شادي الدالي: كنت أتمنى تقديم عمل مستوحى من قصص «ألف ليلة وليلة»

 شادي الدالي: كنت أتمنى تقديم عمل مستوحى من قصص «ألف ليلة وليلة»

العدد 759 صدر بتاريخ 14مارس2022

هي تجربتة الأولى، بنت الشغف الذي يولد قوة إبداعية هائلة، خاصة إذا توجهت للطفل مستندة إلى موروثنا الشرقي الذي لا يكشف عن كنوزه إلا المبدعون الحقيقيون، من بين هؤلاء تخرج تجربة المخرج شادي الدالي في عرضه الأول للطفل و في التعاون الأول له أيضا مع البيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية . التجربة مختلفة ولها طابعها الخاص وذائقتها المتفردة، وقد حملت السندباد البحري إلى خشبة المسرح لتقديمه كوجبة مسرحية للطفل، من إنتاج فرقة تحت 18 بإشراف الفنان عبد المنعم محمد مدير عام الفرقة و برئاسة دكتور عادل عبده. حول العرض وأشياء أخرى حاورنا مخرجه شادي الدالي.
- هذه هي التجربة الأولى لك في عروض الطفل.. نود أن نتعرف على بداية التجربة ولماذا وقع اختيارك على السندباد لتقديمها للأطفال ؟
بدأت التجربة منذ عدة أشهر عندما تواصلت معي إدارة فرقة تحت 18 ورشحوني لإخراج العرض من تأليف إسلام إمام، وبالفعل تشجعت للغاية للتجربة، وتحدثت مع إسلام إمام، خاصة انه صديقي وأرى انه من الفنانين الهامين في جيلنا وتربطنا علاقة طيبة، وتحمسنا كثيرا للعمل سويا، وهو لقاء جيد خاصة انه كان من النادر أن يجمعنا عمل واحد، فقررنا أن نقدم التجربة سويا وكنا في قمة سعادتنا بالفكرة، وأن يحمل عمل مسرحي اسمينا إسلام إمام كمؤلف وأنا كمخرج، وانطلقنا في التحضيرات الخاصة بالعرض،وتبادلنا الأفكار على مستوى الكتابة وعقدنا العديد من جلسات العمل على النص حتى نقدم ما يتلاءم مع فكرنا وما نود تقديمه للطفل، ولأنها المرة الأولى التي اخرج فيها عرضا للطفل فقد كنت قلقا جدا :كيف سأقدم العمل؟ ؛ وذلك لأن عقلية الطفل تغيرت وتأثرت بما يقدم عن طريق التلفزيون والمنصات والإنترنت، وقد أصبح طفل اليوم مختلف عن الأجيال السابقة، وقد كنت أتمنى تقديم عمل مستوحى من قصص “ألف ليلة وليلة “ لأني من عشاقها وأرى أن هذه القصص عالم خصب وغنى ونحن كمسرحيين بعيدا عنه منذ فترة طويلة، لذا كنت أتمنى الاقتراب من هذا العالم الجاذب، وتلاقت أفكاري مع أفكار إسلام إمام، وقد اختار شخصية السندباد بطل إحدى قصص “ ألف ليلة وليلة “ الذي يصلح لجذب الطفل وقدم في الكثير من أفلام الكارتون على مستوى العالم وأفلام المغامرات، فهو بطل محبوب.

- هل مسرح الطفل عام 2022 قادر على جذب انتباهه وهو يشاهد فنونا مختلفة مثل الجرافيك والأنيمشين ؟
المسرح عموما يجذب الطفل، فوجود الطفل في وضع المتفرج القريب من الممثل الذى يخاطبه ويتوجه له بالكلام وليس مجرد صورة مسطحة على الشاشة، يعد عنصر جاذب للطفل إلى جانب ما نقدمه كصناع عرض من مفردات وعناصر من خلالها نجعل الطفل مندمجا مع العرض ويرغب في متابعة القصة، ومتوحد مع بطل العرض في رحلته، وهذا رهاننا أن اجتذبه لمشاهدة المسرح وتبقى هذه الذكرى الحية أقوى من صورة مسطحة يصل إليها بسهولة، فسوف يتذكر اليوم بتفاصيله ورحلته من المنزل إلى المسرح ودخوله المكان وسيتذكر الموسيقى والأغاني بالعرض.

- هل تقديم الأساطير القديمة يتطلب شكلا معينا حتى نستطيع توصيل قيمة أو هدف معين من خلالها ؟
بشكل عام أبطال الحكايات الخيالية والخرافية جاذبين للكبار والأطفال، وكنت حريصا في تصميم الديكور والأزياء والأغاني والأشعار وكل العناصر الموجودة على خشبة المسرح أن لا نذكر اسم مكان أو تاريخ محدد،نحن في عالم من الخيال، وهو ما يسمح لي أن أقترب للطفل الحالي بطريقة ما في الحوار و يجعلنى متحررا في التنقل بحريتي دون أن أكون ملزما بعصر محدد، وذلك على مستوى جميع العناصر البصرية، وبالتالى نستطيع توصيل القيم التي نرغب في توصيلها دون فجاجه أو مباشرة، فيشاهد الطفل قيمة مثل قيمة الشجاعة والأمانة والعمل والتعليم من خلال الحكى والأغاني والقصة والأحداث وليس من خلال التلقين المباشر .

- ما رأيك في مسرح الطفل الذي يقدم الفترة الحالية.. وكيف نستطيع أن نجعله يواكب العصر ؟
لست متابعا لكل عروض الطفل الفترة الحالية فلن أكون منصفا في تقييمي ولكنى أتمنى أن يكون كل ما يقدم للطفل مراعيا لعدة أشياء أهمها الخيال.

- قدم شخصية السندباد الممثل ضياء زكريا.. لماذا وقع اختيارك عليه وكيف استطعت توظيف كل ممثل في الشخصية التى يلعبها ؟
اخترت الممثل ضياء زكريا ليقدم شخصية “السندباد بعد بحث طويل، فقد كنت أبحث عن وجه محبوب للطفل وممثل جيد يكون قادرا على الرقص والتمثيل، وضياء راقص محترم بخلاف انه ممثل متميز وخريج حديث من المعهد العالي للفنون المسرحية، تابعته في أكثر من عمل فقررت أن يلعب دور سندباد، في لحظه ما يشعر المخرج أن ممثلا ما يستطيع أن يجسد الشخصية بكل تفاصيلها وقد شعرت أن الممثل ضياء الدين زكريا سيحقق ما أصبو إليه، والحقيقة أن شخصية “سندباد “تتطلب قدرات معينة، لأنه دور مرهق، فسندباد هو بطل العرض من الألف إلى الياء، حاضر طوال العرض متحرك وراقص ومغنى، وقد سعدت باختيار ضياء لهذا الدور وكذلك باقي عناصر العمل، كما أن أبطال عرض “السندباد هم “بنسبة 90% من أبناء فرقة تحت 18 وهذا انتصار كبير .

- في رأيك لماذا قلت أو اختفت العروض الموسيقية ؟
قدمت منذ عشرة سنوات عرضا موسيقيا وهو أوبريت “الدرافيل” مع الملحن يحيى نديم وهو صديق عزيز أؤمن بموهبته واراه من أهم الملحنين في مصر، وواجهتني صعوبات في تقديمه لأني كنت أقدمه “لايف” حيث كانت طبيعيته تتطلب وجود موسيقى حية، والممثلين يغنون غناء حيا على خشبة المسرح، وبرغم صعوبة الأمر فقد كانت تجربة مميزة وشيقة وحقق العرض إقبالا جماهيريا، وإجمالا العروض الموسيقية “الميوزيكل“ مرهقة لأنها تحتاج إنتاج ضخم ووعي ومجهود وسأحاول لاحقا أن أخوض هذا التحدي، كما أن هذه العروض تتطلب تقديم موسيقى تتماشى مع السياق الدرامي دون أن تكون مقحمة أو غربية على الدراما، علاوة على أن المخرج في هذه العروض بجانب عمله مع الممثلين وعناصر العمل يكون مشرفا إشرافا كاملا على الموسيقى.

- وماذا عن تعاونك الأول مع البيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية ؟
هذه هي التجربة الأولى لي بالبيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية، وأنا سعيد للغاية بهذه التجربة، ودائما لدى شغف لخوض كل ما هو جديد ومختلف والتجربة في مجملها ناجحة وأود تكرارها مرات عديدة وخاصة أن دكتور عادل عبده رئيس البيت متعاون للغاية وهو فنان حقيقي يدعمنا ويحمسنا ويذلل لنا جميع الصعوبات، والفنان عبد المنعم محمد مدير فرقة تحت 18 والفنان محمد عبد الخالق المشرف العام على العرض لم يدخرا جهدا في مساعدتنا وتذليل الصعوبات، وسعدت كثيرا بمجموعة العمل التي عملت معها وأغلبها من فرقة تحت 18 والى جانب المخرجين المنفذين محمد عمر وياسر جمعة الذين حملا على عاتقهما العرض .

- تميز الديكور ببساطته وإبهاره ..كيف استطعت توظيفه ليخدم دراما العرض ؟
كنت حريصا مع دكتور عمر الأشرف مصمم الديكور والإضاءة أن نقدم شيئا اقرب لخيال الطفل قائم على الرسم وتبسيط عناصر مختلفة من العرض مثل البحر والسفينة التي تنقل السندباد والبحارة والقبطان وعناصر الغابة السحرية وعالم الجن والعوالم التي يمر بها السندباد عن طريق الرسم، كما أن عمرو الأشرف رسام متميز أيضا قادر على أن يجذب عين الطفل بالرسم وليس بالبناء، فنحن لا نقوم ببناء ديكور واقعي حتى نؤسس لحدث درامى، نحن نتحدث عن عالم خيالي .

- كانت بدايتك مع المسرح الجامعي و المستقل.. من وجهة نظرك لماذا تراجع دور المسرح المستقل الفترة الحالية وكيف نستطيع دعمه؟
للأسف، الوضع ليس على ما يرام بالنسبة للفرق الكبيرة التي حملت على عاتقها شكل ومسيرة حركة المسرح المستقل في مصر، وهى متوقفة حاليا،وهناك فرق كثيرة لا حصر لها وتجارب مخرجين شباب ومن المفترض انتقاء العناصر الجيدة بها ودعمها، وفيما مضى كان لدينا مسئولين يدعمون الفرق المستقلة ويحاولون مساعدتها بأن يكون هناك مهرجان وجوائز وتشجيع ومحاولات للدعم المادى الذى يقف عائقا أمام الفرق المستقلة عموما ويمنعها عن العمل وتقديم تجارب، الشباب ينشغلون بأعمال أخرى يحصلون منه على الكسب،وخاصة أنهم لا يحققون أى دخل يذكر مما يقدمونه من تجارب بل على العكس ينفقون من حسابهم الشخصي عليها،لذلك تقدم التجربة وتنتهى، ونادرا ما يجد هؤلاء الشباب من يشجعهم لتقديم تجارب وأعمال أخرى، ويظل وجود التجارب الصغيرة في غاية الأهمية للحركة المسرحية بشكل عام.

- ما مشاريعك المقبلة ؟
لدى أكثر من فكرة لأكثر من مشروع، فترة الكورونا التى توقفنا بها عن تقديم أعمال أتاحت لى الفرصة للتفكير والكتابة وحاليا أعكف على كتابة نص جديد لا استطيع أن أصرح بتفاصيله حتى أجد آلية لإنتاجه وسيكون مع مسرح الدولة، و بعد اطمئنانى على عرض “السندباد “ سأبدأ في التفكير في تحريك مشروع جديد .
 عرض  “السندباد” مستوحى من ألف ليلة وليلة،كتابة إسلام إمام، بطولة ضياء زكريا، هند الشافعى، محمد يوسف “اوزو”، آسيا محمود، يسرا كرم، أحمد اوسكار، طارق مرسى، حمزة خاطر، وفاء سليمان، نور الشرقاوى، شريهان قطب، شيماء غالب، على إبراهيم، حمادة محمود، سامر طارق، خالد عبد الحافظ، سوريال سعيد، عادل الصاوى، خالد على،كريم كرم، محمود خالد، حسام المصرى، شاهى، ماجد عويس، أشعار محمد الزناتى، موسيقى وألحان يحيى نديم، استعراضات كريمة بدير، تصميم ديكور وإضاءة عمرو الأشراف، تنفيذ إضاءة رشا جميل، صوت باسم نور،مدربو الراقصين محمد بحيرى وتوتا وبامبو، مكياج وفاء داوود، أزياء مروة عودة، مخرج منفذ محمد عمر وياسر جمعه.


رنا رأفت