تجرى المخرجة منار زين بروفات تحضيرية للعرض المسرح “تغريبة بنت الزناتى” لتقدمها مع الفرقة القومية للموسيقى والآلات الشعبية التابعة للبيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية، من تأليف بكرى عبد الحميد. وهو نص مستوحى من “السيرة الهلالية” إحدى أشهر السير الشعبية العربية، بطولة فاطمة عادل ، محمد حفظي ، عبد البارى سعد ، محمد علاء ، مصطفى يوسف ، سارة مصطفى ، أحمد يحيى ، رضا كامبا ، مؤمن عيد ،هبه سليمان ، احمد شومان ، أحمد المهدى ، يوستينا حليم ، ضحى محمد ، منه على ، نادين العمروسى ، ديكور وإضاءة عمرو الأشرف ، ملابس شروق سامي ، دراما حركية رضا كامبا تأليف موسيقى هانى عبد الناصر ، مخرج منفذ محمد أشرف مساعدين محمد الشيمى وشروق على ، نهاد نايل ، سلمى محمد. يقدم العرض كما تقول مخرجته منار زين في قالب معاصر ويدورحول بعض أبطال السيرة الهلالية وهم “ أبو زيد الهلالي “ وسعدة بنت الزناتى خليفة، ودياب ابن غانم، حيث يدور الصراع بين دياب وسعده التى سلمت مفاتيح تونس للهلالية ويقوم دياب بمطاردتها فتستدعي سعده كل أهلها لإنقاذها، ومن خلال هذا الاستدعاء يتم سرد الأحداث بشكل بانورامى. اضافت منار زين: سبق وأن قدمت تجربة سابقة من التراث وهو عرض “حلم يوسف “ وأحببت التجربة كثيرا وهو ما دفعني لتطويرها بتقديم تجربة من “السيرة الهلالية” بشكل معاصر وحديث فى جميع عناصر العرض حيث أدمج بين التراث والمعاصرة على مستوى الصورة والموسيقى مع ما يقدم من تعبير جسدي، كما سنلعب على تفاعل الجمهور فلن نقدم العرض بشكل كلاسيكي. وتابعت: “تراثنا يزخر بالعديد من الحكايات والقصص الثرية وبما أنى انتمى إلى البيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية فقد اعتبرتها فرصة جيدة لي لتقديم تجربة من التراث، إن بعض المخرجين الأوربيين اشتهروا لأنهم قدموا قصص التراث من الشرق الأقصى بشكل معاصر، فلماذا لا نقدم ذلك ونحن أصحاب هذا التراث.تابعت: “ يقدم العرض مجموعة من الممثلين الذين يمتلكون طاقة تمثيلية كبيرة، وكنا قبل الازمة بعمل ورشة رقص للممثلين.التراث وربطه بالواقعفيما أشار المؤلف المسرحى بكرى عبد الحميد إلى أن فكرة كتابة النص بدأت من المخرجة حيث “كانت منار زين تبحث عن عمل تراثي من السيرة الهلالية، فاتفقنا على العمل على التغريبة وسعدى بنت الزناتى التي تسببت فى ضياع بلدها تونس بسبب حبها لشخص إنتهازى وهو دياب. وقد اتفقنا على تقديم النص بشكل معاصر وبرؤية مختلفة، ومن خلال جلسات العمل أردنا إبراز عدد من الشخصيات ومنها شخصية أبو زيد الهلالي. أضاف بكري : تراثنا ثرى ومليء بالحكايات والقصص الممتعة والمثيرة، وهناك شىء يعد أكثر أهمية من محاكاة التراث وهو استخدام التراث. موضحا أن الكاتب المسرحى لا يطرح حكاية فقط ولكن يقوم بربطها بالواقع المعاش على المستوى الأجتماعى والإنساني وغيره من المضامين، بل وتطويرها، وأشار بكري إلى أن الكاتب مهموم دائما بواقعه وأن الوطن العربى لديه زخم تراثي واسع من القصص والسير المختلفة و علينا أن نوظف هذا الزخم ونستفيد منه، وهو الشيء الذي يجب أن نحققه عند التعامل مع التراث. من الحب ما قتلتلعب الفنانة فاطمة عادل شخصية سعدى بنت الزناتى وعن دورها قالت:هي فتاة فى سن المراهقة وقعت فى حب دياب وبسبب هذا الحب ضاعت بلادها، ونكتشف مع مرور الأحداث أنها كانت أحد الأسباب وليست السبب الوحيد فى ضياع بلدها.، تقع فى حيرة كبيرة وصراع بين حبها وبين بلدها، وفى النهاية تخسر كل شىء ويعم الخراب والفساد .وعن ما جذبها فى الشخصية قالت “ أعشق السيرة الهلالية وكنت أول الممثلات اللواتى شاركن في السيرة الهلالية وقد تدربت على يد آخر شعراء السيرة الهلالية سيد الضوي والشيخ زين محمود و حفظت منها ثلاثة أجزاء وقمت بالغناء، كما أنى أنجذب لهذا اللون من الدراما والغناء. وكانت المخرجة منار زين تعلم هذه الخلفية لذا رشحتني لتجسيد شخصية سُعدى.. أضافت: تعاونت مع المخرجة منار زين فى عمل منذ 9 سنوات قدم بالجامعة الأمريكية، وهى فرصة جيدة للتعاون مرة أخرى ، خاصة أنها مخرجة تمتلك أدواتها.التحدى الكبيرفما قال الممثل محمد حفظي “أقدم شخصية دياب من منظور مختلف ، فهو يبرر كل أفعال الشر التى يقوم بها ليصل للحكم، فمنذ صغرة يسعى للسلطة فيقوم بقتل بركات ويخرب البلاد. أضاف: عند تحضيري للشخصية تعاطفت معها حيث كان دياب منبوذا منذ صغره من الجميع، يعامل كعبد وخادم وهو ما دفعه دائما للتمرد و السعى وراء السلطة خاصة أنه من أتى بالنصر للهلايل وفتح تونس، وهو ما حفز أطماعه للوصول إلى الحكم.وتابع: عندما يقدم الممثل شخصية الشرير فهذا يمثل تحديا كبيرا له خاصة أن الشرير يقدم بشكل نمطي فى أغلب الأحيان، و التحدى الأكبر هو الانتقال إلى جوانب داخل هذا الشرير وتقديمه بشكل مختلف بعيدا عن النمطية. وختم بقوله إيقاع العصر تغير وهو ما يحتم علينا تقديم التراث بروح العصر دون الابتعاد عن أصوله ..نذير شؤم“الأغبر” أو غراب البين شخصية يقدمها الممثل عبد الباري سعد و قال عنها : “هو رمز التشاؤم فى العرض، يمثل “غراب البين “الذى رأته خضرة فى الرؤية عند البحيرة. ومع ذلك فالشخصية ممتعة وصعوبتها فى تخيلها حيث لم يسبق لى رؤية مثل هذه الشخصية، وبعد عدة جلسات عمل مع مخرجة العرض أدركت أن هذه الشخصية تقدم فى عالم “ميتافيزيقي” يعني غير حقيقية، و قد تحمست لهذه الشخصية بشكل كبير والتجربة هى الرهان . تابع : فكرة إحياء التراث شىء هام للغاية بالنسبة للأجيال الجديدة التي لا تعى أهمية التراث.شخصية مغريةيجسد شخصية أبو زيد فى العرض الممثل محمد علاء الذى قال:” أعشق السيرة الهلالية وعندما رشحتني المخرجة منار زين لتقديم شخصية أبو زيد تحمست للغاية ، خاصة أننا نقدم السيرة الهلالية بشكل معاصر ومختلف، والمتعارف عليه أن أبو زيد يولد أسمر البشرة وهو مايثير أقاويل نساء البلدة ، و ما يجعل أبو زيد يواجه صراعات منذ نعومة أظفاره حيث يتم التشكيك فى نسبه، كما يتصارع أبو زيد مع دياب الذي يمثل قوى الشر.العاطفة والسلطةيلعب دور الزناتى خليفة الممثل أحمد شومان الذي قال: هو سلطان تونس الذي يحب ابنته سعدى بشكل مبالغ فيه، وهو ما يجعله لا يفكر في أى شىء سواها، وتأتى بلاده فى المنزلة الثانية، وتتسبب ابنته سعدى فى ضياع البلاد بسبب وقوعها فى حب دياب .أضاف : شخصية الزناتى تعد من الشخصيات المركبة، وتحتاج إلى مجهود كبير، وأكثر ما أحببته فيها هو الصراع الداخلي الذى يتعرض له بين مسئوليته تجاه السلطة وبين عاطفته لابنته كأب,رمز الجمال والقوةتقدم شخصية “الجازيه” الممثلة سارة مصطفى التي قالت عن دورها: “ الجازيه هى رمز القوة والجمال والسلطة فى نفس الوقت، وهي شخصية مختلفة، وبالنسبة لى فإن تجسيدها ممتع للغاية لأنها تجمع بين أمرين من الصعب أن يتوفرا فى إمرأة واحدة ، فهي شديدة الجمال وقائدة حاسمة، تتزوج من أبو زيد 40 يوما ولكنها تنفصل عنه، ما يحدث صدمة بداخلها. كما تحارب مع أبو زيد قوى الشر .وتابعت: منذ قراءتي الأولى للشخصية وجدت بها جوانب كثيرة كنت أسعى لتقديمها.فراغ جديدمهندس الديكور عمرو الأشرف قال “تصوري لتصميم الصورة في عرض التغريبة يقوم على إعادة بناء فراغ قاعة العرض المسرحي وخلق فراغ جديد يتم تصميمه خصيصاً طبقا للرؤية الفنية والإخراجية التي اتفقت عليها مع المخرجة، و تشمل تجهيز مساحة تحتوى بداخلها أحداث العرض الدائرة خلال أربعة أماكن وثلاثة أزمنة مختلفة، بالإضافة إلى احتواء الجمهور داخل نفس الفراغ في اتصال مباشر مع مكان العرض المسرحي، مع المحافظة على استلهام روح التراث البصري الخاص بأحداث التغريبة الهلالية، دون الإغراق في الكلاسيكية وبشكل لا يخلو من بعض لمحات المعاصرة.أضاف: “ دفعني وشجعني على العمل على هذا النص تغريبة بني هلال أو السيرة الهلالية، فهي مصدر شديد الغنى والثراء وملئ بالعديد من التيمات الدرامية المحفزة على الإبداع بشكل عام والإبداع في تصميم الصورة المسرحية بشكل خاص، إضافة لحبي وشغفي بالحكاية ذاتها وما بها من أحداث ووقائع خصبة تخاطب الخيال لدي أي فنان وتعضد من قدرته على تشخيص جميع المعاني الدرامية والحالات النفسية لشخصيات النص وبث دلالاتها وانعكاساتها من خلال تصميمه للفراغ الدائر داخله هذه الأحداث الملحمية.دمج الرقص الحديث بالتراثيصمم الدراما الحركية للعرض الفنان رضا كامبا الذى قال “ ندمج الرقص الحديث بالتراث وقد قمنا بعمل ورشة لتدريب الممثلين على الاستعراضات فالأمر يعد أكثر صعوبة عند تدريب الممثلين على الاستعراض ولكنى أحرص على تقديم خطوات مريحة تتماشى مع أجسام الممثلين وأتمنى أن نقدم عرضا ينال إعجاب الجماهير.و ذكر محمد أشرف المخرج المنفذ أن موضوع العرض مستوحى بشكل يناسب تقنية الإخراج التى ستخدمها المخرجة منار زين ، وهو الاعتماد على حركة الجسد وأهميته فى تشكيل الفضاء المسرحى، وتأثيره الدرامي الجمالي المغاير عن الشكل الواقعي .وتابع “ هذه النوعية من العروض مختلفة وتعتمد على تفاعل الجمهور. وأضاف “ هذا هو التعاون الفني الخامس لي مع المخرجة منار زين، والتعاون معها يعطينى طاقة كبيرة لأنها مخرجة متفهمة ودائما ما تناقش فريق العمل وتتبادل الآراء معه وهو أحد الأسباب التي تدفعنى للعمل معها .