إيــــــــــــزيــــــــــــــس.. صورة جميلة ونص رائع

إيــــــــــــزيــــــــــــــس..  صورة جميلة ونص رائع

العدد 741 صدر بتاريخ 8نوفمبر2021

حين نتناول عرضًا لفرقة فرسان الشرق، لا يجوز أن نتحدث عن مدى رشاقة الفنانين وقدرتهم الحركية، لأن ذلك بديهي فهذا هو عملهم الذي تدربوا عليه عشرات المرات. لكن ما يستحق الحديث عنه والإشادة به فعلا هو التصميم الحركي الذي سبق هذا الآداء، وكيفية توظيفه ليكون قادرًا على صنع عمل فني بمفرده وأن يعبر عن تفاصيل وأحداث وشخصيات بهذه الدقة، مع الاستعانة ببعض الموتيفات البسيطة والملابس وقليل من الحوارات أو التعليقات الصوتية، من هنا وحتى من دون أن يكون لدينا علم من قبل نتيقن أن وراء هذا العرض الفنانة كريمة بدير التي نجحت في سنوات قليلة في أن تحفر اسمها على جدران دار الأوبرا المصرية وتكون أحد أهم أعمدتها من خلال ما تقدمه من أعمال ليست ناجحة فحسب، بل أنها ستخلد فهي لم تكن مصممة آداء حركي أو مخرجة فحسب، بل اختارت التراث ليكون مشروعها الذي تعمل عليه بدأب فكانت بهية، ناعسة، دعاء الكروان، ريا وسكينة، إيزيس وهو العرض الذي شاهدته مؤخرا، خلال فعاليات المهرجان القومي للمسرح. 
العرض يتناول أسطورة تزاوج جب إله الأرض ونوت إلهة السماء لميلاد إيزيس، أوزوريس، نفتيس وست وتزاوج إيزيس وأوزوريس وست ونفتيس وبعد معرفة نفتيس أن ست غير قادر على الإنجاب ذهبت إلي الإله أوزوريس لإنجاب أنوبيس ملك الموت ولخوفها من ست تركت أنوبيس بين الكلاب حيث يتلقي الرعايه من إيزيس، وأراد ست أخذ حكم مصر من أوزوريس فقام بحبسه في التابوت وبحبسه يحدث خسوف للقمر وترقص البنات الحور للقمر ويولد أنوبيس ويعاون إيزيس في رحلة كونية عبر الزمان والمكان لجمع أشلاء أوزوريس من خلال زيارة بلاد وعرض تراثها ورقصاتها وطقوسها حيث أنه عرض إنتاج دار الأوبرا المصريه لفرقة فرسان الشرق للتراث التي تقدم التراث علي الطريقه المعاصره العرض بطولة ياسمين سمير، نادر جمال، محمد هلال، عبد الرحمن دسوقي، حبيبه إبراهيم، دنيا محمد، باسم مجدي، فاطمه الشبراوي، حسين رشاد.  
قدمت كريمة بدير من خلال العرض مجموعة لوحات استعراضية وتعبيرًا حركيًا لتجسيد هذه الأسطورة الخالدة، مستعينة بنصوص شعرية رائعة للشاعر محمد زناتي، بآداءً صوتيًا للفنانة فاطمة محمد علي، والتي لعبت دورًا كبيرًا في شرح بعض اللوحات من هذه النصوص هذه الفقرة التي عبرت بدقة عن صعوبة الرحلة ومعاناة إيزيس وهي تجمع أشلاء أوزوريس:  
«وفي الرِّحْلَةِ وَهَنَ الْجَسَدُ مِنِّي ... فَأَطْرَبَنِي صَوْتُ كُفُوفِ بِلادِ الذَّهَبِ .... شَعَرْتُ بِقُرْبِ اللِّقَاءِ ... هَمَسَ النِّيلُ الْحَكِيمُ بِحِكْمَةٍ عَبْرَ الزَّمَانِ ... إِذَا أَرَدْتَ الْحِكْمَةَ .... فَأَحْبِبْ شَرِيكَةَ حَيَاتِكَ ... اِعْتَنِي بِهَا.. قَرِّبْهَا مِنْ قَلْبِكَ فَقَدْ جَعَلَتْهَا الآلِهَةُ تَوأَمًا لَكَ.
لَنْ يَرْحَلَ أَبَدًا جَسَدٌ سَكَنَهُ النُّورُ.. لَنْ تَتَوَقَّفَ نَغَمَاتُ النّايِ مَا دَامَتِ الرُّوحُ تَعْشَقُ النَّغَمَاتِ ... كُنْ مِثْلَهُ.. رُوحًا.. نُورًا.. جَسَدًا.. وَلا تَسْتَجِبْ لِنِدَاءَاتِ الدِّمَاءِ ... حَتَّى يَسْتَوِي الْمِيزَانُ ... تَيَقَّنْ أَنَّكَ سَتَبْقَى خَالِدًا مَا دَامَ نُورُهُ في قَلْبِكَ 
ديكور أنيس إسماعيل  جعلنا نشعر وكأننا نجلس في معبد فرعوني حقيقي بما يحويه من مرتفعات ومنخفضات وسلالم، مع وجود بعض الموتيفات الفرعونية والتماثيل، واكتمل جمال اللوحة بالملابس التي صممها هو أيضًا، والتي تنوعت بين الملابس الفرعونية، وملابس أهل الصعيد والنوبة، والملابس الريفية لأهل الدلتا، كما أن إضاءة رضا إبراهيم لعبت دورًا كبيرًا في الدراما مع موسيقى محمد مصطفي ، لكنني كنت أفضل أن يقل زمن بعض اللوحات خاصة أنها أعتمدت على تكرار بعض الحركات التي لم تضف جديدًا بشكل يؤدى إلى ملل المتلقي، كما أن وجود تمثال رأس حتحور لم يمثل أي إضافة حيث لم يضم النص أي شئ عنها.


نور الهدى عبد المنعم