السيف والكلمات مسرحية للعصر الذهبى

السيف والكلمات  مسرحية للعصر الذهبى

العدد 728 صدر بتاريخ 9أغسطس2021

رغم أن الدكتور عبد البديع عبد الله على يقين فى كل ما تناوله فى هذه المسرحية (السيف والكلمات) بعد تنقيب وتدقيق وصولاً للوقائع وتوصلاً للحقائق، إلا أنه زرع فى عقولنا ونفوسنا الشك بعد طوال هذه السنين منذ ظهور الزعيم عمر مكرم وتنصيب الوالى محمد على باشا الكبير ونهاية حكمة بما فى ذلك دخول وخروج الحملة الفرنسية، ومظاهرات واحتجاجات الشعب من حين إلى آخر، ومعه العلماء والمشايخ أحياناً وليس دائماً، فيما عدا عمر مكرم والحجاج وزينب البكرية.
والشك يتمحور حول شخصية محمد على باشا ونظام حكمه وأعماله وأفعاله وإنجازاته، دون إخفاقاته..
الشعب المصرى نسى محمد على لفترة طويلة امتدت إلى ما بعد ثورة 25 يناير 2011، وبدأ الشعب يتذكر محمد على ويذكر عظمته بتذكر جمال عبد الناصر مفجر ثورة يوليو 1952 وإقامة الجمهورية وإجلاء الإنجليز، وذكر أنور السادات بطل الحرب والسلام وتفويض عبد الفتاح السيسى مخلص الشعب من الإخوان وحكمهم ومنقذ مصر من حرب أهلية كانت وشبكة الوقوع.. وتذكر الشعب المصرى لمحمد على انصب على أنه صاحب النهضة الحديثة بناءً للقناطر ونظم الرى ومشيداً للمصانع وتوسعاً فى الزراعة ومرسلاً للبعثات الأدبية والفنية..
وحتى اللحظة لا يذكر الشعب المصرى معاملته السيئة للناس والعلماء وفرضه للضرائب وتفشى الفقر والجوع وتكميم الأفواه، ثم هزائم جيش ابنه إبراهيم باشا بعد الانتصارات وإبرامه لمعاهدة لندن 1840 التى قلصت اختصاصاته إنجازاته وإعادتها إلى نقطة الصفر تقريباً..
وهكذا أراد مؤلف هذه المسرحية أن يؤكد على أن الحاكم العظيم إذا أصابته الديكتاتورية فإنها نصيبه فى مقتل وتقضى على إنجازاته، فلا يبقى منه غير الهزائم والسلبيات..
أما النص فقد تميز بحبكته الدرامية حيث دار الصراع بمنطق هادئ بعيداً عن المبالغة والصراخ والضجيج، وبعيداً أيضاً عن التراخى والفتور، دون أن يعدم بعضاً من الكوميديا الناعمة.
وجاءت الملاحظات الملازمة للحوار كاشفة عن مؤلف ليس كاتباً لنص مسرحى فحسب ولكنه رجل مسرح خبر منصته وعاش أجوائه وتعايش مع كواليسه وتعرف على الإضاءة برؤية تشكيلية وعلى الموسيقى بحس درامى، بحيث نقل كل هذه الخبرات الفنية إلى المخرج المنتظر لمعاونته فى تفسير النص وأحداثه وشخصياته وشخوصه.
ويظل الشحاذ وبائع اللعب وبائع الفول والجماهير الأبقى على امتداد العصور.
ومع هذا كنا نطمع فى مزيد من الوقائع حتى يروى عطشنا للحقيقة.


فتحى العشرى