وداعا..أحلام الجريتلى ابنة الجيل الذهبى لمسرح الطليعة

وداعا..أحلام الجريتلى ابنة الجيل الذهبى لمسرح الطليعة

العدد 707 صدر بتاريخ 15مارس2021

عشقت المسرح عشقا خالصا وأفنت عمرها به ، كان إخلاصها الشديد سببا فى تميزها فهى أبنه مسرح الطليعة فى فترة تعد من اهم فترات إزدهاره وتوهجه كما يطلقون عليه «العصر الذهبى « لمسرح الطليعة فهى بنت البلد الجدعه والأخت الكبرى والأم فعطائها الإنسانى لايقل عن عطائها الفنى تميزت بتلقائيتها الشديدة التى صنعت لها مدرسة أداء خاصة بعيدا عن الأفتعال والتصنع ومع ذلك لم تنال ما تستحقه من مكانة فنية ، ولدت الفنانة أحلام الجريتلى بالقاهرة وحصلت على معهد الفنون المسرحية عام 1966 هي الأخت الصغرى للفنانة أنعام الجريتلى . اشتهرت بدبلجة الرسوم المتحركة. شاركت في كثير من المسلسلات مثل: مسلسل حكايات «المدندش»، ومسلسل «من أطلق الرصاص على هند علام» مسلسل «لحظات حرجة»، ومسلسل «السندريلا»، كما شاركت في مسلسل سيت كوم «راجل وست ستات، عملت لمدة 33 عامًا على مسرح الطليعة لتقدم «القاهرة»80 و»العسل عسل  والبصل بصل»، «الراجل اللي أكل وزة»، واختتمتهم بعرض «بتلوموني ليه»، في عام  2007،كما عملت أيضا على المسرح القومى وقدمت عدة عروض منها «ماكبث « ،»بيت العوانس « ،»سجن النسا « ومن أبرز أعمالها السينمائية «شباب تيك واى « ،» أيام الخادمة أحلام « ، «واحد صحيح « ، «ساعة ونص « ، «ركلام « ، «حلاوة روح «                                                                                              

من أهم فنانات الجيل الذهبى لمسرح الطليعة
قالت الفنانة سلوى محمد على عن الفنانة أحلام الجريتلى « احلام الجريتلى من الجيل الذهبى لمسرح الطليعة فهناك فترة تعد من أزهى فترات مسرح الطليعة وذلك فى ثمانينات وتسعنيات القرن الماضى وكان بها كوكبة من نجوم المسرح آنذاك ومنهم أحلام الجريتلى ، آمال الزهيرى ، شوشو أمين وسهير طه حسين ، راوية أباظة ، محمد كمال ، محمود مسعود، سامى المغاورى ، فتحية طنطاوى ، زايد فؤاد وكان مسرح الطليعة يقدم عرض جديدا مع عرض ريبورتوار
وقد عينت فى مسرح الطليعة فى تلك الفترة المزدهرة وكانت أحلام الجريتلى تتميز بالتواضع والكرم وعشقها الخالص للمسرح فعاصرت تلك الفترة المتميزة فكان هؤلاء النجوم يعشقون المسرح وإتسمت الفترة منذ عام 1985 وحتى نهاية التسعينيات بنهضة مسرحية كبيرة على الرغم من عدم إعتراف الكثيرين بهذه النهضة ومن حسن حظى انى قدمت اعمالا هامة مع هؤلاء الفنانين العظام ومن بينهم الفنانة القديرة أحلام الجريتلى التى تعلمت منها الكثير من الأشياء على المستوى الفنى والإنسانى ،فلم يكون لديها مانع من اداء دور مساعد أو صغير حتى وإن كانت بطلة فى عروض آخرى وتابعت قائلا « تميزت كواليس العروض معها بالحميمية فكنا بمثابة العائلة الواحدة وكانت سببا رئيسيا فى تعارفى على زوجى المخرج محسن حلمى
وإتسمت بالمهنية والصدق والتواضع فكانت لاتفكر فى ذاتها ولكن تفكر فى المشهد الذى تقدمه وتحمل على عاتقها إيقاع المشهد فى حالة وجود ممثل او ممثلة غير منضبطين الايقاع وهو ما يؤكد رقى أخلاقها الفنية والإنسانية ، وتعلمت منها التكنينك الخاص بالحركة فكانت تنصهر هى ومجموعة العمل حتى تقدم عمل فنى متميزا فهى كما كانت يصفونها دائما «بنت بلد  «
الأخت الكبرى
وبحزن وآسى شديدان نعى الفنان سامى المغاورى الفنانة أحلام الجريتلى فقد تزاملا سويا فى مسرح الطليعة وقدم معها مجموعة من العروض الهامة يعد من أبرزها عرض بعنوان «المجاذيب « عام 1983 إخراج محمود الألفى ، «دقة زار « إخراج محسن حلمى والتى عرضت مرتين أحدهما عام 1981 ، والأخرى عام 1987 فى إفتتاح الدورة الأولى لمهرجان المسرح التجريبى وقدما سويا مسرحية «القفص « إخراج صبحى يوسف وشاركت فى مهرجان بالمغرب عام 1992 ، هذا بالإضافة إلى مشاركتهما فى مجموعة من الاعمال التلفزيونية وعن أهم مايميز الفنانة الراحلة أحلام الجريتلى أشار قائلا « كانت أخت كبرى لنا بالمسرح فكانت دائما تحرص على مشاركتنا فى جميع المناسبات والمواقف ودعمنا بشكل كبير، وكان تتدخل بحل إى مشكلة لدى كل الفنانين وأذكر موقفا إنسانيا لها ففى عرض «القفص» عندما رشح للمشاركة فى أحد المهرجانات بالمغرب ورفضت الإدارة  سفر طفل كان يشارك بالعرض و ذلك لضرورة وجود مرافق معه و ذلك لأننا سنصبح متجاوزين العدد المسموح له بالسفر ، فقررت أن تكون المرافق لهذا الطفل و كانت أحد أبطال العرض و كان يرافقها بغرفتها و كانت تهتم به و تعنى به عناية شديدة ،
و تابع قائلا « على المستوى الفنى كانت فنانة قديرة عندما تجسد أى شخصية تسند إليها تشعر أنها هى الشخصية فلم تكن تهتم أثناء التمثيل بشكلها العام أوالشخصى ولكنها كانت تهتم بشكلها داخل الشخصية ولذلك كانت مؤثرة وكانت آخر أعمالنا سويا مسلسل «اللعبة « وكانت ضيفة شرف وحققت نجاح كبير لم تتغير ظلت هى الاخت الكبرى فلديها حالة من الألفه والحميمية رحم الله الفنانة القديرة أحلام الجريتلى    
كانت نموذج للفنانة المخلصة
بينما أشار المخرج إيمان صيرفى قائلا « الفنانة أحلام الجريتلى صديقة و وزميلة كفاح ، وعندما تقدمنا فى العمر كانت جارتى وكان زوجها صديقى وتتصف بالجدعنه وكانت تساندنا فى جميع المواقف والأزمات الصعبة وهو كانت أهم ماتتصف بيه فكانت لا تتدخر إى مجهود لمساعد إى زميل فهى نموذج لفنانة مخلصة وزميلة عزيزة وأخت وكانت على المستوى الفنى تتسم بالتلقائية فلم تكن مفتعلة فى شخصية تجسدها خاصة الشخصيات القريبة من الوجدان شخصيات بنات البلد وخاصة فى المرحلة الأخيره عندما تقدمت بالعمر برعت فى تقديم أدوار الام  وتميزت فى مشاعرها فى تقديم شخصية الأم رحم الله الفنانة أحلام الجريتلى وأسكنها فسيج جناته
جمال الروح والكلمة
وصف المخرج التلفزيونى هانى لاشين الفنانة أحلام الجريتلى فقال « أحلام الجريتلى هو أسم هو به جزء كبير من شخصيتها «أسم على مسمى « فكانت شخصية حالمه وشخصية رقيقة ومن خلال علاقتى بها الإنسانية والفنية شخصية غاية الجمال والرقة جمال الروح والكلمة والأفعال فهى إنسانية صديقة الكل ومنضبطة فى العمل الذى تقدمه على الرغم من أنها لم تنال حقى سوى مؤخرا ، ولكن قدراتها الفنية كثيرة وللاسف الشديد لم يسعفها الوقت لتنال مكانتها الحقيقة وخسارتنا كبيرة لفقدان هذه الفنانة العظيمة وتعاونا سويا فى مسلسل بعنوان «خيوط « لمسرح العرائس ورأيت جهدها فكان أدائها السهل الممتنع
إنسانة وفنانة رائعة
الكاتب الكبير السيد حافظ ذكر قائلا عن الفنانة الراحلة «الفنانة العظيمة أحلام الجريتلى تشاركت وتقاسمت معى بعض من إبداعاتى ومثلت فى ثلاثة مسلسلات لى والحقيقة أننى من المغرمين بعائلة الجريتلى ، فالممثلة العظيمة أحلام الجريتلى لا أنسى أدوراها العظيمة فى المسرح رغم قلتها الشديدة وعلى الرغم من أنها لم تقم بإى دور لى فى إى تمثيلية إذاعية او تلفزيونية ولكن الصدفه العجيبة أنى إلتقيت بأحلام الجريتلى وزوجها العظيم و تصادقنا فى نادى نقابة المهن التمثيلية وعندما مثلت معى إكتشفت أنها إنسانة أكثر من رائعة ،لم تكن مثل باقى النجوم فلا تلح على مخرج فى مشهد ولا تتوسل وتحاول أن تبسط كل المشكلات أثناء التصوير فتحرص على أن يكون مكان التصوير فى غاية الهدوء والإنسجام محبة لزملائها
وروى حافظ أحد المواقف الطريفة معها فقال « عندما كانت تقدم أحد المسلسلات مع أحد الممثلين وكان أبنى محمد آنذاك  فى المرحلة الثانوية وأردت تقديمه للشاشة كإختبار وحفظ محمد المشهد وكان التصوير خارجيا وهو مشهد واحد له وكانت أحلام الجريتلى تجسد دور أمه وكان الفنان فايق عزب رحمة الله عليه يجسد دور أبيه و كانا يحاولان تقويم إبنهما وعندما جاء وقت التصوير أصيب محمد بالفزع خوفا من أداء المشهد لكنها إستطاعت تهدئته وإقناعه بأن التمثيل ليس شيئا مخيفا أو مفزعا وبالفعل قام محمد بتصوير المشهد وهو موقف لا أستطيع نسيانه فقد ضربت مثلا فى الإنسانية والألتزام والتفانى والحقيقة أننا سنفتقد خلقها وحنانها
صدمت بخبر وفاتها
وروت الفنانة ماجدة منير اللقاء الأخير الذى جمع بينها وبين الفنانة أحلام الجريتلى فقالت « منذ أسبوعين كنت اشاهد مسلسل «بحر « وكانت احلام الجريتلى تجسد دورا متميزا فى المسلسل وكنت اتابع بشغف وإستمتاع الشخصية التى تلعبها وإنبهرت بأدائها المتميز وهو ما جعلنى أهاتفها وبالفعل تحدثنا سويا وتجاذبنا أطراف الحديث وكان حديث شيق وممتع وقد كان من المفترض أن نعمل سويا فى مسلسل يحمل أسم مؤقت بعنوان «تقاطع طرق « بطولة النجمة منى ذكى وتقابلنا صدفه فى إستديو الأهرام و سعدنا بالعمل سويا و أننا سنتشارك بالمسلسل إلا ان الحظ لم يحالفها وتفاجئت بإنسحابها بسبب ظروف مرض زوجها وقد كانت حريصة على العناية به بمفردها
لم نعمل سويا بالمسرح فقد كانت معينة بمسرح الطليعة وأنا فى الثقافة الجماهيرية ولكننا كنا نتابع أعمال بعضنا البعض و أذكر أنى جسدت دورا كان من المفترض أن تلعبه و لكن كسرت قدمها و كان يجب أن أنقذ الموقف وأضافت “أحلام الجريتلى ممثلة من طراز رفيع وسعدت بعملها فى الدراما التلفزيونية وخاصة أنها ممثلة تمتلك قدرات متميزة و الحقيقة أنى سأفقتدها كثيرا .                                                                                    
تأخرت كثيرا فى تقديم اعمال درامية
عدة اعمال جمعت المخرج والفنان إميل شوقى بالراحلة أحلام الجريتلى فقد تزاملا فى مسرح الطليعة وفى هذا الصدد قال « علاقتى بأحلام الجريتلى بدأت منذ أن عينت بمسرح الطليعة عام 1983 ، منذ عودتى من إيطاليا ، بدأت بالمسرح كمساعد مخرج  فقدمنا سويا مسرحية «العسل العسل والبصل بصل « للمخرج سمير العصفورى ، ومسرحية «سكة سفر « إخراج ناجى كامل ، كما شاركت بعرض «هموم الاخرين» من إخراجى وقمت بتدريبها بشكل مختلف فى هذا العرض وكان ذلك يثير دهشتها بوجود مخرجا يقوم بتدريب ممثلة بهذا الأسلوب كما قدمنا سويا عرض «المجاذيب « إخراج محمود الألفى وكنت مخرجا منفذا للعرض وكان بعد العمل نجتمع كأسرة واحدة فكانت أحلام أخت وصديقة تهتم بنا فكان لديها أمومه تجاهنا
وتابع قائلا « تأخرت احلام الجريتلى فى تقديم دراما تلفزيونية وذلك نتيجة زواجها وظروفها الخاصة وقد بدأت فى تقديم اعمال درامية بعد خروجها لسن المعاش وقدمت مؤخرا دور متميزا فى الدراما وهو دور الام فى مسلسل «البرنس «                                                                                                                   
جزء كبير من نجاحات مسرح الطليعة يرجع لإبداعها وحسها الإنسانى  
ونعى المخرج ناصر عبد المنعم الفنانة أحلام الجريتلى وذكر عن بداية تعاونها سويا فقال « تزاملنا فى مسرح الطليعة فترة طويلة وهى تعد أزهى فترات مسرح الطليعة التى قدمت بها مجموعة متميزة من العروض وتشاركت معى بأكثر من عرض  وهم  إحتفالية للكاتب نعمان عاشور وعرض آخر بعنوان «الناس اللى دوغرى « وعرض « أيام الإنسان السبعة» بوكالة الغورى والذى مثل مصر فى مهرجان المسرح التجريبى وكان اهم ما يميزها بجانب إبداعها وموهبتها وحرصها على دراسة الشخصيات التى تلعبها إنها إنسانة وأخت وصديقة لكل العاملين بفرقة مسرح الطليعة خلقت فكرة الأحتواء الأجتماعى وكان لديها بعد  إنسانى فى تعاملها مع الجميع فكانت تساعد الجميع وتتدخل بالنصح وكانت تحمل قدرا كبيرا من العطاء والحب والتفانى فهى من جيل صنع مجد مسرح الطليعة وفنانة من طراز خاص ورفيع أعطت بسخاء للمسرح فجزء كبير من نجاحات مسرح الطليعة يرجع لإبداعها وحسها الإنسانى
وعلى المستوى الفنى تابع قائلا « كان لها مدرستها الخاصة وكانت دائمة البحث والتنقيب عن مفردات الشخصية التى تلعبها وإتضح ذلك فى عرض « أيام الإنسان السبعة « فكانت هناك مجموعة من المناقشات حول عالم الصوفية وكانت تبحث بدقة وعناية كما كانت تتسم بالألتزام الكبير رحم الله أحلام الجريتلى وأسكنها فسيح جناته                                                                                                                        
التمثيل بالنسبة لها حياة
ونعت الفنانة روجينا الفنانة أحلام الجريتلى وقالت «انا لله وانا اليه راجعون الفنانة القديرة والام الغالية احلام الجريتلى فى ذمة الله جمعتنا كواليس كثيرة وادور كانت بها عظيمة فجسدت دور أمى وحماتى  ومن بين هذه المسلسلات «سلطان الغرام”، “بين السرايات”، “الاسطورة”  واخيرا “البرنس” كنت أشعر معها بالإطمئنان لأن قلبها كان يفيض بحب  الجميع و دائما وابدا يجمعنا الحب وكان لديها طاقة ايجابية وحب للتمثيل فكان بالنسبة لها حياة  كانت تحب  أن تروى عن ذكريات العمل وأدروها التى تقوم بتصويرها ، وأذكر المشهد الذى قدمته فى مسلسل البرنس عندما إكتشفت خيانتى لزوجى وقمت بتهديدها بإلقائها من الشرفه وعندما إنتهينا من المشهد عانقتنى وأشادت بأدائى فقلت لها أنى امثل أمام فنانة مبدعة فقد كانت احلام الجريتلى فنانة عظيمة وستظل باقية بأدوارها التى آثرت فى جمهورها فقد تعلمنا منها كيف تكون الإنسانية قبل الفن.


رنا رأفت