أحمد أبو دياب: شخصية «ثاقب النايات» ملك خاص لي خلقتها من بكر خيالي

 أحمد أبو دياب: شخصية «ثاقب النايات» ملك خاص لي خلقتها من بكر خيالي

العدد 704 صدر بتاريخ 22فبراير2021

 ابن الصعيد الشاب الذي يملأه الشغف بالتجربة ويقبل على الإبحار دائمًا للوصول إلى شطآن جديدة ومتباينة مع الكلمة يصاحبها لينتقل بها ومعها من عالم لآخرمع شخصياته الدرامية كاتبا لفن القصة القصيرة والنص المسرحي ليأمل بهذا أن تصل قضيته للقارئ الذي ينشده ويتعرف على عالمه الخاص وكل ما يخطه بقلمه إنه هو القاص، والمؤلف المسرحي «أحمد دياب» الكاتب والباحث عن عوالم شخصياته الدرامية في عالم الشخصيات الحقيقية ساعيًا أن يقدمها مختلفة ومتفردة، وقد فاز القاص والمؤلف «أحمد أبودياب مؤخرًا بجائزة «أحمد سخسوخ»، عن نصه للمونودراما «ثاقب النايات» بمهرجان شرم الشيخ الدولي في دورته الخامسة دورة الفنانة الكبيرة الراحلة « سناء جميل « فكان لنا معه لقاء لنتعرف على ملامح رحلته مع عالم الكتابة، والتأليف.
كيف اكتشفت نفسك مؤلفًا مسرحيًا في البداية ؟
 درست وتخرجت في كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية وآدابها بجامعة جنوب الوادي بقنا، وكنت أدرس المسرح لمدة أربع سنوات إبداعًا ونقدًا بشكل موسع، منذ بداياته حيث عصر الإغريق واليونان القديم وجذبني نحوه المسرح العالمي بسحره وتأثيره وكنت أواصل دائمًا القراءات في هذا الاتجاه ومن ثم اجتهادي بشكل فردي فيما يخص المسرح حيث البحث للمعرفة أكثر في ذاك العالم، و دفعني كل ذلك لخوض تجربة الكتابة حينذاك، وكتبت أول نص « بهية وياسين عند سدرة الهوى وتنوعت كتاباتي في المسرح برغم قلة النصوص التي أنتجتها، وكتبت النص المسرحي القصير ذا الفصل الواحد والطويل والمونودراما، وبعد ذلك سعدت بعد نلت قبولًا كبيرًا من جمهور المسرحيين من النقاد والفنانين والقراء، وشجعني الحصول على جائزتين دوليتين عن التأليف لفن المونودراما“ خلال سنة 2020م، ولازلت أحاول أن أكون ابنًا للمسرح واستكملت طريقي نحو كتابة العديد من النصوص الأخرى.
- حدثنا عن نصك المسرحي (ثاقب النايات ) الفائز بجائزة أحمد سخسوخ للتأليف في مجال المونودراما بمهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي دورة 5 لعام 2020 ؟ ولماذا اخترت هذا النص للتقدم به في هذه المسابقة؟
 ينتمي ”ثاقب النايات “ لفئة نصوص المونودراما ويقدم تراجيديا واقعية عن شخص يعمل في صناعة آلة الناي الموسيقية، يتعرض لمفارقات وتحولات في حياته ويتضح ذلك خلال النص، وعند الولوج لكتابة النص فكرت بالبحث عن موسيقي متخصص لتعلم بعض التفاصيل الفنية فيما يخص عملية صناعة الناي ومواصفاته واستخدامه، وكان صديقي الموسيقار الدكتور” سيد طه “، وقد أهديت له هذا النص،واجتهدت في ” ثاقب النايات “ قدر استطاعتي وأظن أنني حاولت الكتابة عن حالة وتفاصيل درامية لم تقدم من قبل بنصوص وعروض مسرحية، واشتغلت على شخصية درامية أراها هي ملك خاص لي قد خلقتها من بكر خيالي ولم أقرأ عنها في نص أدبي قبل ذلك ، لكن ربما يكن ذلك موجودًا بالفعل ولم يذهب أحد لاكتشافه في نص ما، وقد أدلى أكثر من أستاذ مسرحي ممن طالعوا النص بشهادته التي أوضحت أن هذا يُحسب لي بداع جديد، وكنت أتمنى بعد كل ذلك أن يُقدم للجمهور بشكل لائق ومن خلال نافذة مهمة، وقد اخترت مسابقة التأليف المسرحي في مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي؛ لما له من قيمة وأثر يزداد يوما بعد يوم في الأوساط المسرحية، مصريًا وعربيًا وعالميًا .
ماذا يعني لك الفوز بالجائزة وماهو شعورك نحو ذلك؟
 إن الفوز يعني في الجانب المهني أنني باتجاه إنجاز الكثير في القادم خصوصًا بعد أن زادت المسئولية عليّ وسُلط الضوء نحوي، وأنا دائمًا أردد أن الجوائز تكليف أكثر من كونها تشريف، وأنا سعيد جدًا بهذه التجربة فالمشاركة فقط وفي أي محور في هذا المهرجان المسرحي الرائع تُعد جائزة فما بالك بالفوز بإحدى جوائزه ونيل التكريم!
حدثنا عن أهم المشاركات المحلية و الدولية في رحلتك مع الكتابة ؟ وماهي تجاربك الأخرى في الكتابة بجانب التأليف المسرحي؟
 أنا قاص وصدر لي مجموعتان قصصيتان (التقاط الغياب، أفواه مفتوحة لا تبتسم) وحصلت على جائزة الشارقة للإبداع العربي في القصة القصيرة وجوائز أخرى دولية ومحلية، وتشرفت بآخر مشاركة بالنص المسرحي للمونودراما بالدورة الأخيرة في مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي، (دورة الفنانة القديرة الراحلة/ سناء جميل)، بشهر نوفمبر الجاري 2020 م في مصر، ومن قبل ذلك شاركت بملتقى الدمام الثالث للنص المسرحي في جمعية الثقافة والفنون بالمملكة العربية السعودية يوليو 2020م، كما شاركت في مهرجان صيفي ثقافي 14 بدولة الكويت، الذي ينظمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب أغسطس 2019 (أمسية قصصية «عن الحكاية»)،المؤتمر العام لأدباء مصر الدورة (34)، دورة الشاعر الراحل «محمود بيرم التونسي» في بورسعيد، ديسمبر 2019 ،وورشة الإبداع العربي «الرواية والتاريخ» 17- 18 أبريل 2019،والمؤتمر المصري الأول (دور الشباب في الإصلاح الثقافي) القاهرة، الأقصر 2017م ،ومؤتمر القصة السادس بأسيوط ديسمبر 2017م كما شاركت بورشة الكتابة المسرحية على هامش مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي والمعاصر 2017م ،وورشة الكتابة المسرحية باستخدام التراث في قصر ثقافة قنا بالتعاون مع مؤسسة (س) الثقافية قنا 2016م،وورشة التأليف المسرحي مع وزارة الشباب والرياضة في المركز الأوليمبي بالمعادي؛ القاهرة ديسمبر 2016م، ومهرجان الأنشطة الشبابية بالإسكندرية 2016م ؛كما شاركت كممثل لجامعة جنوب الوادي في شعر الفصحى،ومهرجان أمير شعراء الجامعات المصرية بقطاع الصعيد بجامعة الفيوم 2016م،ومسابقة إبداع 4، جائزة الشارقة الإماراتية لطلاب الجامعات المصرية في مجال القصة القصيرة 2016م بالإسكندرية، ومسابقة إبداع 5 لطلاب الجامعات المصرية في مجال التأليف المسرحي بالقاهرة 2017م، الملتقى الإبداعي الأول لشعراء الجامعات المصرية بمعرض القاهرة الدولي للكتاب 2017م؛ ممثلًا جامعة جنوب الوادي،وأقوم بتحكيم مسابقات أدبية محلية طلابية وأيضًا لغير الطلاب في الأوساط الثقافية بداخل المحافظة بالجامعة وخارجها، وأعمل كمحاضر مركزي في وزارة الثقافة بالهيئة العامة لقصور الثقافة،وشرفت بأن تُدرس كتاباتي بكليات ” الآداب، الألسن، التربي “ في جامعة جنوب الوادي وجامعة الأقصر، وكنت أمين عام لنادي الأدب و الفكر بجامعة جنوب الوادي بقنا لعامي 2016م / 2017م .
 حدثنا عن المؤلفات المسرحية وغيرها من المؤلفات التي نالت نصيبها من الفوز وعن الدعم المادي والمعنوي قبل الفوز بالجائزة الأخيرة بمهرجان شرم الشيخ الدولي ؟
تنوعت الجوائز بين مجالات متعددة للكتابة للقصة القصيرة، والنص المسرحي وتمثلت جوائز النص المسرحي فيما يلي :
 حصدت جائزة للتأليف بمهرجان أيام القاهرة الدولي للموونودراما في الدورة الثالثة 2020م وحصدت المركز الثاني في مجال التأليف المسرحي بجامعة جنوب الوادي في تصفيات مسابقة إبداع 5 لطلاب الجامعات المصرية 2017م، وتعددت جوائز مجال القصة القصيرة التي تمثلت في :
جائزة الشارقة للإبداع العربي (الإصدار الأول) في مجال القصة القصيرة بالدورة الثانية والعشرين 2018/2019م،وتم اختياري بمؤسسة روبرت بوش الألمانية ضمن أفضل خمسة كتّاب قصة قصيرة على مستوى محافظات جنوب الصعيد وشارك في الأمسية الأدبية التي قدمتها المؤسسة في محافظة قنا نوفمبر 2018م، كما نلت جائزة (قصص على الهواء) شهر أبريل 2017م، التي تنظمها مجلة العربي الكويتية بالتعاون مع إذاعة مونت كارلو الدولية الناطقة باللغة العربية من باريس،وحصلت على جائزة إقليم جنوب الصعيد الثقافي من الهيئة العامة لقصور الثقافة للعام 2017/2018م في مجال القصة القصيرة،والمركز الثاني من مديرية الشباب والرياضة بمحافظة قنا مجال القصة القصيرة في تصفيات مهرجان إبداع الأول لمراكز الشباب 2018م،و جائزة «الأديبة مي يوسف الحاج» للقصة القصيرة، بقصر ثقافة العاشر من رمضان بالقاهرة 2017م، ونلت أيضًا جائزة نادي القصة بأسيوط 2017م، والمركز الثاني في مجال القصة القصيرة على مستوى جنوب الوادي في تصفيات مسابقة إبداع 4 ، و جائزة الشارقة الإماراتية لطلاب الجامعات المصرية 2016م.
هل تطالع كل النصوص المسرحية الحديثة؟ وما الفارق الذي تجده في النصوص بين المؤلف الموهوب والحرفي والأكاديمي؟
 أتابع ما قد أراه مهمًا من وجهة نظري، وأتتبع ترشيحات النصوص والعروض المهمة من الأصدقاء والأساتذة مصدر الثقة بالنسبة لي، وأتعلم دومًا من كل ما أقرأه،و لا يشغلني التوصيف المهني قدر ما يشغلني ماذا سيقدم الشخص الذي يكتب، ربما تجمتع الصفات الثلاث تلك في شخص واحد، لما لا، كل واحد يعرف جيدًا سر خلطته وعلى الجمهور أن يتذوق قبل الحكم.
وكيف ترى الكتابات الجديدة للمسرح وهل تعبر حقيقية عن مشكلات الشارع المصري وواقعنا الاجتماعي ؟
 قد يظن البعض أنني أحاول الاستعراض أو صناعة « Trend « ”ترند “ أثناء وجودي حاليًا في بقعة الضوء بعد فوزي بالجائزة خلال هذه الأيام، وتصريحاتي نارية ولكن كنت ولازلت أقولها منذ بدأت علاقتي بالمسرح، وسأقولها حاليًا بكل تجرد وموضوعية؛ المسرح في أزمة كبيرة، بداية من النص المكتوب ومرورًا بالعرض وصولًا إلى المتفرج،والجميع يعاني ويجب على كل المسرحيين أن يرصدوا الأزمة بدقة ويحاولوا أن يضعوا حلولا تساهم في تقليص الفجوة بيننا وبين استعادة هويتنا المسرحية.
وما هي أدوات المؤلف وما آليات تطويرها؟
 إن الوعي بما يكتب المبدع هي الأداة الأهم، والقراءة سلاحه الذي لا يخذله أبدًا، وأقصد هنا القراءة بوعي واختيارات مجالات القراءة التي تساهم بشكل أساسي في تشكيل الوعي ثم الارتقاء به، والصدق أهم سمة قد تميز مبدعًا عن آخر، فإن لم يصدق الكاتب ما يكتب فلن يصدقه المتلقي، والتحدي الأكبر أن نقدم جديدًا فيما نكتب، فلا حاجة للتكرار، فقط أكتب عندما ترى أنك ستضيف شيئًا، وإلا فالصمت والانتظار والاجتهاد حتى يلوح في الأفق جديد.
هل ترى أن هناك أزمة تواصل بين المؤلفين والمخرجين أو جهات الإنتاج بالمسرح المصري؟
نعم هناك أزمات وليست أزمة واحدة، وأتمنى أن نتحدث عنها بحوار خاص في المستقبل القريب، ويكفيني القول أن المسرح في خطر، وقد يصبح قريبًا النص المسرحي أو المسرح كله تراث مهمل يتجاوزه البعض،وأخشى كثيرًا عليه من ذلك .
إن من يعانون من هذه الأزمة العديد من الشباب الذين يؤرقهم عدم الالتفات إلى نصوصهم المسرحية، فما الحل الذي تراه مناسبا في أزمة التواصل بين المؤلفين والمخرجين أو جهات الإنتاج ؟
من بين حلول هذه الأزمة أن تتوسط بينهم المؤسسات الحكومية والخاصة وتمُد يدها للطرفين حتى تنفرج الأزمة بقدر المستطاع ويعود الأمر كسابقه وتستعيد مصر ريادتها في عالم المسرح العربي والعالمي، وأظن أن مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي هو خطوة أولى ومبشرة لذلك .
ما رأيك في الحركة المسرحية المصرية في الآونة الأخيرة وهل ما يقدم من العروض قادر على استعادة مكانة المسرح المصري ؟
 هناك عروض وممثلون ونصوص وحراك مسرحي حقيقي وعظيم لا نستطيع أن ننكره، لكنه مكتوم ! أراه مقيدًا لا يناسب المسرح وعظمته وتأثيره ودوره وعلاقته بباقي الفنون التي قد يكون أهمها المسرح.
كيف ترى دور المسابقات والتنافس من خلال المهرجانات المسرحية المحلية والدولية في مجال التأليف،وفي الحركة المسرحية المصرية والعالمية؟
إن المسابقات في مجالات الإبداع كلها تساهم في تشجيع الكتاب على إنتاج نصوص جديدة وتحريك الراكد نوعا ما، وتساهم في ظهور بعض الكتاب الذين يستحقون التعريف بما يكتبون والوعي به وإنتاجه مسرحيا، ووضعهم في إطار مناسب من الضوء والظهور، وتنظيم المهرجانات المسرحية المحلية والدولية و هذا يدفع بمصر سريعًا نحو مكانها الصحيح ويستعيد مكانتها وقوتها لما تحدثه المهرجانات من تبادل ثقافي وفني كبير، فمصر دائما رائدة وملهمة في كل شيء وعلى رأس ذلك الأدب والثقافة والفن .
 ما هي القضايا التي تهتم بتقديمها من خلال نصوصك؟وماهو نصك القادم للمسرح ؟
 أنزع إلى المسكوت عنه والمنسي، أحتمي بالهامش دائمًا فالمتن يقلقني،أبحث وأرصد وأنقذ ما أراه قد يستحق أن يفلت من قبضة النسيان، ولا أطمح في أكثر من إنسانية صادقة بيني وبين نفسي وكذا بين من يقرأ لي نصًا، وبدأت حاليًابالكتابة في نص مسرحي طويل ذي صبغة صوفية أرجو أن يقدم جديدًا فيما اخترت أن أكتب عنه، وكذلك هناك نص للمونودراما تراثي تتسم حالته أنه أكثر غرابة ودهشة من ” ثاقب النايات “، فأحاول أن أحاكي من التراث ما يستوعب توتر اللحظة الحالية وقلق الواقع وأسئلة ما ننتظر قدومه، ولا أحاكي التراث باتجاه تقليدي أو أكون ناقلا للفلكلور الذي تجاوزناه منذ سنوات ويصر كثير من الكتاب على إعادة إنتاجه من غير جديد ويقال كأننا نحتاج إلى التلقين لا الإبداع!
 ماذا عن أعمالك ومؤلفاتك الأخرى القادمة؟ وما هي أمنياتك وطموحاتك مع عالم المسرح في المستقبل؟
بعض الكتابات تحت الطبع منها أكبر من الظل «مجموعة قصصية»، كما يراه الجمهور «مجموعة قصصية»، ثاقب النايات «مسرحية»،خطوات على الغيم «مسرحية «، ترند «مسرحية»، النوم بالنظارة «مسرحية للأطفال»، وأتمنى دائمًا أن أستمر في صدقي الذي أتخذه منهاجا فيما أقدم وبكيفية كتابته وتقديمه، أن يقرأني الناس ونتشارك جميعا مأساة الإنسان في كل نص أو عرض.

 


همت مصطفى