«العزيف قصة الألم» نبوءة جديدة في المستقبل بعد كارثة كونية لفرقة المركز الثقافي بطنطا

«العزيف قصة الألم» نبوءة جديدة في المستقبل بعد كارثة كونية لفرقة المركز الثقافي بطنطا

العدد 717 صدر بتاريخ 24مايو2021

تواصل فرقة المركز الثقافي بطنطا المسرحية بفرع ثقافة محافظة الغربية بإقليم غرب ووسط الدلتا الثقافي بروفات العرض المسرحي»العزيف»والتي يُحاول أن يقدم به المخرج الشاب محمد طلعت تجربة جديدة ومختلفة بتأليف مصري جديد للمؤلف أحمد عصام، والتقت مسرحنا بفريق العرض لتتعرف على ملامح وسمات تجربتهم الجديدة
محمد طلعت :جمهور الثقافة الجماهيرية يمتلك ذائقة فنية جيدة لذا سنقدم له تجربة جديدة مغايرة.

اللعب خارج الصندوق
قال المخرج »محمد طلعت»: نسعى لتقديم نوع جديد من المسرح وطريقة جديدة لسرد الأحداث كمحاولة للخروج من الإطار المتعارف عليه لاتجاهات الدراما المقدمة فى النصوص واللعب خارج الصندوق من حيث القصة والقضايا التى يناقشها العرض وأسلوب الطرح لهذة القضايا وترك الخيال يأخذنا بعيدًا عن الواقع الزمني والخروج من الحقبة الزمنية التى نعيشها فكان من الضروري تقديم نصًا يخدم هذه الأفكار ويُحاكى الطريقة التى نُريد أن يتناولها شكل العرض، وتابع»طلعت»:ندرك أن جمهور الثقافة الجماهيرية يمتلك ذائقة فنية جيدة ودائمًا يبحث عن الجديد فى العروض المقدمة له على خشبات المسرح بالثقافة وأهم ما يبحث عنه هو القصة وتتابع الأحداث وعنصر التشويق والقضية التى يُناقشها العرض فكان من الأفضل تقديم نص جديد من حيث القصة والقضية والصورة المقدمه له على خشبة المسرح.
وأوضح طلعت: «العزيف قصة الألم» يقدم نبوءة كتبت بالدماء على لوح حجري قديم محطم تحكي عن زمن معين يتغير فيه شكل الأرض ،وهي نبوءة تحمل فى طياتها الصدق، ونزحفُ بداخلها بكل قوةٍ غير عابئين بشئ سوى تحقيقها وكلما تعمقنا بداخلها وتتبعنا خطواتها تقودُنا بالفعل لتحقيق كل سطركُتب بداخلها ،ولكن ما هو الصدق وما هى الحقيقة هل كل ما تراه صادق يعتبر حقيقيًا هل هناك علاقة بين الحقيقة والصدق والوهم هل يمكن أن يتشكل الوهم داخل الصدق هل تعرف ماذا كان يسمى البشر أصوات الحشرات وكائنات؟ هل تعرف من بطل قصة الألم المنقضية ومن سيسطر أولى صفحات الفصل الجديد من قصة الألم؟ حول تلك التساؤلات تدورأحداث عرضنا المسرحى(العزيف قصة الألم)
أحمد عصام: (العزيف قصة الألم) تحدث في أواخر القرن السابع و الثلاثين بعد حدوث كارثة كونية

كارثة كونية
وفي مسرحية »العزيف» يطرح مؤلفها المؤلف »أحمد عصام» العديد من التساؤلات التي يطرحها المخرج والتي تتمثل في»هل كل ما تراه حقيقيا؟هل كل ما تسمعه و تؤمن به كذلك؟ أم أن وضوح الحقيقة الشديد قد يُعميك حقًا عنها؟هل تتحرك مدفوعًا في مسار قد رُسم لك حتى قبل أن توجد؟ أم أن آثار خطواتك هي فقط التي ترسم هذا المسار؟ ويوضح»عصام»أن حول تلك التساؤلات تدور أحداث العرض المسرحي والتي تحدث في أواخر القرن السابع والثلاثين بعد حدوث كارثة كونية يرتطم فيها نيزك عملاق بكوكب الأرض فتنهار الحضارات وتندثر الطاقة والتكنولوجيا بينما ينجو الإنسان بصعوبة بالغة و يحاول البدء من جديد في ظروف قاسية للغاية ،وتختفي اليابسة إلا من شمال آسيا وأوروبا ، يعود الإنسان للظهور على سطح الكوكب في تجمعات صغيرة تندمج في تحالفات أكبر حتى ينقسم البشر جميعًا إلى شعبين حيث شعوب الوديان بقيادة الملك جوبتر وشعوب الجبال تحت راية الملك «برنار» بينما تعيش مجموعة من غجر الأوروك في الغابة البوهيمية فيما بين المملكتين.

النبوءة الملعونة
وتابع»عصام»:وقد كُتبت بالدماء على»لوح حجري»قديم محطم جمعت أجزاؤه في عشرات السنين هذه الكلمات (سبعة يفصلون ما بين الدينونة وصعود أهل الوادي ثم يموج الزمن ويرجع بأهل الجبل فوقهم ثانية عندما يعتصر الثعبان سارقة ثمرته و تحت سيف «هيوبايون» سيقودهم إلى النور، والتي تتنبأ بانتصار شعوب الجبال والسيطرة على العالم أوما تبقى منه، والنبوءة التي كانت سببًا لاشتعال الحرب الأخيرة بين البشر السطور الأولى لآخر فصول قصة الألم ،وشعوب الوديان تسعى للقضاء على تلك النبوءة بشن حرب عرقية ضد أهل الجبال الصامدين في وجههم تشبثًا بميقات النبوءة التي يملك ثلثها الأخير الغامض غجر الأوروك ويخفونه في الأرض الثالثة (والذي لا يسطع إلّا من معرفة تحيا على الطريق ما بين «كاثيوبيا» و«أندروميدا» بعدها رجل وامرأة. أحدهما يحمل لحم الأوروك والآخر دمائها. يجلسان وحدهما على عرش العالم) كما يتساءل »عصام» أي مصير سيؤول إليه هذا الصراع الأخير. كيف ستكون النهاية و تلك النبوءة الملعونة. هل تحمل الصدق في طياتها أم أنها لعنة أخيرة من شأنها أن تدمر كل شئ؟!

عالم جديد ومغاير
فيما قال مهندس الديكور الدكتور أحمد عبد العزيز: يُقدم عرض «العزيف» عالمًا جديدًا مغايرًا وتدور الأحداث في في أحد الحقب الزمنية بالمستقبل بدون تحديد زمان خاص أومكان محدد، ويرتكز العرض على تقديم الحدث بمكان وعالم آخر غير الذي نعرفه بخيالنا حيث نشهد أيديولوجيات وسلوكيات مغايرة تمامًا عمّا نشهد بهذا العالم في كل مكان فنُصبح بصدد أفكار ورؤى مختلفة وجديدة وهذا ما دفعني للمشاركة بهذا العرض حيث أدركت أن المخرج الشاب»محمد طلعت»يحمل فكرًا ووعيًا متميزًا ويبذل جهدًا كبيرًا ليقدم تجربة مختلفة جديدة يُسعد بها الجمهور، وسيقدم تناول خاص بعرضه المسرحي برؤية إخراجية مغايرة، ومن ثم يُسعدني المشاركة بهذا العرض، وأوضح «عبد العزيز»أن النص أيضًا يقدم كتابة مختلفة وجديدة بالمسرح المصري من شاب مجتهد مبدع مع مخرج يتسم بدرجة كبيرة من الوعي والإدراك وكان قادرًا على إقناعي بالمشاركة من خلال مناقشاته الثرية لي عن عرضه المسرحي الذي يسعى لتقديمه بصورة متميزة يُسعد بها الجمهور

الرؤية التشكيلية
فيما أوضح د. أحمد عبد العزيز: ومما شجعني أيضًا هي تلك الجرأة التي اتسم بها »محمد طلعت» التي دفعته أن يطلب مني أن أشاركه بالتجربة، وكان يحمل تخوفًا نحو عدم مشاركتي بالعرض غير أنه كان يُدافع عن تجربته بقوة وشجاعة وثقة، وقد عشت تجربة مماثلة من قبل مع المخرج المتميز الشاب »مازن الغرباوي» عندما كنت عائدًا من النمسا لمصر وتقدم لي”مازن” ليطلب أن أقدم له الرؤية التشكيلية لأحد عروضه، ويقدم »طلعت” بعرضه فكر جديد وواعي، وأرى أنه يجب أن أتشارك مع الشباب الجديد بتجاربهم المتميزة، وأوضح»عبد العزيز» أن المشاركة في عروض الثقافة الجماهيرية هو تحدٍ كبيرٍ وجديدٍ بكل مرة لحدود الميزانية وقلتها ،ونرتكز بالعرض مع الأحداث على عدم تحديد هوية الزمان والمكان برؤية مبسطة لبيئات قد تكون موجودة بالمستقبل لا ندرك ملامحها غير أننا يجب أن نشعر بها، وأقدم اتجاهين بالرؤية التشكيلية فنقدم العرض في فترة مستقبلية لا تتسم بالفكر والخيال المعتاد عليه أو تنفيذ تقنيات الإضاءة التي تعودنا عليها، وأكد «عبد العزيز« أحاول أن أقدم المستقبل الذي لا نعرفه ولا ندرك حقيقته بصورة مختلفة ، ونحو التساؤل عن هل سيكون متقدمًا عمّا نعيش به أم متأخر في ظل الأحداث التي نعيش بها بالسنوات الأخيرة ،والمخاطر البييولوجية التي تحاصر العالم كله كانتشار جائحة فيروس»كورونا»ويوضح لنا الديكور ذلك فنحن لا نعلم ما الذي سيحدث في المستقبل هل ستحدث انتكاسة بالحضارات أم تقدم وازدهار لكل مظاهر ،وقد نعيش بحقب محيرة، وبذلك فنحن لا نعلم مالذي سيحدث بالمستقبل،وأتامل من خلال النص نحو تقديم رؤيتين بعالمين لبيئتين مختلفتين، إحداهما حجرية وبدائية بشكل معاصر وقد تكون طبيعية بها صراع التكنولوجيا والتراث الجديد غير معروف لنا بحاضرنا، مما يدفع بي ألا ألجأ إلى التغريب في تقديم الصورة والرؤية التشكيلية للعرض من خلال الديكور فبالمشهد المسرحي يجب أن أتقرب من المشاهد بكل العناصر والمفردات بالعرض كما يعرفها ،ويدركها بخياله وتذوقه لها محاولًا ذلك بشكل مختلف، فنذهب بمفردات التشكيل من خلال قطع الديكور إلى الطبيعة حيث الأساس بشكل منمق وثري وتحمل علامات الاستفهام التي يطرحها العرض ورؤيته ومن بين ذلك أقدم ألوانًا ،وأشكالًا تُعبر عن بيئات العرض المسرحي المناسبة لرؤية النص والمخرج

«سورا»عرافة الغجر
وتقول»هاجر عزت»تدور أحداث العرض كُلها بعد انتهاء الحياة على الأرض ومن ثم ارتطام أحد النيازك بالأرض مما يُؤدى إلى تعطل كل التكنولوجيا والتقدم العلمى، ويظهر الجنس البشري مرة أخرى ويقوم الصراعات والنزاعات فينقسم العالم إلى كتلتين الأولى تمثل «شعوب الوديان»بقيادة»چوبتار»والثانية تمثل شعوب الجبال بقيادة «برنار» وفيما بينهم تحيا قبيلة الغجر في الغابة البوهيمية،وأقدم بالعرض شخصية »سورا» وهى عرافة شعب»الغجر»وتنتمي لقبيلة الأوروك وتعمل خادمة فى قصر الملك چوبتار، وأوضحت »هاجر» أن «سورا» تتسم بغرابتها وخروجها عن المألوف والواقع وأقدم الشخصية بملامح وسمات مختلفة عن «العرافة»المعتاد تقديمها بالدراما حيث يُعرف عنها قراءة الغيبيات فقط غير أنها تؤمن إيمان قوي بالنبوءة وبحدوث حرب بآخر الزمن،وتُصدق قول النبوءة بأن هناك رجلًا وامرأة من الأوروك هما من سيحكمان العالم، وتحمل شعورًا باليقين أنها ستكون هي هذه المرأة ولا تحمل أي شك أن من ستحكم العالم امرأة غيرها وتحمل لذلك الدلائل وتستعد بخطواتها لأن يتحقق ما ينتظرها من هدفها الرئيس بالحياة نحو الوصول لحكم العالم.

بولدو»حامل الدستور
ويقول «سيد سلامة»الذي يُقدم شخصية «بولدو» حامل الدستور»:تمثل شخصيتي فئة خاصة في مجتمع الهمج، وهو حاقد و غير راضٍ بمكانته ومهنته ورغم أهميتها وسموها غير أنه يطمح أن يتخطى منصب حاكم الغجر طامعًا في أن يصل لحكم العالم كله تبعًا لما يعرفه من النبوءة وتطبيقًا لما جاء بها، ومن يشحذ الناس وعقولهم ضد»روبال»زعيم الغجر بعد أن أعلم الجميع بخيانة روبال لزوجته وتابع «سلامة»: »بولدو» شخصية درامية تختلف تمامًا عن كل ما قدمته من شخصيات بالمسرح قبل ذلك حيث كانت غالبيتها شخصيات كوميدية، و»بولدو» تحمل تفاصيل وحالات شعورية متعددة ومختلفة تمامًا في كل مشهد حيث تتسم بالكثير من الخبث والحقد وعدم الرضا ولدراسة الشخصية وإدراك مختلف سماتها تناقشت كثيرًا مع مؤلف النص الكاتب »أحمد عصام» ولتوضيح أهداف الشخصية وماذا تريد أن تُقدم بالعرض وتاريخ الشخصية وكذلك تناقشت مع مخرج العرض وسأحاول بكل جهد وما اكتسبته من خبرات أن أُقدم دوري متميزًا ويَلقى إعجاب الجمهور واختتم «سلامة»قضينا أوقاتًا طويلة لتقديم العرض ونقوم ببروفات نحو أربعة شهور ويبذل كل عضو بفريق العرض جهد كبير بحب وإخلاص لنُقدم عرضًا مميزًا وناجحًا المسرحي»العزيف»ونسعد دومًا بكل مانقدمه للمسرح لأننا نحبه كثيرًا ونسعى دائمًا إلى إسعاد الجمهور.

فريق العرض
العرض المسرحي »العزيف» من إنتاج المركز الثقافى بطنطا مديرة المركز: عزة عادل من تمثيل وبطولة مصطفى صلاح، محمد أسامة، آية سامي، بوسي فؤاد، محمود فايد، إيمان فايد، مصطفى زعفران، مصطفى العشري، يارا علي، عبد الله جريندو، سيد سلامة، هاجر عزت، ماكياج الفنانة دينا عمران، مدقق لغوى: حاتم الجيار ديكور وملابس: أ.د/ أحمد عبد العزيز، كيروجراف: محمد النجار موسيقى: أحمد عفيفي مكياج: دينا عمران، دعاية: السيد سلامة »العزيف» تأليف: أحمد عصام إخراج: محمد طلعت.
 


همت مصطفى