العدد 814 صدر بتاريخ 3أبريل2023

أقام قسم المسرح، بالجامعة الأمريكية، في شهر مارس الماضي، مؤتمرًا جديدا وملتقى ثقافي فني بعنوان «الكاتبات والمخرجات العربيات بين الذاكرة والأرشيف»، وقُدم ضمن فعاليات المؤتمر ثلاثة عروض مسرحية، للمونودراما، على مدار ثلاثة أيام متتالية، بمسرح الفلكي، لثلاث مبدعات من العالم العربي والغربي، والمسرحيات هي: «أدرينالين» للفنانة الأردنية أسماء مصطفى، و«UNVEILED» للمخرجة الإنجليزية الأسيوية روحينا مالك، و«رقصتي» للفنانة والمخرجة المصرية نورا أمين.

سرطانات المجتمع العربي
قدمت الفنانة الأردنية أسماء مصطفى، في نهاية أول أيام المؤتمر السبت 18 مارس الماضي، عرضها المسرحي، «أدرينالين»، من أدائها وتأليفها وإخراجها، وهو مونودراما درامية تُعالج وتطرح سرطانات المجتمع العربي، حيث تنتقل الشخصية الدرامية بالعرض، الرئيسية وتتجاوز قصتها وإصابتها بسرطان الثدي، في اللحظات والوقت الذي ستخضع فيه، لعملية بتر  ثديها،  للشفاء، إلى التعرض لسمات، وأزمات المجتمعات العربية المتفاقمة التي تطرحها الفنانة أسماء مصطفى، وهي سرطانات مختلفة ومتعددة صابت واحتلت جسد المجتمعات العربية، منها التطرف في الفكر، والعقيدة، والسلوك،  والتعصب، والانحياز، وغير ذلك من اندفاع شباب الوطن العربي إلى الهجرة غير شرعية مما تؤدي بهم إلى الهلاك والموت، وقد أشارت إلى ذلك بالعرض حيث قدمت الأم، شخصية  الابن باسم «بحر» دلالة على السفر، وعلى هذا البحر بأي وطن عربي الذي يأخذ الأبناء من الأمهات ولا يعودون ثانية إليهن مهاجرين، أو أموات يلتهم موج البحر .

مونودراما «أدرينالين» حاصدة الجوائز 
وحصلت مونودراما «أدرينالين»، للفنانة أسماء مصطفى، على العديد من الجوائز، منها أفضل ممثلة دور أول في مهرجان البصرة الدولي للمونودراما، وشارك العرض بمهرجان قرطاج الدولي للمونودراما، وحصل على الجائزة الأولى كأفضل عرض مسرحي متكامل في مهرجان «تيرو» الفني للمسرح بمدينة صور في لبنان. 

نقاش وإعجاب الجمهور
 وعقب مونودراما «أدرينالين»، أقيم لقاء مع الحضور من الجمهور، ونقاش مع الفنانة أسماء مصطفى، والتي أعربت عن سعادتها لتقديم العرض من جديد بمصر، وكانت قد قدمته للمرة الأولى بمهرجان أيام القاهرة الدولي للمونودراما في دوراته الأولى، وسعيدة بحضور جمهور جديد للعرض، وأشارت إلى أنها قدمت العرض للعديد من المرات بمختلف الدول العربية، وفي كل مرة تقوم بتطوير العرض، وروت أسماء مصطفى، ما حدث لها بالواقع، وقصتها مع مرض السرطان الذي تعرضت له، حيث أصيبت بسرطان في الرحم، خلال سنوات رحلتها مع العرض، بعد تقديمه للمرة الأولى.
وأوضحت«أسماء»، أنها حاولت أن تناقش ما هو أبعد من السرطان العضوي، الذي يلتهم أجساد البشر، ومنهن النساء، وخاصة سرطان الثدي، وتتخطى ذلك إلى طرح مظاهر لسرطانات المجتمعات العربية من الخليج للمحيط، مثل التطرف الفكري، بالجماعات الإرهابية والمتعصبة، وحاولت أن تتناول ذلك بصور جسدية تعبيرية، ومن خلال نص وقصة العرض، وعلاقاتها بالآخر وهو الرجل، كان حبيبها، أو زوجها، أو صديقها بالجامعة، أو ابنها الذي يأخذه البحر عنوة عندما يقرر أن يهاجر بطريقة غير شرعية، وكذلك   متناولة قضية، إقصاء وتهميش المرأة. 

إبداع وجوائز
أسماء مصطفى ممثلة ومخرجة أردنية من أصل فلسطيني، حصلت على شهادة تكوين في فن الممثل في مدرسة الممثل الدورة الثالثة، المسرح الوطني تونس، واحترفت التمثيل ونالت العديد من الجوائز منها: جائزة التحكيم الخاصة كأفضل ممثلة دور ثان، مهرجان المسرح الأردني في مسرحية «كإنك يا بو زيد»، وأفضل ممثلة في مهرجان الرقة الأول في سوريا مسرحية «يا مسافر وحدك»، وعملت في مجال التأليف والإخراج والتمثيل مع الأطفال مثل «وين حقوقنا وين» وللكبار مثل مسرحية «سليمي» وهي من إخراج أسماء مصطفى في ختام مهرجان الفوانيس الدولي. 

 مونودراما«UNVEILED» لـلإنجليزية الأسيوية روحينا مالك
.. ثاني عروض المؤتمر

وكان ثاني عروض المؤتمر، بمسرح الفلكي، مساء الأحد 19 مارس مونودراما مكاشفة «UNVEILED» للكاتبة روحينا مالك، ولدت ونشأت في لندن بإنجلترا، و من أصول جنوب أسيوية، وهي كاتبة مسرحية وممثلة وفنانة أداء، حققت نجاحًا كبيرًا، عمّا تقدمه، وتم إنتاج مسرحيتها المشهورة «لامرأة واحدة» في الكثير من المسارح ودور العرض في جميع أنحاء البلاد، وتم ترشيح مسرحيتي «THE MECCA TALES» و « YASMINA›S  NECKLACE»، وهما«حكايات مكة» و«قلادة ياسمينا»، لجوائز جوزيف جيفرسون لأفضل مسرحية جديدة.

عروض في أوروبا وأمريكا وجوائز
وتم اختيار الفنانة روحينا مالك لتفوز بجائزة «Lee Reynolds» لعام 2018، والتي تُمنح سنويًا للمرأة الناشطة في أي جانب من جوانب المسرح والتي ساعدت أعمالها في إلقاء الضوء على احتمالات التغيير الاجتماعي أو الثقافي أو السياسي.
وتم تقديم مسرحيات روحينا مالك في الكثير من المسارح الغربية، منها مسرح الشارع 16، مسرح «The Goodman Theatre»، مسرح حدائق النصر، مسرح كروسرودز «Crossroads Theatre »، مسرح شيكاغو الدرامي، المسرح التالي، مسرح برافا « Brava Theatre Company »، مسرح فوياج، مسرح صعود طريق الحرير«Silk Road Rising»، مشروع المسرح بالتيمور « Theatre Project Baltimore  »، مسرح بذور الخردل«Mustard Seed Theatre »، ممثل جديد في بوسطن، مسرح شركة بوسطن الكبرى، مسرح برج المياه في دالاس، مسرح تكساس TX ، والعرض الأول في ولاية نيو جيرسي بأمريكا.
 
وختامها مصر..
«رقصتي» لـ نورا أمين.. آخر العروض 
وختامها مصر.. حيث قدمت الفنانة المصرية نورا أمين، في آخر أيام مؤتمر «الكاتبات والمخرجات العربيات بين الذاكرة والأرشفة»، حيث اليوم الثالث، الإثنين 20 مارس عرضها المسرحي، «رقصتي»، وهو مونودراما نسائية، موسيقى: إيهاب عبد اللطيف ونورا أمين صوتيات: نورا أمين فيديو: إيهاب عبد اللطيف، تأليف وتصميم وإخراج: نورا أمين
وتقول «نورا» عن عرضها وتتساءل: «رقصتي ما هو الرقص؟ وما علاقته بالهوية وبالوصم؟ ولماذا ُيعد الرقص مهنة مشينة في معظم المجتمعات؟ وهل يمكن للرقص البلدي أن يكون حقلًا للمداواة ولتمكين الجسد والهوية الأنثوية؟ ماذا تتوقع أن تشاهد عندما تقرأ هذا العنوان: «رقصتي»؟ وكيف ينمو تعبيرنا عن ذواتنا وتاريخنا من خلال التجسيد والرقص؟ كيف نتحول عندما نرقص؟ وكيف نتواصل مع جذورنا وتحولاتنا؟. 
حلقة نقاشية
وعقب تقديم العرض التفاعلي «رقصتي» الذي حظي بإعجاب كبير وتفاعل من الجمهور، أقيمت ندوة نقاشية مع نورا أمين أدارتها المؤلفة الدكتورة. نسمة يوسف إدريس، بحضور دكتورة. دينا أمين، مديرة المؤتمر، والعديد من المشاركات من الفنانات والمخرجات العربيات، ومنهن الفنانة اللبنانية والمخرجة لينا أبيض، والمخرجة والممثلة أسماء مصطفى من الأردن، والفنانة والمخرجة الفلسطينية إيمان عون، ومن السعودية دكتورة. ملحة عبد الله، وغيرهن، وآخرين من جمهور العرض منهم الكاتب والشاعر أحمد زيدان، والصحفية، والمخرجة همت مصطفى، وطلاب وطالبات قسم المسرح بالجامعة الأمريكية.

الطاقة والتفاعل من الجمهور
وأعربت الفنانة نورا أمين عن سعادتها بتقديم عرضها المسرحي «رقصتي» من جديد، وخاصة بمصر بمؤتمر الكاتبات والمخرجات، وأكدت: أقدم العرض للتعبير عن الهوية، وتعبيرًا عن الثقافة الخاصة بكل منا نحن النساء بمصر، ولذا كانت لي طريقة خاصة، وحاولت أقدم بها العرض، وقررت أن أعود للبيئة التي ولدت بها ونشأت بها مصر، وسعيدة لحضوري إليها من جديد، بلد إقامتي وحيث أعيش ألمانيا، لتقديم عرضي «رقصتي».
تجربة ثرية إنسانيًا فنيًا
وأوضحت «نورا» أن التفاعل من الجمهور بالعرض، يمنح الطاقة، وتدفق الأفكار، وخاصة بالوطن مصر مما يجعل الأفكار متدافعة، منطلقة بحرية كبيرة، وأشارت أنها قدمت عرض «رقصتي» بألمانيا، وهي في ظروف صحية صعبة، حيث دفعت أن تعرض، وهي مصابة بقدميها، وتتكأ على عكازين، بينما كانت تجربة ثرية إنسانيًا، وفنيًا.
وقالت «نورا» لقد عشت تجربة مختلفة، وأنا أقدم «رقصتي»، حبيسة بين العكازين، لكني حاولت أن أرسل الطاقة للجمهور، ليرسلها إلى من جديد، فالطاقة، والتفاعل التي كانت ترسل لي من قبل الجمهور كانت تدفع بي لاستكمال العرض، كان يحييني، فالطاقة دومًا معي وفي رحلتي لها أثر كبير على المدواة.
نورا أمين: رحلتي مع الرقص ممتدة منذ 45 عامًا منذ طفولتي
بداية الرحلة مع الرقص
وأوضحت نورا أمين: أنها بدأت رحلتها مع الرقص منذ 45 عامًا، حيث بدأت وأنا في عمر السابعة، بالباليه الكلاسيكي، واستكملت ذلك لسنوات طويلة، ثم تدربت على الرقص الحديث، والجاز، الرقص المعاصر، وفي الثمانينيات بالقرن الماضي، ورغم أمن مصر حينذاك، لم يكن ينتشر بها، فرصًا أو أماكن للتدريب، وكانت الجهات التي يتم التدريب فيها قليلة جدا وتكاد تكون نادرة حينذاك.
الرقص البلدي
وتابعت «نورا»: وكنت أدرس وأتلقى التعليم بالمراحل الدراسية صباحًا، وأتدرب على الرقص مساءً، وهذا جهدًا كبيرًا، ثم انضممت لفرقة الرقص المسرحية الحديث، في فترة بدايات تأسيسها، واستكملت طوال الوقت، رحلتي مع الجسد والمسرح، والرقص، كنت أتساءل دومًا إذا أردت أن أقدم رقصي الخاص بي وبواقعي، كامرأة مصرية، كيف سيكون الرقص؟ وكيف سأستفيد من جسدي وهويتي، التي بها جزء من الاستعمار من الآخر، كيف سأصل لإحساسي بجسدي الشرقي؟ وأدركت أن الرقص البلدي الخاص بي، وبالمرأة المصرية، هو مصدر مهم جدًا، وهو أيضًا صعبًا للغاية في التدريب والتقنية، وتساءلت كيف سأقدم ما أريد في منظومة تنزع منا هويتنا؟ وخاصة ما يخص أجسادنا، لكنا جميعنا كبشر في كل مكان نرقص ونغني بفطرتنا منذ صغرنا ونحب ذلك، وأنا مزيج كبير متسع مما درست وتعلمت من كثير من المناهج، والمهارات، والأساليب، حلمت أن أقدم ذلك في عرض «رقصتي»، وعلينا جميعًا أن نستفيد من الجسد والرقص بالمسرح، ونذهب إلى أفق أكثر اتساعًا نحو ذلك.
أسماء مصطفى: حلقنا بأجسادنا حين تفاعلنا ورقصنا معا بالعرض
ذاكرة الجسد ورحلته
وفي كلمتها قالت أسماء مصطفى: إن المرأة، منذ طفولتها تتعرف على الرقص، وتتحسس جسدها، وتذهب بنفسها للرقص، فنحن  حين نكون صغارًا، نمتلك أجسادنا، لكن مع تتابع المراحل العمرية، يصبح جسدنا ليس ملكًا لنا، بمجتمعاتنا العربية، فيصبح للعالم الآخر، الزوج، و الحبيب، فقدمت نورا أمين عرضًا حمل ذاكرة جسد، متفرد، فقد حملت الجسد بذاكرة رحلة وحياة، وعلينا أن يرقص، فقد حلقنا مع نورا بأجسادنا للسماء السابعة، وقدم العرض تاريخ أجساد عديدة للمرأة المصرية والعربية داخل جسد واحد، وحملني  حضوري للعرض مسئولية أن أبحث بهويتي، وأعود للرقص إلى المرأة في المجتمع البدوي، وهويتها، فنحن النساء بالبدو، نرقص متفردين بموروثنا وتراثنا، منها الرقصة التي تقدمها النساء أمام الرجال بالسيف والخنجر، وقدمت «أسماء» الشكر والامتنان إلى نورا أمين ولطاقتها الكبيرة بعرض«رقصتي» وأشادت بالجانب التفاعلي مع الجمهور بالعرض.
وأشارت دكتورة. دينا أمين أنها لأول مرة تلتقي بها مع نورا أمين كنت ترقص بميدان طلعت حرب، فتخيلت أنها ستنقل جزءًا من الرقص بالعرض، وأعربت عن سعادتها بالعرض وخاصة أنه معبر عن الهوية والثقافة للجسد المصري الأنثوي.
الرقص هو الثورة للجسد
 وأوضحت «نورا»: قدمت مقطعًا راقصًا عن علاقتي بالرقص والمسرح في فيلم قصير من إنتاج قناة النيل الثقافية، بقطاع التصوير الخارجي، وقمت بالرقص مع المخرج فيصل شمس، وقمت بالرقص في الميدان لحظة أعتز بها كثيرًا وتعبير عن الثورة والحرية للجسد الأنثوي، ولكني أردت عن أقدم بعرض تعبيرًا عن جسدي القديم والأيقونة الأنثوية بجسد المرأة المصرية، والرقص في الشارع للمرأة هو مقاومة وقوة في وجه انتهاك النظام الأبوي، والسلطة لجسد المرأة، والذي يرى المرأة نفسها أنها ذات هوية أدنى، وتتعرف على ذلك وتدفع لتشعر به بعد انتهاكها. 
وأكدت «نورا»: الرقص فعل ثوري يضع الجسد في المواجهة، وكنت تخيلت للحظة أن الرقص هو الثورة للجسد، وخاصة في الشارع، حيث النساء يرقصن في الشارع دون خجل وقيد وبحرية، هذا هي الثورة، فهن يمتلكن جسدهن، وخاصة أن الرجل دائمًا يصم المرأة التي ترقص، بصفة عامة، ويقلل من شأنها، فقررت أن أقوم بالرقص في الشارع باعتبارها ثورة لجسدي.
وأعربت المخرجة الفلسطينية إيمان عون عن سعادتها، بلقائها لأول مرة بالمخرجة نورا أمين، ومن خلال عرض«رقصتي»، المتميز، وهو حدث مهم، وتابعت: وسعيدة جدًا أننا نتقاطع معًا أنا و«نورا» في عملنا من خلال مسرح المضطهدين.
تفاعلًا صادقًا
 وأشادت «إيمان» بالجزء التفاعلي بالعرض حيث مشاركة الجمهور بالرقص، وأكدت أن «نورا» خلقت تفاعلًا صادقًا، مما دفع الجمهور للقيام بالرقص معها بالعرض، والذي سيبقى بتفاصيله في ذاكرتنا، وقدمت إيمان عون الشكر والتقدير لنورا أمين، وإبداعها، فيما أكدت د. نسمة يوسف إدريس على اختلاف نورا أمين، دوما كمبدعة، في كل عرض تقدمه بالأفكار، وفي شخصياتها الدرامية، المتباينة التي تقدمها وأدائها.
ذكرى جديدة
وقالت «نورا»: أننا نمتلك هويات متعددة، ودائمًا يقوم العرض على التفاعل، ومن خلاله أشعر أنني خلقت ذكرى جديدة عن معنى وهوية الرقص، وخاصة الرقص الشرقي، وفي كل المرات التي قدمت فيها العرض كان الجمهور دومًا متفاعلًا ويندفع للرقص، ماعدا مرة واحدة، حيث رفض ثلاثة نقاد الانضمام للرقص، والعرض ليس بها مناطق ارتجال، غير القليل جدا، والاستجابة الحية من الجمهور موجودة بكل عرض، وتتوقف على الجمهور، ماذا سيستقبل، وكيف سيكون تفاعلي معه، وكنت أقوم بشرح تعبير «رقص بلدي» الخاص بنا، وبثقافتنا المصرية، فمشاركة الجمهور بالرقص تعمل على تغيير مفهوم والنظرة للرقص.

عروض متنوعة ومختلفة
وأشادت الصحفية والمخرجة همت مصطفى بعرض«رقصتي»، وقالت: تتميز نورا أمين، الممثلة، بتنوعها في الأداء وخاصة الجسدي وقدرتها على الاختلاف والتلوين، والتناول الجسدي والمعبر، في عروضها عامًا وراء عام، حيث اختلف كل عروضها للمونودراما التي شاهدتها من قبل منها «أرشيف حي»، «الضفيرة»، و«ترانيم البعث»، وتتباين في القضية والتناول والطرح عن بعضها بعضًا، وتتميز العرض أيضًا بالصدق الفني والتعبير جيدًا عن الأفكار والرسائل التي تحملها العروض.
وأكدت «نورا»: أن الجسد ليس مفصولًا عن باقي أعضاء الإنسان العقل، والذاكرة، وكل أدوات الإنسان للتفاعل والتواصل مع الآخر، عن فصل الأشياء عن بعضها بعضا، من الأسباب التي تؤدي إلى القهر، وأكدت أن المرأة في المجتمع العربي، هي مصدرا للفرجة ومن هذا أردت أن أقدم الجسد ليرقص دون خجل.
أشكال التعبير المسرحي
وأوضحت نورا أمين: في الغرب من خلال الشعور، بالفن والرقص، يعيدوا في السنوات الأخيرة والآن اكتشاف، أن العنصرية والاستعمار تتجذر في تحويل أشكال التعبير المسرحي، والتي تؤكد لنا أن تصاميم وكيروجراف الرقص الشرقي تغيرت، ومن تسبب في ذلك هو الاستعمار وتأثيره الكبير، وكذلك تأثير الأنظمة الاقتصادية، ومن هذا فالرقصة الخاصة بنا في الرقص الشرقي «الرقص البلدي» قد تغيرت تبعًا لتقديمها من مكان لمكان، وكذلك تغيرت نتاج تأثير الرقابة وقوانين الآداب والرقابة العامة.
 واختتمت نورا أمين تحلم وتتمنى: فلنحاول جميعًا أن نقدم رقصاتنا في المرات المقبلة في ساحات وفضاءات مفتوحة، والرقص لا ينفصل، عن عقولنا وروحنا أبدًا، ولذا يجب أن نتمسك بحضور الجسد والرقص بالمسرح دومًا نبحث عن مصادر معرفية لتطوير ما نقدمه.

نورا أمين وفنون الأداء
نورا أمين مخرجة مسرحية ومؤلفة ومصممة رقص وممثلة وراقصة ومترجمة وباحثة أكاديمية، تعمل بحقل الفنون الأدائية بشكل احترافي منذ عام 1993، أسست فرقة «لاموزيكا» المسرحية المستقلة عام 2000 حيث أخرجت وأنتجت 45 عرضًا مسرحيًا وموسيقيا وراقصا بين مصر وألمانيا، أسست المشروع المصري لمسرح المقهورين وشبكته العربية منذ عام 2011. أحدث مؤلفاتها هو كتاب «رقص المضطهدين»، صادر بثلاث لغات في 2021، و ُيعد المصدر الأساسي لعرضها «رقصتي» الذي تم إنتاجه في ألمانيا، حاصلة على الدكتوراة في السياسات الثقافية من جامعة «هيلدزهايم».