سيد علي عن كتابه «المسرح في فلسطين قبل نكبة 1948»: كتابا لائقا بفلسطين

سيد علي عن كتابه «المسرح في فلسطين قبل نكبة 1948»:  كتابا لائقا بفلسطين

العدد 700 صدر بتاريخ 25يناير2021

قال الدكتور سيد علي، أستاذ الأدب المسرحي بقسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة حلوان عن كتابه «المسرح في فلسطين قبل نكبة 1948»: منذ سنوات طويلة قررت أن أخدم قضية فلسطين بما أستطيع وفقاً لمشروعي العلمي في تأريخ المسرح العربي. فقمت بالاطلاع على أغلب الدوريات الفلسطينية وكذلك الدوريات المصرية على مدار سنوات عديدة، وكنت أنشر الكتاب تلو الآخر حتى وصلت إلى الكتاب الـ(39) دون إصدار كتاب عمري كله الخاص بالمسرح في فلسطين! والسبب راجع إلى عدم اقتناعي بأن ما جمعته من أخبار ووثائق لا يصلح لأن يكون كتاباً لائقاً بفلسطين، ويستحق أن أعدّه (كتاب العمر)!.
وأضاف د. سيد علي: وعندما قام (ترامب) بتوقيع تعهده بنقل سفارة أمريكا إلى القدس، شعرت أن الوقت قد حان لتنفيذ المشروع، قبل تهويد القدس وضياع آخر رمز يربط العرب والمسلمين بفلسطين الحبيبة! فاتفقت مع الأستاذ محمد الروبي على بدء نشر مجموعة مقالات حول الفرق المسرحية المصرية التي زارت فلسطين، وبالفعل أنجزت المطلوب وقامت جريدة (مسرحنا) بنشر المقالات أسبوعياً، والتي وصلت إلى عشرين مقالة نُشرت جميعها من العدد 679 في 31 أغسطس 2020 إلى العدد 698 في 11 يناير 2021. وبعد المقالة الرابعة تلقيت اتصالاً من الأستاذ الشاعر (عبد السلام عطاري) في وزارة الثقافة الفلسطينية، يقترح عليّ نشر هذه المقالات في كتاب بالوزارة، وعندما رحبت بالاقتراح، أخبرني بأن المسئول سيتصل بي غداً، وبالفعل اتصل بي مدير الإدارة المسرحية بوزارة الثقافة الفلسطينية الأستاذ (وائل المناصرة)، واتفق معي على أهمية إنجاز الجزء الخاص بالمسرح الفلسطيني بجانب مقالات زيارات الفرق المصرية ليكون الكتاب مكتملاً. وبالفعل بدأت في إنجاز المطلوب وأنا في حماسة شديدة من أجل إنجاز كتاب العمر، لا سيما وأنا أرى وباء التطبيع ينتشر أكثر من انتشارفيروس كورونا! وكل دولة كانت تطبع مع الكيان الصهيوني، كانت تعطيني دفعة كبيرة في العمل والكتابة، وكفى أن أقول إنني أنجزت الكتاب في هذه الأجواء الصعبة، وعندما أنهيته، بدأت في مراجعته، وكل صفحة أقرأها أتفاجأبأنني كتبت هذا الكلام وكأني غير مصدق!! فالكتاب خرج بصورة أكثر علمية مما كنت أتخيل، فحمدت الله لأنه منحني القدرة على إنجاز كتاب العمر في هذا التوقيت وفي هذه الظروف الصعبة، حتى أترك للأجيال القادمة وثيقة تاريخية للمسرح في فلسطين بوصفها بلداً طبيعة لا تستحق أن تُحتل! فصفحات الكتاب تثبت أن فلسطين قبل النكبة، لا تقل عن أي دولة من دول الشام، وكل ذنبها أن معتوهاً مستعمراً اسمه (بلفور) كتب وعداً مشئوماً عام 1917، وهو عام نكبة فلسطين الحقيقي لا عام 1948.
وتابع: ففي هذا الكتاب سيقرأ العالم تاريخاً مسرحياً موثقاً منذ عام 1901 إلى عام 1947، وكل معلومة فيه موثقة بمراجعها وأماكنها، ناهيك عن الصور الفوتوغرافية، وصور الوثائق والإعلانات التي لا يكذبها أحد! وهذه الدقة هي مبدأ من مبادئ عملي، إلا أنني كنت أكثر دقة وتوثيقاً، لأنني أعلم أن الكيان الصهيوني سيحاول أن ينال من هذا الكتاب إذا وجد فيه خطأ ما أو معلومة غير صحيحة أو غير دقيقة!! لذلك فوّت عليه هذه المحاولة قبل أن يفكر فيها!
واختتم د. سيد علي حديثه قائلًا: أنني كنت موضوعياً بصورة غريبة! والأغرب أن أصف نفسي بذلك، والأفضل أن أترك هذا الحكم لغيري، ولكنني قصدت أن أفخر بموضوعيتي من الآن حتى لا يُقال إنني كنت متعصباً في كتابة هذا الكتاب! فقد أعطيت كل ذي حق حقه! فكل ما هو مرتبط بالمسرح داخل فلسطين قبل النكبة كتبته وفقاً لما توفر بين يدي من معلومات! وكم أتمنى أن يُترجم هذا الكتاب إلى جميع لغات العالم حتى يقرأ كل إنسان حقيقة فلسطين ومسرحها، والذي يُمثل في هذا الكتاب – في بعض الفترات - قوتها الناعمة، قبل أن ينتشر هذا المصطلح!!
 


ياسمين عباس