العدد 699 صدر بتاريخ 18يناير2021
عاش العالم بأكمله حالة من التحدي فى ظل مواجهة فيروس الكورونا، الذي احتل العالم نهاية 2019 ، فكان اختبارًا حقيقيًّا للعالم بأكمله، وتحديا كبيرا من أجل الاستمرارية والتكيف وإيجاد حلول بديلة للتصدي لهذا الوحش غير المرأى. وعلى الرغم من الحظر، فإن المسرح أثبت أنه قادر على البقاء حتى فى ظل الإغلاق التام والتباعد الاجتماعي، استطاع البيت الفني للمسرح أن ينتج ما يقرب من 35 عرضا مسرحيا جديدا، منها ما قُدّم من خلال “الأونلاين” ومنها على خشبة المسرح بنسبة حضور جماهيري 25% و50%، واستطاع كثير من المسرحيين استغلال تلك الفترة وتوظيف الإمكانيات المتاحة له لخلق فرص مسرحية إضافية. بين إيجابيات وسلبيات العام المسرحى 2020 وتأثير الكورونا عليه، أجرت “مسرحنا” هذا الاستطلاع للرأي مع العديد من المسرحيين وكيف يرون الحصاد المسرحى لعام 2020.
كانت البداية مع المُخرج والمُؤرخ المسرحى د. عمرو دوارة الذى قال: تضمنت الفعاليات والأنشطة المسرحية- هذا العام وككل الأعوام السابقة- بعض الإيجابيات وبعض السلبيات، ولكن نظرا لقسوة العام الماضي 2020 ومشقته وكآبته التي عانى منها الجميع بلا استثناء، وخاصة الحزن على رحيل عدد كبير من الأصدقاء سأقصر حديثي هنا على الإيجابيات فقط والتي يمكن إجمالها في النقاط التالية:
- استمرار انتظام إصدار مجلة “المسرح” بصدور العدد الرابع عشر بتاريخ ديسمبر 2020 برئاسة تحرير الناقد الكبير عبد الرازق حسين، هذا مع استمرار إصدار الجريدة الالكترونية “مسرحنا” برئاسة الناقد المسرحي محمد الروبي.
- نجاح مبادرة المركز القومي للمسرح برئاسة الفنان القدير ياسر صادق في إنتاج 75 فيلما تسجيليا من بينهم ثلاثين فيلما عن رواد المسرح المصري منذ نشأته عام 1870، وعرضها على الموقع الالكتروني لوزارة الثقافة، وذلك بخلاف مجموعة من الأفلام عن المسرحيين الراحلين وفي مقدمتهم الفنانين: شويكار، ومحمود ياسين.
- تنظيم ثلاثة مهرجانات مسرحية كبيرة وهي: مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي (الدورة السابعة والعشرين) برئاسة د.علاء عبد العزيز، المهرجان القومي للمسرح المصري (الدورة الثالثة عشر) برئاسة الفنان/ يوسف إسماعيل، مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي (الدورة الخامسة) برئاسة الفنان/ مازن الغرباوي، والذي تميزت فعالياته ونجح في استضافة بعض العروض العربية والعالمية رغم ظروف الحظر.
- عودة بعض فرق القطاع الخاص لتقديم عروضها ومن بينها الفنان أشرف عبد الباقي (عرضي جريما في المعادي، اللوكاندة)، أحمد الإبياري (الزهر لما يلعب)، محمد صبحي (خيبتنا، أنا والنحلة والدبور).
- إنتاج وتقديم بعض العروض المتميزة بمسارح الدولة وفي مقدمتها سيرة الحب بقطاع الفنون الشعبية والاستعراضية، المتفائل، الوصية لفرقة المسرح القومي، حريم النار لفرقة مسرح الطليعة، أفراح القبة، البخيل، لمسرح الشباب، وذلك بخلاف عدد كبير جدا من العروض المتميزة التي قدمها هواة المسرح من خلال تجمعاتهم المختلفة.
- الاحتفال الكبير الذي نظمه فارس المسرح العربي محمد صبحي بمناسبة مرور خمسين عاما على مسيرته المسرحية ، وكرم خلاله مئة فنانا ساهموا في تدعيم مسيرته الفنية، وهو احتفال غير مسبوق حضرته وزيرة الثقافة كما حضره أكثر من ثلاثمائة فنانا من كبار النجوم وفي مقدمتهم سيدة المسرح العربي سميحة أيوب.
- شهد عام 2020 الحسم النهائي لأطول جدل مسرحي استمر 20 عاما كاملة وذلك من خلال الاحتفال الرسمي بذكرى مرور مئة وخمسين عاما على تأسيس المسرح المصري الحديث (من خلال “المهرجان القومي للمسرح المصري”)، حيث تم تجميع الجهود السابقة وتقديم بعض الدراسات الحديثة لإنهاء جميع المهاترات والمغالطات والمراوغات. والحقيقة أن الفضل الأول في ذلك يعود إلى عاملين رئيسيين وهما كما يلي: أولهما تنظيم الملتقى الفكري “همزة وصل” (في إطار الدورة الحادية عشر لمهرجان المسرح العربي الذي نظمته الهيئة العربية للمسرح) في يناير 2019، وهو الملتقى الذي اختار الفترة من 1905 – 1950 ليتجاهل مرحلة التأسيس عام 1870، فكانت ردود الأفعال الإيجابية الواعية لنخبة من النقاد المصريين وأعضاء لجنة المسرح بالمجلس الأعلى للثقافة برفض هذا التصرف، وكانت مبادرتهم بالإدانة والتنديد بتلك المخادعة عاملا إيجابيا لإثارة الوعي. وثانيهما الاستجابة الفورية للمبادرة التي كان لي شرف إطلاقها والدعوة التي شرفت بتوجيهها بضرورة الاحتفال بهذه المناسبة الثقافية والفنية المهمة، حيث توالت المبادرات والتي تضمنت كثير من المشاركات المهمة ومن بينها إصدار الأستاذة الأكاديمية د.نجوى عانوس كتابها الثالث والمهم عن ريادة يعقوب صنوع بعنوان: “يعقوب صنوع .. رائد المسرح المصري ومسرحياته المجهولة”، الذي تم تقديمه بدراسة مهمة للناقد جرجس شكري، كما شهد العام أيضا نشر عدة دراسات ومقالات مهمة ومن بينها تلك البيانات الأربعة القيمة للمسرح الشعبي التي أبدع في كتابتها بكل موضوعية الكاتب المستنير محمد أبو العلا السلاموني بمجلة المسرح (في إصدارها السادس)، وكذلك مساهمة الناقد النزيه أحمد عبد الرازق أبو العلا بتقديم دراسة موضوعية تضمنت مقارنة مهمة بين نسخة عرض “جيمس وما يقاسيه” التي عرضت عام 1872، والنص الأدبي الذي نشر لها عام 1912 بعنوان “موليير مصر وما يقاسيه” كما شاركت بتقديم دراسة أخرى بعنوان: “يعقوب صنوع والنقاط فوق الحروف” وتضمنت تقديم ورؤية نقدية للنص النادر “ليلى” تأليف الشيخ الأزهري محمد عبد الفتاح (مع إعادة نشر النص)، وهو النص الذي قدمه الرائد يعقوب صنوع من خلال فرقته عام 1872. وذلك بالإضافة إلى تلك المناظرة الجادة التي تم تنظيمها في إطار فعاليات الدورة الخامسة لمهرجان “شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي” (بتاريخ 18 نوفمبر 2020)، و بعض المقالات المهمة بأقلام الأستاذ عبد الغني داود، د.وفاء كمالو، حيث اعترف الجميع ببدايات المسرح المصري عام 1970 و بريادة الرائد المصري الوطني يعقوب صنوع.
فيما قال المخرج الكبير مراد منير: إن الموسم المسرحى 2020 وفي الفترة الأخيرة عموما أُصيب بحالة متدنية جدًا والذوق العام أصبح مختلفا تمامًا، نجد مسرحية غير جيدة من وجهة نظرى تحقق نجاحات كبيرة، لقد شاهدت الكثير من العروض بعدما تحسنت حالتي الصحية، بعد الوعكة الصحية التي تعرضت لها، ووجدتني غير راض عن المستوى المسرحى الحالي.
وأضاف “منير”: الموضوع متعلق بفكرة الثقافة في ذاتها، عندما تتدنى الثقافة فى مجتمعٍ ما، فإن المسرح والسينما والشعر والفن بشكلٍ عام يتدنوا، نحن فى حالة ثقافية غير جيدة تنتج مسرحا غير مرضى في مستواه العام، أغلب العروض خارج المستوى المأمول، المسرحيون الكبار جالسون فى المنازل والشباب هم الذين يتصدرين المشهد المسرحى وللأسف هم عديمى الموهبة.
وقال المخرج المسرحى مازن الغرباوى: سنة 2020 شهدت العديد من الظروف الاستثنائية على مستوى العالم وأهمها ظهور جائحة كورونا، التى ألقت بضررها وتأثيراتها السلبية على كل القطاعات وكان تأثيرها الأكبر على القطاع الثقافي والفني، ليس على مستوى مصر فقط بل على مستوى العالم، ولكن كان هناك العديد من المبادرات التى حولت الأزمة إلى شىء ملهم وعلم كثيرون كيفية استثمار الأزمات وتحويلها لشيء إيجابي، وأعتقد أن النموذج الذي قدمته وزارة الثقافة المصرية بقيادة الدكتورة إيناس عبد الدائم وزيرة الثقافة، أثناء جائحة كورونا والاستعاضة بالبديل الإلكتروني ضمن مبادرة الثقافة بين يديك والثقافة أونلاين، كان نموذجًا جيدًا وملهمًا أعطى مساحة رائعة لكل الفنانين لينتجوا فى ظل كل توقفات الإنتاج على مستوى العالم، وبحكم احتكاكي بمصادر الإنتاج وقطاعات كثيرة خاصة بالإنتاج على مستوى العالم، فإن مصر يمكن أن تكون هى البلد الوحيدة التي عملت فى فترة الكورونا، وصنعت عددًا من العروض خلال مبادرات وقناة أونلاين على اليوتيوب، وكان هذا الأونلاين جديدًا على مستوى الوطن العربي . أضاف: 2020 وإن بدا بها العديد من المشاكل الشائكة إلا أنها كانت إيجابية حولت الأزمة،أعطت درسا لكل العالم فى كيفية إدارة الأزمات وبخاصةٍ أزمة كورونا.
واستكمل “الغرباوى”: ربما كنت محظوظا ان أنجزت فى 2020 أ العديد من المشاريع الفنية، البداية كانت مع حضور لجنة تحكيم مهرجان نقابة المهن التمثيلية، ثم تمثيل دولي فى مهرجان الفجيرة الدولي بدولة الإمارات الشقيقة، وبعدها الإعداد للدورة الخامسة لمهرجان شرم الشيخ و كان لدى مساحة أن أقوم بتأليف أول نص فى حياتي وهو نص “زائر الفجر”، تلاه مشاركتي بالإعداد المسرحى والصياغة أو التمصير والإخراج لمسرحية “مشهور مش مشهور” المأخوذة من قصة كلاخاس، ثم المُنجز الأهم كان إنجاز الدورة الخامسة لمهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي، الذي حصل على توقيت جديد على الأجندة المسرحية فى نوفمبر من كل عام لمدة ثلاثة سنوات، وتم إنجاز الدورة فى الفترة من 16 إلى 20 نوفمبر 2020، وبالطبع كل ذلك كان بدعم سعادة وزيرة الثقافة وسيادة اللواء أركان حرب خالد فودة محافظ جنوب سيناء، وتكاتف قطاعات وزارة الثقافة وقطاعات أخرى وهيئة تنشيط السياحة وما إلى ذلك، إن الجائحة أعطتنا فرصة للتأمل والتفكير فى حلول بديلة.
تابع “الغرباوى”: لم تتوقف عجلة الإنتاج وظهرت أكثر من مبادرة مسرحية منها “اضحك فكر اعرف” و”المؤلف”، وكل ذلك كان تحت المبادرة الأم التي أطلقتها معالي وزيرة الثقافة “الثقافة بين أديك.. الثقافة أونلاين”، وكل ذلك ساعد على استثمار الأزمة وإدارتها، وتحويلها إلى منجز حقيقي. يجب أن ننظر لنصف الكوب المُمتلئ، حتى فى حالة استمرار الجائحة فى 2021، أعتقد أن وزارة الثقافة المصرية والقائمين على العملية المسرحية والعاملين فى قطاعات الفن والثقافة، أصبح لديهم سيناريوهات مسبقة وجيدة للتعامل مع الكورونا، ومصر دائمًا رائدة وستظل رائدة ، بها مبدعون ومفكرون يُفكرون خارج الصندوق، وهذا يجعلنا نطمئن إلى أنه حتى فى حالة المحن فإنها ستتحول إلى منح ونجاحات كبيرة.
فيما قال مصمم الديكور د. محمد سعد: 2020 أثرت بشكل كبير على المسرحيين، حيث كان المسرح مقفولًا، ووزارة الثقافة قامت بعمل المسرح أونلاين فى محاولة منها للتصدي لهذه الجائحة، و” الأونلاين” أتاح نوعا من الحراك الثقافي، ولكن لم يكن ملموسًا لجميع الناس، وبالتأكيد الكورونا أثرت على المسرح ولكن كان هناك فائدة أن العديد من الناس شاهدت عروضًا لم تشاهدها من قبل عند إذاعتها على قناة وزارة الثقافة المصرية.
وتابع “د. محمد سعد”: نتمنى أن نهتم بمسرح الأسرة، فمن وجهة نظرى هذا النوع من المسرح هو المستقبل، الناس تحتاج له بعيدًا عن التراجيديا والكوميديا الغير لائقة، مسرح الأسرة “اللايت” هو ما نحتاجه في الفترة القادمة، والمهرجانات المسرحية تقوم بعمل حراك مهم جدًا لبعض الناس، ولكننا نحتاج أن نهتم أكثر بالجمهور العادي الغير متخصص، لأن المسرحيات الهادفة تحمل رسائل هادفة وتقدم بمجهود كبير يستحق الاهتمام أكثر، ومطلوب أن يتم تقديم إنتاج متنوع للوصول للجمهور العادي وفتح المسارح المغلقة، ومحاولة إيجاد حل لمشكلة الإنتاج المسرحى الضعيف، أو إنتاج عدد محدود من المسرحيات بإنتاج مناسب، مازالت هناك مشاكل كبيرة جدًا تواجه النشاط المسرحى و الفني، لذلك يجب أن نتكاتف جميعًا للحفاظ على مهنتنا وتوصيلها للجمهور بكل السُبُل المُتاحة.
كذلك قال المخرج المسرحى ومصمم الاستعراضات مناضل عنتر: برغم أزمة كورونا والحظر والإغلاق، إلا أن 2020 كان بها العديد من العروض المسرحية المتنوعة ما بين المحترفين والمستقلين وعروض الجامعات، والحمد الله كان بها العديد من المستويات الجيدة، وكان هناك أيضًا انتعاش للورش المسرحية والفنية ، والمسرح من مميزاته أنه يحتاج لفراغ مسرحي ومؤديين جيدين، والفكرة لم تكن متعلقة بالإنتاج الضخم بالعكس، الأمر أصبح متعلقا أكثر بتنمية الخيال ، بعيدًا عن فكرة مسرح المقهورين والمسرح الفقير، وعلى الرغم من كل الظروف التي ممرنا بها دوليًّا وليس محليًّا فقط، إلا أن هذا العام كان مثمرًا مسرحيًّا و به إنتاج قوى ومختلف.
وتابع “مناضل”: أعتقد أننا سنعيش فى أزمة الكورونا فترة زمنية إضافية، وأنها لم تنتهي بعد، ويجب أن نجد حلولا أكثر، لنصبح أكثر تأثيرًا من العام الماضي، والتركيز أكثر على فكرة البساطة والفراغ المسرحى والاعتماد على المؤديين، أن يكون اهتمامنا أكثر بالعنصر البشرى، واستخدامه لتكوين كتل مسرحية وتشكيلات متنوعة، بعيدًا عن الإنتاج الضخم للسينوغرافيا.
وختم بالقول: يجب أن نتعامل مع المسرح على أنه صناعة، وألا نعتمد اعتمادا كليا على المؤسسات طوال الوقت وعلى الإنتاج الكبير، يجب أن نجد حلولا بديلة، وأتمنى أن تكون 2021 أفضل على المسرحيين وباب رزق لهم من خلال تقديم حلول بديلة للأزمات الإنتاجية.
المخرج المسرحى أحمد فؤاد قال : من حصاد هذا العام المسرحى أنه برغم وجود وباء عالمي إلا أننا استطعنا أن نُقدم عروضًا جيدة ومختلفة، سواء مباشرة أو أونلاين، بالإضافة لإقامة المهرجان التجريبي وقد شاركت فيه بعرض بلا مَخرَج، وبعدها تم إنتاج عرض ديجافو للهناجر من إخراجي، ثم مشاركتي فى المهرجان القومي بعرضين اعترافات زوجية ونزهة فى أرض المعركة. إن رجوع المسرح الحي، والإقبال الشديد من الجمهور على حضور العروض، سواء فى موسمها أو فى المهرجانات، يعد انتصارًا كبيرًا في مواجهة وباء ضخم بهذا الحجم، وأعتقد أنه أصبح لدينا آليات مختلفة تكونت مع الجائحة، حيث بدأنا نفكر في كيف نصنع عروضًا أمنة للجمهور، وكيف نؤمن المسارح بشكل واضح، ونتخذ جميع الإجراءات الاحترازية والتباعد الاجتماعي، للمحافظة على الجمهور والممثلين لتحقيق أمانهم واستمرارية العروض المسرحية.
و قال المخرج والمؤلف شاذلي فرح: برغم جائحة كورونا إلا أن المسرح استمر برغم كل المعوقات، عن طريق عروض “ أونلاين” وتحديد نسبة الحضور الحي إلى 25% و50%، و نحمد الله أن المسرح استمر ولم يتم الغلق الكامل، والمسرح فى 2020 تصدى لجائحة الكورونا وأعلن عن وجوده، حيث تمت دورة مهرجان المسرح التجريبي ودورة المهرجان القومي، وعروض الهيئة العامة لقصور الثقافة استمرت، كذلك عروض البيت الفنى للمسرح والفنون الشعبية والاستعراضية، بالإضافة إلى الفرق الحرة أيضًا جميعهم قدموا عروضًا متميزة ومختلفة ومتنوعة، وكذلك الجامعات والمدارس والشباب والرياضة جميعهم لم يتوقفوا مسرحيًّا، و أتمنى أن يكون الموسم المسرحى القادم أكثر نجاحًا، وأن نتكاتف جميعًا كمسرحيين إدارات أو جهات أو كيانات حرة ونرى حلولًا حقيقية وفعالة للتعايش مع تلك الجائحة وما بعدها.
و قال المخرج والناقد المسرحى وليد الزرقانى: المسرح فى مصر طوال عمره له مكانة قوية، سواء على مستوى الداخل أو على مستوى الوطن العربي .وفي 2020 مع جائحة الكورونا لم يتأثر المسرح بشكل كبير بقدر تأثر السينما، تقريبًا جميع المهرجانات المحلية والدولية فى مصر تم إقامتها بشكل يتناسب مع الجائحة، ولدى ملحوظة هامة على مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي بالتحديد، لأن هذا المهرجان يتطور بشكل ملحوظ جدًا، وكل عام يكون أقوى وأنجح من العام السابق،وأرى أن الجائحة جعلت تقنياتنا تزيد، وقد رأينا إضافة الأونلاين للمهرجانات والعروض، التى جعلت المسرح فى مصر قادر على مواجهة الجائحة.
وتابع “الزرقانى”: الجائحة جعلت المسرح يستعرض موضوعات جديدة خاصة بالأوبئة والنهايات، فالموضوعات والأفكار تطورت وتأثرت جدًا بما نمر به ولكن بشكل إيجابي. أما سلبيات 2020 مسرحيًّا فيمكن القول أنه لم يكن هناك فى بعض الأحيان احتكاك بين المبدع والمتلقي وقت الغلق الكامل، وعند فتح المسارح بنسبة 25% و50% للعروض المباشرة كانت متنفسا ولكن فكرة “كامل العدد” وتواجد الجمهور كاملًا تعطى الحالة المسرحية تفاعلا أكثر، لأن المسرح أساسة التفاعل والمواجهة.
الفنانة ياسمين ممدوح وافى وقالت: كانت 2020 صعبة على المستوى الإنساني والعالمي، وقد فقدنا كثيرين، وحصدت كورونا طاقات وأرواح بالإضافة إلى الخسائر على المستوى الاقتصادي، و هو الجانب السلبي منها، وجميعنا تأثرنا به، ومع كل ذلك أحيانًا المحن تجعلنا نُقرر أن نذهب للأشياء الأقرب لقلوبنا ونخرج إلى منطقة الأمان، فمن وجهة نظرى على قدر حزني على كل ما فقدناه فى 2020 والقلق المستمر، إلا أن كان بها جانب مشرق وهو أن تلك الأزمة جعلت الناس يبحثون عن أنفسهم الحقيقية، ويجب أن يكون لدينا إلمام بفكرة الوقاية دون أن يكون لدينا جائحة، وأن نكون قد أدركنا أهمية التباعد بشكل إيجابي والحفاظ على المسافات الشخصية بين الأفراد بعضهم لبعض.
وتابعت “ياسمين”: 2020 كانت سنة خروجي من صفوف المخرجات المنفذات ومدربات التمثيل إلى صفوف الممثلات، بعد توقف عن التمثيل لمدة عشر سنوات، لاهتمامي بالأمور الإخراجية والتدريب. كذلك فإن مسرحية أفراح القبة فتحت لى أبوابا كثيرة منها أبواب الفيديو والعمل مع أستاذ أحمد حسن فى “حكاية إلا أنا” والمؤلفة عبير سليمان، التي شاهدتني فى المسرحية، وقبلها أستاذه مريم أحمد التي كان من المفترض أن تخرج تلك الحكاية من “إلا أنا” قبل أستاذ أحمد حسن. فكل الشكر لهم والتوفيق من عند الله، وكل ذلك أتاح لي فرصة العمل مع أستاذ تامر محسن وهو من وجهة نظرى يصنع سينما بالفيديو، أو كما يُقال حلقات سينمائية، وأتمنى أن نعيش 2021 بشكل أفضل ونحول المحنة إلى منحة، أما فى المسرح فاتمنى أن نحافظ على الاستمرارية، حتى لا قدر الله فى حالة الإغلاق التام ، يتم تصوير العروض وعرضها أونلاين، فليس جيدًا أن يهدر المخزون الإبداعي المسرحى الذي لدينا فلدينا ثروات مسرحية، ويمكننا أن نستغل هذه المحنة في التدريب والإعداد الجيد كل منا فى مجاله، والاستعداد نفسيًّا للتكيف مع ما بعد الكورونا .
وأخيرًا قالت الفنانة نورا عصمت: أرى أننا مررنا بعام استثنائي، و المسرح من أوائل من وقع عليهم الضرر بسبب جائحة الكورونا، لذا فمجرد خروج عروض للنور فى هذه الأجواء الكئيبة فى حد ذاته يعد إنجازا، وكان المهرجان القومي ملئ بالعروض الجديدة سواء على مستوى عروض البيت الفنى أو الجامعات والمعاهد حتى المستقلين رغم هذه الظروف.
وأضافت “نورا”: المسارح بالفعل تطبق الإجراءات الاحترازية وإجراءات التباعد، وبالتأكيد هذا يؤثر على عدد وقوة الجمهور فى الصالة، ولكن فى النهاية كل ذلك من أجل الصالح العام، واعتقد أن الأزمة استفزت الجميع وجعلتهم يُخرجون مشروعات أكتر والاستمرار فى ممارسة العمل بشكل أكبر، فهناك طاقة عامة تجعل الكل لا يستسلم للاكتئاب واليأس، وإن شاء الله سنظل مستمرين فى المحاولات لمواجهة تلك الفترة الصعبة، حتى نحصل دائمًا على أعمال مسرحية وفنية أجمل وأرقى، تُثبت تواجدنا ورؤيتنا المسرحية المختلفة.