«أحمد مختار» يحكي عن مسرح الجامعة والفِرَق المستقلة في «مَرَّينا»

«أحمد مختار» يحكي عن مسرح الجامعة والفِرَق المستقلة في «مَرَّينا»

العدد 760 صدر بتاريخ 21مارس2022

استقبل معهد جوتة بالقاهرة مساء الخميس الثالث من مارس الحالي لقاء بعنوان «مسرح الجامعة والمستقلين» قدمه المخرج والإعلامي أحمد مختار، وذلك ضمن سلسلة اللقاءات التي تُقدّم في إطار معرض «مَرَّينا»، والذي يُعد رحلة مسرحية توثيقية، امتداد لمعرض «مريت» التي قدمته المخرجة منال إبراهيم في مارس 2021.
بدأ المخرج أحمد مختار حديثه عن أن من الممكن أن الأجيال الجديدة كان لهم حظ أكبر بكثير من الأجيال السابقة، لأن لديهم تكنولوجيا عظيمة ممثلة في الانترنت، يستطيع أن يجعلهم يصلوا إلى ما يحتاجونه بضغطة زر، وذلك جعلهم يتعرفون على تقنيات الإخراج المسرحي والسينمائي بسهولة، الفيديوهات التعريفية والكتب المتاحة على الانترنت واللقاءات، كل ذلك جعل مهمة جيل «الانترنت» أسهل بكثير.
ثم استكمل مختار حديثه عن ما مربه جيله قائلًا: نحن كُنا فيما يشبه الصحراء، لم تكن وسائل البحث بهذه السهولة تمامًا، عندما كُنا نريد أن نعرف شيئًا عن شكسبير، كان لابد أن نقرأ مسرحياته، ثم أجلس مع ناقد متخصص يشرح لي ذلك، بالإضافة إلى قراءة بعض الكتب عنه، كل ذلك حتى اتعرف على شكسبير، الآن الأمر أسهل بكثير من خلال الانترنت، لقد كنت من عشاق شكسبير وتعرفت من خلال أ. أحمد متولي على مكتبة الـBBC، هذه المكتبة كان الاشتراك فيها مدى الحياة بـ40 جنيه، وبالفعل اقتنيت تقريبًا جميع ما يخص شكسبير، وكانت فكرة التعلم في حد ذاتها صعبة، ومن الممكن أن ذلك ما جعل الأجيال المتواجدة وقتها ينبهروا بما أقدمه، لأنني كنت أكثر بساطة من ما كان يُقدم بالفعل، بالإضافة إلى بعض الاختراعات التي كنت اتميز بها، ومنها فكرة صناعة الدخان على المسرح في مثل هذا الوقت، وكان ذلك من خلال شراء بدرة الثلج والنفخ فيها على المسرح، فينتج عن ذلك دخان على المسرح، كان الجمهور منبهرًا بذلك في مسرح الجامعة، حيث لا إمكانيات، وفكرة دخول الممثلين من جانبي المسرح بدلًا من مقدمته كان في هذا الوقت اختراعًا، من وجهة نظري أرى أن الحرية أساسية في صناعة الفن، عندما كنت طالب في كلية التجارة، في مسرح الكلية وجدت النجمان صلاح عبد الله وأحمد كمال، كانوا في هذا الوقت طلبة، وأمامهم كرسي يتعاملون معه على أنه سيارة، وصلاح عبد الله يقود الكرسي وأحمد كمال يدور حول الكرسي على أنه متسول، وكان ذلك مشهد من مسرحية الكاتب والشحات للكاتب الكبير علي سالم، المسرحية كانت كلها أفكار مضحكة وثورية، ولحظتها تمنين أن أكون مثل هؤلاء وأقدم مسرح، وبالفعل أخذني الفنان ياسر علي ماهر والفنانة عزة شعبان وذهبنا إلى مسرح الطليعة، وبدأنا التدريب بالفعل، ومن هذه اللحظة أصبحت أعشق تدريب الممثل، وأمتع لحظاتي عندما اقوم أتدرب أو أُدرِّب، لأن التدريب بشكل عام يفيد الإنسان، لأنها تجعله أفضل ومشاعره أرقى وحواسه تتدفق.
وقال «مختار»: الإخراج حدث بالصدفة في حياتي، أول مسرحياتي كانت لكاتب روسي اسمها «الرجل الذي خدع نفسه»، وبعد ثلاث أسابيع شعرت أن المسرحية سيئة جدًا، وكان هذا أول عرض أخرجه في حياتي، وبعدها أخرجت لكلية آداب مسرحية مشعلوا الحرائق، والفنانة الكبيرة عبلة كامل كانت هى من صنعت لنا الملابس  في هذا العرض، في الجامعة كان بيننا تعاون قوي جدًا وروح جميلة بيننا، فكرة إنكار الذات كانت سائدة في جيلنا، هذا العرض فاز على مستوى جامعة القاهرة، وكلية آداب حصلت على درع الجامعة عن العرض، ثم فاز على مستوى الجمهورية، وبعد فشلي في أول عروضي أصبحت أحسن مخرج على مستوى الجامعات، وبدأ اسمي يلمع كمخرج والكليات تتنافس على وجودي معهم، ولكنني أخرجت للعام الثاني على التوالي لكلية آداب، وفاز العرض أيضًا بدرع الجامعات، ومن المتعارف عليه أن الاغريق هم أصل وأساس المسرح، ولكنني فجأة اكتشفت أن كل ما تعلمناه هو جزء من الحقيقة وليس كل الحقيقة، وفي عام 1979 اكتشفوا مسرحية مصرية قديمة مكتوبة على الجدران، المسرحية اسمها «انتصار حورس» كانت تقدم من 3000 سنة، أى قبل المسرح الأغريقي ب700 سنة، والمسرحية مكتوبة كما يكتب المسرح الآن.
واستكمل «مختار» حديثه: قدمت مسرحية «صلوات فرعونية» الجزء الأول اسطورة أيزيس وأوزوريس والجزء الثاني أخناتون، العرض كان مليء بالنجوم بداية من خالد الصاوي وحنان يوسف وأشرف طلبة، باقة من الممثلين المتميزين، في ثالث أيام العرض زجاج مسرح الطليعة تم كسره من تدافع الجمهور، الإقبال كان كبير جدًا، لم نضع أسماء الممثلين وإنما قمنا بعمل تماثيل للمثلين مثل أجدادنا المصريين القدماء، الإمكانيات لم تكن عائق لدينا، كنا نتغلب على جميع الصعوبات بروح التعاون التي كانت تملأ هذا الجيل، بالتأكيد إذا كان لدينا إمكانيات أكبر كان سيكون افضل، أتمني أن تعود روح مسرح الجامعات والمسرح المستقل، ونرى تلك الروح المتعاونة ذات الأفكار الملهمة بين الجيل الحالي.
وعقب انتهاء المخرج والإعلامي أحمد مختار من حديثه عن مسرح الجامعة والمستقلين، تم فتح باب الاسئلة للجمهور، ثم عقب الندوة عاش «مختار» جولة مع ذكريات المسرح وما يقدمه معرض «مَرَّينا».
 


إيناس العيسوي