«جنة هنا» يناقش المسكوت عنه.. في قضايا المرأة على مسرح الغد

«جنة هنا» يناقش المسكوت عنه..  في قضايا المرأة على مسرح الغد

العدد 689 صدر بتاريخ 9نوفمبر2020

يستقبل مسرح الغد بإدارة الفنان سامح مجاهد مدير فرقة مسرح الغد التابعة للبيت الفني للمسرح خلال الأيام القليلة المقبلة العرض المسرحي “جنة هنا” للكاتبة صفاء البيلي ومن إخراج محمد صابر . 
تدور أحداث العرض المسرحي حول الفتاة “جنة” وأمها حيث تحاول الابنة التخلص من الأشياء القديمة، في حين ترى “الأم” أن تلك الأشاء هي كل ما تبقى لها ، إذ تحمل معها ذكرياتها وحبها وحياتها كلها، في حين تشعر  الفتاة بعد مرور سنوات من عمرها بعيدًا عن “الأب” – الغائب- بالضجر والكره لكل شيء في المكان، ما يجعلها تُصر على بيعه. ما بين لحظات الحب والحنان، ولحظات الندية والتناحر بين الأم وابنتها يكشف المخرج محمد صابر عن المسكوت عنه من قضايا المرأة ومعاناتها ومشاعرها، من خلال عرض تلك العلاقة – الخاصة جدًا – بين الأم التي قررت أن تعيش بمفردها، ولعب كل الأدوار: فهي الأم والأب وصاحبة القرار وتحديد المصير، و ابنتها .
وتقول الفنانة عبير الطوخي عن دورها  “ ألعب شخصية “ الأم - هنا” التي تقرر أن تخفى خبر موت زوجها بعد سفره، وتقرر أن تتحمل مسئولية ابنتها الوحيدة قبل أن تأتي إلى الدنيا، وتقرر أن تواجه الحياة بمفردها، وتحارب حتى لا يمكن لأي شخص أن يتحكم في حياتها حتى وإن كانت ابنتها، ولكنها اختارت أن يكون هناك درع يحميها هي وابنتها،  وهي تلك الصورة المعلقة على الحائط “الزوج الغائب” الذي تعلم جيدًا أنه لن يعود، وكان عزاؤها الوحيد هو “السرير” وتلك الأشياء التي تذكرها من الماضي، لكنها تفاجأ برغبة ابنتها في التخلص من تلك الأشياء والتي تمثل لها كل شيء” 
وتتابع الطوخي :” شخصية “هنا” تحاول طوال العرض أن تبحث عن ذلك الهناء الذي تجده في تفانيها في تربية ابنتها وإقناعها طوال الوقت بأنه سيأتي اليوم الذي سيعود فيه أبيها. “هنا” هي كل أم مصرية تحمل على كاهلها كل أعباء الحياة، حتى في ظل وجود الزوج، الذي يكاد يكون دوره  مقتصرا على جلب المال فقط ، ولكن في الحقيقة هي من تقوم بتحمل المسئولية كاملة.. تمر العلاقة بين الأم وابنتها بعدة مراحل، مابين  التنافر والتناحر والشد والجذب طوال الوقت، فيما تحاول الأم  محاولات متسميتة في إقناع ابنتها وتهدئة  روحها المضطربة”. 
وعن رحلة العرض المسرحي أوضح المخرج محمد صابر أنه قد تم تغيير اسم العرض، الذي كان  يحمل في البداية اسم “السرير” إلى “جنة هنا” في إشارة إلى  شخصيتي العرض وأضاف:” استغرقت عملية الاشتغال على النص قرابة الثلاثة سنوات مع الكاتبة صفاء البيلي، التي أظهرت حسن تعاون كبير، وهي من الكاتبات المستنيرات ، تهتم بأدق التفاصيل، وقد قمنا بتغيير الكثير من تفاصيل النص حتى وصلنا لشكله الأخير.
 وعن المشكلة التي يناقشها  العرض قال:  العرض يناقش المسكوت عنه في قضايا  المرأة ، وذلك من خلال العلاقة بين أم وابنتها، الأم هنا التي تحتفظ  بـ “سرير” قديم وبعض أشياء من الماضي،  وعلى النقيض ترى الفتاة في تلك الأشياء كل ما هو مؤلم وقاس لاسيما السرير.
و ووجه مخرج العرض  الشكر للفنان سامح مجاهد مدير فرقة مسرح الغد على كل ما قدمه للعرض من تسهيلات ،  خاصة بعد توقف عرض المسرحية بسبب جائحة كورونا. 
عرض «جنة هنا» بطولة عبير الطوخي، هالة سرور، بالاشتراك مع الفنان القدير أحمد الشريف، أشعار مسعود شومان، موسيقى و ألحان أحمد الناصر ، تصميم تعبير حركي حسن شحاتة، ديكور وأزياء مي زهدي، من تأليف صفاء البيلي و إخراج محمد صابر.
 


سمية أحمد