش وهكذا نحن فالتحديد له عامل كبير، ومهم جدا للمثل أن لا يمل من كثرة عدد البروفات وهنا فقط تكون المشكلة في مكان العرض.
أما من جهة الهيئة فعندما توافق على العرض فالجميع يكون بجانبهم ويكونون دافع للفرقة، فلا توجد مشاكل هنا.
واختتم شكري بقوله : اسعدني حقا العمل مع فريق العمل هنا مع المخرج حسام فهو مخرج واعد وأتمني له مستقبل كبير والممثل مصطفى منصور والذي اعتبره أيقونة التمثيل وأيضا محمد النبوي ونهال أحمد ووفاء زكريا وغيرهم، فالجميع على قدر المسؤولية، وأنا أحب العمل مع الشباب فنحن كما كنا نتمنى أن يقف بجنبنا الآخرون فها نحن الآن نفعل ذلك.
ونتمنى أن يعرض العرض بشكل جيد وان ينل استحسان الجميع من الجمهور والمسرحيين والنقاد. 

إيهاب حمدي: عملنا ليس مجرد أغاني تفك حالة العرض وإنما هي من صلب الدراما 
وقال الملحن إيهاب حمدي : اختيار المخرج حسام عبد العظيم لهذا النص يعد شيئا رائعا وأول ما عرض على النص كنت متحمس جدا، وشعرت انه سيعمل منه عمل رائع، قماشة النص والإعداد التي قام بها حسام تعد قماشة مطاطة وواسعة وفضفاضة ويعمل منها تنويعات رائعة في نوعية الموسيقى المستخدمة والأغاني لأن الشخصيات الموجودة تفرض على الجو العام اكثر من مناخ، 
فالمخرج مصري إيطالي درس في روسيا فالمزج بين الروسي والإيطالي والممثلين المصريين والمسرح المصري، هم قماشة هائلة تجعلنا نقوم بشغل متنوع من الموسيقى الروسي والإيطالي والمصري، فاتفقت أنا والمخرج أن يكون معظم عملنا ليس مجرد أغاني تفك حالة العرض وإنما هي من صلب الدراما أيضا بديلة لمشاهد، فمعظم الأغاني ليست مجرد أغاني مغناه وإنما فيها ريستاتيف ودراما، فأنا في حالة استمتاع رائعة من مجرد قراءة النص من قبل بداية العمل، وأنا سعيد بعملي في هذا العمل، فالشارع أيمن النمر كتب أشعار وأغاني عاذلة داخل النص، اعتقد أنها بالنسبة لي شخصيا هي تجربة جديدة، وأهم ما فيها أن المخرج هو رب العمل ولديه هو وجهة النظر، وأنا أحاول تحقيق وجهة نظره حسب قدراتي على قراءة النص وروحه، ونوعدكم بتقديم عمل موفق وخاصة أننا نعمل لفرقة عريقة، فرقة السامر، فهي شرف لأي فنان في مصر أن يعمل لفرقة السامر، حسام عبد العظيم مخرج واعي جدا ويمتلك وجهة نظر وأنا أثق به تماما، وقد نكون تبادلنا الشد والجذب في وجهات النظر حتى اقتربت وجهات نظرنا واستطعنا تقريب المسافات بكل سهولة، أنا سعيد بهذه التجربة.

نهال أحمد : أؤدي شخصيتين في المسرحية
 وقالت نهال أحمد عن العرض ودورها: مسرحيه المرحوم عن نص المنتحر لنيكولاي  اردمان،  والمسرحية من إعداد محمد كسبان، وهي تدور حول فرقة مسرحية داخل العرض، وبالأخص فرقة السامر المسرحية والتي تقدم مسرحية روسية، وأنا دوري في الفرقة « جيجي» التي تقحم نفسها في أي عرض في الفرقة، وهي شخصية مسيطرة طول الوقت وتفرض سيطرتها على أي مخرج يعمل بالفرقة، أما عن دوري داخل المسرحية الروسية أقوم بدور ماريا زوجة المرحوم، أو المراد جعله مرحوم، وهى شخصية في صراع دائم مع زوجها  بسبب عدم عمله وهى التي تنفق على البيت وتتولى شئونه، وأنا أحاول دائما أن يكون هناك اختلاف بين الشخصيتين اللتين أقوم بتمثيلهما داخل العرض وأتمنى أن يكون واضح بإذن الله. 
 


سامية سيد