(اخر الرسائل التي أشرف عليها الراحل د/ حسن عطية )ناقشت الباحثه أنعام جمال الدين عبده رسالتها للماجستير بجامعة الزقازيق كلية التربية النوعية قسم العلوم الاجتماعية والإعلام شعبة فنون المسرحوتكونت لجنه الإشراف والمناقشة من السادةأ.د/ حسن عطية (رحمة الله )- د/ شيماء فتحي عبدالصادق – د عثمان الغزالي – د / سيد علياما عن الرساله فهي تتحدث عن صورة المرأة في الكتابات المسرحية في جنوب مصروتقول الباحثه في مقدمه الرساله لأن المرأة تشكل نصف المجتمع، بل قد تكون أكثر من ذلك، لايمكن أن نغفل عن دورها في تنمية المجتمع وتشكيلة ثقافيا وسياسيا واقتصاديا، ووفقا لدور المرأة في المجتمع الحياتي المعيشي ينعكس ذلك بدوره في الفنون عامة والمسرح خاصة، حيث سجلت المرأة مجموعة من التيمات والصور المختلفة في مسرح الجنوب.فالدراما منذ بواكيرها ورغم كتابها من الرجال فإن المرأة تشغل مساحات كبيرة في عديد من صورها سواء كانت تراجيدية أو كوميدية يطرحها المبدع في عمله المسرحي وكأنه متحيزاً معها تارة وأخرى ضدها ومن هنا تأتي أهمية هذه الدراسة، والتي تبحث في صورة المرأة وتجلياتها المتنوعة في مسرح جنوب مصر.ولأن المرأة تمثل النصف الآخر من الإنسان المشكل لمجتمع من المجتمعات لابد أن تكون قضاياها ومشاكلها موضوعاً للدراسة البحثية وأن كتاب الدراما قد يتحيزون معها أو ضدها بناءً على اختيار الموضوع الإبداعي الذي يدور حولها ومنطق التناول الفني لهذا الموضوع، خاصة أن العينة تشمل كتاب ذكور وإناث. ومن ثم تبدو النظرة ثنائية وليست فردية أحادية، ويلعب هذا التأثير للمجتمع في ثنائية المرأة الرجل دوراً يتغير من زمن لزمن آخر، فالمجتمع المصري كان ينظر ويتعامل مع المرأة في بدايات القرن العشرين غير منتصف ذاك القرن، غير نهاياته وأوائل القرن الحالي، فثمة تغيرات حدثت في الذهنية المصرية أثرت على هذه العلاقة ـ ومن ثم أثرت على بنية الكتابة الدرامية للمسرح المقدم لهذا المجتمع وخاصة في جنوب مصر.وتضمنت الرسالة ثلاثة فصول- الفصل الأول بعنوان: الاجراءات المنهجية للدراسة- الفصل الثانى بعنوان: المرأة والهوية الاجتماعية فى المجتمع المصرى- الفصل الثالث بعنوان: الجانب التطبيقى ويشتمل على ثلاثة مباحثالمبحث الأول: مسرح الجنوب النص وخارج النصالمبحث الثانى: قضايا المرأة فى مجتمع الجنوبالمبحث الثالث: قراءة سيميولوجية .... عندما تتحول المرأة الى علامة فى النص المسرحىوتنطلق إشكالية الدراسة من العديد من التساؤلات من خلال السؤال الرئيسي التالي:كيف تتشكل صورة المرأة في مؤلفات كتاب الجنوب في ضوء الثقافة والقيم والمعتقدات الحاكمة في البنية الدرامية للنص (عينة الدراسة)؟وينبثق من هذا التساؤل عدة تساؤلات هي:مامدى طبيعة القضايا التي يحملها الخطاب الدرامي للنص (عينة الدراسة)؟ما طبيعة الصورة المسرحية المتخيلة والمضمرة في تشكيل فضاء النص في مسرح الجنوب؟ما مدى محورية الجنس في فضاء مسرح الجنوب كفعل مسيطر ومدى وعي النساء به من حيث ارتباطه بحياتهن (عينة الدراسة)؟إلى أي مدى تجلت سمات نموذج المرأة البطل في كتابات مسرح الجنوب؟إلى أي مدى أثر نموذج المرأة في البنية الكلية لمسرح الجنوب؟تمتلك المرأة بتكوينها الطبيعي كل عناصر الخصب، فهل تمثلت هذه الخاصية بشكل أو بآخر في مسرح الجنوب؟هل أدرك كتاب مسرح الجنوب ثراء العلاقة بين المرأة والرجل كموضوع درامي من الدرجة الأولى؟اما عينة الدراسة فهيمروة فاروق: مسرحية الأكياس الممتلئة،.بكري عبدالحميد: مسرحية الهلاليمسرحية دم السواقيشاذلي فرح: مسرحية الجنوبي،أحمد ابوخنيجر: مسرحية سكة اللي يروح، مسرحية أبوزيد لما عزبمحمد سيد عمار: مسرحية ثنائية الحلم والسقوط،يس الضو: مسرحية يا صبر أيوبحجاج أدول: مسرحية ناس النهرنتائج الدراسة:توصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج تتمثل في التالي:1 - الفكرة: تناول الكتاب قيماً وأفكاراً متنوعة للمرأة بنموذج اجتماعي ثوري تقدمي، وافكاراً تحمل صراعاً بين الواجب والعاطفة ام شاكر وبعض الأفكار المحملة بالرموز الشعبية والتراثية التي غيبت دور الشخصية البطل او البطل الجماعة فعمد الى تقديم فكرة مجردة لشخصية المرأة كما في مسرحية ورد جهنمي.2 - الشخصيات: تنوعت الشخصيات، بين الشخصيات الإنسانية البسيطة، والمركبة، والملحمية، والواقعية، والتراثية، (والتاريخية: أسطورية و معاصرة) فكان وعي الكاتب هو تحصيل حاصل لوحدة المعاناة والتأمل من خلال هذه المعاناة.3 - المرأة مرآة تنعكس فيها صور الحياة والعائلة والمجتمع والعصر، بها تبتدئ الأشياء وإليها ينتهي كل شيء.. وعندما تتقدم أمة تقرأ سمات التقدم في نسائها، وعندما تنحط أمة فأن مظاهر الانحطاط تكون أكثر بروزاً في حياة نسائها.لذا أصبح الاهتمام بالقضايا الاجتماعية أو قضايا المجتمع هو من أهم ما يميز المسرح الحديث عن المسرح التقليدي، بجانب ما يتعلق بوظيفة الكاتب المسرحي، وارتباط الجمهور بها، وطبيعة ما يتضمانه أو يصورانه من عوالم أو ما يعبر عن كل منهما من واقع.4 - أن ما يهم المرأة من أمور وقضايا لا يعتمد فقط على نظرة المجتمع والرجل للمرأة ولكن الأهم نظرة المرأة إلى نفسها، ويعتمد ذلك تنشئة المرأة منذ طفولتها وثقافتها وتأثرها بما يحيط بها.5 - قد اتضحت قضية الاعتداء الجنسي من خلال بعض الشخصيات التي اتسمت بالضحية أو الضعيفة.6 - اتضحت قضية العنف المعنوي من خلال الشخصيات التي اتسمت بالصلابة النفسية تلك الشخصيات القادرة على مواجهة الاتهامات والعوائق.7 - إذا كانت الخصوصية هي التي تميز كل عمل إبداعي تمتع بها وتبقيه، فبالرغم من غزارة الإنتاج الإبداعي للنساء، إلا أنه عجز عن الاقتراب بما يكفي من جوهر الذات وتحقيق خصوصية شعرنا باختلافه في مسرحها، لا الذات غلبت صورتها وقدمت ماهيتها، ولا الجسد الأنثوي أطلق أبجديته وأسقط لغة المقلم، ولا اللغة أوجدت سماتها الأنثوية الخاصة في مسرح يملك قيمة إبداعية بحد ذاته.