العدد 724 صدر بتاريخ 12يوليو2021
نظمت سفارة جمهورية مصر العربية في كندا والمكتب الثقافى والتعليمى المصرى بمونتريال ندوة بعنوان «الاراجوز المصري والاستثمار في التراث»، فى إطار فعاليات شهر التراث المصري في أونتاريو، شارك فيها نخبة من أعضاء الجالية المصرية من مختلف مقاطعات كندا.
وقد تحدث خلال الندوة الدكتور نبيل بهجت، أستاذ المسرح بكلية الأداب بجامعة حلوان، حول مشروع إحياء فن الاراجوز المصرى باعتباره على قائمة منظمة اليونسكو للتراث العالمى غير المادى، مشيرا إلى أن الأراجوز يعتبر أحد رموز الدُمى اليدوية التقليدية التي لها ارتباط تاريخى طويل بالحياة السياسية والاجتماعية المصرية، مستعرضاً رؤية متكاملة لكيفية الحفاظ عليه وإعادة إحياء هذا النوع من الفن الشعبى باعتبار التراث هو بمثابة وثيقة ملكية الوطن.
وقد أدار كل من الدكتور أحمد فوزى، رئيس المكتب الثقافى والتعليمى المصرى بمونتريال، والملحق التعليمى الدكتور أحمد هيكل فعاليات الندوة، بمشاركة السفير أحمد أبو زيد سفير مصر لدى كندا، الذى ألقى كلمة افتتاحية أكد فيها على أهمية تحقيق الاستفادة القصوى من مختلف روافد الثقافة المصرية باعتبارها قوة مصر الناعمة التى تدعم الأداة الدبلوماسية فى الخارج.
ودعا السفير أبو زيد، إلى أهمية عرض فنون الاراجوز المصرى على المجتمعات الاجنبية باعتباره أحد عناصر الشخصية التاريخية المصرية، بل والنظر فى تطويره ليتوائم مع الثقافات المختلفة ويكون خير معبر عن البيئة المصرية الأصيلة.
وقد شهدت الندوة حواراً مفتوحاً شارك فيه أعضاء الجالية، أكد على أهمية تعريف الأجيال الثانية والثالثة من أبناء المصريين في الخارج بالأراجوز باعتباره ركن أصيل من أركان تشكيل وجدان الطفل المصري تاريخياً، ومناقشة سبل توفير الدعم لمشروع احياء فن الأراجوز والترويج له عالمياً باعتباره منتج مصرى خالص.
وبالوقوف على مفهوم التراث بين الاستثمار والإهدار وما هي إيجابيات وسلبيات التراث وخطورة الرواة المزيفين للعناصر الشعبية خاصة مع فن كالاراجوز الذي أخذ في الظهور على السطح ومحط الانظار خاصة بعد توثيقة على قوائم اليونسكو وهو ما لفت أنظار كثير من المدعين اليه ليضعوا فيه ماليس منه وشددت المحاضرة على ضرورة الانتباه لهذا الصنف من المدعيين وعدم الاعتماد عليم كمصادر كذلك أكدت على ضرورة التعامل مع التراث بحرفية فالوقوف في التراث يردنا للماضي ورغم اهمية التراث لانه وثيقة ملكية الوطن الان ا الحلول التي يقدمها احيانا لا تتناسب مع اللحظة الحالية لذا علينا دئما أن نقف بقدم في التراث والأخرى في الواقع ووقفت المحاضرة بالتعريف بالأراجوز والمكونات النشأة والمكونات، لمكوناته بداية من الدمى ووسائط العرض، والعناصر البشرية، وأثر بعض الفنون الشعبية الأخرى وكذلك لنمر الأراجوز المختلفة. يقدم الفصل الاول تعريفا بالأراجوز وتاريخه ونشأته فهو من أشهر الدمى الشعبية في مصر على الإطلاق.
وعرضت المحاضرة لبعض الآثار التاريخية والاشارات في المصادر المختلفة عن الاراجوز المصري
وقدم علماء الحملة الفرنسية وصفاً مفصّلاً لبعض الآثار التاريخية والإشارات في المصادر المختلفة عن الأراجوز المصري جاء فيه: «وقد شاهدنا في شوارع القاهرة عدة مرات رجالاً يلعبون الدُّمى، ويلقى هذا العرض الصغير إقبالاً كبيراً، والمسرح الذي يستخدم لذلك بالغ الصغر، يستطيع شخص واحد أن يحمله بسهولة. ويقف الممثل في المربع الخشبي الذي يمده بطريقة تمكّنه من رؤية المتفرجين من خلال فتحات صُنعت لهذا الغرض دون أن يراه أحد ويمرر عرائسه عن طريق فتحـات أخرى أما عن باقي الشخصيات فهي (ابن الأراجوز – زوجته «نفوسة» (يطلق عليها البعض زنوبة) – زوجته السمراء «بخيتة» (يطلق عليها الست قمر) – الفتوة – حمودة الأقرع وأخوه – الأستاذ – البربري – الخواجة – موشي ديان – العفريت – الطبيب – الشاويش – الحانوتي – الداية – فنان بالعافية «الشيخ محمد» – الشحات ويطلق عليه لاعب الأراجوز اسم «الشيخ» – كلب السرايا – الزبون – والد زوجته - اللص).
هذا بالإضافة إلى عدد من الشخصيات نسمع عنها ولا نراها مثل عديلة في «الفتوة الغلباوي» ووالد الأراجوز في «الشحات».
وتناولت المحاضرة طريقة صنع الدُّمى من الخشب، وتصنع إما بواسطة الفنان المؤدي أو صانع محترف، وعن وسيط العرض حددت هي: عربة الأراجوز – البرفان – الباردة – الخيمة. وأكدت أن الباردة أنقرضت منذ زمن بعيد ولا وجود لها على أرض الواقع وأن بعض الرواه المزيفون في الآونة الأخيرة استغلوا عن معرفة الناس بالتفاصيل المختلفة لفن الاراجوز وخرجوا علينا بأشكال ووسائط عرض لا تنتمي للتراث بل وادعوا لانفسهم ماليس لهم مستخدمين مصطلحه الباردة على سبيل المثال ويحب التنبيه لخطورة تلك الظواهر على الفن الشعبي عمةما فالرواة المزيفون الخطر الأكبر على تلك الفنون.
وتحدثت الندوة عن العناصر البشرية والتي تنحصر في: الفنان المؤدي ومساعده الملاغي والجمهور، ويتحدد على أساس وسيط العرض المساهمات البشرية في العروض، فالخيمة مثلاً لا يحتاج فنانها إلى ملاغي أو مساعد، وذلك على عكس البرفان والباردة حيث يحتاج الفنان المؤدي إلى مساعد / ملاغي. أما العربة فيحتاج أداء العروض فيها إلى أكثر من ذلك ( فنان مؤدٍّ – مساعد / ملاغي – عامل تذاكر / فردين لتنظيم الدخول والخروج). وأحياناً يكون هناك أكثر من فنان مؤدِّ يتناوبون العمل داخل العربة.
ويلعب الملاغي دوراً هاماً في إتمام عروض الأرجواز، فهو يشارك الفنان المؤدي بالعزف كما يردد الأغاني خلف الأراجوز ويستحث الجمهور على الغناء ويشارك الأراجوز في الحوار، ويكرر بعض الكلمات التي تبدو غير واضحة بفعل الأمانة، ويساهم في خلق المواقف المضحكة سواء من خلال الكوميديا اللفظية أو الحركية، وله دور هام في استنطاق المتفرجين وإشراكهم في العرض.
ويعتبر الملاغي من أهم العناصر الأساسية لعروض الأراجوز لا بدّ أن يتّصف الفنان المؤدي بسرعة البديهة، فهو يغني ويحرك الدُّمى ويمثل ويرتجل النص في وقت واحد، وأن يكون ذا صوت حسن وقدرة على التحكم في أداء اللهجات المختلفة وتلوين الصوت واستحضار نبرات صوتية مختلفة، وقدرة فائقة على الارتجال والخلق الإبداعي المتجدد وتحويل أبسط الإمكانيات إلى أدوات للمتعة والتواصل المستمر مع الجمهور ووقفت الندوة على أثر بعض الفنون على الاراجوز حيث تركت العديد من الفنون الشعبية آثارها على فن الأراجوز ومن ذلك ما نجده في نمرة «الست اللي بتولد» في رواية صابر المصري حيث نري تأثره بما كان يقدم من ألعاب «القرداتي»، إذ تعتمد إحدى نمره على أن يطلب من الحمار أن يختار أجمل بنت في الحلقة فيتقدم إليها وأنفه إلى وجهها فيضحك الفتاة والمشاهدين يختلف فنانو الأراجوز أنفسهم في تحديد عدد نمر الأراجوز، فعندما سألت «صابـر المصري»، أجاب: «بتاع الأراجوز اللي بجد ممكن يخش البرفان ميطلعش منه إلاّ تاني يوم»، كناية عن كثرة النمر.
ارتبطت عروض الأراجوز بشكل أساسي بالشارع، كما أن الرافد الأساسي المشكِّل لعقلية الفنان المؤدي هو ممارسات الحياة، ومن ثم فإن دورة الحياة هي أحد أهم الروافد التي شكلت موضوعات عروض الأراجوز، وكانت من العناصر الأساسية لجذب جمهور الشارع، فالموضوعات المطروحة تشكل جزءاً من حياته، وتدور هذه الموضوعات حول الولادة، والتعليم، والتجنيد، والزواج، والعمل، والموت، وجميع هذه الأفعال تشكل ما يُعرف بدورة الحياة ويمكن أن نستخلص سيرة الاراجوز حتى نهايته فى نمرة «العفريت» وعلاقاته مع مختلف الأطراف من خلال النمر إذا نظرنا إليها في سياق ترتيبي معين. وتناولت الندوة ضرورة الاستثمار في التراث وشددت على أن مصر لا تمتلك منتجا بحجم الثقافة يمكن أن تسوقة وتعتمد عليه.