العدد 724 صدر بتاريخ 12يوليو2021
حصل الباحث طارق عبد العزيز على درجة الدكتوراه من جامعة كامبردج البرطانية وذلك عن رسالته حول تأثير المسرح الأوروبى على المسرح المصرى والعربى وذلك يوم السبت الماضى بفندق تيوليب جولدن وناقشه كلا من ا.د محمد العدوى الأستاذ بجامعة الزقازيق ، أ.د إبراهيم عبد الفتاح الأستاذ بجامعة الأزهر محكما ومناقشا ، أ.د فاتن محمد السيد المشرف الرئيسى على الرسالة ، قال دكتور طارق عبد العزيز فى مقدمة البحث عاشت مصر الدلالتين السابقتين ، فى تتابع غير مرتب فى فترات تاريخية ، كان حضور مصر فيها فاعلا فى الحضارة الأنسانية ، ويشكل نموذجا لما يكون عليه الحضور المؤسس ووجدنا سعيا من مفكرى ومؤرخى الحضارات الآخرى ، وراء نقل التجربة الحضارة المصرية وأركانها من الفنون وعلوم _ بل لا ابالغ أن أضيف « عقائد « لتكون إضافه لبناء حضاراتهم كما حدث فى اليونان والرومان الذين سعى فلاسفتهم وأطباؤهم وعلماؤهم وراء دراسة اسباب إزدهار حضارة مصر الفرعونية ، ثم توالت الحقب والعصور ، وتتابعت فترات الازدهار والتراجع الحضارى الذى تسببت فى قوى إستعمارية تعمدت تراجعها ، لكن المؤكد أن مصر عاشت فى فترات التارجع الحضارى على تراث هذا الحضور ؛ وأعنى به أصداء هذا الدور المصرى المزدهر فى الفترات التى سبقت هذا التراجع .. ولكن هل إستمرت مصر ممتدة على تراث الحضور هذا ؟ وفى هذه الفترة من تاريخ المسرح المصرى الحديث ، كان المسرح الاوروبى الذى يقدم بالفرنسية أو الايطالية هو الأسمى ، والسلطات تعطى الأسبقية له لا المسرح العربى الوليد ، فكانت المسارح تبنى فى القاهرة والأسكندرية لعرض الدراما الاوروبية والأوبرا ، والحكومة تبذل مبالغ هائلة لدعم الفرق الزائرة الأتية من أوروبا . وجدت الجاليات الاوربية والسواح الاوروبين فى المسرح وسيلة للتسلية والترفيه ، بدرجة كبيرة من المصريين المتفرنجين ، والطبقة الحاكمة التركية
عن مشكلة البحث : « من المعروف أن كتابة تاريخ المسرح فى مصر تعتمد أساسا على الدوريات والوثائق والنصوص المعاصرة لهذه المدة ، إضافه إلى كتابات الرحالة ومذاكراتهم ، بالأعتماد على دوريات من الصعب الاعتماد عليها الأن ، لفقدها وتهالكها ، هذا فضلا على إعتمادهم على وثائق لم يلتفت إليها أغلب الباحثين ، ناهيك عن النصوص المسرحية وبعض كتابات الرحالة التى لم نقرأ عنها فى دراسات سابقة ، وهذا ما دعى الباحث الى توثيق دراسه بحثية تتضمن تاريخ المسرح المصرى العربى ومقارنته بالمسرح الاوربى بما له من باع طويل فى هذا المجال فى الفترة من 1799 _ 1822
وعن اهمية البحث تابع قائلا :» من الناحية النظرية الاهمية الكامنة فى إثراء المكتبات بهذه النوعية من الابحاث نظرا لندرتها واهمية التعريف بالأخراج المسرحى فى مصر والوطن العربى وأوروبا ، بيان الجهود المسرحية لبعض العلامه أمثال رفاعه الطهطاوى الذى ترجم مسرحية « هيلانه الجميلة « ، وعبد الله أبو السعود الذى ترجم مسرحية «البخيل « ، ومحمد عثمان جلال وترجمته لمسرحية «حلاق أشبيليه « ، بالإبتعاد عن الفقد وتهالك الدوريات التى يصعب على الباحثين الإعتماد عليها .
ومن الناحية العملية أضاف قائلا :» تكمن الاهمية العملية لموضوع البحث إبراز وتأصيل دور المسرح المصرى والعربى فى إرساء ونشر القيم والتأكيد على الثقافات العربية المختلفة ، من خلال الانتماء والأصاله وبث روح الوطنية وتعديل السلوكيات السلبية . والتأكيد على دور المسرح المصرى والعربى التاريخى والتعريف به والذى غاب عن الكثير من العاملين فى المجال والمنتمين إلى المسرح المصرى العربى ، بيان التطوير الذى لحق المسرح السورى والمصرى ، إعتماد على المسرح الاوربى كونهم السابقين فى هذا المجال ، إلقاء الضوء على المسرح الاوربى كمنارة للمسرح المصرى العربى خلال الفترة من 1852 – 1882 م ، تنبيه القائمين على المسرح المصرى العربى بضرورة توثيق تاريخه بالعديد من البحوث والدراسات والمؤلفات وثيقه الصلة بذات المجال بجانب هذا البحث
وعن اهداف البحث تابع قائلا :» تتمثل أهداف هذا البحث تسجيل دقيق وموثق عن تاريخ المسرح الاوروبى والمسرح المصرى العربى معتمدا على مصادر ومراجع حديثة ، إلقاء الضوء على وثيقة إنشاء أول مسرح قومى فى عربى فى مصر تقدم به أنس ولويس فاروجيه عام 1872 م ، التعريف بالجهود المسرحية المجهولة فى مجال ترجمة المسرح الاوروبى ، بناء كوادر إعلامية متخصصة فى مجال الاخراج المسرحى
وعن اسئلة البحث تابع قائلا :» يمكن بلورة المشكلة فى التساؤل الآتى : ما وقع الوعى لدى العاملين والمتخصصين فى مجال المسرح بالتطور التاريخى للمسرح الأوروبى ، ودور المسرح المصرى العربى فى اللحاق بركب التطور المسرحى العالمى بصيغه نابعه من الوجدان المصرى العربى ؟
وينبثق من هذا التساؤل عدد من التساؤلات الفرعية الآتيه : مادور التوثيق المسرحى فى الحفاظ على الهوية المسرحية الأوربية والمصرية العربية ؟ ، مادور المخرجين المسرحيين فى إبراز التطور التاريخى للمسرح الاوروبى والمصرى العربى ؟ ، ما معلومات العاملين والمتخصصين فى مجال المسرح المصرى العربى بالتطور التاريخى بالمسرح الاوروبى ؟ ، اما عن فروض البحث فقال :» تتمثل فرضية البحث فى دراسة تأثير توثيق المسرح الاوروبى والمصرى العربى على وهى العاملين والمتخصصين فى مجال المسرح والممثلين فى الفروض الرئيسية الآتيه : لاتوجدعلاقة ذات دلالاله إحصائية بين المسرح الاوربى والمسرح المصرى ، لاتوجد علاقة ذات دلالاله إحصائية بين المسرح المصرى والعربى واما عن حدود البحث للبحث حدود زمنية ومكانية الحدود الزمنية هى الفترة م 1852 _1882 ، الحدود المكانية المسرح الاوروبى إقتصر البحث على إبراز تأثير المسرح الاوروبى على المسرح المصرى العربى واهمية ودور المخرج المسرحى ، مجتمع وعينه البحث مجتمع البحث : المسرح الاوروبى ، عينه البحث : المسرح الفرنسى والإيطالى ، منهج البحث : إستخدم الباحث فى هذا البحث المنهج الوصفى لكونه يصف ماهو كائن بدقه ويعتبرهو المنهج المناسب لهذا البحث ، مصطلحات البحث المخرج _المسرح _ المسرح الاوروبى _ المسرح المصرى _المسرح العربى
وإستطرد قائلا « لقد تعرض البحث فى التمهيد لفترات تاريخيه مر بها فن المسرح المصرى الحديث ، كما يحاول إلقاء الضوء على الاخراج والمسرح الاوروبى والمصرى العربى « مفهوم الاخراج ، مهما المخرج الرئيسية ، مراحل تطور الاخراج المسرحى ، دور المخرج المسرحى ومدارس الاخراج ، لتفرد مساحة اوسع للحديث عن ظهور المسرح العربى ، رغم أن تعيين خطوط زمنية ثابته لفن ما يعد أمرا تعسفيا فى أى بحث _فى حدود ما نعلم _ تاريخ أول ظهور للمسرح الاوروبى فى مصر والذى أدخلته قوة الحملة الفرنسية العسكرية بقيادة نابليون للترفيه عن الجالية الفرنسية ،حيث كانت جالية التجار الاوروبين فى مصر _ فى القرن الثامن عشر وما قبله .
وأضاف :» إن حكاية اى نوع من انواع الفنون فى دول العالم المتنوعة لها سحرها الخاص ، لكن سنتحدث اليوم عن حكاية المسرح فى بلادنا ، فإن مثل هذه الحكاية تكتسب رونقا مميزا فى منطقتنا ، وهذا ليس مجرد تعبير يمسك بمجاميع الإنحياز بين نواجذه ؛ فهو صدق وحق ، إن المسرح العربى وصل إلى ماهو فيه من مكانه بفضل جهود مضنية من أفراد آمنوا به محاولين فى ذلك الإرتقاء بأوطانهم فنيا ، وتصحيح شهادة ميلاد المسرح العربى الذى نسب بعضه بنوته إلى المسرح الاوروبى ، ويالها من جهود عظيمة بعد معبد إدفو من أكبر المعايد التى تم بنائها فى مصر القديمة ، كما عرض البحث نظرية المسرح الثالث فى بداية الثمانينيات من القرن العشرين لتقدم تصورها النظرى قصد توجيه مسرح الهواة بالمغرب نحو آفق رحبه من التجريب والتحديث والتأسيس والتأصيل . وترتبط نظرية المسرح الثالث بالمسكينى الصغير وعبد القادر عبابو وسعد الله عبد المجيد وترتكز هذه النظرية المسرحية على الرؤية الجدلية فى التعامل مع الزمان والمكان والتاريخ ، وعلى تقنيات المسرح الفقير فيما يخص الممثل والمخرج وإسخدام اللغات الدرامية البصرية والمسموعة .
وعن نتائج البحث تابع قائلا :» إذا كنا نحرص على أن نستفيد من خيرات الغير ،فيجب أن تكون إستفادتنا من روائع ما هو ذلك الغير لا من إنتاجه المنحط الذى كان يسطو عليه رجال المسرح السابقون فى بلادنا ، وإذا لم يكن بد من الإقتباس أو لم تكن هناك ضرورة ملحة لحظره ومطاردته فى عنف فليكن الاقتباس معترفا به من صاحبه ، وليكن بالتالى من روائع الادب العالمية التى قد يرى المقتبس انه من الخير والحكمة أن يأخد الفكرة او هيكل المسرحية ؛ ليعيد كتابتها على نحو يتفق مع بيئتنا الخاصة ومشاكلها المحلية أو الانسانية او العامة أو مع معتقداتنا ، وأسس حياتنا وفيما يختص بترجمة المسرحيات بالذات نلاحظ أن الجامعة العربية تقوم بالإشراف على ترجمة المسرحيات بالذات نلاحظ أن الجامعة العربية تقوم الأن بالإشراف على مسرحيات شكسبير كلها ، كما أنها تفكر فى ترجمة مسرحيات غيره من العمالقه ترجمة كاملة ، وبالفعل تحدثت الصحف عن مشروع تفكر إدارتها الثقافية فى النهوض به بعد مشروع شكسبير ، وهو مشروع ترجمة مسرحيات الشاعر الفرنسى الكلاسيكى راسين ، وإن كنا نود لو رجعت الترجمات السابقة لبعض تلك المسرحيات للإنتفاع بها أو الإستغناء بها عن ترجمة جديدة أما عن التوصيات من خلال ما توصل إليه الباحث يعرض الباحث مجموعة من التوصيات منها ضرورة الاهتمام بالحفاظ على التراث المسرحى وتوثيقه من خلال الدراسات والبحوث الاكاديمية فى ذات المجال ، أهمية مشاركة المتخصصين والخبراء فى مجال المسرح فى عقد الندوات والمؤتمرات لتوعيه العاملين فى مجال المسرح المصرى والعربى ، تبسيط ونشر الثقافة المسرحية « أبو الفنون « والذى يصب فى صالح الفنون كالتفزيون والسينما ... وغيرها ، إنشاء قاعدة بيانات ومعلومات تحتوى على المؤلفات والدراسات والبحوث الأكاديمية السابقة فى مجال المسرح الاوروبى والمصرى والعربى ، مراعاة التكامل بين كافه الفنون المختلفة «المسرح والتلفزيون والسينما « فى إبراز دورهم فى الحافظ على الهوية المصرية والتراث المصرى العربى ، ضرورة إستطلاع رأى الجمهور والمثقفين عما يخص المسرح الاوروبى والمصرى والعربى والاهمية والتاريخ