بدايات جمعية أنصار التمثيل والسينما (8) الهواية والاحتراف في التمثيل

بدايات جمعية أنصار التمثيل والسينما (8) الهواية والاحتراف في التمثيل

العدد 725 صدر بتاريخ 19يوليو2021

تحدثنا في المقالة السابقة عن بداية قضية الاحتراف والهواية في التمثيل، وهي القضية التي أثارتها «دولت أبيض»، وتبنتها جريدة «البلاغ» التي نشرت القضية كما عرضتها الممثلة دولت. وبعد ثلاثة أيام تلقت الجريدة رداً من جمعية أنصار التمثيل والسينما، قالت فيه: «نشرنا منذ أيام شكوى قدمتها السيدة دولت أبيض إلى معالي وزير المعارف تشكو فيها جمعية أنصار التمثيل والسينما لعدم إعطائها أجرتها عن تمثيل دورها في رواية «الدكتورة»، وقد جاءنا الرد الآتي من الأستاذ «توفيق المردنلي» سكرتير هذه الجمعية: حدث في حفلة الجمعية الخيرية الإسلامية بالأوبرا الملكية أن قررنا تمثيل ثلاث روايات كل منها من فصل واحد هي «عزة بنت الخليفة، والتقرير السري، والدكتورة» واعتزمنا أن نسند دور الدكتورة إلى الممثلة التي تقوم بدور عزة لأن الدورين صغيران بحيث لا يستحقان أن تقوم بهما ممثلتان. ولكن حدث قبل الحفلة بأسبوعين أن جاءت السيدة دولت إلى الجمعية وطلبت أن تعيرها الدار لتجري فيها «بروفات» روايتها، فلم نتوان في إجابة السيدة إلى ما طلبت، وظلت تؤدي «بروفاتها» في دار الجمعية وبأعضاء الجمعية حتى أخرجت روايتها على مسرح رمسيس في يومي 24 و25 نوفمبر الماضي. ولما كانت حفلة الجمعية الخيرية يوم 30 منه وكنا قد أسندنا دور عزة إلى الممثلة المشهورة السيدة «زينب صدقي» فقد اقترح أحد الأعضاء أن نعفيها من دور الدكتورة ونسنده إلى السيدة دولت، ورحبت هذه بالاقتراح ثم قامت بالدور. وتناقش أعضاء الجمعية بعد الحفلة في القيمة التي يعطونها للسيدة دولت وكانوا خجلين جميعاً إذا قدموا لها مبلغاً يتناسب مع الدور الصغير الذي مثلته ولم تظهر فيه على المسرح غير عشر دقائق فقط. فاتفقوا على أن يسندوا إليها دوراً هاماً في الرواية القادمة وأن ينقدوها أجراً مضاعفاً: وليكن احتلالها لدار الجمعية في «بروفاتها» مدة الأسبوعين كعربون لذلك؛ ولكن السيدة دولت خاطبت بعض الأعضاء طالبة أجرها فأمهلت إلى أول اجتماع قادم كي يقرر لها مجلس الإدارة ما تريد: غير أنها طلعت علينا في الصحف في اليوم السابق للاجتماع بتلك الشكوى الغريبة التي نحن بصددها. وأما ما أظهرته من غيرة نحو زملائها المحترفين فقد كنا نود أن تراعي هي مصلحتهم عند تمثيل روايتها فتسند الأدوار إليهم بدل أن تتجه إلى أعضاء الجمعية فتختارهم لهذه الأدوار. أما القول بأن الجمعية احتكرت حفلات الجمعيات الخيرية بعد أن كان يعتمد عليها الممثلون العاطلون فهو مغالطة صريحة لأن الهيئات الخيرية لم تكن تعمد إلى العاطلين فتجمعهم من بيوتهم وتكلفهم بإحياء حفلاتها بل كانت تتجه إلى الفرق العاملة مباشرة: فلا يضير العاطلين والحالة هذه أن تحيي هذه الحفلات فرقة عاملة أو جمعية قائمة .. على أن قيام جمعيتنا بإحياء الحفلات الخيرية بقيمة المصاريف فقط إنما هو مجال مفاخرة ومباهاة؛ لأن وزارة المعارف تمنح الهيئات الخيرية دار الأوبرا مجاناً وتعفيها من مصاريف الإضاءة وغيرها لأن تلك الهيئات تأوي البائس والمسكين وتطعم الجائع والمحروم، فهل نلام نحن إذا تقدمنا بنفس العاطفة التي تدفع وزارة المعارف وساهمنا في العمل الإنساني الذي تخدمه هذه الهيئات؟!».
واستكمل سكرتير الجمعية رده على استقالة «زكي رستم» من الجمعية، قائلاً: أطلعت في عدد الجمعة من صحيفتكم الغراء على كتاب غريب وجهه الممثل زكي أفندي رستم إلى رئيس جمعية أنصار التمثيل والسينما، يستقيل به من الجمعية ويتبرع ببعض تهم لا نريد مسايرته فيها فعهدنا بالاستقالات أن يقدمها العضو إلى الهيئة التي يشترك فيها مباشرة دون أن يلجأ إلى الصحف فيجعلها أداة لمثل هذا التبليغ. ولكنها مؤامرة مكشوفة محبوكة الأطراف واسعة النطاق ولن تنال منا إلا ما ينال النباح من سير القافلة. على أن زكي أفندي رستم ليس عضواً في الجمعية ولم يكن في يوم من الأيام عضواً فيها وكل ما حدث أنه قدم طلباً للاشتراك على الاستمارة المعدة لذلك في 20 فبراير سنة 1933 فعرض على مجلس الإدارة في جلسة 25 منه إلا أن المجلس رفض قبوله «لأنه لا يزال محترفاً ولا تتمشى قواعد الاحتراف مع قانون الجمعية» كما نص على ذلك في نفس الاستمارة التي كتبها زكي أفندي بخطه! وأشفقنا عليه فلم نبلغه هذا القرار مكتفين بعدم الرد عليه لا قبولاً ولا رفضاً، وآية ذلك اعترافه هو على نفسه في خطابه الذي نشره من أنه لم يسند إليه أي دور في أية رواية مثلتها الجمعية، ولم يُكلف بأي عمل لها. وإلا فليظهر لنا زكي أفندي خطاباً من الجمعية بقبوله أسوة بما أرسل لجميع الأعضاء المقبولين».
اشتعل الموقف كثيراً، وأصبحت القضية مثارة في الإذاعات المحلية، ومنها «إذاعة فيولا» - التي تُبث من الإسكندرية - والتي بثت كلمة من دولت أبيض إلى الوزير، ونشرتها جريدة «المقطم» في يناير 1934، قائلة: «ننشر فيما يلي ملخص الكلمة التي ألقتها الممثلة الشهيرة السيدة دولت أبيض في الساعة السابعة من مساء الأربعاء الماضي من «محطة راديو فيولا» وقد وجهتها إلى معالي وزير المعارف وإلى الجمهور المصري قائلة: إن قضية المسرح قضية قديمة كنا ننتظر من الحكومة أن تأخذ بيدنا فيها فتحلها بسلام؛ ولكن ظهر أنها غاضة النظر عنا بالمرة وكانت النتيجة أن فن التمثيل في مصر رجع القهقري، بينما هو في الأقطار الأخرى يسير إلى الأمام في طريق التقدم والرقي، وجاءت الأزمة المالية فقضت على كثير من الفرق الناهضة الحية. فأين فرقة عكاشة وقد تألفت بعد مرض المرحوم سلامة حجازي وجاهدت طويلاً. وأين فرقة الأستاذ جورج أبيض وقد ألفها بعد عودته من أوروبا مضحياً بوظيفته وبما يملك من مال وعقار. وأين فرقة الأستاذ عبد الرحمن رشدي المحامي وقد ضحى بمركزه ومستقبله في سبيل الفن. وها هي فرقة الأستاذ يوسف وهبي وقد بذل جميع ما يملك في سبيل الفن أيضاً فحل فرقته في هذا العام ثم استرجعها محاولاً مواصلة جهاده. ولما وجدنا الحال كذلك نحن الممثلين والممثلات اللاتي تنؤ بمرتباتنا في هذه الأزمة الشديدة اقتصرنا على تمثيل حفلات متقطعة لحسابنا مرة ولحساب جمعيات خيرية أخرى. ومع ما نحن فيه من ضنك وعسر ظهرت لنا جماعة أنصار التمثيل فسلبت منا حفلات تلك الجمعيات، التي كنا نحييها لها أو تحييها الفرق العاملة. وسألنا أولي الأمر في الجمعيات الخيرية: لِم سلكوا هذا المسلك؟ فقيل لنا إنهم خجلوا من رؤساء جمعية أنصار التمثيل حين ألحوا عليهم في إحياء حفلات جمعياتهم. وهكذا ألفينا إناساً يزاحموننا في مصدر رزقنا الوحيد، وهم في غير حاجة أو عوز ففوضنا الأمر لله وظننا أن الحكومة تفطن للأمر فتحسمه ..... ثم وجهت حضرتها جملة إلى حضرات رؤساء الجمعيات الخيرية راجية منهم أن يعاونوا الممثلين المحترفين بالعهدة إليهم في إحياء حفلات جمعياتهم فإن في عملهم هذا خير ..... وختمت كلمتها بقولها: إنا نلجأ نحن الممثلين المحترفين إلى معالي وزير المعارف ولي أمر المشتغلين بالفن أن يحميهم من كل اعتداء يقع عليهم ويقطع عليهم سبل رزقهم. كما نلجأ إلى الجمهور المصري الكريم أن يشجع المحترفين الذين وقفوا حياتهم على الفن وينصرف عمن يحاربونهم ويحاولون تشديد أزمتهم».
وتدخلت جريدة «أبو الهول» في القضية، وأشارت إلى حديث إذاعي لإسماعيل وهبي هاجم فيه الجمعية رغم أنه كان أحد أعضائها، ورئيساً لها في وقت ما، مما جعل رئيس الجمعية الحالي «الدكتور فؤاد رشيد» يرد عليه، فنشرت الجريدة هذا الرد، قائلة: «نشرنا في عدد مضى ما أذاعه الأستاذ إسماعيل وهبي المحامي عن جمعية أنصار التمثيل بالراديو، كما نشرنا صورة الخطاب الذي أرسلته السيدة دولت أبيض إلى وزارة المعارف ورد الجمعية عليه. وقد تحدث الدكتور فؤاد رشيد رئيس الجمعية إلى أحد مندوبينا فقال: إن أصل الفكرة في تأسيس الجمعية أن تكون نواة للهواة وفكرة الهواية منتشرة وسائرة في جميع العالم، وهي في مصر موجودة في كل فن عدا التمثيل، على الرغم من أن جميع الممثلين كبيرهم وصغيرهم بدأوا هواة .. أما فكرة المزاحمة أو المنافسة فإنها لم توجد في مخيلتنا في أي وقت من الأوقات، بل ولن توجد على الإطلاق، ولكي أدلل لك على صدق قصدنا أقول إننا نستعين بممثلين محترفين، وممثلات محترفات في جميع حفلاتنا، أو أغلبها على الأقل. وكثيراً ما قدمنا إعانات شخصية لكثير من الممثلين دون أن يسعوا إلينا طالبين المعاونة فإذا كنا نحن نحاربهم أو ننافسهم فلماذا نعاونهم، ونحرص على مصلحتهم وقد عملنا لوقاية البعض منهم من الفاقة ولست أريد أن أفصح عن أسماء أو أشخاص. وليس من المعقول مطلقاً أن تنافس الجمعية التي تحيي عشر حفلات أو اثنتي عشرة حفلة في السنة. فرقة في استطاعتها أن تحيي 366 حفلة إذا أرادت كما أنه لم يسع أي فرد منا للجمعية الخيرية الإسلامية ولا لأية جمعية أخرى للاستيلاء على حفلاتها فهذا محض افتراء. ولكن الجمعيات نفسها هي التي تسعى إلينا».
ما زالت مستمرة!!
استمرت القضية حتى فبراير 1934، فنشرت مجلة «الصباح» مقالة للممثل أحمد علام، قال فيها: «كنت أوثر الصمت ولكنني أخرج عن صمتي هذا إجابة لطلب مجلة الصباح الغراء وإذاعة الحق وخدمة لفن أتشرف بالانتساب إليه لكنني قبل أن أبدي رأيي أصرح جهاراً أنني بريء من تلك البغضاء التي تشيع في بعض الصدور ومن ذلك الحقد الأعمى الذي يسري في عروق بعض الأجسام وانتهز هذه الفرصة لأصبح منادياً بأنه لا يجب أن يكون ثمة عداء أو تنافر بين الممثلين والهواة بل لا يجب أن ينشر في الوسط التمثيلي إلا عبير الود والإخلاص تعبق به أجواؤه، ويتنفس عنه صبحه وتغيب عليه شمسه! لقد كان الممثل هاوياً قبل أن يحترف وقد يلح الشغف بالفن على الهاوي فيغدو ممثلاً محترفاً. ومالي أذهب بعيداً وأغلب أعضاء جمعية أنصار التمثيل قد عملوا ممثلين محترفين في فرق مختلفة منها فرقة أبيض وحجازي ورشدي وعكاشة والكسار وهم: محمد عبد القدوس، وسليمان نجيب، ومحمد فاضل، ومحمد توفيق، وعبد الوارث عسر، والمردنلي، وعبد الحميد زكي، وأحمد النحاس، وحنا وهبة. كل هؤلاء كانوا ممثلين أبعدتهم عن خشبة المسرح ظروف لست في صدد تبيانها الآن. كما أنني لن أتعرض مطلقاً إن كانت جمعية أنصار التمثيل تزاحم الفرق أم لا ففي مقدور مديري الفرق أن يتحدثوا عن هذا فيطيلوا الحديث ويفصحوا عن أشياء قد تكون مستغلقة عليّ. لكنني أتعرض لشيئين وهما: هل تقوم جمعية أنصار التمثيل بعملها في حدود قانون الهواية أم لا؟ وهل تؤدي وظيفتها كجمعية تنصر التمثيل حقاً وتخدمه حقاً أم لا؟ أما عن مسألة الهواية فأنا أعرف يقيناً أن أعضاءً من جمعية أنصار التمثيل قد سافروا إلى قنا في شهر نوفمبر الماضي ومثلوا مع حافظ نجيب مأجورين. وأعرف يقيناً أن أعضاءً من جمعية أنصار التمثيل يمثلون مع بعض الفرق المحترفة مأجورين. وأعرف فوق هذا وذاك أن أعضاء من جمعية أنصار التمثيل يتناولون من صندوق الجمعية مبالغ تتفاوت قيمتها عن الأدوار التي يمثلونها، وقد يختلفون أحياناً في تقدير هذه المبالغ ويتنازعون فيما بينهم حتى يصل الأمر إلى الصحافة. ومن غير المعقول أن يدفع العضو اشتراكه باليمين ثم يمد شماله ليأخذه أضعافاً تحت اسم مصاريف انتقال. وإنني لأتمني لهؤلاء الإخوان أن يتدبروا موقفهم هذا الذي خرجوا به على تقاليد الهواة في كافة الأقطار حتى يخرسوا الألسنة المتكلمة ويردوا السهام المصوبة وحتى تكون خدمتهم خالصة لوجه الفن وحده ولصالح الفن وحده. بقي على أن أجيب على هذه النقطة: هل تؤدي جمعية أنصار التمثيل وظيفتها حق الأداء وهل تنصره وتخدمه كما يجب أم لا؟ وأنني لأجيبك والأسى يكرب صدري ويلدغ شغاف قلبي أن لا. ماذا يعود على التمثيل من أن تحيي الجمعية بضع حفلات تقدم فيها أمثال رواية الدكتور و667 زيتون وقد مثلتها من قبل فرقة فاطمة رشدي أو المشكلة الكبرى وقد مثلتها فرقة عكاشة أو المرأة المجهولة وقد مثلتها فرقة أبيض ورشدي قديماً؟ ثم أن هذه الروايات ليست لها قيمة فنية تذكر وإن التمسنا العذر للفرق في إخراجها لأنها تريد أن تنزل إلى مستوى عقلية السواد الأعظم من الجمهور وتتملق غرائزه وترضي نزعاته جرياً وراء الربح الذي يتعيش منه أفرادها وعمالها ومن ورائهم عائلاتهم! فما عذر أولئك الهواة المثقفين الآمنين على رزقهم المطمئنين إلى غدهم الذين لا يتعيشون من احتراف التمثيل».
وفي 3 مايو 1934، انتهت الأزمة تماماً، عندما نشرت جريدة «أبو الهول» رسالتين، الأولى من لجنة تشجيع التمثيل والسينما بوزارة المعارف إلى جمعية أنصار التمثيل والسينما، جاء فيها الآتي: « حضرة المحترم رئيس جماعة أنصار التمثيل، تحية إليكم وبعد، فأحيطكم علماً بأنه تقرر أن يكون نصيبكم من إعانة التمثيل هذا العام أربعين جنيهاً تشجيعاً لهيئة ترجو الوزارة أن تعمل على خدمة فن التمثيل في الحدود التي تقرها الهواية وشرعتها المجردة عن التأثير بمقتضيات المادة لتقصر اهتمامها على خدمة الفن لذاته وأن تصبح هذه الجماعة مركزاً لتفكير يطالع المسرح المصري بكل مستحدث وطريف وذلك بأن تقوم بإلقاء محاضرات أدبية وفنية وإخراج روايات إخراجاً نموذجياً مع مراعاة اللغة العربية الفصحى في أسلوب روايتها حرصاً على نشر آدابها وبيانها بقدر الإمكان».
أما الرسالة الأخرى، فكانت رداً على الرسالة الأولى، وفيها يقول رئيس الجمعية: «حضرة صاحب العزة سكرتير عام وزارة المعارف العمومية، ورئيس لجنة تشجيع الجهود المصرية للتمثيل والسينما. تتشرف جمعية أنصار التمثيل والسينما بأن تبلغ عزتكم أنها تلقت خطاب اللجنة المؤرخ 14 إبريل سنة 1934 وإنّا لنقدم لعزتكم ولسائر أفراد اللجنة المحترمين خالص آيات الشكر والثناء على تقرير إعانة للجمعية ونعتبر ذلك التقدير من أكبر دواعي الفخر والاغتباط. وتود الجمعية بهذه المناسبة أن تقرر أنه منذ تأليفها إلى اليوم لم تعمل إلا في الحدود التي تقرها الهواية وشرعتها المجردة عن التأثر بمقتضيات المادة وأنها قصرت اهتمامها على خدمة الفن لذاته وكان من جراء هذه الخطة أن أحيت الجمعية ثلاث حفلات لنشر الدعوة الصحية قدمت فيها روايات ألفت خصيصاً لهذا الغرض ودفعت من مالها المحدود شيئاً كثيراً في هذا السبيل. وقد يكون من بواعث سرورنا أن نبلغ عزتكم أن حضرة صاحب السعادة الدكتور محمد شاهين باشا أرسل إلينا خطاباً يسجل فيه الشكر للجمعية على مجهودها وعلى إقامة الحفلة الصحية بدون مقابل. كذلك دفعت الجمعية مبلغ تسعة جنيهات في حفلة المواساة الإسلامية بالقاهرة كما دفعت مبالغ متفاوتة في حفلات الاتحاد النسائي ومدرسة النجاح وغيرها. أما عن المحاضرات الأدبية والفنية فقد قامت الجمعية بتحضير طائفة منها وما تزال تلقى في دارها بنظام أسبوعي دوري. أما عن إخراج الروايات النموذجية فليس أحب إلى الجمعية من تنفيذ ذلك وطالما رجونا أن يعاوننا الأستاذ زكي طليمات فيه ولا نزال نكرر هذا الرجاء رغماً من مشاغله الكثيرة على أننا مع ذلك قد أخرجنا رواية «طرطوف» يوم 17 إبريل الجاري بدار الأوبرا الملكية. ونود في ختام هذا أن نكرر أننا لن نألوا جهداً في التفكير والعمل على كل ما يطالع المسرح المصري بكل مستحدث وطريف. وننتهز هذه الفرصة فنرجو من عزتكم التفضل بقبول فائق احترامي. [توقيع] «رئيس الجمعية دكتور فؤاد رشيد»».


سيد علي إسماعيل