العدد 724 صدر بتاريخ 12يوليو2021
تم مناقشة رسالة الدكتوراة بعنوان «اشتغال المؤثرات السمعية لكشف الدلالة المضمرة في العرض المسرحي العراقي» مقدمة من الباحث علي عباس حمد سلمان السوداني، وتضم لجنة المناقشة الدكتور قاسم مؤنس عزيز (رئيسًا)، والدكتورة فاتن جمعة سعدون (عضوًا)، والدكتور صارم داخل أحمد (عضوًا)، والدكتور نورس محمد غازي (عضوًا)، والدكتور عماد هادي عباس (عضوًا)، والدكتور رياض شهيد علي (مشرفًا). والتي منحت الباحث من بعد حوارات نقاشية انتظمت وفق شروط ومعايير أكاديمية درجة الدكتوراة.
وجاءت رسالة الدكتوراة الخاصة بالباحث كالتالي:
إن للدلالات المضمرة في العرض المسرحي العراقي أهمية كبيرة فهي تؤثر في بنية ومفاهيم خطاب العرض ورسالته ولا سيما أن هنالك ثمة متغيرات في مدى استيعاب الجمهور لمفهوم وماهية العرض المسرحي ودلالاته ورموزه وإشاراته وإيحاءاته التي تجسد على خشبة المسرح وبالأخص حينما يكون العرض مثلا (دراما دانص) غير لفظي أو أن المتلقي لايفهم لغة العرض المسرحي.
فالبحث يسعى لأن يسلط الضوء, على المخرجات المتحققة نتيجة لعملية اشتغال المؤثرات السمعية لكشف الدلالة المضمرة في العرض المسرحي.
وقد جاء البحث بأربعة فصول, في الأول منها تصدى الباحث لمشكلة البحث, والتي سيسلط الضوء على المضمر في العرض المسرحي عبر المؤثرات السمعية بوصفها جزاءاً أساسياً فاعلاً ومؤثراً في مخيلة ووجدان المتلقي، وبالتالي فإنها تؤثر على الإدراك والمخيلة المعرفية والتأويلية لدى المتلقي لتثير عنده العديد من التساؤلات المختلفة والتي هي بحاجة إلى تفسيرات وإيضاحات للوصول إلى مدلولاتها وهذا جعل من الباحث يتوقف عند مجموعة من الأسئلة للبحث عن إجاباتها بمجموعة من الافتراضات, ومنها:-
- هل المؤثرات السمعية تمتلك القدرة على إنتاج مخرجات تحمل دلالات فنية متكاملة من خلال كشفها للمضمرات المرئية والفكرية؟
وبالأجابة عن هذا التساؤل تتحقق الحاجة لمثل هذا البحث الذي اختار الباحث موضوعه وحدده بعنوان (اشتغال المؤثرات السمعية لكشف الدلالة المضمرة في العرض المسرحي العراقي).
وهنا تبرز أهمية البحث والحاجة إليه كونه يسعى الى فك شفرة الدلالات المضمرة في العرض المسرحي، وقد يسهم البحث في فائدة العاملين في مجال التصميم الصوتي لتطوير قدراتهم وفق المتغيرات والثورة التكنولوجية والرقمية التي توصلت اليها التقنيات الحديثة وما نتج عنها من توظيف جديد قادر على إيصال الخطاب المسرحي إلى المتلقين.
مشكلة البحث:
إن المؤثرات السمعية في العرض المسرحي بأبعادها الفنية الساحرة وأجوائها المتفردة بوصفها وسيلة تواصل فني وتعبيري ووجداني تمتلك آليةً فاعلةً تسهم بإبراز المعاني المستترة بين ثنايا كل (اللغات) بمفهومها العام والشامل فلها القدرة على إحداث التأثير في عملية إكمال وبناء وإيضاح وكشف الدلالات المضمرة للعرض المسرحي وقدرتها على تحقيق نوعٍ من الإحالات الفكرية للمتلقي ونوعٍ من التوازن والتوازي في المفهوم وإظهار المعلومة وبيانها ومدلولها, لينتج عنها عرضٌ يمتلك خطاباً منسجماً متكاملاً واضح الدلالات مفهوم المعاني أمام المتلقي, متخذة من مجموع تقنيات العرض والتي تمثلت في مفردات سينوغرافيا العرض قيماً وسمات جمالية, لتشكل من ذلك تمازجاً وتلاقحاً فكرياً وموضوعياً بينها وبقية تمفصلات العرض المسرحي لإنتاج الخطاب المسرحي المطلوب بقيمة جمالية.
ونظراً لما تحمله وتتضمنه المؤثرات السمعية من معانٍ كبيرة وقدرة على استثارة الشعور والأحاسيس الجمالية لدى المتلقي ومؤشرات فكرية ورمزية تنتمي إلى الإطار الفني لبنية العرض المسرحي والتي تجعل منه فناً إبداعياً قادراً على تكوين صورة جمالية ترتقي بخطابه وهدفه ورسالته, فإن المؤثرات السمعية ستلقي بظلالها وتتلاقح وبشكل واضح مع منظومة العرض المسرحي من خلال مخرجاتها الجمالية التي ترتبط إلى حد كبير بمدى التقنيات المتوافرة في صالة العرض المسرحي، لينتج عن مثل هذا التلاقح تكوين حسي يمتلك أبعاداً ودلالات جمالية في آن واحد من أجل الوصول إلى تحقيق رسالة وخطاب العرض المسرحي بلغة فنية حسية متكاملة.
وانطلاقاً من هذه المعطيات وما يتمخض عنها من نتائج تُحيلُ إلى استفهامات حول اشتغال المؤثرات السمعية على مجمل خطاب العرض المسرحي ورسالته، جعلت من الباحث التوقف على مشكلة البحث بمجموعة من الأسئلة للبحث عن إجاباتها بمجموعة من الافتراضات, وكما يأتي:
- هل المؤثرات السمعية تمتلك القدرة على إنتاج مخرجات تحمل دلالات فنية متكاملة من خلال كشفها للمضمرات المرئية والفكرية ؟
- هل تحدد المؤثرات السمعية البعد الجمالي الفلسفي للعرض المسرحي وتحقق أهدافها في عملية تفعيل التلاقح والترابط بين مفردات العرض وخطابه وكيف يعمل مصمم الصوت على تجسيد الرؤية الفنية والجمالية للعرض المسرحي ؟
ومن أجل التصدي لتلك التساؤلات والافتراضات فقد اختار الباحث موضوع بحثه وحددهُ بعنوان:- (اشتغال المؤثرات السمعية لكشف الدلالة المضمرة في العرض المسرحي العراقي).
أهمية البحث والحاجة إليه:
تكمن أهمية البحث في فك شفرة الدلالات المضمرة في العرض المسرحي وهو ما يجعل الحوار والصورة المشهدية في حدودها أمراً مهماً من حيث التعليل والتحليل والنتيجة ثم الولوج إلى البرهان من خلال الدلالة الواضحة المعالم والمفاهيم.
وقد يسهم البحث في فائدة طلبة كليات ومعاهد الفنون الجميلة للاقسام المتخصصة والمؤسسات الحكومية المعنية وغير الحكومية, وبشكل خاص العاملون في مجال التصميم الصوتي لتطوير قدراتهم وفق المتغيرات والثورة التكنولوجية والرقمية التي توصلت إليها التقنيات الحديثة وما نتج عنها من توظيف جديد قادر على إيصال الخطاب المسرحي إلى المتلقين.
يهدف البحث إلى:
1- تحديد الية اشتغال المؤثرات السمعية لكشف الدلالة المضمرة في العرض المسرحي ودوره في إبراز المسكوت عنه.
2- التعرف على تقنية المؤثرات السمعية وأهميتها سينوغرافيا في العرض المسرحي.
وخصص الباحث الفصل الثاني لبناء الإطار النظري للبحث, وتضمن ثلاثة مباحث, الأول هو: (اشتغال المؤثرات السمعية في العرض المسرحي), أما المبحث الثاني فهو: (المضمر في العرض المسرحي عبر المؤثرات السمعية) أما المبحث الثالث فهو: (المؤثر السمعي وإنتاج الدلالة في العرض المسرحي).
فيما خصص الفصل الثالث للميدان الإجرائي حيث تم تحديد منهج البحث و عينة البحث والتي تمثلت بخمسة نماذج تم تحليلها, وشملت هذه النماذج من العروض ضمن الحدود الزمنية للبحث منذ عام 2010 حتى عام 2020, وكما أدناه:-
1- الحسين الآن.
2- غريب الدار.
3- علامة أستفهام.
4- ياحريمة.
5- سي لا في.
وفي الفصل الرابع عرض الباحث النتائج التي توصل إليها وناقشها وكان من بينها:
1-حينما تكون المفردات في العرض المسرحي لا سيما في بدايته وما بين المشاهد وفي ختامه أو أثناء الصمت أو حينما يلقي الممثل حواره, فإن هذه المفردات ستعمل على تأكيد وإبراز ثيمة وثوابت خطاب العرض المسرحي ورسالته لا سيما المضمرة منها وفتح الشفرات وتحريك المشاعر الوجدانية لدى المتلقي والتي يسعى مؤلف ومخرج العرض إلى إيصالها بصورة فلسفية وواضحة المعاني لتمنح العرض طابعه الخاص والمميز, وهذا ما تضح جليا في أغلب مشاهد العرض المسرحي (الحسين الآن).
2- للمؤثرات السمعية الدور على العمل سيميائياً في العرض كونها تسهم في إنتاج وكشف المعاني ما بين سطور وثنايا الحوار والعرض لتنتج دلالة وتعبر عن موقف, كما لوحظ في العرض المسرحي (غريب الدار) ولا سيما في بداية ونهاية العرض.
3- تسهم المؤثرات السمعية من خلال تكامل مفرداتها بشكل واضح في إيضاح المعاني وتنويع أنغامها لينتج الهدف المنشود بتحقيق إيصال المعنى بشكل واضح ودقيق إلى المتلقين بكل أطيافهم, وهذا ما أتضح في العرض المسرحي (علامة استفهام) لاسيما في مشهد اللعب بالكرات.