العدد 688 صدر بتاريخ 2نوفمبر2020
مصمم الديكور والإضاءة المسرحية المهندس حازم شبل، هو نائب رئيس وعضو مجلس إدارة الهيئة العالمية لسينوجرافيي ومعماريي وتقنيي المسرح»OISTAT»، .. مُحاضر بقسم الدراما والنقد بكلية الآداب جامعة عين شمس، صمم الديكورات والإضاءات المسرحية لأكثر من ثمانين عرضًا مسرحيًّا، من أبرزهم: أهلًا يا بكوات والإسكافي ملكًا والمتفائل وأليس فى بلاد العجائب وليله. عضو لجنة المسرح بالمجلس الأعلى للثقافة فى الفترة من 2017 وحتى 2019، معيد تأسيس وعضو مجلس إدارة والأمين العام السابق للمركز المصري بالهيئة العالمية للمسرح ITI، ومقرر لجنة تسيير شبكة السينوجرافيين العرب تحت رعاية الهيئة العربية للمسرح وهو أخيرًا رئيس ملتقي سينوجرافيين جنوب أوروبا وشمال أفريقيا SENA ، عن هذا الملتقى وأشياء أخرى كان لـ»مسرحنا» معه هذا الحوار.
-حدثنا عن ملتقى السينوغرافيين المسرحيين لدول جنوب أوروبا وشمال أفريقيا الذي ترأسه منذ بدء التفكير في فكرته؟
سنة 2005 الهيئة العالمية للسينوغرافيا «OISTAT» قامت بعمل معرض التصميمات المسرحية الدولية، على أساس أن يُقام المعرض كُل أربع سنوات فى دولةٍ ما تستضيفه، الدورة الأولى للمعرض كانت فى كندا مارس 2005، المعرض يتقدم له الفنانون من جميع أنحاء العالم وتشكل له لجنة دولية لاختيار عدد من التصميمات لتقديمها في المعرض، وفى هذا التوقيت تم اختيار تصميم لي، وفي هذه الدورة قلت لرئيسها: إن شاء الله سيكون المعرض فى مصر 2025. الدورة الثانية كانت في كوريا 2009 والثالثة في إنجلترا 2013 وأقيمت الدورة الرابعة فى تايوان 2017، ومن المتعارف عليه أن على من يرغب فى استضافة الدورة أن يتقدم بطلب قبلها بأربع سنوات، و فى آخر دورة وهي التي أُقيمت في تايوان قدمت ملفًا كي تستضيف مصر دورة المعرض فى 2021، و فى هذا التوقيت 2017 كانت إدارة وزارة الثقافة للملف سيئة جدًا، وتم تعطيله بدلًا من المساعدة، للأسف وزارة الثقافة لم تقم بدورها، علمًا بأن استضافة معرض بهذا الحجم هو شىء أشبه بالأولمبياد، شىء مهم جدًا فى العالم، حيث يخدم ملفات ثقافية وأمنية وتاريخية وسياحية، ولكن للأسف ذهب التصويت لكندا، وذهب المجهود المبذول بلا فائدة، وفى هذا التوقيت نصحني بعض المتخصصين بأن أقوم بعمل حدث أصغر قليلًا، فإذا نجح سيجعل الآخرين يثقون في قدرة مصر على تنظيم الحدث الكبير.. فكرت فى عمل دورة أصغر لدول حوض البحر الأبيض المتوسط، دورة إقليمية، وكانت المشكلة هي اعتباره مهرجانا دوليا، لا بد أن يتم دعوة جميع دول حوض البحر الأبيض المتوسط إليه، ولتفادى هذه المشكلة كانت هناك مفاوضات استمرت ثلاث سنوات، حتى أوائل 2020، وتم التوافق على تعديل المُسمى إلى «ملتقى جنوب أوروبا وشمال أفريقيا» و لإقامته سافرت لست دول، فهو أول ملتقى من نوعه في الشرق الأوسط، لم تقم هيئة دولية بعمل ملتقى بهذا الحجم، من قبل، وتم تحديد الموعد الخاص بالملتقى ليكون من 8 إلى 14 أكتوبر هذا العام، وهو التاريخ الذي حددته من عامين، حتى يكون بعد المهرجان التجريبي بشهر و قبل مهرجان الجونة ومهرجان السينما، بالإضافة إلى أن الطقس فى مصر يكون جيدًا فى هذا التوقيت، وكان مُقررا أن يُقام فى فى حرم دار الأوبرا المصرية، فى الهناجر ومركز الإبداع والمجلس الأعلى للثقافة، وقبل الإعلان عنه بداية العام، التقيت بوزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبد الدائم ، و كانت مطلعة على تطورات الأمر، و مشكورة قالت أنها ستدعم الملتقى بالأماكن. الملتقى عبارة عن معرض تصميمات ديكور وأزياء وإضاءة، لمصممين من جنوب أوروبا وشمال أفريقيا، ويقوم باختيار أفضل الأعمال المقدمة إليه، ويضم اجتماعات عمل ولجان خاصة بالهيئة ولقاءات وورش تدريب، و كان من المتوقع أن يحضره من 100 إلى 200 فنانًا على نفقتهم الخاصة، فالجميع متطوعين لا يحصلون على أجور، لأن تلك الهيئات فقيرة تتكفل فقط بالتنظيم والتواصل وتسهيل الأمور وعمل الجدول، و كل شخص مسئول عن الجهة التى تدعمه، ولكن مع جائحة كورونا تم تأجيل المُلتقى إلى 2022، لأن الهدف الأساسي منه هو الاحتكاك والتفاعل بين أصحاب التصميمات والمحاضرين من الضيوف وبين المهتمين من الفنانين والدارسين والجمهور المصري، ولكننا اكتشفنا مع تحويل الاجتماعات إلى اجتماعات أونلاين هذا العام، أن هناك خمس لجان كانت قد حددت بالفعل الاجتماع السنوي الخاص بها في مصر من 9 إلى 13 أكتوبر، وهُنا تم اقتراح أن تكون البداية أونلاين، و قد كتبنا التاريخ فى البوستر « 2020/2022» أي ان الملتقى ممتد لمدة عامين، و كانت أولى فاعلياته أونلاين، وبالتالى أقيمت اللجان في المواعيد نفسها التي حددتها من قبل بصفتي رئيس المُلتقى، وقمنا بعمل كل شىء خططنا له ما عدا إقامة المعرض والورش التدريبية، ساعدت فى ذلك البرازيلية آبى كوهين المُقيمة فى إنجلترا،
فهي التي نسقت الجدول ونظمت اللجان، وسجل فى الملتقى ما يقرب من 267 فنانًا وفنانة من 48 دولة، ولكن متوسط حضور الجلسات كان ما بين 30 إلى 40 فردا وهذا رقم جيد.
- ما أهم ما تم خلال هذا الملتقى؟
بالتأكيد هو اجتماعات اللجان، لأن الـ»OISTAT» هيئة تضم لجان عمل، وهذه الاجتماعات تمت بنجاح كبير، واستعرض الإنجليزي توم ديفيد مدير المشروع الخاص بالأوبرا الجديدة فى العاصمة الإدارية الجديدة، رسومات المشروع والتصميم ومراحل تطور و تنفيذ الفكرة، وهُناك صورة مرفقة حصرية إهداء منى لـ»مسرحنا» من الشرح الذي قدمه حول مجمع المسارح ودار الأوبرا فى العاصمة الإدارية الجديدة، فاللون الأحمر فى الصورة هو دار الأوبرا، واللون الأخضر على اليمين لقاعة استماع موسيقى، أما اللون الأزرق فى يسار الصورة فهو المسرح،
كذلك تحدث مندوب شركة من كبرى شركات تجهيزات المسارح فى العالم عن «التكنولوجيا» التي تجهز بها خشبات المسارح، كذلك من الجلسات الهامة أيضًا ما تم مع مبدعي ومصممي ديكور وإضاءة وأزياء عرض «الفرن» ، الذي عُرض على المسرح اليوناني القديم الذي يستوعب 15 ألف شخصا تقريبًا، فى فترة الكورونا وتم حضور النسبة المسموح بها وهي 40% وتم بث العرض مباشرة للعالم، وكان هناك لقاء آخر ضمن فاعليات الملتقى مع الفنانة نورا أمين ولقاء مع مصمم الصوت مفدى ثابت. وكان ذلك هو أول ملتقى « أونلاين كامل» يتم على مدار خمسة أيام، بمعدل عشرين جلسة. الفكرة كانت ناجحة جدًا، حيث التواصل المباشر ما بين الفنانين وبعضهم البعض، وبناءً عليه قررت الهيئة أن تقام اجتماعات اونلاين بشكل سنوي، وفى هذا الملتقى كان معنا مجموعة من الوجوه الجديدة من فناني المغرب والجزائر وتونس وليبيا والإمارات وسوريا والبحرين، وقد استطعنا حل مشكلة الترجمة، وقمنا بعمل ترجمة فورية بواسطة زميلنا بسام ياقوت وهو مهندس صوت مصرى، بما جعل الفكرة أبسط. واقول أن هذا الملتقى يقام لأول مرة ، ولأول مرة تأتى «OISTAT» إلى أفريقيا، ولنا أن نفخر بأن الملتقى أقيم بتنظيم مصرى، ونحن في انتظار الحدث الفعلي المُقرر إقامته إن شاء الله فى يناير 2022.
- ما الجديد لدى «حازم شبل»؟
أقوم بتصميم ديكور مسرحية «مورستان» إخراج سمير العصفوري لتقدم إن شاء الله على المسرح القومي، ولدى عمل آخر مع المخرج عصام السيد، حيث يقوم بالإعداد لإعادة تقديم عرض « أهلًا يا بكوات» كما أن لدى استعد لتقديم «ديوان البقر» مع المخرج محمد فاضل في مسرح الهناجر، ولم يُقرر بعد موعد افتتاح تلك العروض، و خلال الأسبوع الأخير من أكتوبر أقدم عرض «السُلطانية» وهو عرض يوم واحد إهداء مع المخرج مراد منير، سيتم تصويره على مسرح البالون.
- منذ أيام نشرت صورة لك مع الفنان محمود ياسين حدثنا عن كواليس تلك الصورة وعلاقتك بالفنان الراحل ؟
بعد انتهائي من الفرقة الثانية فى المعهد، كنت أتدرب فى التليفزيون وتحديدا في استوديو 5، وكانوا يُصورون مسلسل اللقاء الثاني، كانت مهندسة الديكور تُجهز لتصوير اليوم التالي، والديكور عبارة عن مكتب هندسي، وبعد عودتي للمنزل قمت برسمه على فرخ كبير، وقدمته لها في اليوم التالي لتُشاهده، فأبدت إعجابها الشديد به والمخرج المنفذ قرر أني من سأقوم بتصوير هذا المشهد، وهو مشهد لا يتعدى ثلاث ثواني، الجميل أن المشهد بدأ باللوحة كأنما هي تحية لي، ثم يرفع الكادر ويدخل الفنان محمود ياسين وأنا أقف كما لو كنت أرسم لوحة هندسية وهو يمدني بالملاحظات، فكانت ذكرى جميلة. الراحل محمود ياسين فنان كبير جدًا، له العديد من المسرحيات الهامة، و كان مدير المسرح القومي بدايةً من 1988 حتى أوائل 1990، وأنتج وقتها مسرحية «أهلًا يا بكوات» وهى من المسرحيات المهمة جدًا التي عُرضت فى المسرح القومي.