العدد 741 صدر بتاريخ 8نوفمبر2021

الفنانة التشكيلية ومصممة الأزياء والديكور نعيمة عجمي، حصلت على بكالريوس الفنون الجميلة قسم الديكور، بالبيت الفني للمسرح مصممة ديكور وأزياء، و مشرفًا على قسم الأزياء بمركز الإبداع الفني ، شاركت فى العديد من الأعمال المسرحية على مسارح البيت الفني ، كما قدمت تجارب في القطاع الخاص وشاركت فى العديد من المهرجانات الدولية، وحصلت على العديد من الجوائز وشهادات التقدير، كما شاركت فى العديد من المعارض المحلية والدولية بتصميمات أزيائها.
ومن أعمالها المسرحية رابونزل بالعربى، والطوق والإسورة، أليس فى بلاد العجائب، وكوميديا البؤساء، واضحك لما تموت، وسنو وايت، وليلة من ألف ليلة، وبلقيس ،ورجل القلعة، وأهلًا يا بكوات، ومرسى عاوز كرسى، ومخدة الكحل، وأولاد الغضب والحب، ويا مسافر وحدك، وهاملت ، والمتفائل، وأخيرًا العرض المسرحى “أحدب نوتردام”، الذي حصلت من خلاله على جائزة أفضل تصميم ملابس في الدورة الرابعة عشرة من المهرجان القومي للمسرح المصري، دورة “الكاتب المسرحى المصري”. عن الجائزة وغيرها  كان لـ”مسرحنا” معها هذا الحوار.

-حدثينا عن تجربتك في “أحدب نوتردام” التى حصلت من خلالها على جائزة أفضل تصميم أزياء فى المهرجان ؟ 
هذا النص قدمته من قبل أوائل عملي في المسرح، على ما أذكر في الثمانينيات، وقدمته فى تلك الفترة بشكل حديث جدًا و مختلف تمامًا، عندما حدثني الأستاذ ناصر عبد المنعم كى أقوم بتصميم أزياء العرض، تحمست بشدة وبدأت فى تجهيز تصميمات ملابس العرض لكل شخصية، العرض كان مستهوينى جدًا، يُعد حالة خاصة بالنسبة لى من البداية، كنت منجذبة جدًا له، فقمت بتنفيذه فى وقت قياسي، فبعد الميزانية الخاصة بالملابس بأسبوع كانوا يرغبون فى تصوير العرض، وكنت مازلت فى مرحلة شراء ما أحتاجه لتنفيذ تلك التصميمات من أقمشة وأشياء أخرى، ولم أكن قد نفذت إلا أشياء بسيطة، وحتى يلحق العرض التسابق في المهرجان القومي ،وبالفعل قمت بتسليم الملابس فى وقت قياسى، وعلى الرغم من ضيق الوقت، إلا أنني لم أشعر بأي ضغط، بالعكس كنت أعمل أنا ومن يساعدوني بحب شديد جدًا وسعادة ومتعة ، الحمد الله أن وفّقت فى اختيار أقمشة مناسبة لكل شخصية ، درجات الألوان كانت ثرية جدًا ، وملابس الراقصين صنعت حالة مليئة بالإحساس ، وكأنك ترسم لوحة تشكيلية على فراغ المسرح، ملابس الشخصيات الأساسية لم ترهقني وجاءت لى أفكارها سريعًا.
أرى من وجهة نظري أنى مختلفة، لأني أقوم بعمل خطة لون قبل بداية التنفيذ ومن بداية التصميم، وكأنى أرسم لوحة فنية متكاملة داخل مُخيلتى، أو أكتب سيناريو بالألوان، وذلك يجعل مرحلة التنفيذ فى غاية السهولة. بدأت بالشخصيات الاستعراضية قبل الشخصيات الأساسية في التنفيذ، لأن ذلك يُحمسنى ويُحسن مزاجى جدًا، ولأنها تأخذ وقتًا ومجهودًا كبيرًا بسبب عددها، وأكون بذلك قد انتهيت من جزء كبير من أزياء العرض، ويصفى تركيزى للشخصيات الأساسية، ومع كل شخصية أبدأ فى التركيز على خطتها اللونية، شراء الأقمشة نوع الخامة ولونها جزء كبير من التصميم، الألوان والأقمشة على أرض الواقع قد تجعلني أغير خطتي اللونية للأفضل.

- ماذا تمثل لكِ هذه الجائزة عن غيرها ؟ ولمن تُهديها؟
أخر جائزة حصلت عليها من أربع سنوات عن عرض “سنو وايت”، وبعدها قدمت عرض “أليس فى بلاد العجائب” وكان عملًا مختلفًا، وكان العرض مبهجا جدًا، وتوقع الكثيرون أنه سوف يحصل على العديد من الجوائز، ولكن للأسف تم استبعاده من الجوائز تقريبًا فى تلك السنة بسبب أنه عرض أطفال، على الرغم أنى حصلت على جائزة من قبل فى المهرجان القومي عن عرض أطفال، وبعدها قدمت عرض “المتفائل” وكثيرون أشادوا بأزياء العرض، وكانوا يرون من وجهة نظرهم أن العرض يستحق أن يحصل على جائزة من المهرجان القومي، وكما حدث سابقًا تم استبعاد العرض ولم يأخذ أى جائزة أو حتى ترشح للجائزة، لذلك لم أتوقع فى هذه الدورة من المهرجان الحصول على جائزة، فكانت مفاجأة بالنسبة لي، وعوضًا من الله عز وجل عما توقعت الحصول عليه فى السنوات السابقة .  أنا لا أعمل من أجل الجوائز، ولكنها فى النهاية تقدير أدبي و معنوى قبل أن تكون تقديرا ماديا، ويسعدني بشدة عندما تأخذ الملابس اهتمام الصحفيين فى الكتابة عنها، وأهدى هذه الجائزة لزوجي الراحل، وقد كان فنّانًا كبيرًا، تعلمت منه الكثير ، هذه الجائزة أراها نوعا من التكريم، و تُعد أكثر جائزة أسعدتني، لأني لم أتوقعها.
-هل ترين أن تنافس المحترف والهاوي عادلا، بالنظر إلى فرق الخبرات والإمكانيات الإنتاجية لهما؟ 
ما يحدث الآن إحباط للشباب والكبار، فعلى سبيل المثال الصحفية هند سلامة كتبت مقالة عن عن إحباط الشباب، ولكنى أرى أن الإحباط ليس للشباب فقط، هل الكبير لأنه كبير ولديه خبرة لا يحصل على جائزة؟!، من وجهة نظري أري أن يُقام مؤتمر للمسرح ويتم وضع جوائز للمبدعين الكبار وجوائز للمبدعين الشباب، لأن وضع الاثنين فى تنافس منافسة غير عادلة، لأنه ليس من الطبيعى أن يتم وضع عرض بميزانية كبيرة ومصممين كبارا ومخرج وممثلين كبارا، فى تنافس مع عرض شبابي بميزانية صغيرة وخبرات أقل، وفى تلك الدورة  من  القومي كانت هناك لفته بسيطة بإعطاء جوائز تشجيعية للصاعدين، ولكن مازلنا نحتاج إلى لائحة تفصل بين تقييم المحترفين وغيرهم،  كما تفصل بين مسرح الطفل وتقييم الشباب، و كل منهم جائزة مستقلة.
لجان التحكيم لها كامل الاحترام والتقدير ، وأنا على علم شديد بمدى الإجهاد الذي  يواجهوه، فقد اشتركت فى أكثر من لجنة تحكيم فى مهرجانات مختلفة وأعلم مدى مُعاناة لجان التحكيم، ففى النهاية هي لا ترغب فى ظُلم أحد، لذلك أرى أن المنافسة بين عروض محترفين و عروض شباب، غير عادلة بعض الشئ، ويجب النظر فى ذلك فيما بعد.

-ما الذي نفتقده فى المهرجانات المسرحية فيما يتعلق بمصممي الأزياء؟ 
الوقت أكثر ما نفتقده، يجب أن يكون هناك مساحة من الوقت كافية قبل أي مهرجان و يجب أن يكون هناك ورش للسينوغرافيا أكثر فى المهرجانات المسرحية، ويكون هناك خبرات متبادلة ليستفيد الشباب، بالإضافة إلى توثيق العروض، فالعروض المسرحية لم تعد توثق، نحن نأخذ وقتا ومجهودا كبيرا حتى نبحث عن عرض مسرحي على الإنترنت، المركز القومي للمسرح قبل ذلك كان يصور كل العروض المسرحية، ويكون أرشيفا لديه للتوثيق والاطلاع، ولكن الآن هناك العديد من العروض لم يتم تصويرها، وبالتالى حال الرغبة فى الاطلاع عليها لن استطيع فعل ذلك، فلكي أقدم مهرجانات ناجحة، يجب أن يتم تصوير كل العروض لكى يُشاهدها المسرحيون، حتى نستطيع أن نُقارن بين الأعمال على مدار السنوات ، كنوع من الدراسة، فعلى سبيل المثال عرض ليلة من ألف ليلة، الذي نجح نجاحا باهرا وتم عرضه على مدار ثلاث سنوات على المسرح القومي لم يتم تصويره، إن تصوير العروض وتوثيقها هام جدًا.

- ما الذي نفتقده فى جوائز الأزياء؟ وكيف نطور ذلك؟
لا أرى أننا نفتقد شيئا أكثر من التصنيف، على سبيل المثال لا يمكن وضع مقارنة بين موهبة شابة مازالت فى بداية طريقها الفني وبين خبرات وقامات مسرحية كبيرة، المهرجانات يجب أن يكون بها لائحة مقسمة بشكل صحيح، حتى تتناسب اللائحة مع مختلف من يقدمون على  التسابق. إن أغلب المقالات الصحفية وما تم كتابته على وسائل التواصل الاجتماعي يتحدث عن ظلم الشباب، ولكن ماذا عن المسرحيين الكبار؟!، نحن أيضًا نشعر بالظلم فى بعض الأحيان، ونرى أننا نستحق ، الفنان بشكل عام يجب أن يتم تقييم أعماله بشكل صحيح، من وجهة نظري أرى أن شهادات التقدير والتميز قد تكون حلًا كبيرًا فى حالة زيادة عددها، لأن الجوائز الأساسية محدودة، ولكن من الممكن أن يتم تصنيفها بشكل يعطى فرصة للجميع من الهواة والمحترفين أن يحصلوا على جوائز تكون حافزا لهم فيما بعد على الاستمرار.

- ما هي احتياجات مصممي الأزياء في المسرح؟
الميزانيات من أكبر المشاكل التي تواجه السينوغرافيين وبخاصةٍ مصممي الأزياء، فميزانية الملابس صغيرة بعض الشئ، وبالتأكيد الإبداع غير متوقف على الإمكانيات المادية، ومع ذلك فإن الإمكانيات المادية مهمة جدًا فى الإبهار، الخامات ارتفعت أسعارها بشكل مبالغ فيه، وفى ظل ذلك نحاول أن نقدم إبداعا فى ظل إمكانيات تحتاج للنظر فيها، الصورة المسرحية مبنية على الإبداع والإمكانيات معًا. كان لدينا ورشة أزياء فى البيت الفنى للمسرح هائلة، فى بداياتي كنت أنفذ فى هذه الورشة كل الملابس الخاصة بعروضي، الآن نحن مضطرين أن نقوم بتنفيذ ملابس كثيرة فى ورش خارجية أو شراء ملابس جاهزة، وذلك بسبب النظام الإداري، فمن يخرج الى المعاش فى ورشة الأزياء لا يعيّن مكانه ، وإن افترضنا أن هناك تعيين، فإن مهنة “الترزى” الشباب لا يقبلون بالمرتبات المقدمة، ويرونها ضعيفة جدًا، نحن نُعانى من عدم وجود عمالة متخصصة للأزياء، قديمًا كان كل مسرح به قسم للملابس، رئيس ومعه مُساعدين، كل هذا لم يعد موجودا، أنا استقطع من أجرى أحيانًا واستعين بمساعدين حتى استطيع أن أقدم المنتج النهائي بأفضل شكل وفى أسرع وقت ممكن، لذلك أرجو أن يتم النظر إلى  هذا الجانب من حيث الورش وتعيين عمالة متخصصة فى الملابس، وأيضًا توفير أماكن خاصة بالملابس فى المسارح. توثيق العروض أيضًا من ضمن المشاكل التي تواجه مصممي  الأزياء، الاطلاع مهم جدًا، للمصممين الشباب وللمحترفين  أيضا حتى يتم التطوير طوال الوقت.

- ما النصائح التي تقدميها لمصممي  الأزياء الجدد؟
أتمنى من كل الشباب الذين يرغبون أن يكونوا مصممي أزياء مسرحية أن يكونوا راغبين في ذلك من البداية، لأن هذا التخصص صعب ومجهد، و الدراسة مهمة جدًا، وأنصح الشباب عند عرض المخرج النص عليهم، أن يقرأوه  جيدًا ويفكرون في  شخصياته وتفاصيله كثيرًا، حتى يصلون  لأفضل رؤية ، حتى الآن أقوم بذلك، الاطلاع والقراءة مهمة جدًا، ومشاهدة العروض المحلية والعالمية، سواء بشكل حي أو من خلال وسائل التواصل الاجتماعي. المشاهدة فى حد ذاتها مهمة جدًا، لأنها مع الوقت تُكوّن الصورة البصرية للمصمم وتجعله يستطيع أن يُقيّم الأزياء من أول مشهد، مع الوقت والخبرة، وأيضًا علاقة مصمم الأزياء بالممثل مهمة جدًا، يجب أن تولد حالة من الود والمحبة بين مصمم الأزياء والممثل، وأن لا يعتمد مصمم الأزياء على الشخصية المكتوبة على الورق فقط في تصميمه، ولكنه يجب أن يرى بشكل حى الممثل الذي سوف يقدم هذه الشخصية، ويتخيل تصميمه بما هو مكتوب على الورق مع تركيبة الدور وتركيبة الممثل وشخصيته، التناغم بين مصمم الأزياء والممثل مطلوب ومهم جدًا.

-ما الجديد لدى نعيمة عجمى؟
قريبًا إن شاء الله سوف يتم تقديم عرض “حلم جميل” إخراج إسلام إمام، من إنتاج المسرح الكوميدي وبطولة الفنان سامح حسين، وقمت بالانتهاء تقريبًا من تصميم وتنفيذ كل أزياء العرض، والعرض عن رائعة تشارلي شابلن.